رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من أهالي أبوزعبل لمحافظ القليوبية: مصانع السماد ومحارق القمامة والنفايات تفتك بنا

بوابة الوفد الإلكترونية

هنا المحرقة.. هنا جهنم القليوبية.. هنا عالم الهلاك والموت والإهمال.. عالم الباحثين عن هواء نظيف ونقطة مياه صالحة للشرب.. هنا أكبر منطقة تلوث فى العالم.. هنا أكبر محرقة للقمامة وأكبر مدفن للنفايات فى العالم يهدد بكارثة لا محالة.

كل ما سبق وصفه وأكثر يحدث فى منطقة واحدة فقط، أبوزعبل - مركز الخانكة - محافظة القليوبية، التى ماتت الأشجار ولم تتبق سوى شجرة واحدة تقاوم الموت هى شجرة التين الشوكى والتلوث الذى فتك بالأجساد ولم يفلت منه أحد.

أبوزعبل التى تتبع مركز الخانكة بمحافظة القليوبية وتقع على مسافة ١٨ كيلو متراً من العاصمة «القاهرة» على طريق القاهرة - الإسماعيلية الزراعى تشتهر بالمحاجر الموجودة بها أكبر مصنع للأسمدة وأكبر مصدر للتلوث بالمنطقة وبها أكبر محرقة للقمامة واكبر مدفن صحى فى القاهرة الكبرى.

ورغم موقعها القريب جدا من القاهرة وتبعيتها للقليوبية إلا انها سقطت عمدا من حسابات المسئولين ولم تنل بلح الشام أو عنب اليمن والأهالى تعبوا من الاستغاثات التى صارت بلا جدوى وعلى ما يبدو انهم استسلموا لواقع مر لا يقبل أحد أن يحياه.

وطالب محمود عبدالعزيز مدير مركز الحرية لحقوق الإنسان بالقليوبية بتدخل الدكتور علاء عبدالحليم محافظ القليوبية لإنقاذ سكان المنطقة والذين كتب عليهم حظهم العثر السكن بجوار مصنعى الشبة والسماد واللذين دمرا صحة البشر وأتلفا الزراعة.

وأضاف عبدالعزيز إن مصانع أبو زعبل خطر داهم على صحة المواطنين وللأسف لم يتدخل أحد من المسئولين لإيقاف هذا الخطر حيث يوجد فى أبى زعبل مصنعان يمثلان كارثة بيئية بكل المقاييس وهما مصنع الأسمدة ومصنع الشبه ولم تتخذ أى إجراءات لوقف التلوث الناتج عنهما، فمصنع الشبه سببا رئيسيا فى الكوارث بالمنطقة والدخان الكثيف سببا لكثير من الأمراض وأشجار النخيل بجوار المصنع ماتت ولم تعد تثمر حتى المحاصيل الزراعية التى يطولها الدخان تسقط من على أشجارها، واللون الأبيض يكسو كل المنطقة المحيطة بالأشجار التى شاء حظها العثر أن تتواجد إلى جوار سوره والتى تعرت من أوراقها وذهب منها ماء الحياة فمعظم من يعيشون فى هذا المكان يعانون من أمراض لا حصر لها.

ويقول محمد عبدالجواد: إن مصنع الشبه هو السبب فى كل الكوارث بأبوزعبل والدخان الشديد يسبب لنا الأمراض وأشجار النخيل بجوار المصنع لم تعد تثمر حتى المحاصيل الزراعية ماتت على أشجارها فمنطقة أبوزعبل أصبحت منطقة هلاك ومعظم من يعيش فى هذا المكان يعانى من أمراض صدرية وقلبية وأمراض الحساسية انتشرت بشكل مخيف.

ويعقب السيد فتوح أن 80% من عمال مصنع الأسمدة بأبوزعبل يعانون من الفشل الرئوى والضرر لم يقتصر على العمال فقط ولكن امتد إلى الأهالى فى القرى القريبة من المصنع.

كما تسبب التلوث الناتج وصرف تلك المصانع فى إتلاف المياه الجوفية للقرى المحيطة وتلوث مياه ترعة الإسماعيلية والتى

تروى العديد من الأراضى الزراعية وانتشار الأمراض الصدرية التى تسببها عوادم وأدخنة المصانع وتدمير الأراضى الزراعية الخصبة التى كانت تقدر بحوالى 1360 فداناً.

من جانبه قال محمود سيف النصر النائب الأول لرئيس حزب الوفد بالقليوبية: إن المصانع الملوثة للبيئة والتى تحدث هذا التلوث الرهيب هى مصانع سيئة السمعة حيث إن أوروبا ترفض إقامة مثل تلك المصانع ولكننا فى مصر نوافق عليها بدون وعى ودون النظر إلى خطورتها الرهيبة على صحة المواطنين وكل ما يهمنا العائد الاقتصادى منها فيجب نقل تلك المصانع إلى خارج الكتلة السكنية حفاظاً على صحة المواطنين.

وأشار وائل عبدالرحمن موظف إلى واقعة وفاة أربعة أشخاص بعزبة الأبيض بمنطقة العكرشة بأبوزعبل لمجرد استنشاقهم لانبعاثات غازية، واصفاً تلك المنطقة بأنها قطعة من جهنم فسكان أبوزعبل محكوم عليهم بالموت البطيء بسبب تلوث المياه والهواء والتربة بسبب الغبار المنبعث من مصنع السماد على مدار الـ24 ساعة حيث لا تتبع أساليب علمية حديثة فى الانتاج فضلاً عن عدم وجود فلاتر لتنقية الهواء من السموم والأبخرة السوداء فتصبح أبوزعبل وتمسى فى ظلام دامس بسبب السحابة السوداء التى أصبحت عادة فى أبوزعبل عمرها سنوات ومازالت ماثلة حتى اليوم رغم الضحايا من الأهالى الذين يصابون بأمراض صدرية وكبد وتليف والقلب وتصلب الشرايين والفشل الكلوى نتيجة الأبخرة السوداء المسلطة على الأهالى حتى الرقعة الزراعية المحيطة بالمصنع تحولت إلى بوار وانقرضت المساحة المنزرعة وجفت الأشجار وتشققت الأرض. فقد اعتدنا شم هذه الرائحة الكريهة ورؤية هذا الغبار المدمر. ولكن يعز علينا أن يرث أولادنا هذه التركة المثقلة بالهموم وبالفساد وجعل أبوزعبل تضيق بسكانها بسبب مصانعها غير المرخصة والتى تعمل ضد البيئة وتحولت إلى قنابل موقوتة داخل الكتلة السكنية ويحيط بها الرشاح من جميع الجهات ومدفن للنفايات وأكبر مقلب للقمامة بالمحافظة والقاهرة الكبرى بل وفى العالم أجمع.