رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مصر هى الباقية دائما

سبق أن حررت عدة مقالات تحدثت فيها عن قيامنا باستخدام مسميات للأشياء أو المواقف بدون ان ندرك ما إذا كان استخدام تلك الأسماء فى موضعة ويشير بصفة قاطعة لا لبس فيها إلى المدلول الذى نقصده أم أن الأمر يتجاوز ذلك، ويبتعد عن الدقة فى الوصف والتدليل؟

وكنت معنياً تحديداً بعدم وصف التجمع الإرهابى فى ميدانى رابعة والنهضة... بأنه اعتصام سلمي، لما فى استخدام المسمى الأخير من آثار سلبية على جمهور القراء والمشاهدين.. والمتربصين، وأعنى بهم أصحاب المصلحة وهم تحديداٍ تنظيم الإخوان الإرهابى، وبعض المعنيين بحقوق الإنسان، وأخيراً - وهذا هو ألأخطر - بعض أجهزة المخابرات الأجنبية التى لها أذرع طويلة فى المنطقة قادرة على تحريكها للتأثير فى مجريات الأمور.
ويكفى أن نشير فى هذا السياق إلى التقرير الأخير الذى اصدرته المنظمة الدولية لمراقبة حقوق الإنسان بعد مرور عام على فض التجمعين الإرهابيين بميدانى رابعة والنهضة وما تضمنه ذلك التقرير من اتهامات لمصر مستندة فى ذلك إلى وصف هذين التجمعين بأنهما كانا اعتصامين سلميين ، وهو ماكنا نكتبه فى صحافتنا أو نتحدث عنه فى فضائياتنا، والأدهى من ذلك ان تقع منظمة حكومية مصرية فى ذلك الخطأ فتذكر لفظ (اعتصام) عدة مرات فى تقريرها عن أحداث الفض.
ومنذ أيام قليلة قامت دار الإفتاء المصرية بإطلاق حملة لعدم استخدام التسمية التى أطلقها تنظيم داعش الإرهابى على نفسه والتى تناولتها غالبية وسائل الإعلام خلال الأشهر الماضية وكأنها مسمى لا يقبل المناقشة... فى حين أن ذلك المسمى بعيد تماماً عن الواقع، لأن ذلك التنظيم الإرهابى ليس دولة ولا يمُت للإسلام بصلة.
فضلا عن أن المسمى السالف الإشارة إليه كان القصد منه هو جذب بعض العناصر من الشباب للتنظيم وتجنيدهم للانضمام إليه، والقتال فى صفوفه لتحقيق أهدافهم الإرهابية، والتى تؤكد أنهم بعيدون كل البعد عن الإسلام وجوهره السمح.
وقد تصادف أن كنت ضيفا على إحدى القنوات الفضائية المصرية، وكان موضوع الحلقة عن إرهاب جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية فاغتنمت الفرصة ونوهت عن مبادرة دار الإفتاء المصرية وردود الأفعال الإيجابية لها، ودعوت إلى ضرورة أن تكون هناك آلية محددة تقوم بها جهة مسئولة لدراسة أية مسميات ــــ خاصة المستحدث منها ــــ لبيان مدى تطابق الاسم مع المسمى، وإلزام كافة وسائل الإعلام مقروءة أو مسموعة

أو مرئية باستخدام الألفاظ والمسميات التى تدل فى وضوح شديد لا لبس فيه على المعنى الحقيقى لما نتحدث أو نكتب عنه.
وبذلك نقى أنفسنا وأبناءنا من الشباب من الوقوع فريسة للمدلولات الخاطئة لأى من هذه المسميات، حيث لا يعُقل أن نتحدث أو نكتب عن أى جماعة تصف نفسها بأنها جماعة جهادية فى حين أنها ترتكب من الجرائم الإرهابية والفظائع ما يهز الضمير والوجدان ، فضلاً عن ان لفظ الجهاد لا يمكن ان يُطلق إلا على ما هو حق وصواب مائة بالمائة، كما ان الجهاد لا يكون إلا فى سبيل الله سبحانه وتعالى، وإقرار للحق او الدفاع عن الأوطان والديار.
كما شددت على أن تكون قرارات هذه الجهة المسئولة مُلزمة لكافة الإعلاميين وان يلتزموا جميعا بما تنتهى اليه هذه الجهة من قرارات، والا يتذرع أى من كان بالحق فى حرية الرأى والفكر أو الحرص على عدم فقدان مصداقية الكاتب أو الإعلامى، لأنه فى حالة تعارض أى من تلك الحقوق مع المصالح العليا للبلاد فيجب ان تُراعى تلك المصالح أولاً وقبل كل شئ حرصاً على استقرار الوطن فى مواجهة الأخطار التى تحيط به من كل جانب ومن الداخل.
وعلى هذا  يتعين علينا جميعا أن ندعم ونساند الدعوة التى اطلقتها دار الإفتاء المصرية، كما يجب علينا ايضاً ان نتبنى الفكرة التى أشرتُ إليها فى المقال، وعلينا جميعا أن نعلى المصالح العليا لمصر فوق أى اعتبار، ويجب أن نسلم بأن مصر هى الباقية دائما بإذن الله.

مساعــــد وزيـر الداخلية الأسبق