رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أيها المصريون.. ألا تتفكرون!

منذ بضعة شهور احتدم الجدل حول 25 يناير 2011، 30 يونيو 2013، ومازال البعض منا يقع فى فخ المقارنة بينهما، فى حين ان العقـل والحكمة يقتضيان ان نعتبرهما موجتـين متتاليتـين لثـــورة واحــــدة، ولا ينبغى بأى حال من الاحوال ان نفصل بينهما، أو أن يتعصب فريق منا لهذه وفريق آخـر لتلك. وينبغى علينا جميعا ان ننأى بأنفسنا عن الوقــوع فى شرك المقارنة بينهما أو تفضيل ايهمــا عــن الأخرى حتى لا نهدر طاقتنا فيما لايفيد، كما يجب أن ندرك جيدا أن مثل هذه الأحاديث تحدث الفرقة والانقسام بين ابناء الشعب وهو امر يسعى اليه اعــداء هذه الأمة ويبذلون من أجل الوصول اليه كل غال ونفيس.

ولنتفق جميعا أن ما حدث قد حدث، وأن التاريخ سوف يحكم ويبين ماذا جـرى ومن الــذى تقاعـس ومن الذى اقدم، ومن هم القتلى.. ومن منهم لقى ربه وهو يتغنى بالحرية والعيش بكرامة إنسانية وهم الشهداء، ومن لقوا حتفهم اثناء مهاجمتهم للمنشآت أو حال قيامهم بحرق وتدمير المبانى او خلال نهب المحلات والاستيلاء على ما فيها من بضائع او منقولات اخرى، وحينئذ.. وبعد مرور فترة من الزمان سوف تتضح كافة الحقائق وتتكشف كل الأدوار وتسقط جميع الأقنعة.
وإذا سلمنا بأن 25 يناير 2011، 30 يونيو 2013 كانتا موجتين متتاليتين فى ثورة واحـده وأن الهدف من كلتيهما هو تحقيــق الحرية والعدالة الاجتماعية والعيـش بكرامة إنسانية، وأن نسلم ايضاً بأن هناك اختلافا فيما بينهما من حيث الظـروف والملابسات المحيطة بكل منهما، وكذلك فيـما ترتب علـى كل منهما من نتائـج.. إذا سلمنا بهــــذا فسوف يترتب علي ذلك رأب أي شــروخ فى جبهتـنا الوطنية وسيجنبنا كثيراً من أوجه الاختلاف والتنافـر، خاصة إذا وضعنا نصب أعيننا أن طلائــع جمــــــوع 25 يناير كانت من شبابنا الطاهــر والتى خرجت تنادى بالحرية والعيش بكرامة إنسانية وهى ذات الأهـداف التى خرجت تنادى بها جموع شعبنا فى 30 يونيو.
أما إذا انبرى البعض منا لتمجيد هذه الموجة أو تلك.. فإن فى ذلك مضيعة للوقت، وإهداراً للجهد، وتعميقاً للانقسام فى صفوف الشعب فى الوقت الذى نسعى فيه جميعاً الى الوقوف صفاً واحداً وعلى قلب رجل واحد خلف القائد الذى عهدنا اليه بمسئولية السلطة والرئاسة للخروج بالبلاد مما هى فيه، وإزالة آثار تلك الجماعة الإرهابية التى حاولت طمس هوية شعبنا من خلال زرع بعض العناصر الإرهابية فى مختلف المواقع والمؤسسات بما يتيح لها السيطرة على مرافق الدولة، وهو الأمر الـــذى مازلنا نعانى منه حتى الآن.
ولذلك فإنه من الأوفق ان ننصرف جميعاً الى العمل والإنتاج.. لتعويض ما حدث فى البــلاد خــلال السنوات الماضية من تدهور فى مصادر دخلنا القومى، وأن نبــذل قصارى جهودنا لتشـــغيل ماكينات مصانعنا التى توقفت، وأن نسعى الى جذب السائحين الى بلادنا بتوفيــر الأمن والأمــان فى ربوع البـــلاد.
وفى ذات السياق.. اختلفت الآراء حـول ما حدث خلال الأيــام القليلة الماضية بالنسبة لتـلك الدعوات الهدامة التى كانت تدعو الى نشــر الفوضى فى ربوع البلاد، ففى الوقت الذى اتجه فيه فريق من شعبنا الى الإشادة بما اتخذته الدولــة من إجـراءات احـترازية لمـواجهة تهـديدات هذه الجماعة الإرهابية بحمل السلاح ورفع المصاحف فى مظاهرات حاشدة يوم 28 نوفمبر، وهو الأمر الذى أجهض مخططاتها ولم تتمكن من تنفيذ ما كانت تهدف إليه بإحداث الفوضى فى أرجاء البلاد، اتجه فريق آخــر إلى انتقاد تلك الإجراءات بزعم أن الدولة قد بالغت فى تقدير تلك التهديدات خاصة أن ذلك اليوم مر كغيره من أيام الجمع السابقة كما اتجه فريق ثالث الى توجيه سهام النقد الى أجهزة الإعلام واتهامها بتضخيم الأمور مما أثار الخوف

فى نفوس المواطنين. والواقع أن كلا من الفريقين الآخرين قد اغفل النظر إلى كامل الصورة بخلفياتها وتغاضيا عن الربط بين تلك التهديـدات الصـادرة من الداخل، وما صدر فى كل من قطر وتركيا من تلميحات، كما اعتقــد أن أياً منهما لـم يــر تلك الإشارات الواردة عبــر المحيط من واشنطن خــلال تصريحات منسوبة إلى البرادعى ووائل غنيم. وكلها أمور تشى بما تم التخطيط له وكان يتعين على الدولة أن تتعامل مع هذه التهديدات بكل جدية وأن تتخذ كافة الإجراءات الممكنة لإجهاض ذلك المخطط.
وأخيراً.. وإثر صدور الحكم فى قضية قتل المتظاهرين أو قضية القرن كما سمتها وسائل الإعلام اتجه فريق من المواطنين الى التعبير عن فرحتهم بمضمون الحكم بطريقة فيها قدر من المبالغة مما أثار حفيظة أهالى الشهداء ودفعهم الغضب الى التجمع فى أحد الميادين للتعبير عن غضبهم، وترتب على ذلك ان انـدس بينهم عدد من المنتمين إلى تلك الجماعات الإرهابية من محترفى الإثارة وتأجيج الغضب فى النفوس ومعهم أعداد من المأجورين ورددوا الهتافات العدائية وقاموا باستفزاز قوات الأمن ومحاولة جرهم الى صدام ينتج عنه ضحايا لإعادة سيناريو سبق ان اتبعته تلك الجماعة الإرهابية لزيادة الأمور اشتعالا لتنفيذ مخططهم لنشر الفوضى وتقويض أركان الدولة.
وتناسى الجميع أن القانون لا يجيز التعليق على أحكام القضاء قدحاً أو مدحاً، وأن هناك طرقاً حصرية حددها القانون للطعن فى الأحكام ليس من بينها بالطبع التجمع فى الميادين العامة وترديد الهتافات العدائية.
وتبقى كلمة أخيرة.. نتوجه بها الى وسائل الإعلام المرئية والمقروءة بل والمسموعة أيضاً بل هى مناشدة لهم جميعا ضرورة الالتزام بالقواعد القانونية نصاً وروحاً، وإعلاء المصالح العليا للبلاد فوق أى اعتبار، وألا نرفع راية حق قد ينتج عنها باطل، وان نتذكر جميعاً أن مصالح الأوطان واستقرارها أسمى من أي حقوق أخرى. كما يجب علينا أن نتذكر دائماً القاعدة الشرعية القائلة بان درء المفاسد خير من جلب المنافع.
أما نحن أبناء هذا الشعب.. فعلينا ان نتأمل أحوالنا وان نسترجع دروس الماضى القريب وأن نستحضرها دائماً والا تغيب عن ذاكرتنا لعلها تنير لنا الطريق وان تجنبنا شر الانزلاق إلى هاوية أعدت لنا. ومما لاشك فيه اننا إذا استرجعنا ما مر بنا من احداث وتأملنا فيها بعمق سوف نخرج منها بدروس عدة.. لعلها تنير لنا الطريق فيما هو آت.
أيها المصريون ألا يدعنا ذلك كله لأن نتفكر فى أحوالنا.
مساعد وزير الداخلية الأسبق