رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالصور.. محافظ سوهاج يلتقي أقدم سجين فى مصر ويعد بتلبية مطالبه المشروعة

بوابة الوفد الإلكترونية

التقى الدكتور أحمد الأنصارى، محافظ سوهاج ، اليوم بمكتبه المواطن كمال ثابت أقدم سجين فى مصر , ابن قرية الديابات بمركز اخميم، والذى خرج من السجن خلال الأيام الماضية عقب العفو الرئاسى عنه , بعد ان قضى 45 سنة خلف القضبان فى قضايا ثأر .

 واستقبل المحافظ المواطن كمال ثابت, واستمع الى مطالبه, والتى تمثلت فى توفير سكن مناسب له , ومصدر للرزق , وصرف معاش له من التضامن الاجتماعى , ووعد المحافظ بدراسة تلك الطلبات والعمل على توفيرها فى اسرع وقت , ووجه ادارة العلاقات العامة بالديوان بالتواصل مع الجهات المعنية , والعمل على توفير طلبات المواطن كمال ثابت , ومساعدته فى بدء حياة آدمية كريمة.

وعبر المواطن كمال ثابت الشهير بأقدم سجين فى مصر عن سعادته بلقاء المحافظ موجها الشكر له على حسن الاستقبال والاستماع الى مطالبه , مؤكدا انه يسعى لاستكمال حياته القادمة فى امن وسلام , موجها الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى منحه العفو الرئاسى, واعاده الى الحياة مرة اخرى , بعد تلك السنوات التى قضاها خلف القضبان  .
وكانت قرية الديابات بمركز اخميم شرق محافظة سوهاج قد عاشت فرحة عارمة، عقب قرار الإفراج عن " كمال ثابت عبد المجيد " أقدم سجين فى مصر، بعد قضائه 45 سنة داخل السجون المصرية، لاتهامه فى قضايا جنائية.

45 سنة كاملة عاشها "كمال ثابت" خلف أسوار السجن، ليعود مرة أخرى إلى الشارع، وقد تغيرت المعالم فى كافة المناطق، خاصة تلك المنطقة التى يعيش بها، وليست المعالم فقط التى تغيرت، وإنما ملامح الوجوه أيضاً تغيرت كثيراً، فلم يعد "كمال" يعرف سوى شقيقته "صفية" التى دأبت على زيارته طوال فترة حبسه، خاصة فى سجن المنيا القريب إلى حدا ما من محل إقامتها.

"كمال.. مالوش فى الدنيا غيرى.. وأنا ماليش غيره".. كلمات خرجت من فم " صفية ثابت " شقيقة "أقدم سجين"، مؤكده، أن الحياة عادت لقلبها مرة أخرى بخروج شقيقها الوحيد .

تعود شقيقة أقدم سجين بظهرها للخلف، وتتذكر كواليس ما حدث قبل 45 سنة من الآن، عندما دخل شقيقها السجن، فتقول ، كانت الحياة هادئة فى قريتنا بمحافظة سوهاج، وكان شقيقى الوحيد "كمال" لديه 20 عاماً تقريباً "شاب زى الفل" القرية بأكملها تتحدث عن رجولته وشهامته، ولم أدر أن السجن سيخطفه منا.

وتضيف صفية، تورط "كمال" فى جريمة قتل، والتى تم تدوينها بالقضية رقم 768 لسنة 1973 والقضية رقم 190/18 لسنة 1974، بسبب خصومة ثأرية فى قريتنا، حيث صدر ضد شقيقى حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة لتصل جملة العقوبات 65 سنة سجن بعد قيامه بقتل إثنين والشروع في القتل.

وأردفت شقيقة اقدم سجين ، اعتقدت أننى لن أرى شقيقى مرة أخرى، فقد كان عمره 20 عاماً، وينتظره السجن لمدة 65 سنة، بمعنى أنه سيخرج من السجن فى عمر 85 ينة، ان كان على قيد الحياة حينها، ومرت السنوات بطيئة على قلبى، وكنت أتردد على شقيقى لزيارته خاصة بعد وفاة والدتي، فلم يعد لدى فى الدنيا سوى "كمال" شقيقى "الطيب النقى"،

وبالرغم من مرور هذه السنوات وتغير ملامح الوجوه، إلا أن الأمل كان حاضراً لدى فقد قمت بإرسال أكثر من التماس لرئيس الجمهورية للعفو عن المدة الباقية في سجن كمال إلى أن جاء الفرج من قبل الله سبحانه وتعالى اولا ثم إصدار الرئيس السيسي أمره بالعفو عن شقيقي ليخرج من السجن بعد قضائه نحو 45 سنة سجن، ليعيش ما تبقى من عمره بيننا، فقد دخل السجن شاباً وخرج شيخاً "منه لله الثأر دمر حياة شقيقى".

ويقول كمال ثابت إن تجربة السجن كانت مريرة له، فقد قضت على كل أحلامه وطموحاته كشاب، وانتهت به كرجل مسن لا يملك من حطام الدنيا شيئا، ليس له أسرة أو أبناء، أو منزل يؤويه، مضيفا أنه يقيم لدى شقيقته.

ويضيف أقدم سجين في مصر أنه نادم على جريمته التي أودت به خلف القضبان، ولو عاد به الزمان مرة أخرى ما أقدم على ارتكاب ما فعله، مشيرا إلى أنه قضى سنوات عصيبة وتعرض لأقسى ما يتعرض له إنسان من كبت وإحساس بالوحدة وفراغ قاتل وكانت تلاحقه الكوابيس والأحلام المزعجة.

في السجن عاصر كمال ثابت ما لا يقل عن 13 مأمور سجن، وعلم بكافة التحولات التي مرت بها مصر، مثل خبر اغتيال السادات، وتنحي مبارك، وتولي الإخوان، ورحيلهم بعد ذلك، ثم تولي الرئيس السيسي السلطة.

ويحلم كمال بعروس عشرينية لا يقل عمرها عن 25 عاما كي ينجب منها أبناء، يساعدونه على مواجهة مصاعب الحياة طيلة ما تبقى من عمره، ويخلدون اسمه من بعده، مؤكدا أنه يتمنى انتهاء ظاهرة الثأر في مصر، وأن يقوم الأزهر بدور كبير في انتهاء تلك الآفة التي تدمر أجيالا من الشباب وتزج بهم في غياهب السجون.

ويتمنى كمال أن يعيش ما تبقى من عمره في هدوء واستقرار دون بغضاء أو كراهية، ‏‫أو خلافات ومشاحنات مع أحد، موضحا أن قضاء يوم واحد في السجن كفيل بتعلم الصبر والحلم، وكاف لكي يتجنب الشخص الغضب الشديد والتهور الذي يجعله يرتكب أي جريمة تزج به خلف القضبان.