رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلة خبرة المقاولون عقبة أمام " تجديد منازل النوبيين"

مديرية إسكان أسوان تطرح مشروعاً بمليارات الجنيهات فى مناقصة محدودة

 

يحمل أبناء النوبة حباً جارفاً للرئيس الراحل أنور السادات، لدرجة أنهم يعتبرونه واحداً منهم، والسبب زيارته لأهل النوبة أكثر من مرة، ذات الحب يكنه النوبيون للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى ساند الحق النوبى المنسى طوال عقود طويلة، وقرر صرف تعويضات كاملة لكل أبناء النوبة الذين تضرروا من بناء السد العالى فى ستينات القرن الماضى، كما قرر مد يد التطوير والتجديد لكل مبانى قرى النوبة. . وهو ما تم رصد مئات الملايين من الجنيهات لتنفيذه، ولكن يبدو أن هناك من يسعده تعكير صفو فرحة النوبيين، وتحويل كل إنجاز على أراضيهم من مبعث سعادة إلى مصدر شكوى، ومن حلم جميل إلى كابوس مفزع. . وهذا بالضبط ما حدث فى عمليات تطوير منازل قرى مركز نصر النوبة، وهو مشروع قومى رصدت الحكومة له 120 مليون جنيه فى مرحلته الأولى العام الماضى و200 مليون جنيه فى العام الحالى، بمتوسط تكلفة تتراوح بين 470 ألفاً و488 ألف جنيه لإحلال وتحديد كل منزل فى قرى المركز البالغ عددها 43 قرية.

وعملية بهذا الحجم وتلك التكلفة الضخمة، تحتاج إلى أساليب فنية وهندسية لتنفيذها بشكل صحيح، ولا سيما أن تربة قرى مركز نصر النوبة تربة طفلية «انتفاشية» يحتاج البناء عليها إلى طرق خاصة جداً لا تتقنها سوى شركات المقاولات صاحبة الخبرات الكبيرة.

وبنص القانون رقم 182 لسنة 2018 كان يجب طرح تلك العملية بنظام المناقصة العامة، ولكن قطاع التشييد والبناء والعلاقات الخارجية بوزارة الإسكان، ومديرية الإسكان بأسوان قررا طرح تنفيذ تلك العملية بنظام المناقصة المحدودة، وأرسلا كراسات الشروط لكل مقاول متعاقد مع مديرية الإسكان فقط، ثم قسما المشروع الواحدة لعدة عمليات للتسهيل على تلك الشركات وكان طبيعياً والحال هكذا أن يتحول المشروع من حلم جميل إلى كابوس مخيف. .

وحسب مذكرة قدمها محمد صالح عدلان، رئيس النادى النوبى العام، إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى -حصلت الوفد على صورة منها- فإن عمليات الإحلال والتجديد التى تمت حتى الآن على منازل قرى نصر النوبة شهدت إهداراً متعمداً للمال العام. . ويقول «عدلان» فى مذكرته: ما تم تنفيذه فى منازل قرى نصر النوبة يتنافى مع المبلغ المخصص

للمنزل، البالغ 488 ألف جنيه، فى صورة تعتبر إهداراً متعمداً للمال العام من حيث الاستقطاعات غير القانونية والمزايدة فيها. . فضلاً عن تحمل اصحاب هذه المنازل مبالغ إضافية، لأن المنازل يتم تسليمها لأصحابها بدون تشطيب أو دهانات، ما يكبد أصحابها مبالغ إضافية رغم أن المبالغ المرصودة لكل منزل يكفى ويفيض لتجديد المنزل بالكامل بما فى ذلك التشطيب والدهانات.

وأضاف رئيس نادى النوبة العام فى مذكرته: «ثلث المقاولين المتعاقدين مع مديرية الإسكان بأسوان ليست لهم أدنى خبرة أو سابقة أعمال حقيقية نفذت على أرض الواقع وجميع سوابق الأعمال التى قدمت لمديرية الإسكان ليس لها مركز قانونى مستديم لدى جهة إصدارها أو لها ملف خاص بما تم تنفيذه من إسناد أعمال. . وبهذا المنطق يترك المال العام لهواً ولعباً فى يد الهواة».

وتتوالى المفاجآت، ومصدرها هذه المرة هو الحسين عوض، رئيس مجلس إدارة إحدى جمعيات تنمية المجتمع المحلى بالنوبة، الذى أكد للوفد أن كثيراً من الشركات التى تولت تجديد منازل قرى نصر النوبة مسجلة فى الاتحاد العام لمقاولى البناء والتشييد منذ أقل من عام واحد فقط، بمعنى أنها حديثة العهد وخبراتها لا تزال محدودة جداً. . وقال عوض: «كل أبناء النوبة ليس لهم سوى مطلب واحد وهو إما اسناد مشروع إحلال وتجديد منازلهم لشركة المقاولين العرب لخبرتها الكبيرة فى مجال التشييد والبناء، أو طرح المشروع فى مناقصة عامة لتكون متاحة أمام الشركات الكبرى القادرة على تنفيذ المشروع بشكل جيد».