رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ننشر نص كلمة وكيل مجلس النواب

بوابة الوفد الإلكترونية

السيدات والسادة الحضور،

اسمحوا لي في بداية حديثي إلى تلك الكوكبة من الأخوات والإخوة الأعزاء، رؤساء الوفود، وسفراء الدول الشقيقة والصديقة، أن أعرب عن بالغ سعادتي وعظيم امتناني وشكري العميق، وأنا أتحدث إليكم اليوم، فخوراً بهذا الجمع المتنوع الذي يمثل فرصةً متميزة لتبادل الرؤى والأفكار حول سبل رفع اسم السودان الشقيق من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مؤكداً دعم مصر الكامل حكومةً وبرلماناً وشعباً للسودان الشقيق، انعكاساً لعمق العلاقات الراسخة والروابط التاريخية المشتركة بين شعبي وادي النيل على كافة المستويات ....

 

تلك العلاقة الوطيدة التي تمثل ركيزةً أساسيةً وضمانةً حقيقية للاستقرار والأمن في المنطقة، وهو ما يتطلب البناء عليه خلال الفترة المقبلة، بما يرتقي بمصلحة الشعبين الشقيقين، وإنني على ثقة في أن يمنح اجتماعنا هذا زخماً كبيراً لآليات العمل العربي المشترك، وأؤكد لكم جميعاً أن مصر لم ولن تأل جهداً في سبيل تحقيق المصالح العربية، ورفعة ورخاء شعوبها

 

الإخوة الأعزاء،،،

مما لا شك فيه أن خطر الإرهاب وانتشار التيارات العنيفة المتطرفة يمثل أحد أهم التحديات المصيرية التي تواجه الأمة، خاصة بعد أن استغلت هذه التيارات فراغ القوة في بعض الدول التي لازالت تعاني صراعات وانقسامات داخلية، فأقامت قواعد لها وبسطت سيطرتها على مساحات كبيرة من الأراضي معتقدةً واهمةً أن الأمور قد دانت لها، وأن الغلبة أصبحت من نصيبها، فصارت شوكة في ظهر العرب، وثغرة من ثغرات الأمن القومي العربي.

 

وهو ما يجعلنا نعيد التأكيد على الحاجة الماسة إلى تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، ووضعها موضع التنفيذ هي وكل الاتفاقيات والبروتوكولات ذات الصلة التي تضمن تجفيف منابع الإرهاب، ومصادر تمويله، وتتبع مرتكبي الجرائم الإرهابية ومعاقبتهم العقاب الرادع على ما يقترفون بحق الشعوب العربية من جرائم وآثام.

 

 وإنني أنتهز فرصة اجتماعنا اليوم لأجدد التأكيد على الحاجة إلى البناء على القواسم المشتركة بين دولنا العربية الشقيقة بشأن هذه القضية المصيرية، وأن نوحد جهودنا في مواجهة هذا السرطان المدمر الذي يهدد حاضر الشعوب العربية ومستقبلها.

 

السيدات والسادة ،،،

إننا على ثقة تامة أن البرلمان العربي يمثل إطاراً حقيقياً للحوار العربي - العربي، ومنبراً للدفاع عن الحقوق العربية المشروعة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ومواجهة الإرهاب وداعميه، وحماية الدولة الوطنية العربية، وتحقيق التنمية المستدامة، وما زلت آمل  أن يثمر اجتماعنا هذا مزيداً من التعاون والتنسيق بين برلماناتنا، وتبادل الزيارات والخبرات لتطوير المسيرة البرلمانية في دولنا العربية، ومد جسور التعاون والتفاهم مع برلمانات الدول الصديقة، بما يخدم مصالح أمتنا العربية وقضاياها العادلة، ودفع عجلة التنمية والبناء والتقدم، ووضع آمالها موضع التنفيذ جنباً إلى جنب تعزيز سيادة القانون، وتحقيق الأمن والاستقرار.

 

الأصدقاء الأعزاء ،،،

إن مصر كعادتها دائماً تؤكد على دعمها الكامل لأمن السودان الشقيق واستقراره، في مواجهة التحديات التي تسعي للنيل من استقراره، وتعتبر أن استقرار السودان باعتباره بلداً محورياً في مكافحة الإرهاب؛ يصب بشكل مباشر لصالح أمن واستقرار مصر، لدوره الفاعل والمؤثر على الساحة العربية والإقليمية والدولية في محاربة الإرهاب والجماعات والتنظيمات الإرهابية، فالسودان الشقيق كان

في مقدمة الدول التي انضمت للتحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، بالإضافة إلى دوره الفاعل في تحقيق الأمن والسلم في قارتنا الإفريقية.

 

ولم تعد التحركات لرفع اسم السودان الشقيق من قائمة الدول الراعية للإرهاب هماً للدبلوماسية السودانية فقط بل للعديد من الهيئات والمؤسسات الإقليمية التي باتت ترى أن السودان دولة محورية في محاربة الإرهاب.

 

وقد اعتمد البرلمان العربي، خطة هادفة لدعم السودان الشقيقة ومساندتها من خلال تشكيل لجنة معنية برفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب برئاسة الدكتور مشعل بن فهد السلمي، رئيس البرلمان، انطلاقاً من الخطة التي اعتمدتها قمة القدس المنعقدة بمدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، وبدأ البرلمان خطوات تنفيذية في هذا الصدد، بالتنسيق مع البرلمان السوداني والبرلمان الأفريقي.

 

وما زلنا في حاجة إلى تكامل للأدوار، والتنسيق المشترك لوضع الخطوط العريضة لتنفيذ خطة التحرك عبر الاتفاق على آلية التنسيق وتبادل المعلومات بشأن التقدم المحرز للسودان في مكافحة الإرهاب، وتفنيد المسوغات كافة التي تبرر بقاء السودان على القائمة الأمريكية للدول الداعمة للإرهاب، واستعراض الأسانيد التي تدعم أحقية السودان في استعادة اندماجه السياسي والاقتصادي على المستويات كافة، عربية وإقليمية ودولية.

 

الأشقاء الأعزاء

إننا نؤكد أهمية تعزيز وترسيخ علاقات الأُخّوة بين مصر والسودان، وتعظيم مساحات التعاون المشترك، بما يليق بأهمية العلاقات بين البلدين ويرتقى إلى طموحات الشعبين، ويتسق مع ما يجمعهما من تاريخ مشترك، وعلاقات اجتماعية وثقافية وأيضاً سياسية وأمنية واقتصادية وطيدة، جعلتنا اليوم أكثر عزماً على مواجهة أية عقبات قد تمثل حائلاً أمام مسيرة تعاوننا المشترك، وأن نجد من الأطر والسبل ما يؤسس لعلاقات إستراتيجية قوية أكثر من أي وقت مضى.

 

 التحدياتَ جسام، ولكني واثق من أن العزم الصادق، والجهد المُنَسَّق بينا كفيلٌ بمواجهتها. وتجدد مصر عهدها معكم، بأن تكون في القلب من كل جهد وفعل يهدف لإعادة الحياة إلى عملنا العربي المشترك، ومواجهة أية مخاطر قد تهدد الأمن القومي العربي، وفي القلب منه أمن السودان الشقيق

أشكركم على حسن الاستماع

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته