رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجزارون : الغلاء أغلق محلات الجزارة وحولها إلى كشرى

أضاحي حية
أضاحي حية

غلاء الأسعار، ارتفاع أسعار الأضاحي، تردي الأوضاع الاقتصادية، ثبات الأجور.. كلها أسباب دفعت عددًا كبيرًا من المواطنين للتخلي عن إحياء سنة الأضحية التي تعد أهم  صور الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، في الوقت الذي شهدت فيه محلات بيع اللحوم حالة من الركود الملحوظ بسبب عدم الإقبال على الشراء.

تؤكد دار الإفتاء المصرية، أن شراء الأضحية سنة للقادرين وفقًا لقول الله "فصل لربك وانحر"، ومع ارتفاع الأسعار وتراجع الأحوال الاقتصادية للمواطنين أجازت شراء الأضحية بالقسط، بعد أن وقف عدد كبير من المواطنين خاصة محدودي الدخل في موقف المتفرج من شراء اللحوم أو إحياء سنة وشعيرة الذبح، وحدث "ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار الأضاحي هذا العام، بنسب تراوحت بين 40 و50% عن أسعار العام الماضي، وسط حالة من الركود الشديد ضربت مختلف أسواق الأضاحي، ويتراوح سعر الخراف البلدية ما بين 4 آلاف إلى 6 آلاف جنيه، والخراف المهجنة البشاري ما بين 3 آلاف إلى 5 آلاف جنيه، وبلغ متوسط أسعار العجول 30 ألف جنيه، ودفعت زيادة أسعار الأضاحي، إلى عزوف المواطنين عن الشراء، فيما اضطر آخرون إلى الشراء بالتقسيط أو اللجوء لمشاركة أقاربه وأصحابه من غير القادرين على شراء أضحية كاملة، كل ذلك فى غياب الرقابة على الأسعار والفشل في حماية المواطنين من جشع بعض التجار والجزارين" أصيب الكثيرون هنا بشيء من الغضب، في الوقت ذاته يشتكي تجار الماشية والجزارون من ارتفاع تكاليف التربية والإنتاج من أعلاف وتطعيمات ويعتبرونها أسبابًا جوهرية لزيادة الأسعار مقارنةً بالعام الماضي بنسبة قد تصل إلي 50 %.

رصدت "الوفد" مدى المعاناة التى يعيشها المواطن السكندرى مع ارتفاع أسعار اللحوم

"آراء الجزارين" عزوف المواطنين عن الشراء "

يقول "سعد جاب الله" جزار  إن شيكارة العلف ارتفعت إلي 300 جنيه بعد أن كانت تباع بسعر 75، العام الماضي، غير أن شيكارة النخالة وصل سعرها إلى100 جنيه بعد أن كان 70 جنيهًا فقط، ويشير.. أسعار اللحوم العجالي تصل إلي 180 جنيهًا، والضأن 140 أو أكثر، بينما سعر كيلو الخراف الحية يترواح من 80إلي 90 جنيهًا، بينما الماعز 70جنيهًا.

وكشف " محمد عطية " جزار

مش الجزارين هم السبب فى ارتفاع الأسعار التجار لأننى أحصل منه على الماشية بسعر أعلى لأن سعر الخروف الصغير أصبح ثمنها أكثر من 4 آلاف جنيه، وبالتالى برفع سعر تكلفتى أنا أيضًا ولكن للأسف هذا يتسبب فى خسارة لى، مؤكدًا أن سعر اللحوم العجالي 125 جنيهًا، والضأن 130 جنيهًا، وأنه يتعرض للخسارة بهذه الأسعار ولكنه يعتمد في فلسفة البيع على تقليل السعر وبيع كميات أكبر،ويضيف أيضًا، بأن لديه ربع كيلو من اللحوم لم يبع منذ أسبوع ويحفظه في ثلاجة المحل، منوهًا أن الجزارين يتعرضون لخسارة كبيرة بسبب حالة الركود وأنه أغلق محله عقب عيد الأضحى الماضي لمدة ثلاثة أشهر، كما أن هناك محال جزارة أغلقت بالكلية وحولت نشاطها إلى محل كشري.

ويقول صبرى إسماعيل، صاحب محل جزارة «كنا نبيع اللحوم البلدى للزبون بـ130 جنيهًا للكيلو، لأن سعر الكيلو القبانى (قائم حى) فى العجل وصل 90 جنيهًا بالعظم، والآن لم يعد هناك بيع ولا شراء، وهو ما أجبرنا على تخفيض الثمن إلى ما يترواح بين 100 و110 جنيهات، وبرضه مفيش إقبال بسبب الحالة الاقتصادية وظروف المعيشة الصعبة».

وأضاف «أسعار العلف مرتفعة، وتكلفة النقل عالية، والضرائب والتأمينات والعمالة، كل شيء غال، ومن كان يشترى 5 كيلو أصبح يكتفى بكيلو واحد، والبعض عزف عن شراء اللحوم بسبب غلاء الأسعار، كل حاجة فى البلد بقت غالية، والحال واقف، ولا عارفين نبيع فى موسم ولا فى أيام معينة فى الأسبوع، اللحمة بقت للأغنياء فقط».

وأوضح محمد السيد، صاحب محل جزارة، أن السبب الرئيسى فى ارتفاع أسعار اللحوم البلدى هو ارتفاع أسعار العلف، بخلاف المسئولين عن توزيعها للجزارين الذين يتحكمون فى السعر، واستطرد: «كنت ببيع اللحمة الجملى بـ90 جنيهًا وكانت بتيجى بخسارة، لأنى كنت بشترى بسعر عالى، ودلوقتى السعر نزل وبقيت ببيبع بـ80 جنيهًا وبكسب، لكن الحركة بسيطة والبيع ضعيف، والإقبال خف عن الأول بكتير، الناس بقت تشترى ربع كيلو و1/8 كيلو علشان يبقى اسمه فيه لحمة فى البيت وحاجة تفرح العيال، وفيه اللى بيقعد من السنة للسنة ميشوفهاش، الحياة صعبة والناس مش لاقية أى حاجة» .وأضاف  «كنا نشترى جوال الذرة بـ200 جنيه فانفخض سعره هذه الأيام إلى 170 جنيهًا، وأصبح جوال الردة الذى كان يباع بـ180 جنيهًا سعره 160 جنيهًا فقط، وجميع أنواع العلف انخفض سعرها، لكنها لا تزال غالية عن السابق كثيرًا، أنا كنت أذبح جملًا وزنه 400 كيلو كان يباع فى اليوم نفسه، وكان سعر الكيلو يترواح بين 45 و50 جنيهًا، والناس كانت مبسوطة وفرحانة وهى بتشترى، قبل ما الدنيا تخرب بغلاء الأسعار وأصبح الضغط على الغلبان فقط، ورجال الأعمال يتحكمون فى السوق وكل شيء، ولا أحد يسألهم عما يفعلون، حتى إن الجزار نفسه أصبح شحاذًا».

وقال لطفى محمد، صاحب محل  للجزارة: «بنبيع اللحمة بـ100 جنيه، وكنا بنبيعها من 120 إلى 130 جنيه، ونزلنا السعر عشان مفيش بيع ولا شراء، وبقينا بنخسر عشان اللحم ميعفنش وبرده مفيش إقبال من الناس، أنا كنت بببيع عجل وزنه 500 كيلو فى يومين ودلوقتى بيقعد أسبوع، واللى يقولك اللحمة السودانى اللى بـ85 جنيهًا هى السبب كذاب، لأن الناس مش لاقية، ومش معاها فلوس تكفى أمور معيشتها».

وأكد حمودة السكرى، صاحب محل جزارة أنه على الرغم من تخفيض أسعار اللحوم فإن الزبائن لايزالون غير مقبلين على الشراء، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار العلف، حيث بات طن الذرة الذى كان سعره 2000 جنيه، يباع بضعف ثمنه، و«الكسب» الذى كان سعره 2600 جنيه الآن سعره 4800 جنيه، وكان العجل الذى يزن 500 كيلو سعره 22 ألف جنيه والآن أصبح سعره 30 ألف جنيه، وفرق الأسعار أثر على الزبون، حتى أن الجزارين أصبحوا يبيعون كيلو العظم الذى كانوا يرمونه للكلاب بـ10 جنيهات للمواطنين لان ليس لديهم امكانيات لشراء اللحوم، وتابع: «الفشة والكرشة كانت تباع بـ5 جنيهات أصبحت بـ30 جنيهًا، الوضع صعب، وحرام اللى بيحصل فى الشعب ده، الناس هتجيب منين، عاوزين شوية رحمة عشان الناس تقدر تعيش». وكشف "كنت يوم العيد أذبح من 7 إلى 10 عجول وكان يشترك فى العجل اثنان أو ثلاثة على الأكثر. الآن أوافق على أن يشترك فى العجل خمسة وأحيانًا سبعة رغم أن الموضوع مرهق فى التوزيع والتقسيم أثناء الذبح. ولكنى أضطر إلى الموافقة لأن ثمن العجل تخطى الـ30 ألف جنيه. ذلك من أجل البيع لتحقيق مكسب للمحل لكى أستطيع توفير متطلبات المحل من إنارة ومياه ورواتب".

 

وأكد أن الجميع يصرخون من ارتفاع الأسعار والتجار يبررون الزيادة بالارتفاع فى الأسعار فى الأدوية والأعلاف، حيث وصل سعر طن الردة 4500 جنيه والذرة 4800 جنيه والنقل والتى أدت إلى أن يرتفع سعر الضأن قائم إلى 62 جنيهًا للكيلو ليصل سعر الخروف الواحد إلى 4000 جنيه والبقرى 60 جنيهًا والجاموسى 55 جنيهًا والبتلو 55 جنيهًا قائم، والبعرور الصغير الذى كان سعره لا يتجاوز 7000 جنيه وصل إلى 12 ألف جنيه وطالت نار الأسعار أيضًا الخروف الصعيدى الذى يعد أجود وأغلى الأصناف والذى وصل سعره ما بين 70 إلى 72 جنيهًا، فيما بلغ العام الماضى 47 جنيهًا، و70 جنيهًا للخروف البرقى والذى كان يباع بـ45جنيهًا، أما الماعز فبلغ سعر الكيلو قائم 75 جنيهًا، بعد أن كانت 50 جنيهًا وهو الأمر الذى جعل الكثيرين يعزفون عن الشراء. وهو الأمر الذى جعل الجزارين أنفسهم يصرخون بسبب السعر المرتفع للحوم التى يشترونها من التجار.

 

"التجار : الإقبال ضعيف جدًّا"

وأكد "عبدالصمد حسن" ،(أحد تجار) ،الإقبال ضعيف جدًّا وحتى الآن ونحن فى العد التنازلى على العيد لم نقوم ببيع أكثر من 8 خرفان فقط منذ شهر وأضاف أنه يبيع كيلو الخروف الحي بسعر يترواح ما بين 70 إلي 80جنيهًا، بينما الماعز 75 وأن الزيادة تصل إلي 15 جنيهًا في الكيلو مقارنة بالعام الماضي. وتعجب أنه كان يبيع من 10 إلى 15  رأسًا في اليوم الواحد ، ولكن هذا العام يبيع 3 رؤوس من الخراف أسبوعيًا.

وقال سوهاجى عبدالصبور "تاجر مواشى إن المربين يبيعون العجول القبانى للجزارين بـ52 جنيهًا للكيلو، على الرغم من بيعه خلال أيام العيد بـ60 جنيهًا، وانخفضت الأسعار بسبب انخفاض الأعلاف، لكن حركة البيع والشراء ضعيفة بسبب الأوضاع الاقتصادية، فأصبح الإقبال على أسواق المواشى الحرة ضعيفًا، دون بيع أو شراء.

ويرى إبراهيم السكرى تاجر مواشي، أن أسعار الخراف هذا العام تختلف عما قبله من الأعوام الماضية حيث وصلت الزيادة في الكيلو الواحد إلى 11 جنيهًا ليصل سعر كيلو الخراف الحية إلى 33 جنيهًا بدلا من 22 جنيهًا العام الماضي مما أثر على التاجر والمستهلك وأضاف أن ارتفاع أسعار الخراف هذا العام وتراوح سعر الخروف مابين 1400 جنيه للوزن الصغير و2500 جنيه للوزن الكبير أدى إلى تراجع أسطوري في حركة الشراء بنسبة وصلت إلى 40% مقارنة بالعام الماضي مما جعل التجار يضطرون إلى تخفيض كميات الخراف. وأشار إلى أن أسعار الأضاحي داخل محافظة الإسكندرية تختلف عن باقي المحافظات لارتفاع أسعار الأعلاف وانعدام التربية داخل المنازل.

قال «أحمد عبدالله»، أحد تجار إن الغلاء جعل نسبة البيع تقل كثيرًا عن العام الماضى، فالبعض لم يستطع شراء الأضحية هذا العام، والبعض الآخر قام بالاشتراك فى أضحية واحدة، بالإضافة إلى أن سعر الأضاحى يختلف من منطقة لأخرى، وفى المنطقة الواحدة، تختلف الأسعار، فيبيع التجار كيلو اللحم الحى للخراف بنسب تترواح من 62 : 65 جنيهًا، بنسبة زيادة 10 جنيهات تقريبًا عن السنة الماضية، إذ كانت تترواح أسعارها ما بين 55 : 57 جنيهًا.

وكيلو اللحم الجاموسى الحى يتراوح ما بين 75 : 85 جنيهًا، وأضاف أحمد أن الأسعار مرتفعة مقارنة بالأسعار فى العام الماضى بسبب غلاء سعر العلف وتكاليف المزارع.

 

"المواطنون ضحية الجزارين والتجار"

فيما شكا عدد من المواطنين من ارتفاع أسعار اللحوم وعدم قدرتهم علي شراء الأضحية وإحياء سنة مؤكدة، وكذلك عدم وجود رقابة حقيقة على أسعار بيع اللحوم، فخاصة مع ارتفاع سعر الكيلو من اللحم لـ150 جنيهًا.

بينما لجأ عدد من المواطنين إلي الشراكة في الأضحية؛ للتغلب على ارتفاع الأسعار هذا العام، في الوقت الذي  لجأ البعض الآخر إلى شراء صكوك أضحية بالقسط من بعض الجمعيات.

قال "ياسر منصور" محامى

بسبب ارتفاع الأسعار لم أستطع هذا العام أن أقوم بشراء الأضحية وإحياء السنة لأن التكلفة ارتفعت هذا العام وبمبلغ الخروف الصغير الذى لم يكفِ منه تضحية ولحمة للأسرة ارتفع سعره إلى أكثر من 5 آلاف جنيه ، فكيف يعقل هذا وأين الرقابة على هولاء التجار، لماذا دائمًا يدفع المواطن الغلبان ثمن جشع التجار .

وتعجب "صلاح توفيق" موظف: "كيف يمكن لموظف حكومي أن يشتري خروف صغير تعدى سعره أكثر من 5 آلاف جنيه وهو راتبه الشهرى لم يكمل هذه المصاريف خاصة وأن بعد العيد مطلوب مننا مصاريف المدارس وتجهيز متطلبات الدراسة لأطفالنا، لذلك نكتفى بشراء 2 كيلو لحمة سنة وربنا هو الذى يتولنا .

 

وتقول "نجوى أحمد" بالمعاش

أنا حزينة لكوني لن أستطيع شراء أضحية هذا العام رغم أننى كنت فى حاجة إليها صدقة عن نجلى المتوفى ولكن للأسف نظرًا لارتفاع الأسعار التى تفوق كل الإمكانيات لم أستطع لأن المعاشات بالفعل تم زيادتها ولكن هذه الزيادة لم أستطع أن أنفق منها على علاجى الشهرى و سداد احتياجات المنزل لم يتبقى معى شيء لشراء الضحية حتى لو كانت معزة صغيرة، أين أنتم يا مسئولين مما يحدث لنا .

وتقول "سميحة حسن" ربة منزل. 

بنبرة حزن "فرحة العيد راحت خلاص، الأسعار مش

معقولة، مش قادرين نستحمل الوضع ده".مش عارفين ولا نشترى لحمة ولا فراخ ولا سمك كل يوم الأسعار فى زيادة والمرتبات لم تزد والإيجارات والبنزين كل شيء فى زيادة إلا الإنسان هو اللى فى النازل، الرحمة يا حكومة إحنا خلاص بنموت وأنتم مش حاسين بينا .

وقالت وفاء محمد موظفة  

«عزفنا عن شراء اللحمة بسبب ارتفاع أسعارها وبسبب ظروف المعيشة ومتطلبات الأسرة، وأصبحنا نستبدل بها الدجاج والسمك على الرغم من ارتفاع أسعارهما لكنهما أخف قليلًا، الدنيا غليت بسبب جشع الجزارين والتجار وعدم الرقابة، والدولة سايبة الشعب ياكل فى بعضه، وأصبحنا نعيش اليوم بيومه بسبب الغلاء، ومش عارفين نجيب منين ونعمل إيه، أنا من 3 شهور مدخلتش اللحمة بيتى، لأنى مش قادرة على سعرها، وبقى الفول والطعمية هما الوجبة الأساسية للأسرة».

 

وأشار محمد سعيد، موظف، إلى أن مرتبه 1500 جنيه، ولديه 4 أبناء جميعهم فى المدارس، لذا لم يعد يشترى اللحوم لعدم قدرته على ثمنها، وواصل: «مش عارفين نعيش بالفول والطعمية، وكنا بنشترى اللحمة لما كانت رخيصة كل أسبوع ونفرح العيال، ودلوقتى مش قادرين على تمنها، لأن متطلبات الحياة كتير، حتى البديل غالى علينا، ولازم الدولة تشوف حل فى غلاء الأسعار وتدنى المرتبات عشان الناس تعرف تعيش، لأن المرتب مش بيعمل حاجة نهائيًّا».

قال يسرى توفيق، مهندس زراعى، إن زيادة أسعار السلع الغذائية وخصوصا اللحوم بالإضافة إلى الالتزامات الأخرى أفسدت علينا فرحة العيد بعدما كان العيد فرحة وفسحة أصبح لنا حيرة وقلق وحسابات معقدة من أجل تدبير الحصول على لحوم عيد الأضحى، ما يدفعنا إلى اللجوء إلى الشوادر التي تبيع اللحوم بأسعار معقولة وذلك بسبب جشع التجار هو السبب فى ارتفاع أسعار اللحوم لتصل إلى كيلو اللحم الضانى 220 جنيهًا والشمبرى 190 جنيهًا فهل يعقل أن أصحاب الدخول المتوسطة تستطيع شراء هذه الكميات من اللحوم، وللأسف أيضًا نجد أن فى حالة اللجوء إلى النوافذ القوات المسلحة ومديرية الزراعة اللحوم لم تكفِ احتياج المواطنين حيث إن المعروض أقل من الطلب، كما أننا نشاهد طوابير وازدحامًا شديدًا على النوافذ نظرًا لارتفاع أسعار اللحوم بمحلات الجزارة، ومن هنا نجد عزوف المواطنين على شراء اللحوم من محلات الجزارة بسبب غلاء الأسعار، وذلك لأن لم توجد رقابة من الحكومة على التجار وكأنهم أصبحوا فوق القانون.

وكشف "توفيق" أن جشع التجار وصل إلى أعلى الحدود حيث يقوم بعض التجار باستيراد العجول والخرفان قبل العيد بشهور ويقومون بتغيير لها المزرعة لبيعها للمواطنين على أنها عجول بلدى، والمواطن للأسف لم يشعر بشيء، أين الرقابة مما يحدث من هؤلاء التجار، عندما نجد أسعار الخرفان مبالغ فيها رغم أن التكلفة لتربيتها لم تساوِ هذه الزيادة المبالغ فيها، لذلك نطالب هيئة الرقابة الإدارية بالتدخل لضبط حالة السوق قبل فوات الأوان، كما نطالب بتفعيل عمل مراقبة الأغذية وضرورة وجود مفتش بيطري بهذه الشوادر على مدار اليوم لمنع كل من تسول له نفسه الغش أو التلاعب وأيضًا حماية أرواحنا وأرواح أولادنا.

قال "صلاح حامد" موظف، إن ارتفاع أسعار الخراف هذا العام أدى إلى عزوف الكثيرين عن الشراء والحرمان من مشاركة الأهل والأصدقاء فرحة العيد أثناء الذبح وتوزيع اللحوم بعد صلاة العيد وأيضًا، أداء شعيرة من شعائر الله. وطالب بتوفير الخرفان بجميع منافذ المدن والمجمعات بأسعار معقولة مع تكثيف الرقابة التموينية على مجمعات السلع الغذائية والأسواق بشكل عام. كما ناشد المسئولين عن الطب البيطري طبع نشرة توعية طبية وتوزيعها على المواطنين تضم إرشادات عن كيفية اختيار الخراف السليمة وغير المريضة والتي ليست بها عيوب وطريقة الذبح والاحتفاظ باللحوم مع التشديد على ضرورة الذبح داخل المجازر وتسهيل الكشف المجاني على أضاحي الأهالي.

قال "أبو السعود مسعد" موظف:"أنا أساسًا مش بشترى غير كيلو لحم فقط كل شهر بس علشان خاطر العيد والأطفال هشترى 2 كيلو ضانى وكيلو شمبرى وربنا يقدرنى على باقى المصاريف فى العيد وموسم دخول المدارس"، مضيفًا أن "الأسعار أصبحت غالية.. يعنى الواحد هيجيب ملابس للأطفال ولحمة ونهاية الشهر المفروض إنى أشترى حاجة المدارس.. الرحمة يا رب".

ابتسمت أم جابر ربة منزل، قائلة:"لحمة إيه اللى بتكملوا عليها أنا بشترى على قد الحال لحمة راس وأقضى بيها 4 أيام العيد علشان أشعر إنى عيدت أنا وأسرتى لكن اللحمة اللى بنشوفها فى التلفزيون أصبحت للأغنياء فقط لأن لحمة العيد لا نقدر عليها نهائيّا".وكل ما أستطيع أن أفعله هو شراء لحمة المجمعات الاستهلاكية لأن سعرها بسيط وأرحم من الجزارين.

أكد عادل محمود، أن الأسعار هذا العام مرتفعة للغاية بالتزامن مع دخول المدارس يعنى لو اشتريت كيلو لحمة ضانى يبقى زى الفل أنا كنت بشترى كيلو اللحمة يكلفنى 70 جنيهًا الآن كيلو اللحمة 200 جنيه وراتبى فيه كام 200 علشان اشترى أكثر من كيلو لحمة "ألطف بينا يارب"،والحل الوحيد هى منافذ اللحوم التابعة للقوات المسلحة التى أنشأها لنا الرئيس عبدالفتاح السيسى، لذلك بنطالب المسئولين زيادة المعروض لأن الطلب على اللحوم أكثر من العرض بسبب ارتفاع أسعار اللحوم لدى الجزارين 

"مديرية التموين"

كما أعلن محمد سعد الله وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية بالإسكندرية، عن استعداد مديرية التموين لاستقبال عيد الأضحى المبارك، وذلك لتلافى الأزمات المحتملة خلال العيد والمتعلقة بتوافر السلع الغذائية والاستراتيجية بالتزامن مع زيادة عدد زائرى الإسكندرية، وقال إنه تقرر تكثيف الرقابة على الأسواق لمراقبة سلع العيد، منها اللحوم بأنواعها، وجميع المواد الغذائية التى تهم المستهلك، والتنسيق مع مباحث التموين، والطب البيطرى، ومديرية الشئون الصحية لشن حملات على منافذ البيع، خاصة الموجودة فى المناطق الشعبية للتأكد من صلاحية المعروض للاستهلاك الآدمى، مشيرًا إلى أن الرقابة على السلع الغذائية ستتم بالتوازى مع حملات مراقبة بيع المواد البترولية وأسطوانات البوتاجاز، من خلال متابعة سيارات توزيع البوتاجاز، وفقًا للتوزيع الجغرافى والكثافة السكانية، إضافة إلى ضمان وفرة الوقود بالمنافذ خاصة المحطات المسئولة عن صرف حصص المخابز، ولفت إلى أنه سيتم المرور والتفتيش على كل من منافذ المجمعات الاستهلاكية، وبالتالى التموين للتأكد من وفرة السلع التموينية المقررة، واستلام الحصص بالأسعار الرسمية، واتخاذ اللازم فى حال وجود مخالفات، مشيرًا إلى أنه تم التنسيق مع شركة الإسكندرية للمجمعات الاستهلاكية لطرح كميات أعداد كبيرة من الماشية الحية وكميات من اللحوم البلدية والمجمدة بشكل يومى وبأسعار مخفضة،وأضاف وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية بالإسكندرية أنه تقرر تشغيل المخابز طوال أيام العيد، لافتًا إلى أنه سيتم توفير الحصص اللازمة لكل مخبز لضمان استمرار العمل، والتأكد من عدم وجود أعطال بماكينات صرف الخبز.

كما تقرر تشكيل حملات لمتابعة جميع مطاحن الدقيق للتأكد من عدم توقفها دون إذن مسبق، ولضمان إنتاج الدقيق بشكل منتظم وجودة عالية.

طوارئ فى الطب البيطرى

كما كلف وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، هيئة الخدمات البيطرية، ومديريات الطب البيطرى بالمحافظة، بإلغاء الراحات والإجازات لأطباء المجازر وتدعيمهم بأطباء من الإدارات المختلفة لمواجهة زيادة وكثافة المذبوحات فى فترة ما قبل عيد الأضحى، فضلًا عن التأكد من توفير احتياجات المجازر من أدوات النظافة للحفاظ على سلامة اللحوم، وتوفير وتأمين الأختام والمادة الملونة المستخدمة لختم المذبوحات، وشددا على تكثيف عمليات المرور على مجازر الحيوانات بالمحافظات المختلفة، والتنسيق المستمر بين مديرية الطب البيطرى والجهات الأمنية لتأمين أعمال المجازر، فضلًا عن اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمكافحة الذبح خارج المجازر، حرصًا على سلامة المواطنين والحفاظ على البيئة.

وأشار الوزير، إلى وجود تنسيق دائم ومستمر مع المحافظين لتوفير وتيسير الذبح مجانًا بالمجازر الحكومية للأهالى خلال أيام العيد، منعًا للذبح خارج المجازر حفاظًا على الصحة العامة وسلامة اللحوم والحفاظ على البيئة من التلوث.

وأهابت الوزارة بجميع المواطنين ذبح أضاحيهم فى المجازر القريبة من منازلهم بدلًا من الذبح فى الشوارع، وذلك تجنبًا لتلوث البيئة وما يتبقى من دماء وأحشاء للذبائح التى تتناولها الحيوانات الضالة، فتصبح مصدرًا للتلوث والأمراض.