رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مربو الأسماك: تلوث بحيرة المنزلة بالصرف الصحى والصناعى وراء الكارثة

بوابة الوفد الإلكترونية

كارثة كبرى تهدد الثروة السمكية ببحيرة المنزلة، وهى نفوق الأسماك بدرجة مخيفة تكاد تعصف بمزارعى الأسماك وبالثروة عامة، بعد أن زاد النفوق هذا العام عن الأعوام السابقه بدرجة مخيفة وامتداده لمنطقة الصيد الحر والبحيرة بالكامل حيث لم يعد النفوق خاصًا بمنطقة مثلث الديبة وإنما اصبح بالبحيرة وبعض مناطق نهر النيل.. عشرات الالاف من الاطنان تنفق يوميا وتطفو على سطح البحيرة ومئات من الافدنة والمزارع والاحواض، نفوق كلى للمخزون السمكى بخلاف تكاليف عام ونصف العام. وعمالة وماكينات وسولار. مما ينذر بخروج الكثيرين من مزارعى الاسماك، من مجال العمل بسبب الخسائر الفادحة، ومعهم مصانع أعلاف ومفرخات وشركات ادوية وتجار أسماك.

يقول المهندس أحمد المغربى، أحد مربى الأسماك: مئات الاطنان من الاسماك نفقت نتيجة التلوث الشديد للبحيرة، وارتفاع درجة حرارة الجو وكان يجب تدخل وزارة الزراعة والثروة السمكية خاصة أن هذا الوضع لم يكن وليد السنة وانما بدأ منذ عشر سنوات، لكن هذا العام ازداد حدة وخطورة، وللاسف مازال المسئولون لا يحركون ساكنا وزادت الخطورة بعد نفوق آلاف الأطنان.

وقالت الدكتورة نسرين عز الدين استاذ الطفيليات بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة تخصص طفيليات الأسماك: مازالت ظاهرة النفوق الجماعى للأسماك بمصر تتكرر سنويا وفى توقيتات شبه ثابتة باختلاف نوعية ومكان المسطح المائى حيث النوبات الحادة من الوفيات للأسماك سواء فى البيئات المفتوحة كالنيل والبحار وكذلك البحيرات أو فى البيئات المغلقة كمزارع الاسماك باختلاف طبيعة مياهها ومواقعها. ولعل من أبرزها نفوق أسماك البلطى بمصرف المريوطية وفروع النيل بمحافظة الجيزة فى يناير 2010 وقد كنت احد اعضاء اللجنة العلمية المختارة من قبل نيابة الجيزة ممثلة للطب البيطرى للبحث فى أسباب هذا النفوق.تلى ذلك نوبات أخرى من النفوق الجماعى ببحيرة مريوط وبمناطق متفرقة برشيد وفى دمياط والمنصورة وغيرها على مدار عدة سنوات متتالية.

وكانت أصابع الاتهام تشير إلى أن التلوث البيئى باختلاف أنواعه ومصادره هو العامل الرئيسى لهذه النوبات الكارثية مع ما يتبعه من خلل فى الخواص الطبيعية والكيميائية للمياه وانخفاض معايير الجودة بها بما لا يتناسب مع حياة ونمو الأسماك مع انتشار للمسببات المرضية من بكتيريا أو فيروسات أو طفيليات وغيرها والتى تجد فى البيئة الملوثة وسطًا مناسبًا للنمو والتكاثر وحصيلة هذا هو كوارث النفوق الجماعى للأسماك وغيرها من الاحياء المائية الاخرى إضافة إلى تداعيات هذا على صحة الأسماك الحية أيضا وعلى صحة الإنسان وصحة الحيوانات والمزروعات وعلى الناتج القومى إجمالا.

و النفوق لعشرات الاطنان من أسماك الدنيس والقاروص والطوبارة بمزارع دمياط بالمنزلة منذ ابريل الماضى والذى بلغ ذروته فى مايو ويونيو ثم انخفاض المنحنى نسبيا مع بدايات الشهر الجارى تلك الظاهرة التى تتكرر وفى نفس التوقيت من كل عام مسببة خسائر لا حصر لها.

بالتزامن نشاهد مناشدات عديده من أصحاب المزارع المنكوبين واجتماعات ومطالبات منهم بتكوين جمعيات للصيادين وأصحاب المزارع السمكية وبانشاء اتحاد لمنتجى الأسماك فى مصر للدفاع عن مصالحهم وبالاهتمام ببحيرة المنزلة وتطهيرها وبمعالجة مياه الصرف الصحى والصناعى والزراعى وشق قنوات وفتح بواغيز جديدة لتسهيل جريان وتجديد المياه ولإتاحة دخول زريعة الأسماك اليها من

البحر وانتظارا لمردود سريع وفعال وللوصول لمسببات هذا النفوق، ووقائيا يقتصر الامر على مجهودات تطوعية وغالبا فردية دون وجود كيان رسمى ناجز يجمع المتخصصين كلًا فى تخصصه الدقيق ليقوم بدور فعال فى مثل هذه الكوارث وعدم تفعيل لجان إدارة الأزمات رغم تكرار ازمات النفوق ووصول خسائرها هذه المرة إلى الحد الذى يستدعى استنفارًا للمؤسسات المختصة بقطاع الثروة السمكية والمؤسسات العلمية المتخصصة لتقديم الرعاية والارشاد والدعم الفنى والعلمى بل والمعنوى خاصة وان هذه المزارع تمثل النسبة الغالبة والكبيرة من الإنتاج المصرى لأجود انواع الاسماك البحرية.

وأضاف السيد زكريا، مربى أسماك: البداية كانت فى المزارع السمكية فى مثلث الديبة والبحيرة الأم جنوب طريق دمياط بورسعيد ثم امتد ليشمل مناطق الصيد الحر فى البحيرة ثم امتد ليشمل نهر النيل «الجزء المالح منه شمال سد دمياط» وشوهدت الأسماك النافقة فى النهر أمام مبنى محافظة دمياط.

أسباب كثيرة ومتعدده تسببت فى ذلك منها: زيادة الأمونيا، نقص الأكسجين، البكتيريا، الطفيليات، سوء حالة المياه، الصرف الصحى والصناعى، إغلاق وضيق قنوات الرى والصرف، المياه المحملة ببقايا نباتات متحللة متراكمة من عشرات السنين والناتجة عن أعمال التكريك، ألا يستدعى كل ذلك اهتمام أجهزة الدولة المعنية بهذه المشكلة.

لذلك يجب الإعداد لعقد اجتماع موسع يحضره ممثلون عن وزارة الزراعة ووزارة البيئة ووزارة الرى ووزارة الصحة والمتضررين من الصيادين وأصحاب المزارع ونستمع إلى أساتذة الطب البيطرى وأساتذة علوم البيئة وتتم المناقشة باستفاضة لتحديد الأسباب وكيفية علاجها، مضيفا: خسائر هذا العام أضعاف الأعوام السابقة وارتفاع أسعار الأسماك حاليا سيستمر وترتفع الأسعار أكثر وأكثر نتيجة قلة المعروض بسبب هذا النفوق.

وعلق محمد توفيق رجب، مربى اسماك: لا احد يتخيل حجم الكارثة فمنظر الاسماك النافقة مرعب جدا نتيجة تلوث البحيرة، عشرات بل مئات الأفدنة نفقت وخلفت الخراب والدمار لآلاف الاسر، وهنا أطالب بسرعة التدخل وايجاد حلول حقيقية بعد تطهير جميع القنوات الشرعية التى اغلقها اصحابها والتى تسببت فى زيادة نسبة الملوحة كما أطالب بتطهير بوغاز البغدادى، وضرورة تحرك مسئولى الثروة السمكية لإيجاد حل لتلك الكارثة.