رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الوحدات الصحية بسوهاج.. مبانٍ خاوية على عروشها

بوابة الوفد الإلكترونية

الوحدات الصحية التي تم إنشاؤها من أجل تقديم الخدمات الطبية المجانية للمواطنين وخاصة البسطاء منهم تعاني أشد المعاناة من النقص الحاد في الاطباء والكوادر البشرية من أطقم التمريض والأدوية والمستلزمات الطبية وأصبحت مجرد لافتات لا تقدم الخدمات التي أقيمت من أجلها وتدهورت أحوالها ومعظمها لا يقدم سوى التطعيمات وتسجيل المواليد والوفيات ورغم أن الكثير من هذه الوحدات تم تجديدها وتحديثها وكلفت الدولة ملايين الجنيهات في المباني والأجهزة وأصبحت صروحا تغنى بها الأهالي وتأملوا خيرا منها إلا أنها وكما يقولون " يا فرحة ما تمت خدها الغراب وطار " .

فبدلا من أن تكون الوحدات الصحية الملاذ الآمن والملجأ للبسطاء والفقراء من المرضى بالقرى أصبحت مبانى مهجورة يتواجد بها بعض الموظفين الذين ليس فى وسعهم تقديم يد المساعدة للمرضى وكبدت أهالى القرى مشقة الذهاب لمسافات طويلة بحثا عن مستشفى قد تبعد مئات الكيلومترات عن محل سكنهم فى بعض الأحيان وأصبحت ايضا العديد من هذه الوحدات عبارة عن مأوى للفئران والقطط والحيوانات الضالة التى استولت على غرف الأجهزة وأتلفت العديد منها بعد أن هجرها الأطباء واشتكى المرضى من وجود أجهزة وأدوات طبية جديدة وبحالة جيدة لكنها مكهنة بالمخازن ولم تستخدم .

 الإهمال والفوضى شعار مختلف الوحدات الصحية المنتشرة بربوع محافظة سوهاج والبالغ عددها 352 وحدة ما بين تدهور الخدمات الطبية والرعاية الصحية للمرضى ونقص الأطباء والممرضات وتعيش تلك الوحدات على واقع يعانى منه الجميع وأصبحت رحلة عذاب يومية للمواطن السوهاجي وصداع في رأس القائمين على المنظومة الصحية بالمحافظة وبدلاً من أن تكون تلك الوحدات دوراً للشفاء، أصبحت مصدراً للعذاب ويخشى الكثيرون الإقتراب منها ولا يذهبون إليها إلا لتسجيل المواليد والوفيات وتقديم التطعيمات للأطفال .

ورغم وجود طبيب على رأس الجهاز التنفيذى بالمحافظة وهو الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الإقليم إلا أن وضع الوحدات الصحية يدور عكس الاتجاه فى معظم الوحدات بل وكشفت مديرية الصحة فى سوهاج عن مفاجأة مدوية تتمثل فى أن نحو 62 وحدة صحية لا يوجد أطباء بها الأمر الذى حذا بأهالى المحافظة أن ينظروا إليها باعتبارها « تحتاج إلى غرفة لإنعاش قلبها قبل فوات الأوان » بل ويصفها البعض بأنها أصبحت «جثثاً هامدة» .

 وتحتاج الوحدات الصحية بسوهاج إلى إعادة النظر فيها بصورة عاجلة‏‏ فى ضوء تأكيد العديد من الأهالى أنها لا تقدم أى خدمات للمرضى،وأن الأطباء لا يعملون سوى ساعة أو ساعتين يومياً فقط بينما تغلق أبوابها فى وجه المرضى بقية اليوم مشيرين إلى أن الأدوية التى ترد للوحدات الصحية لا تكفى إلا لأيام معدودات حتى تحولت إلى مجرد «مبان خاوية على عروشها»، بدون خدمة طبية حقيقية وأصبح معظم الأجهزة الطبية  معطلة وغطتها الأتربة وعلاها الصدأ لعدم إستخدامها .

ويقول عرفات محمود علي محامي - أن عدداً كبيراً من الوحدات الصحية تضاهى فى مبانيها أحدث طرز بناء المستشفيات ومزودة بمعظم الأجهزة الطبية إلا أنه عندما يطلب أحد المواطنين خدمة ما يكون الرد إما أن «الأجهزة

معطلة»، أو «لا يوجد أطباء» الأمر الذى يعانى منه العديد من أبناء سوهاج بالقرى والنجوع وأضاف أن نشاط الكثير من الوحدات يقتصر فقط على تطعيم الأطفال أو تسجيل المواليد والوفيات مؤكداً أن معظم الأطباء فى الوحدات الصحية لا تتوافر لديهم الخبرة الكافية سواء فى التشخيص أو وصف العلاج للمرضى مما يدفع غالبية الأهالى للجوء إلى المستشفيات العامة والمركزية أو العيادات الخاصة كما تفتقر إلى الإسعافات الأولية فى معظم الأحيان.

وأكد محمد خضيرة مدرس - أن معظم الأهالى لا يجدون فى أغلب الأحيان حتى مصل لدغات العقارب والثعابين أو حقن التيتانوس مما تسبب فى وقوع وفيات جراء عدم وجود هذه الأمصال كما أكد أن عدداً كبيراً من الوحدات الصحية فى العديد من قرى سوهاج «مغلقة تماماً»، ولا تقدم أى خدمات للمواطنين.

ومن جانبه قال الدكتور هاني جميعه وكيل وزارة الصحة والسكان بسوهاج أن المحافظة بها 322 وحدة صحية ونظرا للعجز في عدد الأطباء وهذا ما تعانيه منه محافظات الجمهورية لأن العجز يتم سده عن طريق التكليفات كل عام لذا يوجد 260 وحدة صحية بها أطباء مقيمين و62 وحدة بلا أطباء ويتم حل هذه المشكلة بتكليف الأطباء المجاورين لهذه الوحدات بالندب الجزئي يومين أو ثلاثة ايام حسب الإحتياجات والوحدات الأخرى يتم ندب أطباء لها من المستشفيات العامة والمركزية .

وأضاف وكيل الوزارة بأن الوحدات الصحية تقوم باستقبال المرضى والمترددين عليها طوال اليوم والتعامل معهم حسب الخدمة التي يطلبونها وأن هذه الوحدات متوفرة بها الأدوية وأمصال لدغ العقارب والثعابين بحيث ان كل وحدة بها مصلين من كل نوع والوحدات التي تحتاج أمصال تقوم بعمل إستعاضة ويتم الصرف لها فورا عقب نفاذ الأمصال لديها  .

وأكد جميعه بأنه يتم تكثيف لجان المتابعة والتفتيش المالي والإداري علي كافة الوحدات الصحية والمستشفيات بأنحاء المحافظة حرصاً علي تقديم خدمة صحية متميزة للأهالي حفاظاً علي حياتهم  وأشارت إلي أنه سيتم سد العجز في الأطباء عن طريق التكليفات الجديدة .