رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أزمة بين المحافظ ونواب الغربية بسبب الاستثناءات والتأشيرات

بوابة الوفد الإلكترونية

تقرير - منى أبوسكين:

إرث كبير من المشاكل وملفات الفساد سيلقى على عاتق محافظ الغربية الجديد اللواء هشام السعيد، الذى تولى هذا المنصب خلفًا للواء أحمد ضيف صقر، فمحافظة الغربية تعتبر من المحافظات المليئة بالمشاكل على مستوى مراكزها الثمانية بها 317 قرية جميعها تعانى من مشاكل تتشابه فى النوع وتختلف فى الكم، فأغلب القرى تشتكى من تهالك البنية التحتية من مدارس ومستشفيات وطرق، ولكن هناك قرى يسمع صوت أهلها وأخرى تتعامل كأنها ليست على خريطة المحافظة على الإطلاق.

على مدار العامين الماضين والذى تولى فيهما اللواء أحمد ضيف صقر زمام الأمور صارت الأمور بشكل يبدو رائعًا ومغايرًا للواقع لمتابعى وسائل الإعلام ويرجع ذلك لعلاقته الوطيدة بوسائل الإعلام والنواب حتى إنه لقب بمحافظ التأشيرات، حيث إنه اعتبر أكثر محافظ أعطى تأشيرات فوق الكثافة لرياض الأطفال وكافة القطاعات، فلم يخذل نائباً قط حتى سارت الأمور فى المحافظة على غير المرجو منها.

تلك السمعة ربما كانت السبب لغلق السعيد مكتبه على نفسه لحين كتابة هذه السطور ورفضه مقابلة النواب وإعطائهم أى تأشيرات أو استثناءات، حيث هدد نواب المحافظة برفع مذكرة للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، ما ينذر ببدء الخلاف وربما احتدامه، فكيف ستسير الأمور داخل المحافظة البائسة هذا ما ستسفر عنه الأيام القادمة؟

على الجانب الآخر، ينتظر أهالى محافظة الغربية بفارغ الصبر رؤية بصمات وتحركات حقيقية ملموسة للمحافظ الجديد وسط مخاوف أن يمتد الجدار العازل الذى بناه المحافظ بينه وبين الإعلام والنواب إلى المواطنين، فلم يتم تنظيم أى لقاء جماهيرى مع الأهالى لمعرفة مشاكلهم والاستماع لمطالبهم.

وتسيطر حالة من الغضب والاستياء على أهالى قرى مركز سمنود، بسبب انتشار التعديات على الأراضى الزراعية والأراضى المجاورة للمصارف والترع (أملاك الدولة)، وأكد الأهالى أن كثيراً من حالات الإزالة التى نُفذت الأيام الماضية لم تمتد لكثير من المواطنين المسنودين من قبل بعض النواب أو موظفين فى الوحدات المحلية.

وانتقد الأهالى استباحة الأراضى الزراعية بالبناء عليها، حيث تم بناء مغاسل سيارات ومقاهى (غرز) دون ترخيص ومشاريع خاصة لهم وغيرها من المشروعات على أملاك الدولة وقطع الأرض المجاورة للترع والمصارف، وطالبوا بضرورة وقف تلك التعديات ومحاسبة أى مسئول أو نائب يسهّل التعدى على أملاك الدولة.

من تلك التعديات ما حدث بعد ردم مصرف «عمر بك» بقرية ميت حبيب، الذى يبلغ أكثر من 1000 متر، وعرضه أكثر من 50 متراً، وما حدث من استحواذ بعض المواطنين على تلك المساحة لإقامة مشاريع خاصة بهم، والبعض الآخر حولها إلى حدائق خاصة بعد بناء أسوار تحيطها.

وتعانى قرى كثيرة فى مركز سمنود من تهالك البنية التحتية وعدم استكمال مشاريع الصرف الصحى مثلما هو الحال فى قرية ميت هاشم، والمثير للحزن هو وجود كنوز أثرية وقرى مليئة بالآثار أصبحت مرتعاً للصوص وعصابات التنقيب عن الآثار مثل (قرية صالحجر– قرية أبوصير – مدينة سمنود – قرية بهبيت الحجارة). فكافة تلك القرى أصبحت

مهددة بالغرق، حيث إن طبيعة مبانى القرية على أماكن مرتفعة ومهددة بالغرق فى أى لحظة بسبب عدم استكمال مشروع الصرف الصحى بها.

وقد تحولت كثير من تلك المناطق الأثرية إلى مقلب للقمامة ولم يكن غريباً أن يتم العثور خلال العام الماضى على حجر أثرى بالصدفة، يعود تاريخه إلى العصر الفرعونى، بعدما ظلت لسنوات تستخدم فى «أورمة» يذبح عليها رؤوس المواشى بإحدى القرى التابعة لمركز المحلة الكبرى.

من الملفات الشائكة التى ستؤرق المحافظ الجديد هو ملف احتضار كثير من الصناعات وغلق كثير من المصانع أبوابها ورغم أن محافظة الغربية من المحافظات الرائدة فى كثير من الصناعات، مثل صناعة الغزل والنسيج فى المحلة والأثاث فى قرية كتامة والعطور فى قرية شبرا بلولة مركز قطور، وكذلك صناعة عسل النحل، فى قرية شبشير الحصة مركز طنطا، فكل تلك الصناعات شهدت احتضاراً وانتكاسة كبيرة، حيث تم إغلاق وتوقف كثير من المصانع عن العمل مثل مصنع وبريات سمنود ومصانع الغزل والنسيج بالمحلة لتتكبد الدولة والمحافظة خسائر بالمليارات، لذا يعول أهالى المحافظة آمالاً كبيرة على مشروع المنطقة اللوجيستية، والتى تعد من أهم وأكبر المشاريع الاستثمارية على أرض المحافظة، وتقع على مساحة 83 فداناً على أرض منطقة سبرباى بمدينة طنطا، وتضم عدداً كبيراً من المشاريع والمناطق الصناعية والاستثمارية التى تخدم المحافظة، وعدد 10 محافظات مجاورة وتوفر 50 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وطالب مواطنى المحافظة «السعيد» بإعطاء الأولوية للمشروعات القومية بالمحافظة لحل مشكلة ارتفاع البطالة داخل المحافظة.

من الملفات التى فشل المحافظون السابقون فى التعامل معها، ملف منظومة الصرف الصحى فى المحافظة فأكثر من نصف قرى المحافظة تعانى عدم وجود منظومة للصرف الصحى.

من المشاكل المستعصية التى ستواجه «السعيد» هى مشكلة القمامة، حيث شهدت شوارع المحافظة تدهوراً غير مسبوق فى مستوى النظافة، رغم إعلان المحافظ السابق عن إنشاء مصنع لتدوير القمامة، بالإضافة إلى انهيار مرفق النقل الداخلى بالمحافظة ومعاناة الأهالى اليومية.