رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في الصعيد.. مصنع سكر يبحث عن قصب ليعمل بكامل طاقته

تقع مصانع السكر والتكرير بجرجا جنوب محافظة سوهاج على مساحة 155 فدانًا شرق المدينة على النيل مباشرة ،حيث يعمل به 975 عاملًا وينتج حوالي نصف مليون طن سكر سنويًا ويعاني المصنع خلال السنوات الأخيرة أزمات كبيرة مما جعله يعمل ثلاثة شهور سنوية من 25 /1 حتى 25/4 فقط كل عام.

 

والمصنع قائم علي صناعة السكر من القصب وكان يعمل به  أكثر من  2000 عامل ويحقق مكاسب كبيرة سنويا لكن بسبب تقلص مساحات زراعة القصب بسبب عدم إهتمام الدولة بالمزارعين وإنصافهم ماديا توقفت الدورة الزراعية تماما وأصبح ما يورد للمصنع سنويا لا يتعدى 500 ألف طن قصب  فقط للعصير مما أدى إلى انخفاض الإنتاج وتم تقليص عدد العمال للنصف واتخاذ مجلس الإدارة قرارا بعدم تعيين اى شخص منذ سنوات بديلا للذين يخرجون معاشا سنويا أو الذين وافتهم المنية مما تسبب فى وجود عجز بأماكن العمل بالمصنع.


 ومصنع سكر جرجا يشمل عددا من الأقسام يمر من خلالها محصول القصب بعدة مراحل حتى يتحول إلى سكر ابيض فالمرحلة الأولى تشمل ” الدريسة ” وهى عملية نقل المحصول من الزراعات إلى داخل المصنع وهى تتم أما باللورى او بالقاطرات التى تصل إلى الى الداخل مباشرة.


والمرحلة الثانية : تشمل ” التفريغ الميكانيكى “على طبلية ثم النقل على  سير لتسوية القصب ثم التقطيع إلى شرائح ثم عملية العصر التى تمر  بـ6 عصارات وفيها يتجه عصير 1 وعصير 2  للغلايات مباشرة ومنها للإنتاج بينما يعود الباقى للعصارات مرة أخرى وذلك للترطيب ومنع الفاقد ثم يدخل بعد ذلك إلي المرحلة الثالثة وهي التبخير ثم المرحلة الرابعة ” الطبخ ثم المعالجة ” وفي المرحلة الخامسة يتم عملية ” النفض” وهذه المراحل تعتبر قديمة جدا لم يتم تطويرها منذ عقود وبالتالى لا تستطيع العمل طوال السنة سواء على إنتاج السكر من محصول القصب او من السكر الأحمر الخام.


وبتلاحظ أن إنتاجية السكر انهارت تماما خلال السنوات الأخيرة وبرغم وجود 20 مهندسا بالمصنع و12 فنيا و10 إداريين و950 عاملا على الأقل حيث لا يعمل الجميع الا ثلاثة شهور في السنة فقط ويتقاضون مرتباتهم طوال السنة طبقا للشركات القابضة ونظامها.


وطالب عدد كبير من العمال بتطوير الآلات والاهتمام بزيادة الرقعة الزراعية لمحصول القصب أو تحويله إلي مصنع للبنجر الذي لا يستهلك كميات كبيرة من المياه في زراعته حتى تستمر هذه العمالة فى وظائفها والإنفاق علي أسرهم.

وكان قصب السكر من المحاصيل الإستراتيجية والهامة بمحافظة سوهاج والتي جاءت بالمركز الثاني في زراعته بعد محافظة قنا حيث وصلت مساحة الأراضي المنزرعة بالمحصول في بداية تشغيل مصانع السكر والتكرير بجرجا منذ 25 عاما إلى أكثر من 70 ألف فدان ولكن تقلصت المساحة حاليا لتصل إلى 14 الف فدان وذلك لأسباب كثيرة منها تدني الأسعار التي حددتها الحكومة لاستلام المحاصيل من المزارعين 720 جنيها في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار الأسمدة والسولار والأيدي العاملة ناهيك عن مماطلة المصنع في تسليم ثمن المحاصيل للمزارعين والسرقات المتكررة أثناء نقل المحصول للمصنع وتعطل وتهالك معظم خطوط الديكوفيل الخاصة بنقل محصول قصب السكر من الحقول إلى المصانع .

 

ويدخل قصب السكر في صناعات أخرى مثل صناعة العسل الأسود كما تستخدم بقايا المحصول في ما يزيد عن 25 منتجا صناعيا ثانويا مثل الجزء المتبقي من العصر تقوم عليه صناعة الكحول والخل وخميرة البيرة الجافة وسلفات البوتاسيوم والسيتون وكذلك المصاص ويستخدم في صناعة لب الورق والخشب الحبيبي وشمع القصب ومخلفات الحقل حيث يستخدم القالوح "الجزء المتبقى في الأرض من عيدان القصب بعد جمعها" والأوراق الخضراء الجافة في تغذية المواشي إلى جانب ما يتخلف في الأرض من رماد حريق الأوراق الجافة الذي يزيد من خصوبة الأرض كما يمكن استخدام تلك المخلفات في عمل سماد عضوي صناعي.

 

وحمل مزارعو القصب بمحافظة بسوهاج وزارتى الزراعة والتموين مسئولية تراجع المساحات المنزرعة من القصب والتي كانت تساهم فى معيشة آلاف الاسر بسبب عدم استنباط أصناف جديدة تعمل على زيادة الإنتاجية منذ 25 سنة وعدم وجود خطة لتلاشى أمراض زراعات القصب من نوعية س 9 والمماطلة في صرف مستحقات توريد المحصول وعدم إعادة النظر فى العقود المبرمة بين مزارعى القصب وشركة السكر للصناعات التكاملية منذ الستينيات بجانب عدم تطهير الترع لضمان وصول مياه الرى بصورة سهلة للمزارعين ومشاكل النقل ونقص والأسمدة وارتفاع التكاليف الزراعية التى أرهقت المزارع وتعرضه لخسارئر فادحة بعد انتظار عام كامل للمحصول لتسديد الالتزامات المالية لبنك التنمية وعدم فحص التربة وتحليلها لإعادة تقدير الاحتياجات السمادية للمحصول. 

في البدايةمحمد خضيري مزارع أنه لابد من تحمل مصنع السكر تكلفة نقل محصول القصب من الأرض إليها وفقًا لما ينص عليه العقد المبرم بين الطرفين مؤكدًا أن المزارعون حاليًا ينقلون نحو 65% من القصب المورد على نفقتهم الخاصة بالإضافة إلى التضرر من تأخر المصانع فى استلام القصب المحروق حتى تنطبق عليه عملية التحاليل الكيميائية بنسبة ناتج السكر بما يعرض مزارعى القصب إلى خسائر فادحة مطالبًا برفع قيمة منحة الرى المقررة منذ سنوات قديمة والتى

تقدر بنحو 20 جنيهًا وذلك نظرًا لارتفاع السولار وإعادة النظر فى العقد المبرم بين مزارعى القصب وشركة السكر للصناعات التكاملية منذ الستينيات والمنظم للعلاقة بينهما نظرًا لتغير الكثير من الأوضاع.

وقال وحيد عبد الرحمن أحد المزارعين أن زراعة محصول قصب السكر في سوهاج شهدت تراجعا كبيرا في المساحات المزروعة وكذلك الكميات المنتجة من كل فدان في السنوات الماضية وخاصة العامين الماضيين نتيجة للارتفاعات التي طرأت على أسعار الوقود والأسمدة الكيماوية والأيدي العاملة والتي تعتبر من مقومات وأعمدة إنتاج قصب السكر وتعدى أجر العامل 100 جنيه في اليوم بجانب وجبتي الإفطار والغداء مما كان له تأثيرًا مباشرا في ارتفاع تكلفته وقلة العائد المادي من زراعته مؤكدا أن المحصول حاليا يمثل عبئا لأنه لا يدر أي مكسب مشددا على أن استمرار الحكومة في سلوك هذا النهج يجبر المزارعين بالعزوف عن زراعته مطالبا الدولة برفع سعر الطن لمحصول قصب السكر إلى 1000 جنيه تماشيا مع ارتفاع تكلفة إنتاجيته.

وقال أحمد السباعي مزارع أن الكمية التي يصرفها التعاون الزراعي من السماد الكيماوي للفدان لا تفي بالغرض مما يجبر المزارعين بتعويض هذا النقص عن طريق الاستعانة بالسوق السوداء متحملين فارق السعر المرتفع مؤكدا أن الاسمدة المطروحة حاليا وهى يوريا نيتروجين" 46 %" لا تفي بالغرض ولا تعطى نبات القصب ما يحتاجه من عناصر مغذية له وللتربة مطالبا بعودة سماد الأزوت إنتاج شركة أبو قير أمثال "السماد المخصوص" بأنواعه وهذا ما يتماشى مع نبات القصب نظرا لطبيعة النبات التي تحتاج إلى عناصر معينة لكى يعطى إنتاجيه عالية. 

وقال عبد الخالق أحمد أحد المزاراعين أن خطوط الديكوفيل الخاصة بنقل محصول قصب السكر من الحقول إلى مصنع السكر بجرجا متهالكة وغير صالحة للنقل لأنه تم إنشاؤها منذ حوالي 27 عاما والشركة تهمل في أعمال الصيانة الدورية لها كما أن قاطرات النقل غير صالحة للشحن وكثير ما يتم إنقلاب تلك السيارات وهى محملة بالقصب ووقوعها في الترع وعلى جنبات الطرق ليقوم المزارع بشحنها مرة أخرى متحملا أضعاف تكلفتها عن المرة الأولى بجانب الأضرار الأخرى من نقص في الوزن والكمية للمحصول مما يجعل العديد من مزارعي القصب يلجأون لشحن المحصول فوق قاطرات الجرارات الخاصة بهم وهذا ما يمثل عبئا إضافيا يتحمله المزارع ناهيك عن السرقات التي تتم أثناء نقل المحصول .

وقال أحمد فقير نقيب الفلاحين،فى أن سعر الطن الذي يتقاضاه الفلاح غير مجد وذلك لارتفاع تكاليف العامل الزراعى الذى يقوم بجميع عمليات نقل المحصول وزراعته مطالبًا بمراعاة الحكومة ارتفاع التكاليف الزراعية التى أرهقت المزارع وتعرضه لخسارة بعد انتظار عام كامل للمحصول لتسديد الالتزامات المالية لبنك التنمية وصرف مستحقات التوريد فور تسليم المحاصيل للمصنع. 

وأوضح فقير أنه لابد من رؤية وسياسة زراعية واضحة تعمل على خدمة الفلاح وحل جميع المعوقات وخاصة مشاكل مزراعى قصب السكر بسوهاج ورفع الأسعار والاهتمام بالمحاصيل السكرية لزيادة الإنتاجية وسد العجز بين الإنتاج والاستهلاك وذلك عن طريق زيادة إنتاجية قصب السكر عن طريق التوسع الرأسى وتدعيم برامج التربية لإنتاج أصناف متميزة كماً ونوعاً وكذلك استخدام أحدث الوسائل لمقاومة الأمراض والحشرات وتقديم الدعم الكامل فيما يخص توفير مستلزمات الإنتاج وخاصة الأسمدة وإزالة المعوقات التى تواجههم ومنها مشاكل النقل والقروض والأسمدة ومياه الرى وفحص التربة وتحليل عدد من العينات بأحواض مختلفة لإعادة تقدير الاحتياجات السمادية لمحصول قصب السكر.