رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دور الإمام محمد عبده في تجديد الفكر المصري في لقاء بمكتبة الإسكندرية

جانب من الندوة
جانب من الندوة

 قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن الإمام محمد عبده هو ظاهرة فكرية علمية أخلاقية لها قيمة كبيرة، وهو إمام المجددين بلا منازع. جاء ذلك في افتتاح ندوة "تجديد الفكر المصري في العصر الحديث: الإمام محمد عبده نموذجًا" صباح اليوم، بمشاركة عدد كبير من الأساتذة والمفكرين، وأحفاد الإمام محمد عبده من الأجيال الثالثة والرابعة والخامسة.

  

وأكد الفقي أن الإمام محمد عبده جاب أصقاع العالم العربي داعيًا للحرية والعدل والالتزام بتعاليم الإسلام الصحيحة، وهو شخصية عالمية لن تتوقف الكتابات والدراسات التي كتبت عنها، فهو أرحب وأوسع من كل ما يكتب.

 

وتحدث مدير مكتبة الإسكندرية عن فكر محمد عبده الإصلاحي، ودوره الملهم للثورة العرابية، والأجيال التي تتلمذت على يده، وكتاباته التي امتدت آثارها لعدة بلدان، إلى جانب تواصله مع مفكري الغرب ومنهم الأديب تولستوي.

 

وأكد الفقي أن هذا اللقاء يأتي في سياق اهتمام المكتبة بمسيرة تجديد الفكر المصري، وأيضًا تماشيًا مع توجه رئيس الدولة والأزهر الشريف في هذا الشأن.

وقام مدير مكتبة الإسكندرية بإهداء الأستاذ أدهم إبراهيم ماضي الحفيد الرابع للإمام محمد عبده درع مكتبة الإسكندرية، تكريمًا لاسم الإمام الراحل. 

 

وتحدث الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة والعميد الأسبق  للكلية، عن جوهر الفكر الإصلاحي للإمام محمد عبده، وهو الاستسلام لحكم القانون، مؤكدًا أن الدرس المستفاد من أفكار الإمام هو أن الطريق لبناء الدولة هو الإصلاح وليس الثورة.

 

ولفت إلى أن الإمام محمد عبده رأى أن رابطة الجامعة الإسلامية روحية تربط كيان المسلمين، أما رابطة الدولة فتقوم على أساس المواطنة. وأكد أنه كان رافضًا لفكرة الوصاية الدينية، وأن الحاكم ليس له سلطة دينية يحكم بها على عقائد الناس.

 

وشدد زايد على أهمية النظر إلى تاريخ المجددين في النقاش الحالي حول تجديد الخطاب الديني، وطرح أفكارهم للنقاش واستخلاص الدروس المستفادة منها.

من جانبه، تناول الدكتور محمد كمال الدين إمام أستاذ الشريعة والقانون المقارن بكلية الحقوق بجامعة الاسكندرية، فكر الإمام محمد عبده من زاوية منهجيته، موضحًا أن منهج الإمام كان قائمًا على ثلاثة عناصر؛ هم:

صناعة الأفكار، وصناعة الكوادر التي تحمل الأفكار، وصناعة المؤسسات التي من خلالها تبقى هذه الأفكار.

 

وأشار إلى أن الإمام أحدث نقلة في الفكر التشريعي لكي تنضبط الحياة الفكرية وكيف تتعامل مع الشريعة والواقع والمجتمع، وقد بدا ذلك واضحًا في تقريره لإصلاح المحاكم الشرعية. وأضاف أنه عمل على بناء مؤسسات إصلاحية داخل البلاد، منها مدرسة القضاء الشرعي، التي نفذت على أيدي تلاميذه، وقامت على إنجاز ما يحتاجه العصر دون الانفصال عن مصادر التراث.

 

وأكد أن الإمام محمد عبده كان واحدًا من الذين غيروا في صيغة الأفكار نفسها، وأنه كان يؤمن أن التجديد يجب أن يتم داخل المؤسسة الأم وهي الدولة، وأن مقاصد الشريعة ليست لصالح الأديان ولكن الإنسان.

وفي كلمتها، تحدثت الدكتورة مرفت أسعد؛ أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية بجامعة الإسكندرية، عن الشخصيات التي أثرت في حياة وفكر الإمام، وأبرزهم معلمه وملهمه جمال الدين الأفغاني، وأنصار الثورة العرابية الذي انضم إليهم بهدف توحيد صفوف المصريين في وجه الاحتلال الأجنبي، وأخيرًا الخديوي عباس حلمي الثاني الذي شن حربًا ضروسًا ضد الإمام ظنًا منه أنه كان عائقًا أمام طموحاته.

جدير بالذكر أن اللقاء جاء ضمن فعاليات مجلس الطهطاوي للتنوير بمكتبة الإسكندرية الذي يهتم بمسيرة تجديد الفكر المصري ودور أعلام النهضة ورواد التنوير في العصر الحديث، بالتنسيق مع قطاع التواصل الثقافي بالمكتبة.