رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"ضحية لقمة العيش".. قصة عامل خرج لجلب قوت يومه ففقد حياته بالأقصر

أبو الحسن ضحية لقمة
أبو الحسن ضحية لقمة العيش

الأقصر-أسماء حموده:

"5 ساعات ظلت عملية البحث قائمة للعثور على أبو الحسن، أسفل المنزل المتهدم "، كانت هذه أول جملة يقولها أحمد محمود أحمد، عم الضحية أبو الحسن محمد محمود،  عامل المعمار، البالغ من العمر 38 عامًا، والذي فقد حياته أثناء  مزاولة مهام عمله الشاق كعامل باليومية في حفر بيارة للصرف الصحي لأحد المواطنين بمنطقة الحسينات التابعة لمدينة الطود بالأقصر.

الحادث كما يرويه إبراهيم الغزالي، أحد ابناء نجع أبو عنان، التابع له الفقيد؛ بدأ باستئجار أحدهم لخمسة من عمال البناء، لحفر بيارة جديدة بمنزل مبني بالطوب اللبن في النجع المجاور، وذلك  بعدما بدأت بيارة المنزل القديمة في الطفح وظهور آثار الصرف على الجدران؛ بدأ العمال بينهم أبو الحسن في عملية الحفر؛ لكن عمودين تم بناؤهما بالخرسانة بوسط المنزل، تأثرا بالحفر فانهالا على العمال.
"أربعة نجوا.. لكن ساعة القدر لأبو الحسن كانت قد حانت"، يتابع إبراهيم؛ "الأربعة خرجوا مصابين إلا أن أبو الحسن كان في قاع البيارة يقوم بالحفر، لحظة تهدم المنزل؛ خرج العمال وتم نقلهم إلى المستشفى، بينما أبو الحسن لم نلمح له أثر".
يستكمل إبراهيم: "أخيرًا قد عثرنا على أبو الحسن، بمساعدة الأهالي ورجال الحماية المدنية، لكن كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة".
 "الوفد" لم يكتف بنشر خبر، كنبأ عابر عن سقوط مصابين وضحية خلال عملهم، قمنا بالتواصل مع ذوي الضحية وأقاربه للتعرف عن قرب بحقيقة الواقعة خاصة أنه تم تداول أنباء تقول إن الحادث كان ناجمًا عن التنقيب عن الآثار، ولرصد الحال الاجتماعية لعامل يفقد حياته من أجل لقمة العيش.
يقول عم الضحية؛ كنت حين أسأله عندك بكرة شغل؟؛ يرد: ربنا يوسع الرزق ياعمي- في إشارة إلى طبيعة عمل اليومية الذي لا يرحم عامليه، فيوم يتوافر الشغل، وآخر يستيقظ العامل ولايعلم مصير يومه كيف يمر.
محمود إسماعيل، من أبناء قرية الضحية

يقول: "منذ أن تخرج أبو الحسن من مدرسة الثانوية الصناعية، وبدأ عمله كعامل معمار باليومية، حتى والده لم يكن موظفًا بقطاع عام أو خاص، بل إنه يعمل بذات الكار، كما أنه يتنقل بين المحافظات لتوفير قوت يومهم".
 شقاء العمل لم ينحصر عند إصابة أو فقدان حياة فحسب، بل طال هذا الشقاء حال الأسرة التي تركها أبو الحسن؛ أربعة أطفال أكبرهم في المرحلة الإعدادية، وأصغرهم طفلة لم تتعد الثلاثة أعوام، رحل عائلهم وترك وراءه 4 فلذات كبده لايعلم ماسيكون مصيرهم.

في الوقت الذي يناقش فيه البرلمان كيفية التأمين على العمالة غير المنتظمة، كان أبو الحسن قد فارق الحياة قبل أن يتم حصر اسمه ضمن العمالة التي تسعى الدولة لوضع غطاء تأميني لهم، فهل من جهة تتولى بحث قضية أبو الحسن  وكثيرين غيره، لتأمين أفراد أسرته التي تركها دون عائد مادي أو غطاء تأميني لعائلهم قد  يستندون إليه وقت الحاجة.

"الوفد" تضع ملف قصة أبو الحسن على مكاتب المسؤولين بالمحافظة متمثلة في المحافظ والقوى العاملة والتضامن الاجتماعي برئاسة أحمد عبيد وكيل الوزارة، ومجلس مدينة الطود للنظر بعين الاعتبار والأهمية لبحث حالة الأسرة وتقديم الدعم اللازم بما يكفل لهم المقدرة على مواصلة المعيشة.