رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الانتقال الهادئ للسلطة في عمان.. رسائل للعالم

سلطان عمان الجديد
سلطان عمان الجديد هيثم بن طارق

أبهر الانتقال الهادئ للسلطة في اعمان المتابعين والمراقبين في العالم لمسيرة السلطنة ومنذ عقود، ورد بذلك على المخاوف الداخلية والخارجية، لتسجل السلطنة تجربة رائدة في واحدة من أعقد المسائل في شؤون الحكم، حيث تعتبر فترتها الخاصرة الأضعف التي تنفلت منها الأمور للتباين بين أطياف القوى في أي من أنظمة الدول.


ففي غضون أقل من 24 ساعة كانت كل الأمور الحساسة والكبيرة قد تمت من دون ضجيج أو تباين لشغر مكان السلطان الراحل، تنفيذًا للمادة السادسة من النظام الأساسي للدولة، من خلال تنفيذ مراحل الانتقال حسب ما خطط له آنيًا وقبل ذلك، والتي نصت إلى تنفيذ خيارين الأول اختيار مجلس العائلة من يرونه مناسبًا لقيادة الدولة، أو الذهاب إلى الخيار الثاني الذي يتضمن فتح الوصية التي وضعها السلطان الراحل، فكان الخيار الثاني هو الأنسب كما رآه مجلس العائلة، تقديرًا وعرفانًا منه للسلطان قابوس -طيب الله ثراه-، بفتح الوصية التي حملت اسم جلالة السلطان هيثم بين طارق المعظم لتبدأ عمان مرحلة جديدة من عهد سلاطين البوسعيد.

 

دولة المؤسسات

قدم هذا الانتقال رسائل مهمة إلى الداخل والخارج، واستطاع أن يؤكد على أن عمان دولة مؤسسات ثابتة لا تتأثر ولا تتغير في أحلك الظروف، وهذا شأنها ليس فقط في مثل هذه الظروف، وإنما منذ عهد الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية قبل 276 عامًا، وتحديدًا منذ عام 1744م؛ لأنها قامت على مبادئ راسخة ورؤية واضحة، وقد كرس جلالة السلطان قابوس هذا النهج منذ تولي جلالة المغفور له بإذن الله تعالى مقاليد الأمور في عمان في 23 يوليو 1970، حيث عمل على قاعدة مهمة، وهي تثبيت مؤسسات الدولة التي

أراد لها أن تكون قادرة على الاستمرار خلال العقود القادمة، لا تتأثر بأي غياب وتستجيب لأي تغير على رأس السلطة، وهذا ما أثبتته تلك المؤسسات المعنية.

 

ولعل مجلس الدفاع الذي أوكلت له مهمة قيادة الدولة في ظروف حالكة كهذه وضع في أعلى مراتب تلك المؤسسات، واستطاع بقدرة كبيرة أن يكون صمام الأمان لحفظ الدولة ومكوناتها ومقدراتها وتسيير أمورها، وأن يكون عند مستوى تلك الثقة التي أودعها السلطان قابوس ـ طيب الله ثراه ـ فيه وراهن على قدرة رجالات وقيادات هذا المجلس الذين كانوا عند العهد والمسؤولية بامتياز في نظر الكثير.

 

ثم مجلس العائلة الذي أكمل المشهد، واختار الذهاب إلى رغبة السلطان الراحل، لإيمانه بأن الاختيار جاء بناء على معطيات يؤمن بها في شخصية السلطان هيثم بن طارق، وإيمانه بأنه سيكمل المسيرة حسب ما كان يرى ويرغب في أن تكون، ودعم مجلس العائلة السلطان الجديد الذي يؤمن عامة الشعب بأنه سيكمل تلك المسيرة التي بدأها مع فجر النهضة العمانية قبل 50 عاماً واستطاع أن يوفر لها أركان الدولة التي يجعلها قادرة على الاستمرار بمنهجية بالغة.