«الجلد العقدى».. يهدد الثروة الحيوانية
كتب - محسن عبدالكريم و حنفى الصايغ
تسود حالة من السخط بين الفلاحين ومربى الماشية فى محافظة بنى سويف، وتعانى المحافظة بمراكزها وقراها من اندثار ودمار الثروة الحيوانية وخاصة الأبقار نتيجة الإصابة بأمراض الجلد العقدى، الذى فشلت إدارة الطب البيطرى والمراكز فى التصدى والحد من هذا المرض القاتل والذى أدى إلى نفوق معظم الثروة الحيوانية.
التقت «الوفد» خلال جولتها داخل القرى بالمواطنين، وقال محمد عبدالهادى فلاح: إن الطب البيطرى لا يقوم بدوره فى علاج المواشى المريضة، ونقوم بعلاج المواشى على حسابنا الخاص وهى تكاليف فوق طاقتنا ويطالب بضرورة تفعيل دور الطب البيطرى لمواجهة المرض المتفشى فى الماشية.
ويضيف أحمد سعيد أن الطب البيطرى فشل فشلاً ذريعاً فى مواجهة مرض الجلد العقدى، وطالب برفع الحيوانات النافقة من على الطرق العامة والفرعية حيث تلوثت البيئة بالروائح الكريهة التى تسبب الأمراض.
من جانبه لفت يحيى عبدالفتاح أن مرض الجلد العقدى يهدد الثروة الحيوانية، خاصة الماشية بالدمار، وأصبح كل يوم أعداد كثيرة نافقة على الطرق كما يطالب بالمرور المستمر والتفتيش على الوحدات البيطرية فى القرى، حيث إن الأطباء مشغولون بالمزارع وتركوا الفلاح الفقير الذى يلجأ إلى العمال البيطريين لمعالجة الماشية وفى معظم الأوقات لا يفيد العلاج.
وأوضح مصطفى عبدالرحيم بضرورة المرور اليومى على الطرق الرئيسية والفرعية وانتشال الحيوانات النافقة التى تهدد حياة المواطنين، وعلمت "الوفد" أن رئيس جامعة بنى سويف اعلن مساعدته لمواجهة هذا المرض اللعين وكلف كلية الطب البيطرى بكل إمكانياتها بالتعاون مع الطب البيطرى فى المحافظة فى محاولة للقضاء على المرض الذى يهدد المواشى.
من جانبها أعلنت مديرية الطب البيطرى فى المحافظة، حالة الطوارئ القصوى عقب ظهور مرض الجلد العقدى فى المواشى والأغنام بسبب بعوضة، وتسبب فى نفوق ماشية فى مدرسة الثانوية الزراعية.
وقال الدكتور طارق الوكيل، وكيل وزارة الطب البيطرى ببنى سويف، إنه جرى اكتشاف 3 بؤر فى المحافظة بها إصابات مرض الجلد العقدى، البؤرة الأولى تم اكتشافها يوم 24 أبريل الماضى بقرية الديابية التابعة لمركز الواسطى، والبؤرة الثانية اكتشفتها أجهزة الطب الوقائى يوم 30 أبريل الماضى بمدرسة الثانوية الزراعية بمدينة بنى سويف، أما البؤرة الثالثة فجرى اكتشافها يوم 7 مايو الماضى فى قرية هربشنت بمركز ببا، وعلى الفور جرى عمل عزل للبؤر المرضية الثلاث وتم تحصين المواشى بها على مساحة 10 كيلو مترات لكل بؤرة.
وأضاف الوكيل أنه كإجراء احترازى جرى إغلاق أسواق الماشية على مستوى المحافظة، ومنع تداول الماشية لحين الانتهاء من التحصينات لمدة تصل إلى 3 أسابيع وأن عدد الأسواق التى جرى إغلاقها 12 سوقًا.
وقال إن مرض الجلد العقدى، هو أحد الأمراض المستوطنة فى مصر، وتصاب به الأبقار والأغنام، وينشط خلال تلك الفترة من السنة، مع ازدياد انتشار البعوض «الناموس» الناقل الرئيسى للفيروس بين الأبقار والأغنام.
وعلى صعيد آخر استعرض المهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف، تقارير لجان وزارة الزراعة حول مرض الجلد العقدى، والذى أصاب بعض الماشية من الأبقار فى الفترة الأخيرة بالمحافظة، وذلك فى إطار المتابعة المستمرة فى هذا الشأن، والحفاظ على الثروة الحيوانية ورفع العبء عن كاهل الفلاحين من المزارعين والمربين.
وقامت لجنة من إدارة الطب الوقائى بالهيئة العامة للخدمات البيطرية «يوم السبت 30 يونية الماضى»، تضم عددا من المختصين من بينهم الدكتور ممدوح لطيف مقار كبير إخصائيين بالإدارة المركزية، بزيارة لعدد من المناطق وقرى شريف باشا، وتزمنت الغربية، وبليفيا، وأهوة، بمركز بنى سويف، وذلك لتقصى الحالة الوبائية للمرض.
وأبدت اللجنة عدة ملاحظات أهمها رصد اصابات قديمة للمرض منذ أكثر من 3 شهور تم نفوق الإصابات الشديدة منها، خصوصا العجول الخليطة والمستوردة بنسبة تتراوح من 2 إلى 4% من إجمالى المصاب، ووجود إصابات حديثة بالمرض (
وتوجهت لجنة أخرى من الهيئة تضم الدكتور كمال الدين محمود كبير إخصائيين بالهيئة، لتفقد حالة مرضية تم الابلاغ عنها بعزبة نجيب مركز ببا، حيث لاحظت اللجنة عدم وجود جثث ملقاة على جانبى الطريق حديثة أو قديمة ماعدا حالة واحدة لا يوجد عليها ظاهريا أية علامات تؤكد إصابتها بمرض الجلد العقدى، حيث أوصت اللجنة ببعض الإجراءات الاحترازية والتى تم تنفيذها.
وقرر المحافظ صرف 100 ألف جنيه كدعم لمديرية الطب البيطرى لشراء بعض الأدوية الخاصة بالمرض وصرفها «مجاناً» للمساهمة والتخفيف عن كاهل صغار المزارعين والمربين وسرعة القضاء على المرض، موجها السكرتير العام وإدارة الأزمات بالمحافظة باستمرار متابعة الموقف ومستجدات الوضع الخاصة بالمرض لسرعة اتخاذ الإجراءات المناسبة.
وكلف المحافظ مدير الطب البيطرى الدكتور طارق الوكيل ورؤساء الوحدات المحلية، باستمرار حملات توعية مربى الماشية بأهمية التأمين على الماشية، وأن الأقساط والرسوم التى يتم دفعها مناسبة جدا وفى المتناول، فضلا عن سهولة ويسر إجراءات التأمين، حيث يتم التأمين ضد السرقة والحريق والأمراض الوبائية، والحصول على تعويض مناسب من صندوق التأمين على الماشية التابع لوزارة الزراعة حال حدوث أى من تلك الحالات، وأنه يلزم للحصول على التعويضات المقررة قيام المربين ببعض الاجراءات أهمها ابلاغ الوحدات البيطرية عن نفوق ماشيتهم، وأهمية الإبلاغ عن أية حالات نافقة ملقاة على الطرق أو الترع لسرعة رفعها لمنع انتشار المرض.
وتجدر الإشارة إلى أن المحافظة اتخذت العديد من الإجراءات مع بداية ظهور المرض فى أبريل الماضى، والتى أمر بها المهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف، وتم تنفيذها تحت إشراف مباشر من السكرتير العام اللواء عصام العلقامى وبالتنسيق مع مديرية الطب البيطرى والجهات المعنية، ومن أهم هذه الإجراءات: تكثيف حملات التحصين ضد المرض، حيث تم تحصين 218 ألفا و849 رأس ماشية من الأبقار، بالإضافة إلى غلق بعض الأسواق لـ3 أسابيع والتى تم إعادة فتحها فور الانتهاء من التحصين، علاوة عن تنفيذ 376 ندوة إرشادية لتوعية الفلاحين بأهمية التحصين والتعامل مع الحالات المشتبه معها وغيرها من الإرشادات، بالإضافة إلى التواصل المستمر مع الجهات المعنية بوزارة الزراعة لمتابعة الموقف أولا بأول، فضلا عن التعاون فى تنفيذ كافة توصيات لجان تقصى المرض التى أرسلتها الوزارة والجهات المختصة.