رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مافيا السوق السوداء تشعل أسعار التحصينات من الجلد العقدي بـ«الفيوم»

بوابة الوفد الإلكترونية

الفيوم- سيد الشورة:

 

أصبح مألوفاً لدى الجميع رؤية المواشى النافقة الملقاة على جانبى الطريق بين الأراضى الزراعية والترع والأبحر، وتحول تناول اللحوم إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر بعد أن تنامى إلى سمعهم إصابة المواشى بالأمراض ووصل إلى حد أن بعض المواطنين أكدوا أنهم عثروا على دود فى اللحوم أثناء طهيها.

وهى حقيقة، أكدها الأطباء البيطريون بالفيوم وأرجعوا ذلك الى تفشى مرض الجلدى العقدى بين الأبقار والأغنام وأن «التدرنات» التى تظهر على جلد الأبقار نتيجة هذا المرض تصل فى مراحلها الأخيرة إلى أن تتقيح وتمتلئ بـ«الدود».. ولفت الأطباء أن ما يحدث كارثة لم يسبق لها مثيل وأن نسبة النفوق تتراوح بين 5 و10% من الأبقار حسب الإحصائيات الرسمية بينما المربون والمزارعون يؤكدون أن النسبة وصلت إلى نفوق الثلث من الأبقار والأغنام والماعز.

المزارعون يؤكدون أن هذا الوباء انتشر من فترة سواء الإصابة بالحمى القلاعية أو الملاريا ووصولاً إلى مرض الجلد العقدى الذى أدى إلى خسائر فادحة.

بركات فيصل حميدة، من عزبة فانوس بمركز الفيوم يقول: كنت أمتلك بعض الماشية وأصيبت بالحمى ولم تفلح الأدوية التى أحضرناها لها فى إنقاذها ويشير شقيقه مصطفى فيصل إلى أن بقرة لديه أصيبت بالمرض ونزل منها دم مختلط بالدود وقمت بعلاجها.

وأكد أن المزارعين بالقرية والقرى المجاورة فقدوا الكثير من الماشية التى نفقت بسبب مرضى الجلد العقدى والخطورة أن هناك من باعها لجزارين معروفين بشراء «الوقيع» بألف جنيه أو أكثر وآخرين باعوا البقر النافق لأصحاب المزارع السمكية ويتردد بين المواطنين أن لحوم هذه الأبقار أيضاً تذهب إلى الفنادق.

وقالت ربة منزل، رفضت ذكر اسمها، إنها اشترت 2 كيلو لحم من أحد الجزارين وفوجئت بأن الدود خرج منها أثناء طهيها واضطرت لإلقائها فى الزبالة، وأضافت أنها وأسرتها من يومها لا يأكلون اللحوم ويكتفون بأكل الطيور.

هذا الوباء الذى استشرى فتح الباب على مصراعيه للنصب والاحتيال فى تجارة الأدوية البيطرية، وأصحاب الأبقار فقدوا الثقة فى الأدوية الحكومية خاصة أنهم التزموا بتحصين الماشية ضد الأمراض سواء الحمى القلاعية أو حمى الوادى المتصدع أو الجلدى العقدى ولكنهم فوجئوا بإصابتها بالأمراض فلجأوا إلى شراء الأدوية من الخارج ووصل سعر إحدى الحقن إلى 700 جنيه، على حد قولهم.

يقول أحد الأطباء البيطريين: إن اهتمام وزارة الزراعة الزائد بالتحصين ضد مرضى الحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدع فى السنوات الأخيرة وعمل 3 حملات تحصين سنوياً

ضد هذه الأمراض تستمر الواحدة أكثر من شهر تسبب فى إهمال الأمراض الأخرى وعلى رأسها مرض الجلدى العقدى بالإضافة الى أنها أثرت على المناعة فى الحيوان، التى أدت إلى أنه فور دخول مرض جديد لهذه الحيوانات لم يتم التحصين ضده أثرت فيه لضعف المناعة لديه.

بالإضافة إلى إلزام الوزارة لمديريات الطب البيطرى بضرورة تحقيق المستهدف من التحصين بنسبة 100% بالرغم من أن هذا التحصين ليس مجانياً، والمربون فقدوا الثقة فى اللقاحات الحكومية ولجأوا إلى بدائل أخرى.

ويتحدث عن هذه النقطة طبيب بيطرى رفض ذكر اسمه قائلاً: إننا فوجئنا بوصول لقاح ضد مرض طاعون «المجترات» الصغيرة، وهى الماعز والأغنام وإلزام كل وحدة بيطرية بخمس عبوات منه سعر الواحدة 320 جنيهاً، ولما لم يقبل عليه أحد من المربين فقد انتهت صلاحيته، فطلبوا بيعه بنصف الثمن وعمل يوميات تحصين بتواريخ تسبق انتهاء الصلاحية ورفض البعض وحضرت لجنة من هيئة الطب البيطرى وكان نتيجة ذلك تحويل الأطباء البيطريين الرافضين للتحقيق!!

وأشار إلى أن مرض الجلدى العقدى يصيب الأبقار والأغنام فقط ويتسبب فى ارتفاع درجة الحرارة تستمر فترة ثم تظهر «تدرنات» على الجلد وتورم فى الأرجل وفى المراحل الأخيرة يؤدى إلى أعراض تنفسية وامتناع الماشية عن الطعام والشراب، ويصاب بالهزال، ويصل إلى حد أن يصاب الحيوان بـ«الدود» سواء من الخارج عندما تصل «التدرنات» إلى مرحلة «التقيح» أو حتى من داخل جسم الحيوان.

وأضاف أن نسبة النفوق وصلت إلى 10% فى الحيوانات الصغيرة وأن العلاج يتمثل فى علاج الأعراض بالمضادات الحيوية وعلاجات موضعية ومحاولة رفع مناعة الحيوان.