رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

5000 مواطن فى «أبو جناح» يعيشون على صدقة زوار المقابر

بوابة الوفد الإلكترونية

حفاة عراة، تلفح لسعات البرد القارس جلودهم فى الشتاء، ويكوى لهيب شمس الصيف أجسادهم العارية، قوت يومهم كسر الخبز الموزع من قبل زوار المقابر، هنا قرية « أبو جناح » هنا 5 الاف مواطن حكم عليهم الزمن العيش داخل القبور، نظرًا لمعاناتهم مع الأمراض المزمنة والفقر الذى يغرقون فيه.

يعيش أهالى قرية أبو جناح شرق كوبرى النيل مركز أبو قرقاص – محافظة المنيا، داخل منازل حجرية من دور واحد، وآخرون يقطنون داخل عشش الماشية، حتى اصبحت العشش مأوى للإنسان والحيوان معًا.

فى البداية قالت حمدية حسانين 55 عاما من اهالى القرية: نسكن فى منزل من الطوب الحجرى، مكون من 3 غرف، ونفترش المراتب للنوم بإحدى حجرات المنزل، وأنا أرملة وأعول 4 أبناء بعد وفاة زوجى، من بينهم ثلاثة ابناء هم: محمد، نوسة، أمنية، وجميعهم مصابون بنسب مختلفة من التخلف العقلى و أحمد طالب بالمرحلة الإبتدائية.

ويركض «أحمد» كادحا لجلب الصدقات من زائرى القبور، حتى يعين أمه وأخوته على تدبير لقمة العيش، لا يهم مهانة الاستجداء من الأهالى، المهم عنده هو كيف يسد أفواه أسرته من الطعام، ويحلم بأن يصبح مدرسًا كى يساعد والدته فى تربية أخوته.

وأضافت شُكرية من سكان القرية: أعيش بمرتب 300 جنيه معاش من التأمينات، ولا تغطى تكاليف الحياة المعيشية وكذا علاج أبنائى، وطالبت شكرية المسئولين، وعلى رأسهم محافظ المنيا، الذى لم تعلم اسمه، بأن ينظر بعين الرحمة لأهالى قرية أبو جناح، خاصة أن اهالى القرية يحتاجون المساعدة العاجلة.

بينما يتدخل جمال ابو العز قائلا: احنا مدفونين (بالحياة)، كنت أعمل فى المحاجر لكننى الآن، لا أستطيع العمل لأننى أعانى من غضروف، منذ 13 عاما ثم التهب، وقمت بعمل صديرى جبس لمدة 60 يوما، وقمت بعمل عملية غضروف ثانية.

بينما قال محمد مخلوف: إننى أعيش أنا وزوجتى وأبنائى

الخمسة وشقيقى وزوجته وأبنائه داخل عشة، وغرفة مقابلة للعشة للنوم فقط، إلا أن الدولة تقوم بإجبارنا على دفع مبالغ مالية إيجارا للعشة والغرفة، لكننى أعيش براتب معاش شهري من الدولة يقدر بـ 300 جنيه،فهى لا تكفى فحياتنا معدومة ».

وفى سياق متصل قال حاتم رسلان رئيس لجنة الوفد بالمنيا وعضو الهيئة العليا إنه قد تعددت قصص وروايات معاناة أهالى قرية ابو جناح، فالقرية تعيش فى براثن الفقر والجهل والمرض، الذى يعكس إهمال الدولة لهذه القرية، آملين أن تتحرك الاجهزة التنفيذية، لتنال القرى المحرومة حقها فى العيش عيشة كريمة.

لافتًا إلى أنه لا سبيل لأبناء القرية، سوى أن يتحملوا الصعاب، بعد انتهاء المرحلة الإبتدائية الوحيدة بالقرية، فعليهم أن يتجهوا للتسول، وجلب الصدقات من زائرى القبور، أو أن يتجهوا للعمل بالمحاجر، مع إدراك مخاطرها، والتى تعد مقبرة إنسانية،لكن من أجل لقمة العيش، لم يتبق من الحلم إلا بعض النجوم.

وطالب حاتم رسلان، رئيس لجنة الوفد بالمنيا، وعضو الهيئة الوفدية، بضرورة سعى الدولة لحل مشكلات أهالى قرية أبو جناح، حتى لا تصبح قرية فى بؤرة النسيان، مطالبا محافظ المنيا،بسرعة تكليف مديرية التضامن، والجمعيات الأهلية، ومؤسسات المجتمع المدنى، لزيارة القرية، ورؤية إمكانية مساعدتهم.