رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصرف بحر البقر العرق السام الذى يروى الشرقية و5 محافظات أخرى

بوابة الوفد الإلكترونية

الأهالى يطالبون بتغطية المصرف واستغلال المساحة فى إنشاء طريق سريع

يعد مصرف «بحر البقر» المصرف الوحيد الذى يمتد من جنوب القاهرة مروراً بعدد 5 محافظات هى: القليوبية، والشرقية، والإسماعيلية، والدقهلية، وينتهى فى أن يضع ما بداخله فى بحيرة المنزلة، ويبلغ طوله حوالى 190 كيلو متراً فيعتبر من أخطر منابع التلوث الذى تنقل الأمراض والأوبئة للمواطنين.

تعود نشأة مصرف «بحر البقر» لعام 1914 للصرف الزراعى فقط، ولكن قررت الحكومة فى أوائل السبعينيات تحويله لاستقبال الصرف الصحى لسكان القاهرة الكبرى والمدن المطلة عليه.

ولكن قررت الحكومة ان يذهب سكان الدلتا إلى الجحيم، وذلك لأنه مصرف مفتوح يستقبل مياه الصرف الصحى الخام والمعالج والصرف الزراعى والأسمدة والمبيدات والديدان والقوارض والأعشاب والحشائش، وينشر الأوبئة التى تصيب المواطنين بأمراض يصعب عليك حتى تخيلها.

وتكمن خطورة هذا النوع من التلوث فى ظهور الأمراض الطفيلية والمتوطنة بين جموع المواطنين الذين يعيشون حوله، كما يصيب المصرف الأسماك الموجودة فيه بالطفيليات ويستقبل المخلفات الصناعية من المصانع المطلة على البحيرة التى تحمل معادن ثقيلة أهمها الرصاص والزرنيخ والحديد، وتتركز هذه المعادن فى أنسجة الأسماك التى تعيش فى المصرف أو بحيرة المنزلة، حيث يصب المصرف مياهه الملوثة فيها، ويمثل ذلك مخاطر صحية للإنسان حال تناول هذه الأسماك.

كما أن المصرف يحمل تلوثا زراعيا ناتجا من مخلفات الرى الزراعى وتحمل هذه المياه بقايا مركبات المبيدات والأسمدة والمعادن الثقيلة، وقد أدى التلوث الشديد الناتج من مخلفات مصرف فى بحر البقر إلى انخفاض الثروة السمكية فى بحيرة المنزلة بصورة واضحة، وهروب الأسماك مثل البورى والدنيس والقاروص وموسى وغيرها لعدم مواءمة مياه البحيرة لها، ولم يتبق بالبحيرة سوى أسماك البلطى والقراميط فقط!

وأثبتت الدراسات التى أجريت على مياه مصرف بحر البقر باعتباره أخطر مصادر التلوث إصابة الأسماك بأمراض مختلفة تصيب من يتناولها بحساسية فى الجهاز التنفسى والأمراض المتوطنة والفشل الكلوى والأمراض الجلدية المختلفة، كما أن الصورة العامة للدم تتغير كثيراً جراء تناول هذه النوعية من الأسماك التى تتغذى على مياه مصرف بحر البقر، فيما أثبتت الدراسات إصابة هذه الأسماك بأنيميا حادة ما يشكل خطورة على من يتناولها.

تلوث مصرف بحر البقر ليس وليد اليوم، ولكن عمره يمتد لأكثر من 90 عاماً مضت ومع ذلك مازالت الجهات الرسمية وغيرها تلقى بمخلفاتها داخل مياهه مما يزيدها تلوثاً.. وكشفت العينات الدورية التى اخذتها الأجهزة والمعامل المختصة ارتفاع نسبة الحموضة فى مياه المصرف، ما يؤكد قلوية هذه المياه، وتؤكد الأبحاث أيضاً ارتفاع نسبة الملوحة فى مياه المصرف إلى خمسة أضعاف ملوحة مياه نهر النيل، وتكمن الخطورة فى التجمعات السكانية التى تحيط بالمصرف والبحيرة والتى تعتمد أساساً فى غذائها على الأسماك، ما يعرض حياة هؤلاء المواطنين للخطر المؤكد.

أما فى فصل الصيف من كل عام فتشهد محافظة الشرقية وباقى المحافظات التى تطل على مصرف «بحر البقر» انتشارا للحشرات الزاحفة والطائرة الغريبة من نوعها والتى تعتبر جبلية ومتوحشة من بينها «الناموس كبير الحجم» والذى يعانى منه جميعاً سكان مدينة الحسينية بالشرقية بوجه خاص والتى تنقل لهم الأمراض.

الأدهى والأغرب من ذلك أن محافظة الشرقية والحكومة الحالية تقف مكتوفة الأيدى تجاه ذلك وتناست رش

المصرف بالمبيدات الحشرية التى تمنع انتشار الحشرات وقتلها من منبعها الحقيقى، مثلما كانت تفعل الحكومات السابقة من حين إلى آخر.

هذا ويعانى أهالى مركز فاقوس بمحافظة الشرقية من مصرف بحر البقر.. وأبرز القرى التى تعانى قرى: «الطويلة، والصوالح، ومنزل نعيم، وبنى صالح، والنمروط، والهيصمية، والجعافرة، والخطارة الصغرى، والخطارة الكبرى، ورياض خليفة، والعريفات، والمراحلة والروضة، والكثير من العزب» على مقربة من مصرف بحر البقر مصدر التلوث.

ولا تعد فاقوس فقط أكثر المتضررين فهناك مدن أخرى تعانى من نفس الأزمة.

يقول أمجد الشناوى: إن بحر البقر مصدر خطورة علينا وذلك بسبب مروره فى وسط قريتنا وتخرج منه بعض الحشرات التى لا يستطيع أحد تحملها مثل الناموس والذباب وحشرات غريبة أخرى لا نعرف اسمها كما أن رائحته لا تطاق.

وناشد «أمجد» المسئولين عن الصحة والبيئة والرى والزراعة ومحافظ الشرقية التدخل وإنقاذ القرية من هذا المصرف الخطير.

وأضاف الحاج عبدالعزيز على، أن هذه الأزمة موجودة منذ سنين ولم يلتفت أحد لحلها، مبيناً أن المواطنين قد سأموا من هذا الوضع غير الإنسانى.

ولفت «على» إلى أن مصرف بحر البقر تسبب فى تلف العديد من الأراضى الزراعية، فضلاً عن التلوث الناتج منه والذى يترتب عليه العديد من الأمراض.

وقال عبدالله عبدالمطلب، أحد المزارعين فى قرية الخطارة الكبرى: إننا نعانى من كثرة الناموس والذباب، حيث إنه أحد أهم العوامل التى تنقل المرض لنا.

وأضاف عبدالمطلب أن الدولة كانت تقوم برش البحر بواسطة الطائرات والذى كان ينتج عنه قتل الناموس وإبادته، ولكن توقف هذا الرش منذ عدة سنوات، مطالباً بإعادة رش البحر للقضاء على خطر الناموس.

وطالب الأهالى باستغلال مساحة المصرف وتغطيته من خلال مواسير كبيرة واستغلال مسطح الأرض كطريق سريع يبدأ من «القاهرة إلى بورسعيد» لخدمة أهالى المحافظات الخمس، وتحصيل رسوم تضاف إلى خزانات الدولة، وتوفير ملايين الجنيهات لعلاج الأهالى من الأمراض التى تحاصرهم بسبب وجود هذا المصرف.

كما طالب أهالى مدينة الحسينية الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية بالنظر إليهم بعين الرحمة و«رش» المصرف للقضاء على الحشرات التى تنقل لهم الأمراض والأوبئة المتواجدة بالمصرف للحفاظ على أرواح المواطنين.