رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محالج القطن بالدقهلية.. ملاهٍ وقاعات أفراح

..ومبادرة الرئيس تعيد الحياة إلى محالج مصر

 

حالة من الفرحة انتابت فلاحى محافظة الدقهلية، التى أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخراً، فى استعادة منظومة زراعة القطن طويل التيلة «جيزة 45» والملقب بالذهب الأبيض، لتبعث تلك الصناعة إلى الحياة من جديد ومعها استعادة المحالج، وصناعة المنسوجات القطنية، التى طالما ساهمت فى الدخل القومى للبلاد، وكانت مصدراً رئيسياً لدخل الفلاح اقتصادياً.

ووسط اهتمامات وزارة الزراعة لوضع آليات المنظومة فى زراعة محصول القطن، جاءت بالتوازى مع مطالب الفلاحين فى ضرورة توفير البذور الجيدة، والمبيدات لضمان جودة الإنتاج، علاوة على عملية التسويق للمحصول وحمايتهم من تجار السوق السوداء.

وهنا تأتى أدوار عودة شون تجميع القطن بالمراكز مروراً بعملية التصنيع بداية من المحالج لفصل بذرة القطن، وتجهيزه خالياً من الشوائب تمهيداً لصناعة الغزل وحتى يصل كمنتج قطنى عالى الجودة، وعودة للتصدير العالمى والذى طالما تهافتت الدول الأوربية بالإقبال على شرائه.

وفى الدقهلية، التى كانت تعد أكبر محافظات مصر فى زراعة محصول القطن، والتى كانت تليها فى المحافظات الشرقية، حيث كانت صناعة حلج القطن أيضاً من اهتمامات الدولة، حيث أنشئت تلك المحالج منذ عام 1823، لتشمل شركة مصر (1) للحليج بنهاية شارع الأوتوبيس بالمنصورة، والذى أنشئ على مساحة 13 فداناً، وكانت تضم أكبر معاصر زيوت لبذرة القطن، علاوة على أكبر شون تجميع القطن على مساحة 50 فداناً، علاوة على شركة الدلتا لحليج الأقطان (2) بشارع الجيش أمام مسجد النصر بالمنصورة، ومحالج الدلتا بمدينة شربين، والوادى بميت غمر، وغيرها من المحالج بمركزى السنبلاوين وبلقاس، علاوة على شون التجميع المنتشرة فى مراكز وقرى المحافظة.

يقول المهندس كريم النعمانى، نقيب الفلاحين بالصلاحات وعضو الوفد ببنى عبيد، إن معظم تلك المحالج طرأ عليه الكثير من التغيير منذ بداية الإهمال فى عصر يوسف والى وزير الزراعة الأسبق، حيث جاءت الطامة الكبرى منذ 10 سنوات عام 2000 تقريباً والصورة أصبحت قاتمة، حيث تم تجاهل زراعة القطن وأدراجه ضمن أولويات الوزارة، أعقب ذلك تسريح العمالة داخل تلك المنظومة لصناعة القطن وذلك بالتسوية بالتراضى والاتفاق على منح عمال وفنيو المحالج جزء من مستحقاتهم المالية للخروج بدون مشاكل، ومن هنا ظهرت أيادى العبث فى التصرف لبعض أراضى الشون مثل أحد الفروع بشارع سيدى يونس، والذى تم بيعه ليتحول إلى مبان سكنية حالياً.

مشيراً إلى أن باقى المحالج الرئيسية وأن كانت لا زالت موجودة إلا أنها أصيبت بالشيخوخة، ومعظمها لا يعمل إما بسبب التهالك أو لقلة الوارد من القطن والذى كانت زراعته فى الدقهلية لأكثر من ثلثى الأراضى، ولكم أن تتخيلوا مدى العمالة والتى كانت تبدأ من الزراعة وحتى التصنيع.

ويضيف المهندس طلعت أبوالسعود رئيس لجنة الوفد بالكردى قائلاً عودة الرئيس «السيسى» للاهتمام بزراعة القطن، نظرة مستقبلية مشرقة للفلاح وللصناعة والتى غاب اقتصادها مع غياب القطن فمحالج القطن انتهت مع إهمال زراعة القطن طويل التيلة والذى استبدل ببذور القطن قصير التيلة والذى ساهم فى ابتعاد الفلاحين عن زراعته.

مشيراً الى أن أغلب تلك المحالج الحالية، لا تزال تعمل بالماكينات القديمة وهى صناعة تبدأ من عام 1879 وهناك ماكينات منذ ذلك التاريخ لا تزال تعمل فى المحالج ومنها ماكينات من أعوام 1880 حتى 1883 وهى ماكينات تعمل الديزل أو بالكهرباء، وهذا الأمر يحتاج الى التطوير بما يتناسب مع هذا العصر الحديث.

ولهذا فقد أصبحت المحالج رغم أنها ما

زالت قائمة إلا أنها لا تفى بالغرض للعودة بتلك المنظومة للحياة من جديد والتى تعد من أهم الصناعات فى مصر.

فيما تأتى الطامة الكبرى فى أحد أكبر المحالج والتابع لشركة مصر (1) للحليج بنهاية شارع الأوتوبيس بالمنصورة والذى تبلغ مساحته 13 فداناً وكان يضم أحد معاصر الزيوت لبذرة القطن، حيث كشفت إحدى زيارات حسام الدين إمام، محافظ الدقهلية الأسبق، بنفس شارع المحلج، تلاحظ وجود أعمال بناء لقاعة أفراح ومدينة «ملاهى» للأطفال، وكافيه، ومبنى لحمام سباحة، ليقرر بإحالة جميع المسئولين للتحقيق.

 مشيراً إلى أن محالج القطن فى الدقهلية ومنها شركة مصر (1) لحليج القطن بالمنصورة التى تضم دواليب مصانع الحليج للقطن وبطاقة 1000 قنطار، أى ما يعادل 800 كيس قطن، وعمالة موجودة على أرض الواقع بلغت 100 عامل ما بين عماله منتظمة ومؤقتين، حيث ما زال المحلج مستمراً فى العمل وبنسبة تصل إلى 20 % بالمقارنة للزراعة قديماً، مشيراً إلى أن عمل المحلج الآن مع الأقطان التى يتم تجميعها من خلال ما يسمى بالجلابين التابعين للشركات الخاصة، حيث يقتصر دورنا فى الحلج فقط مقابل مادى.

أما عن التفريط فى بعض الأراضى، فهذا وارد لأن المرحلة القادمة للتطوير تحتاج إلى معدات متطورة وبالتالى ستكون بديلاً للمعدات التى تهالكت، والتى كانت تستغل بمساحات وأعداد أكبر، الأمر الذى يعد على سبيل المثال كنا نتعامل فى الحليج من خلال مساحة لعدد 75 دولاباً، ومع التطوير سيكون 12 دولاباً لمعدات حديثة لرفع الكفاءة، وبنسب أعلى، علاوة على التعامل البيئى وصحة العمال، فلا يوجد عوادم مؤثرة على صحة العامل ناتج ما يسمى «الزغبار» وهو تراب القطن، ومعظم تلك المعدات تدار بالكمبيوتر لتكون منظومة التطوير مثمرة ليخرج إلينا منتج قطن عالى الجودة خالياً من الشوائب.

وعبر فلاحو الدقهلية عن رضائهم الكامل لتلك الخطوة والتى تعيد القطن طويل التيلة «جيزة 45» للحياة من جديد، حيث باركت خطوات الرئيس «السيسى»، حيث طالبوا بالاهتمام فى استعادة المنظومة بالقضاء على المعوقات، سواء فى الزراعة أو الصناعة، حيث أكدوا أنها بشرة خير تعود بالعصر الذهبى للفلاح، وهى فى ذات الوقت تسهم فى أزمة مياه الرى نظراً لأنه محصول « ناشف» لا يحتاج لمياه رى كبيرة، مثل زراعات أخرى.