رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دماء أبنائنا ستظل نبراسًا للأجيال القادمة

بوابة الوفد الإلكترونية

أسر شهداء الشرطة يروون قصص «الأبطال» وروايات  التحدى «  2 »

الشهيد العطار.. دماء رجل الشرطة فضحت شريعة الإخوان العدوانية بالمنيا

عشرات الشهداء الذين سالت دماؤهم، لحماية الوطن وقفوا بأجسادهم أمام رصاص الغدر ولم يتراجعوا حتى مع إطلاق رصاص حى، خرج الشهداء وتركوا أٌمهات وآباء وأبناء يبكون حزنًا وقهرًا يجلسون فى منازلهم يتذكرون الضحايا واللقطات الأخيرة لهم، وهم يؤكدون أن حق أبنائهم لن يضيع، فيد الإرهاب الآثمة لم تفرق بين مسلم ومسيحى على أرض الوطن، لم تفرق بين مدنى وعسكرى بين شرطى ومجند، بل الجميع طالته يد الإرهاب الغادر.

المنيا

فى صبيحة يوم فض اعتصام رابعة والنهضة عام 2013، اصدرت التعليمات السرية من مكتب الارشاد برئاسة (بديع )، لكافة المحافظات والمراكز، باقتحام مراكز الشرطة، وحرقها، ونهب محتوياتها، وقتل من فيها، ردا على قيام وزارة الداخلية فى ذاك الوقت بفض اعتصامي رابعة والنهضة.

حيث تزعم ثروت عبد الفتاح، بمركز مطاى، تنظيم الإخوان الإرهابى بالمركز وكانت عناصر الإخوان، قد حاصرت محطة السكة الحديد، ومركز الشرطة، والمحكمة، وبدأت عمليات الاقتحام، من بعض العناصر الارهابية، وكان يوجد داخل قسم شرطة مطاى آنذاك، العقيد مصطفى رجب العطار، والملازم اول، كريم فؤاد، ومجموعه من الأمناء وأفراد الأمن بدأ اطلاق الاعيرة النارية، من بنادق وأسحلة إخوانية، كانت تتربص فى احد قطارات الركاب، المتوقفة على قضبان السكة الحديد، فى الجهة الشرقية، المواجهة لمركز شرطة مطاى، والتى لم يكن يفصلها سوي ترعة الابراهيمية.

صوبت جماعة الاخوان نيران وذخيرة أسلحتها، صوب مركز الشرطة، ورفض وقتها العقيد مصطفى العطار، إعطاء مفتاح السلحليك، لأفراد الامن للرد بالذخيرة على المتجمهرين، من الاخوان امام مركز الشرطة، خوفا من ان تحدث مذبحة

 وإمعانا فى تهييج الرأى العام قامت المجموعة الإخوانية، بتصويب اسلحتها وطلقاتها النارية، صوب المتظاهرين، لتقتل ما يقرب من 6 أشخاص، حتى يتم تأليب الرأى العام ضد رجال الشرطة، واتهامهم بقتل المدنيين.

ليتم اقتحام مركز الشرطة، ويتم التعدى بالإهانة والضرب المبرح، للعقيد مصطفى العطار، والذى حاول وقتها، أن يفهم الجميع حقيقة الأمر، ورفض أن تقوم أفراد الشرطة بقتل المدنيين، وليس هناك طلقة ذخيرة حية تم اطلاقها صوب المتظاهرين، إلا أن الاخوان وجدت فرصتها، وتناول اعضاؤها التناوب على قتل العقيد مصطفى العطار، وصمد العطار، وظل ماشيا على قدميه، ودماؤه الزكية تنزف على الاسفلت، من مركز الشرطة، وحتى وصل الى مستشفى مطاى، والتى تبعد مسافة ما يقرب من 200 متر.

وهناك اكمل اطباء الاخوان، عمليات التناوب بالتعدى على العقيد العطار، نسوا القسم بـ(الله) على معالجة المرضى، وانقاذ ارواح البشر، ليوضع العطار فى غرفة، ويظل القاصى والدانى، يتناوبوا في  التعدى على رجل الشرطة الجريح ، من قبل جماعة الاخوان  الارهابية، حتى الاطباء انفسهم والمنتمين لجماعة الاخوان، قاموا بضربه بآلة حادة (حامل الجلوكوز) على رأسه، ثم ادخاله إلى ثلاجة المستشفي ، قبل ان يلفظ روحه وأنفاسه الأخيرة.

جريمة بشعة يندى لها جبين الانسانية، تخرج الروح الطاهرة الزكية، للعقيد مصطفى رجب العطار، والذى كان يومها صائمًا، تشكو إلى الله قتلها وسفك دمها دون ذنب او جريرة، وقتها، انتفض اهالى المركز، والذى كان العقيد مصطفى العطار، بمثابة الاب والاخ الاكبر للجميع، مدنيين ورجال شرطة، حتى لقبوه بشيخ العرب، لكونه كان ينجح فى حل المشاكل و المصالحات، بعيدًا عن التقاضى،.

انتفض أهالى المركز وحاصروا الاخوان، بعد قيامهم بحرق اجزاء من محكمة مطاى، ليتم القبض على البعض منهم، من قبل رجالات القوات المسلحة والشرطة، ويهرب الباقون بجرائمهم، سواء كانوا معلمين ، او اطباء او اصحاب محلات او طلاب، خارج البلاد، فى تركيا وقطر والسعودية، وبعض البلاد الحاضنة للإرهاب، بعد تغيير هوياتهم وجوازات السفر وبرغم أحكام الإعدام والمؤبد  الصادرة بحق العديد من عناصر الاخوان.

أسيوط

وفى أسيوط إلتقت جريدة الوفد بأسرة الشهيد النقيب»مصطفى محمد عثمان» الضابط بقطاع الأمن المركزى الذى استشهد فى يونيو الماضى فى محافظة سيناء أثناء تصديه لهجوم إرهابى على كمائن شرطية بمدينة العريش مع 6 مجندين آخرين.

وفى البداية قالت مى محمد عثمان  شقيقة الشهيد مصطفى عثمان فى آواخر شهر رمضان الكريم دار حوار بين مصطفى ووالدته حيث قال لها «يا سلام يا ماما لو تبقى أم الشهيد» فردت عليه والدتى «حرام عليك ياولدى.. بعد ما كبرنا وربينا وتعبنا بدل ما ترعانا» ؛ فرد عليها « ربنا بينزل البلاء ومعاه الصبر ؛ غير انى هكون شهيدا ودا ليه منزلة عظيمة عند ربنا» مضيفة إنه دائمًا ما يقول لزملائه وجنوده أثناء خدمته بالكمين الموجودين معاه احنا جايين هنا «سيناء» عشان ندافع عن أرضنا حتى آخر لحظة فى عمرنا.. جايين نستشهد».

وأوضحت شقيقة الشهيد أن يوم  25 يونيو الماضى خلال فترة خدمته بكمين الصفا الرفاعى بالعريش استهدفت مجموعة إرهابية خمسة كمائن للشرطة بمنطقة السوق والموقف والمسجد بسيارة مفخخة وأشخاص مسلحين وآخر يحمل حزام ناسف إلا أن الشهيد وزملاءه تصدوا للهجوم بضراوة وتعاملوا معهم من خارج الكمين لإبعادهم عن الأماكن المستهدفة حتى اللحظات الأخيرة من أعمارهم ما اضطر معه قائد السيارة للتراجع والانسحاب بعدما استطاع شقيقى مع زملائه من قتل حامل الحزام الناسف و4 آخرين من الارهابيين رغم إصابته التى أدت بعدها لاستشهاده تاركًا خلفه تاريخا عظيما وقصة بطولية فى الدفاع عن وطنه بالإضافة إلى طفلين «محمد» عام ونصف، و»ماسة» وصلت إلى الدنيا بعد استشهاده.

وأضاف اللواء محمد عثمان والد الشهيد أن الشهيد «مصطفى» كان أكبر أولادى فى الذكور وكان منذ صغره جريئًا واجتماعيًا جدًا ومحبًا للآخرين مقدمًا للمساعدات المعنوية والمادية طالما فى استطاعته معتادًا لقول «سهلة بإذن الله» لافتًا إلى أن ابنه قدم للالتحاق بكلية الشرطة وبعد تخرجه التحق بقطاع الأمن المركزى العمليات الخاصة فى القاهرة وقضى فيه ما يقرب من عام وتقدم بطلب ونقل إلى الأمن المركزى فى أسيوط والتحق بإدارة مكافحة الإرهاب بالأمن المركزى فى أسيوط والتى تختص فى التعامل مع العناصر الخطرة فى جبال الصعيد ثم تم انتدبه كثيرًا إلى سيناء حتى آخر مرة ذهب فيها وعاد شهيدًا مشيرًا إلى استكمال المسيرة مع (محمد، وماسه) ابناء الشهيد لتربيتهما ويحكى لهما عن بطولات وتضحيات والدهما ليكونا خير خلف لخير سلف.

وأكد والد الشهيد وهو يكفكف دموعه أن ابنه عاش رجلًا ومات بطلًا.. ومش خسارة فى مصر موجهًا رسالة لأسر شهداء الشرطة «ربنا يصبرنا جميعًا ويربط على قلوبنا فلا بد أن يكون هناك تضحيات ونحن مؤمنون بذلك .. والحمد لله على نعمة الأمن والآمان فى مصر».

 الأقصر

أعقبت ثورة الـ25 من يناير فترة عصيبة حاول خلالها الشرفاء من أبناء الوطن مساندة الدولة حتى الوصول بها لبر الأمان ولو حتى كان الثمن هو حياتهم، كان أحد هؤلاءالذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل حماية الجبهات الداخلية للوطن والتصدى لقوى الشر والتطرف، ودعم استقراره، الضابط محمد رأفت الصن ابن مركز أرمنت بمحافظة الأقصر، والذى استشهد أثناء تأدية واجبه خلال عمله معاون مباحث مركز شرطة دراو بمحافظة أسوان فى مارس 2013.

 ولد الصن فى الأول من يناير 1989، فى أرمنت الحيط بمدينة أرمنت جنوبى غرب الأقصر وهو شقيق الضابط أحمد الصن وثلاث بنات، كان حلمه أن يلتحق بكلية الشرطة وعند ظهور النتيجة بقبوله طالبًا بكلية الشرطة، حول أوراقه من كلية الصيدلة التى قضى بها شهورًا، والتحق بالشرطة حتى تخرج عام 2011 ليلتحق بالعمل ضابطًا بمباحث مركز شرطة دراو بمحافظة أسوان.

وأكد والد الشهيد أن ابنه كان مثًالا للضابط المخلص لعمله، ويؤمن بالتضحية فى سبيل آداء الواجب، هو يحمل روحه على كفه».

وأضاف رأفت الصن والد الشهيد النقيب، أن نجله كان واضعًا حلم الشهادة نصب عينيه، وعاصر استشهاد زملاء له حتى أن أحد زملائه استشهد بمحافظة أسيوط، فكان هذا يخلق إصرارًا لديه وزملائه بأن

عملهم جهاد وتضحية.

وعن ذكرى استشهاده أكد والد الشهيد أن مجموعة من اللصوص حاولوا سرقة كابلات محطة المياه بقرية الطويسة بدراو فى أسوان، وخرج الصن فى مأمورية بقوة ترأسها النقيب محمد رأفت، لكن كان عددهم أكبرمن قوة الشرطة إلى جانب تسلحهم بالأسلحة، وتم تبادل إطلاق النار بين قوة الشرطة والتشكيل العصابى ما أدى لإصابة أمين شرطة من القوة الشرطية المرافقة واستشهاد معاون المباحث الضابط محمد الصن على إثر اصابته البالغة نتيجة إطلاق النار، فى مارس 2013.

السيرة العطرة للشهيد ومشاعر الحب التي  يكنها له كل من عرفوه كانت محل رضا ودفعة للصبر والاحتساب لدى والد الشهيد؛ « محمد كان أول ضابط فى الصعيد يتم تكريمه من جانب الأهالى والضباط والأفراد محل خدمته، حتى أنهم أقاموا له حفل تأبين عقب استشهاده»، متمنيًا أن يأخذ بيدى والديه للجنة وأن يدعو له الجميع

 تكريم اسم الشهيد الذى بذل روحه فداءً لواجبه، جاءت فى تخليد ذكراه بإطلاق اسمه على المدرسة الرسمية للغات بأرمنت والتى أضحت تعرف بمدرسة الشهيد محمد الصن إلى جانب إطلاق اسمه على أحد شوارع أرمنت الحيط، هذا إلى جانب تكريمه من جانب المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية الأسبق، بمنح الضابط محمد الصن وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة عرفانًا من الدولة بدوره البطولى فى حفظ الأمن.

الفيوم

وفى الفيوم إلتقت الوفد مع أسرة الشهيد أشرف غانم محمد مسعود – مساعد شرطة ابن قرية بيهمو بمركز سنورس دليل على ذلك والذى اغتالته يد الخسة فى دورية امنية عندما كان يعمل فى شرطة النجدة بإمبابه فى محافظة الجيزة فى مارس 2014  واستهدفه الجناة فى السيارة التى كانت تقل وقتها 4 من قوات الشرطة بمنطقة أبو النمرس سقط بينهم «أشرف» شهيدًا ليعود إلى قريته محمولا على الأعناق ملفوفًا بعلم مصر ليوارى جثمانه الثرى فى مشهد جنائزى مهيب وحرص جميع اهالى القرية على وداعه وسعدوا بتخليد المحافظة اسمه واطلاقه على مجمع مدارس قريته بيهمو.

والدا الشهيد قالا انه فى صباح يوم استشهاده دخل عليهما غرفتهما وقبل يديهما ثم ذهب إلى عمله كالمعتاد فى النجدة بإمبابة، بعدما سلم على زوجته وأبنائه الثلاثة يوسف ومحمد ورودينا، وخرج يوم استشهاده وطالبنا بالدعاء له وذهب إلى عمله وخرج يومها حراسة على سيارة أموال لأحد البنوك وعقب تسليمها إلى البنك وفى أثناء العودة استهدف السيارة عدد من الملثمين واشتبكوا معهم وتبادل الطرفان إطلاق النار حتى سقط شهيدًا، وجاءنا الخبر وقتها نزل علينا كالصاعقة حيث كان نجلى يساعدنا وشقيقه حمادة الذى يعانى من إعاقة فى يده اليسرى و6 شقيقات، بالإضافة إلى زوجته وأبنائه الثلاثة، وشعرنا بأن سندنا فى الدنيا ذهب بلا رجعة، ولكنا نعرف أنه فى مكان أفضل مما كان عليه فى الدنيا فهو بين يدى الله، وأضافوا بأن الشهيد كان محبوبًا من جميع أهالى القرية يتذكرونه بكل خير لأنه كان يحب الخير للجميع وبالطبع نحن سعداء باطلاق اسم الشهيد على مجمع مدارس القرية.

ولا تختلف قصة اشرف عن زميله الرقيب محمد طه سيد أبو حامد، الذى ارتقى للشهادة برصاصات الخسة والغدر، وهو يقوم بواجبه فى حراسة مطرانية مدينة السادس من أكتوبر. وهو من أبناء قرية «دمشقين» بمركز الفيوم.

المنوفية

اللواء إبراهيم عبد المعبود مدير المباحث بمديرية أمن السويس وذلك أثناء قيامه بعمله لخروجه لإلقاء القبض على أحد مسجلين الخطر حيث تمت إصابته بطلقات نارية أدت إلى استشهاده في مواجهة للقبض على مسجل خطر مطلوب فى العديد من القضايا فى سبتمبر عام 2009 فى شهر رمضان المبارك.

الشهيد خريج دفعة عام 1978 وتقلد العديد من المناصب حتى وصل إلى رتبة لواء فى حركة شهر أغسطس عام 2009 قبل استشهاده حين خرج للقبض على أحد الخارجين عن القانون « مسجل خطر « وبعد قيامه بنصب الكمين للقبض على المجرم بادره الأخير بثلاث طلقات اخترقت الزجاج الأمامى لسيارته فى الكمين وأودت إلى إصابته فى العين وجمجمة الرأس والمخ، وتم نقله على إثرها لمستشفى الشرطة بالقاهرة واستشهد بالمستشفى متأثرا بإصابته وتم تشييع جنازته من مسقط رأسه بقرية شبرا بخوم التابعة لمركز الباجور محافظة المنوفية.

وكان اللواء إبراهيم عبد المعبود مشهودًا له بالطيبة والأخلاق الحسنة والسيرة الطيبة وسط أهالى قريته وكما كان يمتاز بالسمعة الطيبة وسط زملائه فى العمل وكان محبًا لعمله ومخلصًا لبلده حتى ضحى بحياته فداء لوطنه وحماية بلده.

وجاء خبر إستشهاده على أسرته ومحافظة المنوفية كالصدمة وانتابته حالة شديدة من الحزن على محافظة المنوفية كونه محبوبًا بين أبناء محافظته وعمله فى المنوفية أو فى محافظة السويس كمدير مباحث بمديرية الأمن.

وفى سياق متصل قال المقدم أحمد عبد المعبود نجل اللواء الشهيد أن محافظة السويس قامت بتخليد ذكرى البطل اللواء إبراهيم عبد المعبود وذلك بوضع اسمه على أكبر ميادين محافظة السويس، وذلك تكريمًا للدور الذى قام به البطل وتضحيته بحياته فى سبيل حماية الوطن من المجرمين.

وأضاف عبدالمعبود أن والده كان مثالًا يحتذى بيه ويتمنى أن يصل لمكانته وحب الناس الكثير له سواء فى محافظته أو فى عمله وأنه سوف يعمل على تخليد ذكرى والده ويعمل لصالح وطنه وأهل بلده مثلما كان يفعل  والده البطل الشهيد.