عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محافظ الدقهلية يستعيد 2000 كتاب ومخطوطات تاريخية قبل إحتراقها

محافظ الدقهلية واسرة
محافظ الدقهلية واسرة البدويهي ولجنة استلام الكتب الاثرية

 

 

 

أخيرا وبعد تسعة أعوام واستجابة لما تم نشرة في الوفد في أكتوبر عام  2018 تم استعادة أكثر من 2000 كتاب لأمهات الكتب والمخطوطات والوثائق التاريخية على أيدي عائلة المهندس "البدويهي" والذي نجح في إنقاذهم من مخطط إحراقهم داخل دار الكتب "المكتبة الفاروقية " بمدينة المنصورة،على أيادي الشيطان للجماعة الإرهابية في موقعة "جمعة الغضب" 28 يناير عام  2011 .

 

حيث جاء الدكتور أيمن مختار محافظ  الدقهلية الجديد حاملا حماس الشباب ،ليصدر قراره بتشكيل لجنة برئاسة  المهندسة منال الغندور سكرتير مساعد؛  المحافظة، وعضوية كلا من الدكتورة رباب عبد المؤمن مدير عام مكتبة مصر العامة،وعضو من التفتيش المالي ؛ والشؤون القانونية وإدارة المخازن. وذلك لاستلام واستعادة تلك الكتب فورا ؛حيث  تمثل هذه الكتب والمخطوطات كنز ثقافي وتاريخي.

 

وبهذا تحققت أمنية عائلة المهندس "البدويهي"منقذي هذا التراث والمكونة من ستة نبلاء؛وهم أسرة رب البيت المهندس حسن طلعت البدويهي،وزوجته المهندسة عائشة عبد الحميد مصطفي عمر،وأبنائهم كتيبة المهندسين" نهال ،ويمني ؛ومحمد ،والصغرى أشرقت". فيما وجه الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية الشكر لأسرة المهندس البدويهي ولجريدة الوفد؛ علي ما بذلوه في الحفاظ علي أمانة هذا التراث الثقافي والتاريخي؛فبحق هم فخر الدقهلية ولمصر كلها .

 

مشيرا إلي إنه في هذا الأمر يتطلب علينا جميعا ان نحافظ علي هذا التراث ونعظم من شأنه؛ حيث تم تكليف مسئولي مكتبة مصر بعمل ترميك للكتب وإعادة فهرستها وتصنيفها ويضاف إلي ذلك الإعلان عنها للشباب للاطلاع عليها والاستفادة منها.

 

 فيما أعربت المهندسة منال الغندور السكرتير المساعد للمحافظة،ورئيس اللجنة  عن اندهاشها فور رؤية هذا الكم من التراث التاريخي لأمهات الكتب حيث أكدت انه سيتم الاتصال بوزارتي الثقافة ،والآثار للمشاركة الفعلية في التصنيف نظرا لأهمية هذا الكم من الكتب والمخطوطات والتي يرجع تاريخها علي سبيل المثال لأتاتورك،ولغات متنوعة ، إضافة إلي ملفات ترجع إلي حرب فلسطين،وهذا الأمر يستدعي فريق عمل متخصص للتصنيف والفهرسة.

 

فيما أكد المهندس(حسن البدويهي )أنهم أرادوا  طمس الهوية والتطهير العرقي، مستهدفين التجريف لكل مقتنيات الثقافية المصرية ،وذلك بمخطط مدروس للحرق والتدمير والتخريب في توقيت متزامن ومتناغم ،ليتم محاولة إحراق المكتبة العامة " المكتبة الفاروقية " ولكن عناية الله وشباب المنصورة ، ومعهم أسرتي والتي تربيت علي حب الوطن وتراثه لننقذ أكثر من ألفي كتاب علي أقل تقدير من الكتب الأثرية النادرة والمخطوطات اليدوية، والتي نؤكد ان تلك الأسرة أنهم يشكون في أن تلك الكتب ليس لها نظير وتعد من أقدمها علي مستوي الدولة المصرية .

 

يذكر ان الحكاية بدأت مع أسرة المهندس حسن البدويهي، في يوم  28 يناير 2011 والتي أطلق عليها " جمعة الغضب"وحال تواجدهم في شارع " المختلط "وهي احدي المناطق المعروفة باحتوائها علي مباني وقصور أثرية من بينها منزل الأسرة ، وحال رؤيتهم للحريق الذي أضرمته عناصر إرهابية مندسة ، محاولة إحراق تراث أثري ، ونادر  من الكتب والمخطوطات الأثرية كانت بمقر المكتبة الفاروقية ، علي كورنيش النيل ، والذي استولي عليه الحزب الوطني المنحل بالكامل باستثناء مساحة لم تتعدي 10% من مساحة استراحة الوالدة باشا منذ عام 1863 م .

 

ونظرا لأن المنزل ليس ببعيد عن مقر المكتبة والتي لا يتجاوز 150 مترًا فقط ، وأسرع الجميع وبدون أي تفكير أو تردد إلي مكان الحريق ،ورغم صغر الأبناء في هذا التوقيت؛حيث كانت  ابنتي"أشرقت " لم يبلغ عمرها 12 سنة ،ومحمد 14 سنه؛ حيث انصب تفكيرنا في رفض أي تخريب أو تدمير فلا توجد علاقة بين الثورة وتلك الحرائق المدمرة لتراثنا الثقافي، ودخل الأب ونجله محمد الذي قام بتكميم وجهه بملابسه لحمايته من ألسنة النار .

 

وتم التعامل في إنقاذ الكتب بتحويلها بعيدا عن النار، وقامت نجلتى  المهندسة " أشرقت " في نقل الكتب إلي سيارتي الخاصة ، وتم نقلها إلي شقة  بالدور الأرضي بالعقار الخاص بي وكانت نجلتى  " المهندسة نهال ، والمهندسة يمني " في استقبالنا حاملين الكتب التي تم إنقاذها ،والقيام بترتيبها بحذر نتيجة تعرض تلك الكتب.

 

لحرارة النيران المشتعلة مما عرضها لحالة من الجفاف ،وكنا عند العودة لنقل الكتب الأخرى،وحملوا جراكن مياه يقوم أولادي بملئها لمحاولة السيطرة علي الحريق .

 

حيث قالت"أشرقت " 20 سنة طالبة بكلية الهندسة بجامعة المنصورة ، عندما أتذكر ما قمنا به من عمل وطني لإنقاذ تلك الكتب، أشعر بالفخر لأنها تعد كتبا ذات طابع ، وتمثل حقبة من تاريخنا الثقافي ، ورغم صغر سننا في هذا التوقيت أإلا أن والدي لم يمنعنا من خوض هذه التجربة رغم خطورتها ، وتعرضنا لألسنة النيران ، وما نريده هو أن يلتفت المسئولون لهذا المبني الأثري والذي أهمل بشكل قميء ، حيث قاموا بإغلاق النوافذ والأبواب بعد الحريق بالطوب لتصبح شبه مقبرة دون التفكير في الترميم وأعادتها للحياة كما كانت.

 

حيث كان هناك قرار بتحويلها لمتحف أعلام الدقهلية ولم يخرج القرار من الإدراج حتى اليوم ، ليظل المبني جثة هامدة وهذا

ما يؤلمنا فالكتب لازالت بحوزتنا ولم يتحرك أحد ليعيدها إلي مكانها الطبيعي ، يستفيد منها محبو القراءة والثقافة ، متمنية بأن يهتم  المسئولون بالأماكن الأثرية وما أكثرها بالدقهلية ولكنها مهملة ، بل يتم هدمها لبناء الأبراج لتحل محلها وهذا الأمر تراه بوضوح في منطقتنا " المختلط " والتي تتمتع بمباني أثرية ذات طراز معماري متميز . 

  

ويضيف " محمد  " 24 سنة خريج هندسة المنصورة قائلا :ذكريات نفخر بها كعائلة تحب تراث بلدها وتعشق ترابها فنحن لم نفكر في أن يكون تدخلنا هذا عرضه للإصابة بحروق أو حتى الموت فقد كانت ألسنة النار شديدة وقد تزايدت مع وجود محتويات المكتبة من نسبة كبيرة علي الأخشاب  والتي ساهمت في اشتعال النار بشكل سريع وخاصة أن المخربين أحرقوها بالملوتوف " بنزين ، وزيت " ، وقد قمت أنا وبعض الشباب  المحب لبلده ، ومعي شقيقتي ، فقد استطعنا تهدئة النيران وكل حرصنا منصب علي إنقاذها.

 

وتضيف  المهندسة" نهال " 28 سنة الشقيقة الكبرى لأسرة المهندس حسن البدويهي ، قائلة أننا فخورين بما قمنا به فقد كنا فريق عمل بابا وأشقائي نؤدي واجب وطني سنظل نفخر به وكانت مهمتي أنا وأختي يمني باستلام الكتب ورصها داخل الشقة بالدور الأول وبحذر شديد ، كما كنا نقوم أيضا بملء  جراكن المياه التي يقومون بنقلها إلي مبني المكتبة لمحاولة إخماد النيران ، ولا استطيع وصف قيمة هذه الكتب والمعاجم  والوثائق التاريخية ، وكتب بلغات مختلفة  ، ومبين بها خطابات من عصر محمد علي ، وأشعر بان هذه الكتب ليس لها نظير فهي كتب نادرة ، واعتقد أنه ليست هناك نسخ أخري تناظرها .

 

دفعنا الفضول في قراءة بعض هذه الكتب لنجد خطابات من أسرة محمد علي مكتوبة باللغة التركية القديمة ، حيث لفت انتباهي أنها ليست باللغة التركية  المستحدثة حاليا والتي قام بها مصطفي كمال أتاتورك عام 1922 والتي نعرفها  الآن فهي مكتوبة بحروف عربية ، علاوة علي وجود خطابات بشكل فخم جدا وأثري مر علية آلاف السنين ، وأنا واثقة من أن كل محبي القراءة والذين يقدرون الثقافة ، سيصيبه الحزن مثلنا لإهمالنا لهذا التراث الثقافي .

 

حيث كان مطلب المهندس"حسن البدويهي "،وأسرته في حوارهم مع "الوفد " برسالة إلي رئيس الوزارة،ووزير الثقافة بضرورة الاهتمام بمنابر الثقافة،وإعادتها لتنير طريق شبابنا بالمعرفة؛ كما طالبوا بإعادة هذه الكتب الأثرية إلي مكانها الطبيعي ليطلع عليها محبو القراءة وذلك من خلال لجنة رغبة منهم للحفاظ علي تلك الثروة الثقافية والتي لا تقدر بثمن. 

 

 مؤكدا علي أن هناك محاولات كثيرة تمت خلال هذه الفترة من البعض للاستيلاء عليها فهي لا تقدر بثمن ، ولا نعرف نواياهم ، ولهذا أطالب بلجنة من وزارة الثقافة تشكل لاستلام تلك الكتب بشكل رسمي حفاظا علي هذا التراث النادر.

 

وقد ناشدنا وقتها من خلال النشر ومن خلال مقابلات عدد من المحافظين السابقين؛ بضرورة تسليم الكتب من خلال لجنة مشكله من مسئولي الثقافة ؛ كما طالبنا بتكريم هذه العائلة المحترمة والتي ساهمت في إنقاذ أكثر من ألفي كتاب وحافظت علية أكثر من تسع سنوات.

 

وأخيرا جاء هذا المحافظ الشاب الدكتور أيمن مختار ليقرر علي  بتشكيل لجنة والاستجابة الفورية لمطلب الوفد لاستعادة تراث الأجداد.