رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أزمة دواجن في الغربية.. وأصحاب المزارع يستغيثون

بوابة الوفد الإلكترونية

تحقيق - أحمد سلامة:

 تعتبر الثروة الداجنة من أهم الموارد الغذائية في مصر، وتعد قرية برما بمحافظة الغربية، صاحبة المركز الأول فى إنتاج الدواجن على مستوى الجمهورية، نفقت كميات كبيرة من الدواجن بمزارع القرية لأسباب معلومة، وأخرى لم يتوصل إليها حتى الآن.

 

 يقول الدكتور مصطفى خليل، أستاذ أمراض الدواجن، إن صناعة الدواجن بمصر من الصناعات القوية، ويعمل بها تقريبا 2.5 مليون عامل، مما يعني أن عدد من يعيشون على هذه الصناعة حوالي 10 ملايين مواطن، ويبلغ حجم استثماراتها 65 مليار جنيه، وتنتج سنويًا ما يقرب من مليار و250 كتكوت عمر يوم واحد، وحوالي مليار دجاجة، و8 مليارات بيضة مائدة، ويمثل القطاع التجاري منها (شركات كبيرة) حوالي 70% 30% القطاع الداجني الريفي.

ويصل استهلاك مصر من الدواجن 700 ألف طن سنويًا، وتنتج مزارع الدواجن 2,5 مليون دجاجة يوميًا، ويصل عدد مزارع الدواجن نحو 47 ألف مزرعة، وتتحكم في سوق الدواجن حوالي 8 شركات كبرى، رؤوس أموالها تصل لمليارات الجنيهات، وترفض تحديد أي هامش لأرباحها من حركه البيع، أو وضع أسعار استرشادية لضبط السوق، وانتشار الأمراض الوبائية من أهم العقبات التي تواجه صغار المربين، وممكن أن نضرب مثلًا بالشعب المصري عام 400 ميلادية، حيث إنه لم تكن هناك مياه في المنازل تكفي للشرب وللاستخدام، وكان الناس تقضي حاجتها في الخلاء، وعندما تهب العواصف، أو تهطل الأمطار تنشط الأمراض الفيروسية والبكتيرية وتنتشر الأوبئة.

قال إبراهيم السرنجاوى، أحد المربين، إنه تعرض لخسائر فادحة خلال الـ3 أشهر الماضية تخطت الـ80 ألف جنيه بسبب نفوق الدواجن التى يقوم بتربيتها، وتلقى ضربة قوية فى مصدر رزقه الوحيد.

 أضاف السرنجاوى، أنه اتبع إرشادات الأطباء البيطريين بتحصين الدواجن ضد الأمراض المنتشرة، مؤكدًا أن هناك فيروسًا غامضًا اختلف المتخصصون  فى تحديد نوعه، يهاجم الطيور ويؤدى لنفوقها فى الحال، مضيفًا أن الأمراض التى تم التحصين منها هى "نيوكسل "الأى بى"، و"الجمبورة" بخلاف الكوكسيديا"، مشيرًا إلى أن هناك مخاوف من شراء الدواجن والمخاطرة بهذا النشاط خشية التعرض لمزيد من الخسائر.

وأشار أحد مربي الدواجن بالقرية إلى أن الفيروس الغامض أضر باقتصاد المربيين، وألحق خسائر فادحة بهم جراء نفوق الدواجن، وعدم تحديد سبب لذلك، مضيفًا أن هذا الأمر منتشر منذ 4 أشهر على رغم إعطاء  التحصينات التى لم تسمن ولم تغنِ من جوع.

  من جانبه، أكد عاطف زلط، تاجر ومربى دواجن، أنه يعانى منذ 3 سنوات من خسائر فادحة، جراء نفوق الدواجن والبط، الذى يقوم بتربيته، ولا يعرف سببًا لذلك، على رغم التحصينات التى يحصن بها الطيور، موضحًا أنه يربى ذكور بط يبلغ ثمن الواحد 300 جنيه، ويستخدمه فى تلقيح البط لإنتاج سلالة جديدة خلال الدورة.

وأشار زلط إلى أنه يحصن الطيور بالأدوية ضد الأمراض التى قد تواجه الطيور، ويستخدم  أعلافًا ذات جودة عالية لإنتاج سلالة جيدة يستطيع من خلال بيعها والحصول على هامش ربح، إلا أنه بعد تحصين الطيور نفاجأ بإصابة الأمهات وقطيع التسمين بفيروس غامض، ويتوجه للطبيب البيطرى لإعطاء التحصينات، ويشخص الطبيب بأنها مصابة ببرد أو فيروس "الأى بى"، على رغم أنه قام بتحصينها ضد هذه الأمراض، وهذا يدل على أن المصل الذى نحصن به "مضروب".

ولفت زلط، إلى أن ارتفاع أسعار العلف وسعر الكتكوت يؤدى إلى أن نصبح مدينيين للمربيين بمبالغ كبيرة، وفى المقابل لا نجد عائد من ذلك، مضيفًا: "حالنا واقف ومش عارفين نأكل عيش لا تاجر ولا مربى"، مؤكدًا أنه تكبد خسائر تقدر بـ40 ألف جنيه فى أقل من 4 أشهر.

وأكد تفاقم الأزمه قائلًا: "عربياتنا واقفة وهنلم عفشنا وبيوتنا بتتخرب"، فضلًا عن ارتفاع أسعار العلف، وهو ما يترتب عليه رفع سعر الكتاكيت، وإحجام المواطنين

عن الشراء، متابعًا: "هنعمل إيه؟ بيتى بيتخرب وبخسر فلوسى وهبيع عفش بيتى وهشحت قدام السيد البدوى". القرية كانت فى الماضى بلا بطالة والآن تبدل الحال وأصبح هناك مئات الشباب الذين كانوا يعملون فى تربية الدواجن بلا وظيفة ومشردين فى الشارع.

وقال محمد ماريه، نائب رئيس لجنة الشباب بوفد الغربية ومن قاطني القرية، إن قرية برما تنتج حوالى 33% من الثروة الداجنة على مستوى الجمهورية، وأن انتشار الأوبئة والأمراض فى القرية نتيجة تراكم مياه الصرف الصحى أدى لنفوق كميات لا حصر لها من الثروة الداجنة.

وأضاف "ماريه" أن الأمراض انتشرت بين سكان القرية، الذين يبلغ تعدادهم أكثر من 5000 نسمة، بسبب طفح مياه الصرف فى معظم شوارع القرية، إضافة إلى استخدام الطريقة البدائية فى النقل، والتخلص من مياه الصرف الصحى، الأمر الذى أدى إلى تلوث الهواء والمياه الجارية فى جميع أنحاء القرية.

وأشار ماريه إلى أن معظم القرى المجاورة تنعم بخدمة الصرف الصحى منذ سنوات، وأن الخط الرئيسى يمر من أمام القرية ولم يتم توصيل الخدمة للقرية حتى الآن، وطالب المسئولين بالمحافظة وهيئة مياه الشرب والصرف الصحى بضرورة التدخل لتوصيل الصرف الصحى للقرية منعًا لانتشار الأمراض وحفاظًا على الثروة الداجنة.

يقول صابر نوفل، موظف بالأزهر، إن انتشار الأمراض وارتفاع أسعار الدواء أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الدواجن، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار الأمر الذى سبب أزمة حقيقية تقع على كاهل رب الأسرة المصرية.

 تقول هند محمود، صاحبة محل دواجن، إن نقل الدواجن بالطرق التقليدية يؤدى إلى نفوقها، ويتحمل تلك الخسارة صاحب المحل، الذى لا حول له ولا قوة، والذى ربما يكتشف نفوق بعض الدواجن بعد انتهاء عملية الشراء من التاجر

 يقول أشرف سكر، تاجر دواجن، إن انتشار أمراض الدواجن وعدم التشخيص الجيد للمرض أدى إلى ندرة المعروض بالأسواق ومن ثم ارتفاع الأسعار.

 قال جمال عبدالنبى، صاحب مطعم مشويات، إن أزمة الدواجن أثرت على أصحاب المطاعم حيث ارتفع السعر وأصبح هناك ركود فى المطاعم، الأمر الذى يسبب أزمة حقيقية لأصحاب المطاعم والعاملين بها وأسرهم، وطالب عبدالحكيم مشالى، مهندس زراعى، أجهزة الدولة كافة بضرورة التنسيق لحل أزمة الدواجن التى تتمثل فى القضاء على الأمراض ومنع انتشارها بعد التشخيص الجيد وتوفير العلاج، وكذلك منع الذبح بالمحلات واستبداله بالمجازر الآلية ومنع انتقال الدجاج حيًا بين المدن والمحافظات، وبيعه فى منافذ البيع مبردًا أو مجمدًا منعًا لانتشار الأمراض والأوبئة.

 

إبراهيم السرنجاوى

 

عاطف زلط

 

 

دكتور مصطفى خليل 

 

 

 

محمد ماريه