عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"يا حلاوة الإيد الشغالة".. سيدات ساقلتة يصنعن الحصر من نباتات الترع والمصارف

بوابة الوفد الإلكترونية

تنتشر بقرية الحرادنة التابعة لمركز ساقلتة شمال شرق محافظة سوهاج، صناعة الحصر من الحلف المنتشر بباطن الترع والمصارف وحول قضبان السكك الحديدية، وضربت النساء أروع الأمثلة فى الكفاح والعزيمة فهن بالفعل "الأيدي الشقيانة" كما يُطلق عليهن بعد أن حققن نجاحا كبيرا فى هذه الصناعة اليدوية البسيطة ويقمن بتسويقها وبيعها للقرى السياحية عن طريق أشخاص يتسلمونها منهن ويروجونها مقابل بضع جنيهات ينفقن من خلالها  على أسرهن ومساعدة أنفسهن حيث تتمكن بعض الفتيات بتجهيز أنفسهن مما يدخرن من خلال بيع مصنوعاتهن.

وتوارثت السيدات بقرية الحرادنة هذه الحرفة اليدوية من الأمهات عبر عقود طويلة ويورثنها إلى بناتهن وحفيداتهن لأنها وكما يقلن مهنتهن وحرفتهن الأساسية التي لا يعرفن غيرها فيقمن بجمع الحلف والحشائش من باطن الترع والمصارف ومن جوار قضبان السكك الحديدية ليصنعن منها الحصر فى منازلهن بمساعدة أبنائهن وحققن هدفهن المنشود بعد أن اشتهرت القرية بهذه الصناعة ورسخن فى أنفسهن العمل الكادح فى المنازل للإنفاق على الأسر إلى أن روجن لمنتجاتهن حتى وصلت للقرى السياحية.

وتعتبر الحصر المصنوعة من الحلف رخيصة الثمن بالنسبة لأنواع السجاد الأخرى وتصل تكلفة الحصيرة الواحد 12 جنيها وتباع بـ40 جنيها فقط رغم أن المجهود الشاق الذي تبذله السيدات والفتيات في عملية صناعتها وتنتج السيدات أعدادا كثيرة من هذه الحصر، خاصة أن أغلب القرية والمنازل تعمل فى هذه الحرفة البسيطة التي برعن فى صناعتها حيث إنها من الصناعات النادرة فى محافظة سوهاج ومحافظات مصر.

وكانت حصر الحلف منتشرة قديما في معظم قرى سوهاج وذلك لاستخدامها في فرش المساجد والساحات الكبرى وقاعات مناسبات العائلات بل وزاد انتشارها في تزيين وفرش المنازل وكانت هذه الحرفة متواجدة منذ العصر الفرعوني بألوانها الزاهية التي تخطف الأنظار إليها منذ الوهلة الأولى بل وتطورت الحرفة من صناعة الحصر فقط لتصل إلى صناعة الأطباق الكبيرة والصغيرة من الحلف العادي لحفظ المواد الغذائية والملون منها لتزيين جدران المنازل

الفاخرة.

وتقول سعيدة خلف إنها تعمل فى هذه الحرفة اليدوية منذ سنوات لمساعدة زوجها وأسرتها فى الإنفاق على المنزل وأنها تعمل لمدة 6 ساعات يوميا وصناعة الحصيرة الواحدة تستغرق منها يومين وأضافت بأنها تخرج مع بعض سيدات القرية لجمع الحلف وهو الحشائش المتواجدة على شواطئ الترع والمصارف ثم يبدأن العمل بقصه وتنظيفه حيث يحتاج إلى الشد على النول لكى تخرج حصيرة كاملة فى يومين وتحتاج إلى مجهود كبير فى العمل بمساعدة أبنائهن لكى ينفقوا على أنفسهم وكذلك بناتهن فهن يشعرن بسعادة كبيرة بعد إنتاج الحصر ثم يروجونها عن طريق المشرف على المشروع ومدير المشروع لتسويقها وبيعها للقرى السياحية.

وتقول فاطمة عبد الله إن هذا العمل تكلفته قليلة ولكنه يحتاج إلى مجهود شاق فهو عمل شاق ولكن القرية بأكملها اشتهرت بهذه الصنعة من سنوات طويلة فهى "أكل عيشهم" واعتادوا عليه ويفكرون فى تطوير صناعة الحصر بإضافة الألوان وسيتدربون على ذلك خلال الفترة المقبلة فيكفى أنهم يشعرون بالفخر بالعمل فى منازلهن وإنتاج العديد من هذه الحرفة والتي تعد نادرة فى محافظة سوهاج رغم استغراق العمل بها إلى ساعات طويلة والجميع من أهل القرية من الشباب والفتيات يعملون بها ويرغبون فى تطويرها لأنها المصدر الرئيسي للرزق ومنها نستطيع تجهيز بناتنا .