رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بيزنس الملاعب الخاصة تُدمر الرقعة الزراعية

بوابة الوفد الإلكترونية

على الرغم من الجهود المبذولة من الدولة والجمعيات الزراعية ومديرياتها المختلفة، وكذا الأجهزة التنفيذية والأمنية في حملاتها المتلاحقة لإزالة التعدي علي الأراضي  الزراعية وأملاك الدولة، والتي استفحلت وتغولت، خاصة عقب حالة الانفلات التي صاحبت ثورة 25 يناير.

جرمتها الدولة بقوانين تحد من التهام الرقعة الزراعية، وإزالات فورية، ولكن من العيب نفسه، أن نصمت أمام الكيل بمكيالين، وترك الملاعب الخاصة علي الأراضي الزراعية دون إزالة رغم أن الاثنين في الجرم واحد، البناء علي الأراضي الزراعية هو نفس جرم اقامة الملاعب الخاصة علي الأراضي الزراعية، ففي الحالتين إهدار للرقعة الزراعية.

في حالات التعدي بالبناء علي الأراضي الزراعية، تتم الإزالة، وفي الملاعب الخاصة يكون التحايل علي القانون، حيث يتم تصنيع أعمدة كهربائية  بأطوال خاصة يتم زرعها حول الملاعب الخاصة، ووضع سور شبكي حول الملعب، ويتم اقتلاع الزرع، ووضع بدلا منه نجيلة صناعية.

مستغلة في ذلك عدم قدرة الدولة، علي فتح مراكز شباب بها ملاعب بكافة القري. ففي محافظة المنيا يوجد ما يزيد عن 200 ملعب خاص يَتربح أصحابها الآلاف الجنيهات يوميًا من المباريات المقامة التي تؤجر بنظام الساعة بعيدًا عن أعين الرقابة، وبمباركة من الأجهزة التنفيذية بالمحليات، التي قامت بتوصيل مرفق المياه والكهرباء، وسط الأراضي الزراعية.

قال حسين عيد - من أهالى المنيا - بالرغم من احتياج الشباب لملاعب كرة قدم تكون متنفسا لتفريغ طاقاتهم المكبوتة، إلا أننا في نفس الوقت نرفض الاستحواذ على الأراضى الزراعية وتدميرها بهذا الشكل لإقامة الملاعب الخماسية.

وتابع سيد عبد الرشيد: نحتاج إلى معهد أزهرى، وقمنا بالتقدم بالعديد من الطلبات لإقامة معهد ديني بقرية أبوحسيبة، إلا أن وزارة الزراعة لم توافق، في حين أنها تترك «الحبل علي الغارب» لإقامة ملاعب خاصة، وبرغم تنفيذ قرارات الازالة للمُتعدين علي الاراضي الزراعية لمساحات صغيرة، إلا انها أفلتت الزمام للملاعب الخاصة المقامة على مساحات شاسعة.

وأوضح حاتم رسلان رئيس لجنة الوفد الفرعية بالمنيا، وعضو الهية العليا الوفدية، أن الملاعب الخضراء الخاصة  أصبحت ظاهرة سيئة للغاية، بعدما  انتشرت تلك الملاعب فى كافة القرى، فى  ظل غياب تام للمجالس القروية،  ومجالس المدن، وعدم قيام مديرية الزراعة، بعمل محاضر للملاعب المتعدية على الاراضى الزراعية.

والذي  ساعد في تنامى هذه الظاهرة، وتآكل الرقعة  الزراعية،  والغريب ان تلك التعديات تتم تحت سمع وبصر، كافة الأجهزة  المنوطة  بحماية الأراضى، وتلك الملاعب تتحول لأنشطة أخرى، كقاعات أفراح ومقاهٍ، ولهذا يجب على الحكومة،  أن تقوم بواجبها نحو الغاء تلك الملاعب الخاصة  المقامة على أرض زراعية، وإعادتها على ما كانت عليه.

وفى الغربية رصدت «الوفد» أبرز التعديات المقامة على الأراضى الزراعية، التي تنتهك حرمتها الملاعب الخاصة والمتروكة دون سند قانوني أو تقنين لأوضاعها للحد من انتشار الظاهرة التي تهدد الأمن الغذائي للدولة.

وأكد عماد مصطفى رجل أربعيني ومالك لأحد ملاعب كرة القدم الخاصة، أن مساحة ملعبه 880م منذ سنوات لدينا مشاكل عديدة أهمها الكهرباء، فبعض الملاعب يستخدم ديزل خاصا وبعضها يعمل بنظام  الممارسة مع شركة الكهرباء  ولكن التقديرات تكون خيالية.

واستطرد قائًلا: أنفقت أكثر من 240 ألف جنيه لإنشاء ملعب كرة قدم وصالة بلياردو، واستعنت بشركة لتصميم أرضية الملعب، وحينما سألناه عن إصابات اللاعبين داخل الملعب نفى أن تحدث اصابات نتيجة أرضية الملعب، مؤكداً أن معظم الإصابات التحامات عادية بين اللاعبين، «كلها إصابات كورة عادية لما يحصل تخبيط بين الناس اللي بتلعب ده طبيعي في أي ملعب حتى لو كان ستاد القاهرة نفسه»..

في مكان آخر، يوجد ملعب أطلق عليه صاحبه اسم «ميلانو»، متواجد بين أفدنة كثيرة من الأراضي الزراعية.

أكد مالك الملعب  أنه يعمل في هذا المجال منذ خمس سنوات، استغل حالة البناء على الأراضي الزراعية التي صاحبت ثورة 25 يناير وفكر في استغلال أرضه بطريقة مختلفة، فقام بإنشاء الملعب لكى يدر عليه دخلاً ثابتاً.

وقال: أنا فاتح المشروع بقالي 5 سنوات هو عبارة عن أرض زراعية، وأنا استغليت الأرض بتاعتي إني افتح مشروع ملعب، لأن مكسبه مضمون وناس بتيجي تحجز بالساعات كل يوم بس المشروع محتاج سيولة في الأول عشان التصميمات والشركة اللي بتصنع النجيلة.

 

الوزارة لا تراقب

كي يقوم مالك الارض بالبدء في مشروعه،

كان لا بد أن يقوم بإجراء محضر تبوير لأرضه الزراعية في وزارة الزراعة حتى يكون من حقه استخدام تلك الأرض في أي مشروع آخر، مؤكداً أنه لم يكن هناك أي إجراءات للترخيص من جهات حكومية، وهناك شركة أشرفت على إنشاء ملعبه بنجيل صناعي.

 

مخاطر الملاعب الخاصة

أكد الدكتور أحمد نصير إخصائي العلاج الطبيعي، أن أرضيات النجيل الصناعي لها مخاطر على اللاعبين سواء كانت من خامات مطابقة للمواصفات أو غير مطابقة للمواصفات العالمية، لأنها تسبب مشاكل تتعلق بالجهاز الحركي للاعبين.

وأضاف هناك دراسات علمية أثبتت أن هذه الأرضيات تزيد من ارتفاع نسبة إصابات مفصل القدم والركبة عند اللاعبين نتيجة للمرونة العالية، ونقص درجة الرطوبة في الأرضيات الصناعية، مما يؤدى ذلك إلى اختزان كبير للطاقة في عضلات الساقين، فتتولد اهتزازات تصل لـ 100 هيرتز نتيجة للتوازن المشوه، ويسبب الاحتكاك اللزج إعاقة للقدم بمقدار 20 جراما أو أقل حسب نوع السطح.

وأوضح إخصائي العلاج الطبيعي أن ملاعب النجيل الصناعي تحتاج لأنواع معينة من الأحذية وقليل من اللاعبين يفهمون ذلك، فلا بد من ارتداء اللاعب حذاء ذا بأسنان نصف مدببة على النجيل الصناعي على عكس النجيل الطبيعي الذي يلزم للاعبين حذاء بأسنان مدببة بشكل كامل.

وفي البحيرة تحولت أغلب الرقعة الزراعية إلى ملاعب خماسية، لممارسة لعبة كرة القدم، وأصبح بيزنس الملاعب الخاصة يسيطر على الرقعة الزراعية، حيث يتم تجهيز مساحة الأرض الزراعية المخصصة، ويلجأ البعض منهم إلى سرقة التيار الكهربائي ثم يحول إلى نظام الممارسة المعمول به داخل شركات الكهرباء، وسط غياب تام لأجهزة المحليات.

قامت "الوفد" بجولة داخل الملاعب الخاصة التقت خلالها بعدد من الشباب الذين يستأجرون الملاعب بشكل شبه يومي وفي البداية قال أحمد أشرف - طالب بالثانوية العامة - بعد توقف دور مراكز الشباب لم نجد أمامنا سوي الملاعب الخاصة لنمارس رياضتنا المفضلة، حيث نقوم بتجميع 10 من أصدقائنا ونقسم أنفسنا إلي فريقين كل منهما خمسة لاعبين ونؤجر الملعب لمدة ساعة نلعب فيه كرة القدم والفريق الخاسر هو من يتحمل قيمة إيجار الملعب.

ويتدخل محمد مسعد، طالب قائلا: نقوم بجمع مبلغ الإيجار قبل حجز الملعب ونسلم القيمة إلي صاحب الملعب حتي يسمح لنا باللعب وتتراوح قيمة إيجار الملعب لمدة ساعة ما يقرب من 50 إلى 100 جنيه حسب مكان الملعب ومدي جاهزيته وكذلك وقت الإيجار سواء في ساعات الظهيرة وسط الحرارة المرتفعة أو في المساء.

ويلتقط طرف الحديث هشام عبد العاطي - مدرس - رغم ان عمري تعدي الخامسة والأربعين،  إلا أنني وأصدقائي في نفس سنوات عمري نواظب علي ممارسة لعبة كرة القدم حيث نقوم بتأجير ملعب الخماسي لمدة ساعة مساء كل يوم خميس علي أن يشارك أعضاء الفريقين في قيمة إيجار الملعب.