رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قنا: مقاعد البرلمان القادم محجوزة لنساء "الوطني"

بوابة الوفد الإلكترونية

أظهر نظام القوائم في الانتخابات البرلمانية المقبلة قلة الكوادر السياسية النسائية في بعض المحافظات، وظهرت الصعوبات أمام من يشكلون القوائم

في اختيار المرشحات بسبب تلك الخلفية وخاصة في محافظات الصعيد، فقد شملت قائمة شمال ووسط وجنوب الصعيد والتي تضم 11 محافظة من الجيزة  شمالا إلى محافظة أسوان جنوبًا، وتشمل 21 مقعدًا للسيدات فضلا عن مقاعد أخري لفئات متنوعة مثل الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة، والأقباط، والمغتربون في الخارج ، بإجمالي 45 مقعدًا للقائمة ككل في البرلمان المقبل.
ووفق مراقبون فإن الصعوبات التي تواجه من يشكلون قائمة شمال ووسط وجنوب الصعيد من الأحزاب السياسية، تتمثل في اختيار الكوادر النسائية في محافظات أسيوط، وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان. بسبب الطبيعة السكانية والاجتماعية لتلك المحافظات، والتي لا تعطي المرأة حيزًا كبيرًا في الحياة السياسية، فضلا عن عدم إفراز ثورة 25 يناير وجوهًا نسائية جديدة مع المشاركة المحدودة للمرأة في تلك المحافظات في الفعاليات السياسية والثورية التي أعقبت الثورة، باستثناء الكوادر النسائية لجماعة الإخوان الإرهابية والتي برزت منها عدد من الوجوه بحكم التنظيم الجيد الذي تتبعها "الجماعة".

تقول الروائية مني الشيمي: "الصعيد فقير في إنتاج نساء قادرات على الوصول إلى مقاعد القيادة، فهو مجتمع يقولب المرأة ويصيغها للقيام بدور محدد وﻻ يقبل لها بدور آخر، حتى تصل المرأة نفسها فيه إلى الاقتناع بأنها لم تخلق لدور خارج حدود البيت، بل وتهاجم السيدات اللاتي ﻻ يفكرن بالطريقة نفسها"، وتضيف: "كما أن القبلية لن ترضى بترشيح امرأة، ناهيك عن مستوى الوعي في الجنوب على وجه الخصوص، واعتقد أن هذه بيئة صالحة لاختفاء المرأة وسيستغلها نساء الحزب الوطني المنحل على الظهور في كل محفل دون اعتبار لوعيهن الثقافي أو الإدراكي حتى من كان يعدهن فقط لإنجاح التوريث اعتقد أن الحل ﻻ يخرج عن الوعي، ﻻ أفهم كيف يثق المواطن في مرشحة حاولت الالتحاق بقائمة الوطني قبل الثورة. وتطالب "الشيمي" بمزيد من الوعي السياسي باعتباره هو الثورة الحقيقة.
وتشير أسماء باسل طالبة بالدراسات العليا في كلية الإعلام بجامعة جنوب الوادي، إلى أن معظم النساء في الصعيد ـ وخاصة في قنا ـ يعتبرن أن التجربة السياسية للنساء هي تجربة ترفيهية لا علاقة لها بوضعهن في مجتمع حرم الجزء الأكبر منهن من فرص التعليم ، والعمل ، والمشاركة في الحياة خارج المنزل ، بعيدا عن التزامات ربات البيوت، وتضيف: "حينما تقرر الدخول في التجربة الانتخابية على مختلف مستوياتها ، تبحث عن الامتيازات الجاهزة في الأحزاب أو الكوتة أو القبلية وغيرها من المنافذ التي تتيح لها إمكانية النجاح والحصول على لقب نائبة أو عضوه في المحليات ، بعيدا عن الدخول في تحديات غير محسومة العواقب للمطالبة بضرورة تحسين وضع المرأة السياسي لإتاحة الفرص بشكل اكبر".

وحسب الدوائر السياسية فأنا الصعيد هو الأقل في إفراز الكوادر النسائية العاملة في السياسية فأمانات الأحزاب السياسية  كانت تخشى المجازفة بترشيح السيدات طيلة السنوات الماضية لأنها ـ في اعتقاد الأحزاب ـ ستخسره وبالتالي فقد خسر مقعدا لو أعطاه لرجلا لكسبه وكسب موضعا في البرلمان أو المحليات.
ويري وائل النجمي، باحث، أن مصر في حاجة لدعم المرأة حتى تستطيع أن تمارس حياة برلمانية جيدة، وما تتعرض له المرأة من ضعف القدرة على المشاركة في الحياة السياسية، هو انعكاس لمنظومة القيم والمثل التي تحدد وتقنن وضع المرأة في مصر وخاصة في الصعيد، وأضاف أنه طوال الفترات الماضية لم يعرف

الصعيد ناشطات بالمعنى المتوافر في القاهرة ووجه بحري، أغلب من مارسوا العمل السياسي من السيدات مارسوه من خلال منظومة الحزب الوطني السابق، وفي ظل صراع أخرجهم من دائرة مقاعد البرلمان، وحصر جهودهن في المحليات، إلا في بعض الاستثناءات النادرة التي غالبا ما تكون السيدة حاملة لميراث والدها البرلماني الذي لم ينجب الذكور، حتى الفترة التي أعقبت يناير ورغم الائتلافات التي نشأت لم يكن للسيدات والفتيات دور حقيقي يبشر بإمكانية خروج مرشحة قوية تحمل سمات تجعل الشارع يتمسك بها، أعتقد أن مهمة اختيار مرشحات قويات في القوائم الانتخابية مهمة غاية الصعوبة في صعيد مصر، ومنذ بدء الحياة البرلمانية لم تبرز في محافظات الصعيد نائبات تحت قبة البرلمان سوي سيدات معدودات حظين بالتمثيل المشرف فقط  في المجلس، بسبب الموروث الثقافي تجاه المرأة.
وتقول الدكتورة هبة عبد المعز، المدرس المساعد بكلية الإعلام في جامعة جنوب الوادي، لا أجد كوادر سياسية معدة جيدا على الساحة، ولا أشعر بالتغيير المنشود، خصوصا بين صفوف النساء ، والواقع السياسي الحالي فرض علينا منافسة شديدة بين عدد من الوجوه القديمة وعلى الرغم من وجود مرشحين من الشباب إلا أن فرصتهم الحقيقية فى الإعادة ضعيف لكن محاولات تحسب لهم ولا بد من رعاية الكوادر التي تحاول نزول الشارع السياسي. وطالبت "عبد المعز" الأحزاب الاهتمام بإعداد الكوادر ومنحهم مساحة مناسبة للتمثيل ، لأن للأسف الأحزاب تبحث عن أشخاص لم تعدهم لضمهم إلى صفوفها ممن تظن ان لهم أرضية أو شعبية ، وهذا يجعل فرصة وجود وجوه جديدة أمر صعب خصوصا بين النساء حيث تتجه الأحزاب والشارع للوجوه المدربة والمعروفة ، وتوقعت أن الشارع سيتجه لنساء الحزب الوطني اللاتي كن لهن أرضية وقدرة على الحركة ولهن علاقات ناجحة بسبب انتمائهن للحزب الحاكم قبل ذلك وهو ما وفر لهم الحركة بانسيابية ومرونة ، والتجربة مختلفة مع نساء الأحزاب الأخرى بالتأكيد .
ويكشف الدكتور عباس جابر القيادي بالحزب الناصري أن من يعدون قائمة شمال ووسط وجنوب الصعيد ربما يخرجون من "مأزق الاختيار" بالاعتماد علي ترشيحات المجلس القومي للمرأة من السيدات اللاتي لهن حضور سياسي وخبرة في العمل العام، خاصة مع ندرة الكوادر النسائية في محافظات الصعيد بسبب العادات والتقاليد وإحجام المرأة عن المشاركة السياسية.