رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ملابس ملطخة بالدماء وتكفين الحيوانات أبرز أعمال السحر والشعوذة

جانب من حملات تنظيف
جانب من حملات تنظيف المقابر

رجال الدين: الساحر كافرٌ شرعًا

 

انتشرت حملات تنظيف المقابر التى لا تهدأ ولا تتوقف بجميع مراكز وقرى ونجوع محافظة سوهاج بعد تزايد أعمال السحر والشعوذة بصورة غير مسبوقة.

 وبات الأهالى يطالبون المشاركين فى الحملات بالقدوم اليهم للبحث فى مقابرهم عن «الأعمال السفلية» والدجل والشعوذة والسحر التى تم وضعها داخل المقابر.

وأسفرت الحملات المقامة عن العثور على مئات الأعمال من السحر والطلاسم الغريبة وغير المفهومة وملابس داخلية للسيدات ملطخة بالدماء وتكفين للطوب وهياكل الحيوانات وفساتين زفاف، حتى الأطفال لم يسلموا من تلك الأعمال الشيطانية، فقد تم العثور على الكثير من ملابس الأطفال عليها كتابات وطلاسم لأعمال سفلية.

واستعان الشباب ببعض الشيوخ لفك تلك الأعمال السفلية والتعامل معها بشكل صحيح وقاموا بالبحث داخل المقابر المهجورة وكشفوا واكتشفوا الكثير من الأعمال السفلية المنفذة على فساتين زفاف وجماجم حيوانات وأوراق مكتوب عليها بالحبر الأحمر والأسود أسماء بنات وسيدات وشباب بالمرض أو التفريق أو الموت أو عدم الزواج وخراب البيوت أو عدم الإنجاب ومن أبرز تلك الأعمال قماشة كتب عليها «بسم إبليس» بدلًا من «بسم الله الرحمن الرحيم» داخل المقابر.

ومن أبرز القصص التى تداولتها صفحات موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك بسوهاج انتحار الشاب محمد ع من مركز طما عقب قراءته بعض كتب السحر وكذلك قيام «س م خ» فتاة بتقليد أصوات الطيور والحيوانات «كلاب وبط» حتى تم علاجها عن طريق أحد المشايخ بالرقية الشرعية والقران الكريم.

وقال أ.ج أحد المواطنين إنه واجه حالة غريبة عندما شعرت زوجته بألم بأرجلها وذهبت مع والدتها أثناء سفره إلى إحدى المشعوذات التى استولت منها على أكثر من 8 آلاف جنيه وبعرضها على أحد الأطباء تبين أنها مصابة بالتهابات فى الأعصاب وتم علاجها.

وقال الدكتور هاشم المراغى بجامعة سوهاج: لم يفلح تطور الطب والعلم واتساع مدارك البشر وحملات الأمن ومحاضرات المشايخ فى اختفاء مدعى السحر والشعوذة فى ضوء خلط الدين بالخرافة والعلم بالأسطورة وفق مراقبين.

وأضاف أنه تتعدد مقاصد من يلجأون إلى المشعوذين والسحرة لكنها تتراوح بين الرغبة فى تغيير واقع أو الطمع فى الحصول على منصب أو ثراء أو معرفة الغيب وما يخبئه المستقبل من أحداث مفرحة أو محزنة بحسب ما يشير ضحايا ومتخصصون.

ويفسر المراغى لجوء الكثيرين إلى السحر والشعوذة على الرغم من انتشار التعليم واضمحلال الأمية والتعمق فى أمور الدين وارتفاع مستوى الدخل، فضلًا عن تحذيرات الشرطة وتطور وسائل الاتصال بأنه نتاج «رواسب اجتماعية» كون المجتمعات العربية ما تزال تعد مجتمعات انتقالية بين مرحلتى التقليد والحداثة، قائلًا إن «مجتمعاتنا لا تزال متأرجحة بين تقاليد الماضى ومعطيات الحاضر».

ويستدرك الدكتور هاشم بقوله إن اللجوء إلى السحر لا يقتصر على المجتمعات العربية أو الشرقية فحسب بل هو موجود فى المجتمعات المتقدمة لكن نسبته تقل كثيرًا عن تلك المتوفرة فى بلدان عربية أو شرقية مضيفًا أن اليأس من الحلول المنطقية يدفع الشخص إلى اللجوء إلى السحر والشعوذة فحين يعجز الطب عن علاج حالة مرضية فإن صاحبها يحاول البحث عن حلول أخرى رغم أنه يعلم خطرها وعدم صدقها إضافة إلى دور المحيط الاجتماعى فى تشجيع الشخص على اللجوء إلى هؤلاء المشعوذين بتزيين شرورهم وإظهارهم قادرين على الشفاء أو إيجاد حلول للمشكلات التى يعانيها أى شخص.

وفى سياق متصل، قال الدكتور عمر على مدرس الاعلام بجامعة سوهاج إن صفحات الجرائد تتملئ بقصص السحر والشعوذة وتتداول المجالس

روايات الاحتيال والمشكلات الاجتماعية والصحية والنفسية التى قد يتسبب بها السحرة والمشعوذون، مضيفًا أن صفحات التواصل الاجتماعى أصبحت منصة بجانب بعض القنوات الخاصة لنشر أعمال السحر والشعوذة.

وقال الدكتور خالد عبداللاه مفتش أول أوقاف بإدارة طما ووكيل مديرية الأوقاف بسوهاج سابقا إن من الآثام الخطيرة والجرائم الكبيرة وعظائم الذنوب السحر، فقد جاء فى التهديد على فعله والوعيد على التعامل به نصوص كثيرة فى كتاب الله عزَّ وجلّ وسنة رسوله صل الله عليه وسلم والسحر عقدٌ ونفثٌ ورقى وتعاملٌ مع الشياطين وتقربٌ إليهم ثم يترتب على ذلك أضرار كثيرة، فمنه ما يقتل ومنه ما يُمْرِض ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه إلى غير ذلك من الأخطار والأضرار التى لا تقع إلا بإذن الله، كما قال الله تعالى: (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أحد إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ).

وأضاف عبداللاه أنه لا يكون الإنسان ساحرًا إلاَّ إذا كفر بالله تعالى ونبذ القرآن الكريم وخالفَ الشرع الحكيم وتقرب للجن والشياطين يدل على ذلك قول الله جلَّ وعلا: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ).

وقال الشيخ محمد عبدالواحد مفتش بالأوقاف إن لجوء الناس إلى أعمال السحر هو قلة دين وضعف فى الإيمان وإن جمهور الفقهاء أكدوا أن تعلم السحر وتعليمه وممارسته حرام شرعا وأن العلماء حرموا الذهاب إلى السحرة وتصديقهم لما رواه الإمام مسلم فى صحيحه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال «من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يومًا»، وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال «من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد».

وطالب الأهالى المقيمين بالقرى بأنه يجب التصدى لأعمال السحر عن طريق علماء وزارة الأوقاف والأزهر وتكثيف الدروس بالمساجد فى هذا الموضوع وخطره، بالإضافة إلى تسيير قوافل دعوية إلى القرى المعروف عنها أعمال السحر وتوعية الأهالى بالإبلاغ الفورى عن السحرة للجهات الأمنية ويتم تطبيق القانون عليهم بتهمة السحر والشعوذة.