حلاوة الربيع فى المنيا.. فسيخ ورنجة وبيض ملون وفُسح

اعياد الربيع "شم النسيم"، هو عيد وفرحة وبهجة لابناء مصر المحروسة بكل فئاتها وطوائفها المختلفة، في الربيع تتفتح الزهور ، وتنثر عطر اريجها الفواح ، فهو عيد الحب والحياة ، تغني له الشعراء والفنانين والمطربين، ومازالت تلك الاغاني محفورة في اذهان اهالي المحروسة، ومنها (اغنية الربيع ) للفنان فريد الاطرش ، والجو ربيع للفنانة سعاد حسني.

 

ففي الساعات الاولي لصباح يوم شم النسيم ، كان القدماء المصريين ، يحتفلون بذلك اليوم فى احتفال رسمى كبير ، فيما يعرف بالانقلاب الربيعى، وهو اليوم الذى يتساوى فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس فى برج الحمل، فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب، ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم.

 

حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم، وفى تلك اللحظة تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، فتبدو واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين ، وقد انشطرت إلى قسمين، وما زالت هذه الظاهرة العجيبة تحدث مع مقدم الربيع فى الحادى والعشرين من مارس كل عام، فى الدقائق الأخيرة من الساعة السادسة مساءً.

 

نتيجة سقوط أشعة الشمس ، وبزاوية معينة على الواجهة الجنوبية للهرم، فتكشف أشعتها الخافتة الخط الفاصل بين مثلثى الواجهة الذين يتبادلان الضوء والظلال فتبدو وكأنها شطران، ويتحول الاحتفال بعيد "شم النسيم" ،  مع إشراقة شمس اليوم الجديد ، إلى مهرجان شعبى، تشترك فيه طوائف الشعب المختلفة.

 

فيخرج الناس إلى الحدائق والحقول والمتنزهات، حاملين معهم أنواع معينة من الأطعمة التى يتناولونها فى ذلك اليوم، مثل،÷ البيض، والفسيخ (السمك المملح)، والخَسُّ، والبصل، هذه الأطعمة ذات طابع خاص ارتبطت بمدلول الاحتفال بذلك اليوم عند الفراعنة ، بما يمثله عندهم من الخلق والخصب والحياة، ف(البيض ) ، يرمز إلى خلق الحياة من الجماد، وقد صوَّرت بعض برديات منف الإله "بتاح" إله  الخلق عند الفراعنة وهو يجلس على الأرض على شكل البيضة التى شكلها من الجماد.

 

تناول البيض فى هذه المناسبة ، كان إحدى الشعائر المقدسة عند قدماء المصريين، فكانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد فى هذه المناسبة، ويضعون البيض فى سلال من سعف النخيل يعلقونها فى شرفات المنازل ، أو فى أغصان الأشجار؛ لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم، وتطورت هذه النقوش فيما بعد،  لتصبح لونًا من الزخرفة الجميلة والتلوين البديع للبيض

 

حيث تشهد محال وأسواق محافظة المنيا  ، إقبالا على بيع وشراء ، الملوحة ، الرشال ، والرنجة ، والفسيخ ، والبصل الأخضر ، تزامنا مع الاحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم ، والتى يكثر فيها الإقبال على هذه الأكلات ، في اعياد الربيع ، على الرغم من تحذيرات أطباء الصحة بعدم تناولها ، لكثرة أضرارها وخطورتها على الأطفال والمرضى ، ورغم ارتفاع أسعارها مقارنة بالسنوات الماضية.

 

ويقول الحاج "عاطف عبد الحميد " من تجار الملوحة والفسيخ بالمنيا ، إننا نقوم بشراء الأسماك المملحة من محافظات أسوان والإسكندرية ، والشرقية ، والتى تشتهر بتصنيع هذه الأنواع من الأسماك ، وبعد التأكد من سلامتها وجودتها نقوم بتوزيعها على محلات  تجار الجملة والتجزئة.

 

وخاصة مع تزايد الإقبال عليها خلال أعياد شم النسيم ، وأعياد ، الربيع لأنها من الأكلات القديمة ذات الموروث القديم ، والتى تمتد إلى الفراعنة القدماء ، مضيفا ، أن سعر الأسماك المملحة (الملوحة) من النوع المفتاح ، والشال،  يصل إلى 130: 140جنيهًا للكيلو حسب درجة الملح ، أو كونها مخلية من عدمه  والملوحة.

 

وسمك المفتاح او الشال ، والذي يصل سعرها الى 50: 60 جنيهًا ، أما الرنجة (السمك المدخن) ، فيتراوح سعر الكيلو ما بين 40 إلى 50 جنيهًا ، وذلك بحسب درجة جودته ، والتي تجلب دائما من محافظتي كفر الشيخ ، والشرقية.

 

بينما تتنافس الحدائق والمتنزهات العامة ، في إبداء زينتها ، وكذلك النوادى النهرية ، والكافيهات والملاهي الخاصة بالمنيا ،  في جذب المواطنين إليها خلال احتفالات أعياد الربيع والقيامة المجيد ، بمختلف الطرق الممكنة، حيث تفتح الحدائق الدولية بمراكز المنيا التسع ، وكورنيش النيل ، ابوابها لاستقبال الزائرين منذ الساعات الاولي لصباح يوم الاثنين القادم وحتي  الساعات الاولي لصباح يوم الثلاثاء من اليوم الثاني .

 

وذلك في ظل حراسة مشددة من قبل الاجهزة الامنية لحمياة الاهالي من أي اعمال  تحرش او سرقة أو أي اعمال تثير الذعر وتفسد متعة المواطنين بالاحتفال بأعياد الربيع ، حيث يتم تمشيط  الحدائق  والفنادق بالكلاب البوليسية وانتشار المخبرين السرين، هذا بخلاف مراجعة  وسائل واجهزة الامان باللنشات النيلية  والمراكب الشراعية ، والتي يرتادها  الشباب والفتيات خلال الاحتفال بيوم شم النسيم.

 

حيث تفتح تلك الأماكن أبوابها للجمهور صباح الاثنين بأسعار متباينة وخدمات مختلفة ، حيث تحاول اجتذاب الجمهور بتقديم الخدمات والمأكولات والمشروبات ،

وتنظيم حفلات وفقرات فنية وترفيهية بأشكال مختلفة ، غير التي اعتاد عليها المواطنين ، في مثل هذه الاحتفالات، فيفضل عدد كبير من المواطنين التواجد بالأماكن العامة والمتنزهات والحدائق العامة التي تفتح أبوابها.

 

مجانًا أو أخرى بقيمة تذاكر للدخول أقل من مثيلتها مقارنة بالأماكن الأخرى،  (النوادى النهرية، والكافيهات والأندية المملوكة لبعض المؤسسات والنقابات بالمحافظة) ، لقضاء وقت بعيداً عن ضغوط الحياة ، ىفهناك آخرين يفضل اختيار أماكن ذو طالع خاص ، تقدم فقرات واستعراضات وخدمات مختلفة بعيدًا عن الزحام دون النظر لسعرها.

 

وفى سياق متصل ، تشن مديريات،  التموين ، والصحة ، والطب البيطرى ، والرقابة التموينية ، حملات مكثفة على الأسواق ، ومنافذ البيع للتأكد من سلامة السلع الغذائية المعروضة للبيع؛ حيث رفعت تلك المديريات درجة الاستعداد القصوى تزامناً مع الاحتفالات التي تشهدها المحافظة بالإضافة إلى تكثيف مديرية الأمن من التواجد الأمني أمام الحدائق والأندية،  وأماكن الزحام لتأمين المحتفلين ، وضبط المتحرشين.

 

وأكد الدكتور محمود يوسف،  وكيل وزارة التموين بأسيوط على تشديد الرقابة على الأسواق والمحال التجارية وتكثيف حملات الرقابة للتأكد من جودة وسلامة اللحوم والأسماك المعروضة بالتنسيق مع الطب البيطرى والصحة ومباحث التموين ،موضحًا أنه يجري حاليًّا حملات تشديد الرقابة على مصانع ومحلات بيع الأسماك المملحة والمدخنة .

 

وخاصة الرنجة ، والسردين ، للتأكد من توافر الاشتراطات الصحية،  والشهادات الصحية ، مع أخذ عينات من المنتجات ، وإعدام التالف والفاسد منها ، حفاظاً على صحة المواطنين.

 

كما أعلن اللواء قاسم حسين ، محافظ المنيا، عن تشكيل غرفة عمليات فرعية بالمراكز والمدن وربطها على مدار اليوم بغرف عمليات ، الصحة ، والتموين ، وغرفة العمليات الرئيسية بديوان عام المحافظة، لتلقى أي شكاوى أو بلاغات خلال  أعياد الربيع.

 

ووجه المحافظ،  بتجهيز جميع الحدائق والمتنزهات وفتحها أمام المواطنين للاستمتاع خلال هذه الفترة ، لإضفاء جو من البهجة والسرور على أهالي المنيا، وقرر المحافظ إلغاء جميع الإجازات والراحات لرؤساء الوحدات المحلية ونوابهم ورؤساء الأحياء والوحدات القروية، وجميع القائمين على مديريات الخدمات للمتابعة ، والرقابة المستمرة على سير العمل ، خلال أعياد الربيع وتوفير كافة الخدمات للمواطنين.

 

كما شدد ، على تكثيف حملات مراقبة الأسواق وتشديد الرقابة على منافذ بيع الأسماك المملحة والمدخنة وكافة السلع الغذائية، للتأكد من سلامة المنتج والمعروض ومطابقته للمواصفات واتخاذ الإجراءات القانونية نحو العينات غير المطابقة والمخالفين ،مع تكثيف الحملات التموينية لتمشيط الأسواق وضبط الأسماك المملحة غير الصالحة.

 

ووجه المحافظ بمتابعة جميع أعمال النظافة العامة ورفع الإشغالات ونظافة الشوارع ، كما كلف مديرية الصحة بالقيام بحملات طبية وصحية للتفتيش على كافة منافذ بيع الأغذية وإعلان حالة الطوارئ القصوى وإعداد المستشفيات والمراكز الطبية لاستقبال أي حالة إصابة واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والعلاجية اللازمة مع تجهيز غرف العمليات والعناية المركزة ومراكز الاستقبال.

 

كما كلف جميع رؤساء الوحدات المحلية ، بإعداد كافة المعديات سواء العامة أو الخاصة ، لمواجهة تزايد أعداد المواطنين المتنقلين بين ضفتي النيل ، ومراجعة كافة المعدات واللنشات، للتأكد من صلاحيتها وأدوات الأمن والحماية وأطواق النجاة ، ومعدات الإطفاء ، مع التأكيد على عدم تجاوز الحمولة القانونية نظرًا للاستخدام المكثف وزيادة عدد الرحلات في تلك الأيام.