رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمين البحوث الإسلامية في حواره لـ"الوفد": 230 لجنة فتوى بمصر

الدكتور نظير عياد
الدكتور نظير عياد أمين البحوث الإسلامية

شهد مجمع البحوث الإسلامية تحت قيادة الدكتور نظير عياد، تطورًا غير مسبوقًا في تاريخه من جميع النواحي العلمية والعملية، كل يوم يقدم المجمع الجديد للجميع ويثبت أنه قادرًا على الانخراط في المجتمع ومواكبًا للتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، ومفندًا للفتاوى الشاذة والمتطرفة التي أصبحت تهدد المجتمع وتنل من عقول الشباب، بعد الفوضى التى شهدتها الفتوى بسبب اختلاف وتطور وسائل التواصل.

 

اقرأ أيضًا: «البحوث الإسلامية» يصدر العدد الأول من مجلة «واعظات الأزهر»


وقاد عياد خلال فترة توليه إدارة المجمع حتى الأن ثورة تطوير وتجديد غير مسبوقة جعلته هو والمجمع أيقونة هامة في تجديد الخطاب الديني، وأكدت على ان المجمع يخطو خطى ثابتة في الفتوى الالكترونية والعمل على فهم صحيح الدين من خلال الوسائل والأدوات التى يمتكلها المجمع ويطوعها في خدمة الدين والوطن.


وناخذكم في حوار لــ"بوابة الوفد" مع قائد ثورة تطوير مجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد.

 

حوار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية مع الوفد

 

ما هى خطة عمل لجنة الفتوى الأساسية وهل يتعارض دورها مع دار الإفتاء المصرية؟ وهل من الممكن أن نرى تعاون مباشر بين الطرفين؟


لمواجهة فوضى الفتاوى التي تصدر عن غير المؤهلين لها، وحماية المجتمع من النتائج السلبية لتلك الفتاوى المضللة التي تخالف التعاليم السمحة للإسلام؛ تم التوسع في افتتاح لجان الفتوى في المراكز والمدن، حيث بلغ عدد لجان الفتوى حوالي 230 لجنة فتوى.

كما بدأنا بالفعل عمل أرشفة إلكترونية للجان الفتوى؛ لجمع الفتاوى المترابطة في الباب الواحد لدراستها وتحديد خطط العمل التوعوية بناء عليها، والمساعدة على القراءة الواقعية للمشاكل المجتمعية والمساعدة في حلها، كما يشمل هذا التطوير الاستعانة بأساتذة من علم الاجتماع والنفس خاصة لمعالجة المشاكل الأسرية حيث إن أكثر الأسئلة ورودًا تكون في مجال الأحوال الشخصية.

وفي إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر بأهمية التعاون المشترك بين المؤسسات الدينية وخاصة تلك المعنية بالفتوى لمواجهة فوضى الفتاوى وتجديد الخطاب الديني، وحرص الهيئات والمؤسسات الدينية في مصر والعالم على التعاون البناء المثمر من أجل مكافحة التطرف والإرهاب، والتصدي للأفكار المنحرفة والمضللة، وتلبية المتطلبات المعرفية للناس، يعمل المجمع على التنسيق بين المؤسسات الدينية المختلفة وذلك لتوفير الجهد والوقت وتجنب التكرار فضلًا عن وحدة المعالجة من الهيئات المختلفة عندما تخرج بصورة موحدة يكون لها أثر أكبر ونتائج أوقع.

الدكتور نظير عياد


مدى رضاكم عن دور القوافل الدعوية والتوعوية التى يقوم بها المجمع؟

القوافل تمثل جزءًا مهمًا من أنشطة المجمع الدعوية وهي تقوم بدور فاعل حاليًا وفي الفترات الماضية قبل أزمة كورونا عندما كانت تنفذ بشكل مباشر وتصل إلى الجمهور في كل مكان خاصة الأماكن المترامية الأطراف، حيث يقوم المجمع بإطلاق العديد من القوافل التوعوية ضمن فعاليات البرامج التوعوية التي ينفذها المجمع بالتواصل المباشر مع المواطنين في جميع محافظات ومدن وقرى الجمهورية وخاصة المحافظات الحدودية والنائية؛ تلبية لحاجة المجتمع إلى استعادة منظومة القيم الأخلاقية، وبث الأمل في نفوس الشباب ودعوتهم إلى الجد والاجتهاد، وبناء الذات، والبعد عن عوامل اليأس والإحباط، والعودة إلى القدوة الحسنة واستحضار النماذج الناجحة في مختلف المجالات العلمية والعملية.


وتنفذ القوافل عدة برامج توعوية متنوعة مع الجمهور من خلال مجموعة من المحاور المهمة التي تتناول حسن العلاقة مع النفس، وضرورة الإخلاص في العمل وإفادة المجتمع، والتدريب على قيم التضحية والشهامة والتعاون، وإحياء قيم الرحمة بين الناس.


كما تستهدف تلك القوافل التوعية بعدة قيم إنسانية منها: التذكير بمبدأ التكافل الاجتماعي والإحساس بالآخرين، والإعلاء من القيم الإنسانية المشتركة، والدعوة إلى التسامح وصلة الأرحام، وكيفية اغتنام شهر رمضان المبارك، مع التوعية بأهمية إعلاء قيمة الوطن والحفاظ على مقدراته والزود عنها.


هل يمكن للمجمع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بديلًا عن القوافل الدعوية؟

الجمهور متعدد الاهتمامات وكل فئة تفضل وسيلة معينة ولذلك نحرص على أداء واجباتنا بكل الوسائل، كما أنه لمواكبة التطورات المتلاحقة في الفضاء الاليكتروني، وتعظيم سبل الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر، يحرص المجمع على التواصل مع جميع المواطنين في مختلف أماكن تواجدهم، فلم يغفل المجمع النشر الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي باللغتين العربية والإنجليزية، حيث يتم نشر المنشورات  التوعوية لنشر القيم الأخلاقية وعلاج المشكلات المجتمعية المختلفة. 

 

اقرا أيضًا: البحوث الإسلامية: برنامج إلكتروني شامل لتواصل واعظات الأزهر مع الجمهور


كما يطلق المجمع عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الحملات التوعوية التي تخاطب جميع شرائح المجتمع وخاصة الشباب بما يناسب مستواهم الفكري والإدراكي، بالإضافة إلى المشاركة في الحملات التوعوية الأسبوعية التي يطلقها المجمع على أرض الواقع من خلال رسائل توعوية متنوعة.


ولكن لا تغني هذه الجهود الإلكترونية عن القوافل الدعوية والتواصل مع الناس على أرض الواقع.


ما هى الآليات المستحدثة في تدريب الوعاظ والواعظات في الأزهر الشريف؟


وعاظ وواعظات الأزهر الشريف يتم إعدادهم جيدًا إضافة إلى متابعتهم والعمل على رفع كفاءتهم من خلال الدورات العلمية والإلكترونية والمكتبات التي يتم توزيعها عليهم، حيث إن الوعاظ  ينتشرون في قرى ومدن الجمهورية ويتم تأهيلهم للتعامل مع القضايا التي يهتم بها المواطنون في كل محافظة والتي قد تختلف من منطقة لأخرى، كذلك يتم تدريبهم على الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا فضلا عن تدريبهم على التواصل الفعال مع الناس وفن الإقناع والتأثير فيهم، كما تم عقد الكثير من الدورات لهم بالتعاون مع أكاديمية الأزهر للتدريب لتأهيلهم على استخدام وسائل التواصل الحديثة في عملهم اليومي وحملاتهم التوعوية.

الدكتور نظير عياد
ما هى آليات تجهيز الطلاب الوافدين للعمل كسفراء للأزهر في بلادهم بعيدًا عن دراستهم في الجامعة؟

الطلاب الوافدون لهم عناية خاصة في جميع قطاعات الأزهر الشريف في إطار اهتمام فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر بالطلاب الوافدين ودعمهم علميًا وفكريًا ليكونوا سفراء للأزهر في بلادهم، قادرين على حمل منهج الوسطية ونشر صحيح الدين في العالم كله. 

حيث تنظم قطاعات الأزهر العديد من الفعاليات الثقافية والعلمية المتنوعة التي يقدمها للطلاب والطالبات بمدن البعوث الإسلامية، بالإضافة إلى محاضرات تقوية ومراجعات علمية للمواد والمقررات الدراسية للطلاب الوافدين بجامعة الأزهر، من خلال أعضاء هيئة التدريس في الكليات المختلفة في الجامعة، وذلك بالتنسيق مع الجامعة وعمداء الكليات؛ تيسيرًا على الطلاب قبل دخول الامتحانات في هذه المواد، ودعمًا لمستوياتهم العلمية، وحثهم على التفوق والتميز الدراسي، بالإضافة إلى عدد من الندوات والملتقيات الثقافية.

كما يتم تنظيم ورش عمل تأهيلية في الفنون المختلفة لاكتشاف مواهب هؤلاء الطلاب ودعمها حتى يمكنهم الاستفادة منها في الأنشطة والمجالات المختلفة.


ما الخطة التى تعتمدها لجنة الفتوى لمواجهة الفكر المتطرف خاصة في القرى والريف؟

انطلاقًا من رؤية الأزهر الشريف في أهمية التصدي لفوضى الفتوى، ومحاولات أعداء الوطن في استغلال الدين وحماس الشباب عن طريق الفتاوى الشاذة والمضللة، ومحاولات أدعياء الدين لتصدر المشهد عن طريق تسويق الفتاوى عبر الفضاء الإلكتروني، وتنفيذ الجرائم الإرهابية وضرب استقرار الدولة؛ قام المجمع بالتوسع في انشاء لجان فرعية للفتوى في مختلف المدن والمراكز في أنحاء المحافظات لحماية المجتمع من الفكر المتطرف، وفتاوى التكفيريين، وتزويد أعضاء اللجان بكل جديد في مجالات الفتوى.

كما يقوم المجمع بدعم أعضاء لجان الفتوى بكل جديد في هذا المجال من خلال متابعة المستجدات وبيان الرأي الشرعي فيها بمنهجية علمية تراعى التيسير وترفع الحرج عن الناس لتلبية احتياجات المواطنين في التعرف على رأي الدين في مختلف القضايا والاجابة عن الأسئلة التي تشغل أذهان الناس، وقطع الطريق على أدعياء الدين.

كما يعمل المجمع على المتابعة والتقييم المستمر لأداء أعضاء اللجان وتعظيم سبل الاستفادة منها وتشجيع وتحفيز المتميزين، والعمل على تأهيل ودعم غيرهم للارتقاء بالمستوى المهني والعلمي لجميع العاملين في لجان الفتوى.

بالإضافة إلى موقع الفتوى على بوابة الأزهر الالكترونية والذي يسهل على الجماهير.


ما الوسيلة الأقرب للجمهور في الفتوى هل التواصل الاجتماعي أم التواصل المباشر؟

المجمع يعمل على تقديم الفتاوى بأكثر من شكل يناسب اهتمامات الجمهور المتابع بشكل يومى، حيث تعرض مكتوبة ومرئية من خلال فتاوى مسجلة لأعضاء لجان الفتوى الرئيسة، إلى جانب خدمة الفتاوى الإلكترونية المقدمة من خلال موقع المجمع، والتى تستهدف القضاء على الفتاوى الشاذة والمضللة خاصة فى ظل الظروف التى نمر بها حاليًا، كما أن هذه الفتاوى يرتبط بعضها بأحكام الصيام وربطه ببعض المستجدات التى تسأل عنها الناس فى هذا الشأن، كما يرتبط بعضها الآخر ببعض القضايا التى تشغل بال الناس.

الدكتور نظير عياد
ما أبرز الأرقام التى تعكس دور لجنة الفتوى للأزهر "الفتاوى التي وصلت للمجمع والرد عليه"؟

استقبلت لجان الفتوى المنتشرة في كل مدن ومراكز الجمهورية العام الماضي أكثر من أربعمائة ألف سؤالًا في تخصصات متنوعة ما بين مسائل أحوال شخصية، وعبادات، ومواريث، ومعاملات تجارية ومالية، وقضايا معاصرة، حيث تم الرد عليها بشكل مباشر، فضلًا عن الرد على بعض الشبهات المثارة.
كما بلغ عدد الفتاوى الواردة على الموقع الإلكتروني منذ إنشائه نحو 124 ألف فتوى تمت الإجابة عليها من أعضاء لجنة الفتوى الرئيسة للإجابة عليها، وإذا كانت الفتوى تحتاج إلى حضور السائل يتم توجيهه لأقرب مقر لجنة فتوى من اللجان المنتشرة على مستوى مدن ومراكز الجمهورية، لمزيد من الإيضاح لسؤاله حتى تتم الإجابة عليه بدقة.

 

إلى أى مدى فضيلتك راضٍ عن أداء الحملات الإلكترونية التى يطلقها المجمع؟

الحملات التوعوية التي يطلقها المجمع إذا كانت تؤدي دورًا مهما في اشتباكها مع الواقع اليومي للناس إلا أننا نطمع أيضا في المزيد، كما نؤكد أن الحملات لا تقتصر  على الاتصال المباشر فقط وإنما يتم إطلاقها إليكترونيا من خلال توجيه نصائح تربوية وتنموية متنوعة للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور ومخاطبة كل شريحة بأسلوب مفهوم وبلغة سهلة مع التركيز والإيجاز من خلال صفحات التواصل الاجتماعي والموقع الإليكتروني الرسمي للمجمع، لتحقيق الهدف من توعية أكبر قدر من الناس بالقضايا المختلفة.

 

ومن أمثلة الحملات: السلام الأسري ضرورة مجتمعية، الوعي المجتمعي، يسروا ولا تعسروا لمواجهة غلاء المهور، اقرأ وارتقي بمناسبة معرض الكتاب، بناء الإنسان، القيم الإنسانية ودورها في بناء المجتمع، المشاركة المجتمعية الإيجابية،

يوم الشهيد، صحتك أمانة حافظ عليها، النظافة من الإيمان، المسؤولية المجتمعية في مواجهة الأزمات، دعم الأطباء بعنوان: "كونوا لهم عونًا"، رمضان.. بداية التغيير، البقاء في المنزل.. واجب شرعي، التفاؤل.. منهج نبوي، في الأزمات.. تظهر معادن الرجال، التكافل المجتمعي.. سبيل الخروج من الأزمات، كن نافعًا، الإرادة، شاركوهم ولو بدعوة لدعم مصابي كورونا.

الدكتور نظير عياد


كيف تساهم المؤسسات الدينية من وجهة نظر فضيلتك في دعم القضية الفلسطينية؟

إن جهود الأزهر الشريف في دعم قضية فلسطين والقدس الشريف، بدأت مع بداية القضية؛ حيث عقدت المؤتمرات الإسلامية بالأزهر، وصدرت عنها التوصيات الداعية إلى الوحدة الإسلامية، والحفاظ على المقدسات الإسلامية والنصرانية، ومن أهم التوصيات التي صدرت عن مؤتمرات مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بشأن فلسطين أن قضية فلسطين هي قضية المسلمين جميعًا؛ لارتباطها الوثيق بدينهم وتاريخهم وتراثهم.


فلم تغب قضية القدس عن الأزهر يوما؛ حيث كانت حاضرة فى وجدان الأزهريين من أكبر مسئول حتى أصغر طالب من طلابه خاصة بعد أن كشفت الصهيونية عن وجهها القبيح ونيتها الخبيثة للاستيلاء على هذه البقعة المقدسة وطرد أهلها ومحاولات التهويد وشراء الأراضى خاصة فى الفترة التى سبقت الإعلان عن قيام الدولة المزعومة.. وواصل الأزهر الوقوف إلى جانب القضية الأهم فى الشرق الأوسط والعالم الإسلامى داعما للحق الفلسطينى ورافضا أى قول أو فعل أو قرار يخالف ذلك، فكانت مواقفه مشرفة وفاعلة ومؤثرة على مدى تاريخ القضية.


أبرز الفتاوى التى عالجها المجمع من خلال لجنة الفتوى الفترة الماضية؟

الفترة الماضية شهدت اللجنة تأصيلًا لعدد من الفتاوى المتعلقة بالأحداث التي يمر بها العالم أجمع من انتشار فيروس كورونا، وما تبعه من مستجدات تطلبت بيان الأحكام الشرعية فيها مثل: الصلاة بالكمامة، وصلاة الجمع والجماعات في ظل ظروف كورونا، وغيرها من الفتاوى المختلفة. 

الدكتور نظير عياد
هل يمكن للمجمع الخروج عن التراث؟.. أم يفضل تقديمه في ثوب جديد؟

تراثنا مليء بالكنوز التي قلما تجدها في أي أمة خاصة التراث الإنساني، بالإضافة  لاهتمامنا به وحفظه على مدار العصور والأزمنة، وبالتالي لا يمكن التخلي عنه ولكن يوجد ضوابط عامة وأسس وقواعد للتعامل معه وهذه مهمة المتخصصين لذا نعمل على الاهتمام بكتب التراث من خلال تحقيقها وضبطها ومناقشتها، وكذلك رقمنة المخطوطات وترميمها لسهولة اطلاع الباحثين وأخذ منها ما يناسب ويلائم واقعنا المعاصر، وبالأخص تلك الشبهات والأفكار المغلوطة التي تناولها العلماء قديمًا وفندوها، كما أن هناك لجنة من لجان المجمع مختصة باحياء التراث الإسلامي تعمل على تطبيق الاستفادة من التراث الإسلامي.


ما هى الفئة المستهدفة لقوافل المجمع في الفترة المقبلة والمحافظات التى تحتاج تواجد كبير بها؟

يتم تكثيف التواجد في جميع محافظات الجمهورية وخاصة المناطق الحدودية وتنفيذ العديد من البرامج التوعوية لحماية قاطني تلك الأماكن من خطر الفكر التكفيري، والرد على أسئلتهم واستفساراتهم حول كل ما يلامس واقعهم ويرتبط بشأنهم ارتباطًا مباشرًا، حيث يعمل المجمع على محاصرة أرباب الفكر المنحرف والمضلل وحماية الناس من خطر الإرهاب، ومن أعداء الوطن الذين يحاولون هدم الوطن من خلال بث الشائعات المغرضة.

 

في بداية توليك المنصب قولت أن الأزهر ليس مجتمعا ذكوريا.. ماذا قدمت لسيدات الأزهر منذ توليك المنصب؟

في إطار الجهود المبذولة لتأهيل وتدريب واعظات الأزهر الشريف، يقوم المجمع بعقد العديد من الدورات العلمية التي تستهدف مناقشة قضايا المرأة ونظرة المجتمع إليها، وبيان مكانتها وأنها شريك أساسي في بناء الأسرة والمجتمع، وإعداد الأجيال الصالحة، بالإضافة على التركيز على بيان معالم المنهج الأزهري في الوسطية والاعتدال وأهمية احترام المرأة والاعتراف بقدرتها على العطاء والتميز في شتى المجالات.


كما تمثل الواعظات عنصراً دعوياً مهمًا خاصة في هذا التوقيت الذي يعاني فيه المجتمع بمختلف أفراده ومكوناته من تحديات تحتاج إلى إعداد الكوادر النسائية من الواعظات اللاتي يتسمن بسعة الأفق والبعد عن التعصب، وذلك لتبصير الناس بحقيقة هذا الدين.

الدكتور نظير عياد


ما هو الدور الذى يقوم به المجمع في مواجهة الإسلاموفوبيا؟

يعمل الأزهر الشريف بجميع قطاعاته ومن ضمنها مجمع البحوث الإسلامية على نشر الوسطية والاعتدال وبيان سماحة ويسر الدين الإسلامي، ومن يتأمل جهود فضيلة الإمام يراها واضحة جلية لا ينكرها أحد فهذه الجولات الداخلية والخارجية والتي يقوم بها فضيلته تشير إلى حرصة الدائم وعمله المستمر على بسط الأفكار الصحيحة والقضاء على الأفكار الشاذة فمن مؤتمرات علمية إلى لقاءات متعددة ما بين قادة دينيين وسياسيين وتربويين وغيرهم، كل ذلك يؤكد على أن هذه قضية رئيسة أولاها موفور العناية، والمجمع حريص على الوقوف على نتائج تلك اللقاءات وتوصيات المؤتمرات والعمل على ترجمتها الى واقع عملي ملموس يسهم في العلاج.


كذلك فإن جولات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر الخارجية إلى مختلف دول العالم، تأتي تأكيدا لحرص الأزهر الشريف على تفعيل دوره العالمي في إرساء وترسيخ دعائم السلام والتعايش المشترك بين الشعوب والمجتمعات المختلفة، في مواجهة الإرهاب والتطرف الذي يحاول استخدام الدين للتشويش على عقول الناس وتضليل الشباب من خلال المفاهيم المغلوطة التي تنشر باسم الدين.


كما أطلق المجمع حملات توعوية باللغة الإنجليزية نشرت عبر موقعه الرسمي على بوابة الأزهر الصادر باللغة الإنجليزية ومن خلال صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتوتير"، لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا. 


واستهدفت تصحيح الصورة المغلوطة لدى البعض عن الإسلام، والتي ينتج عنها صدور بعض الأفعال التي تسيئ للمسلمين ومقدساتهم بما يدعم ظاهرة العنصرية والتطرف ضد الأديان ويؤجج مشاعر الكراهية والحقد بين أتباع الأديان.


كيف ينفذ مجمع البحوث الإسلامية خطة فضيلة الإمام الأكبر عالميا لتصحيح المفاهيم المغلوطة؟


من واقع دور وأهمية المجمع فإنه يركز على كل القضايا التي تمس المجتمع بشكل مباشر ولعل من أبرزها في هذه الفترة الحالية القضايا الفكرية والمجتمعية، خاصة القضايا التي تهدد أمن وسلامة المجتمع، وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الفكر المنحرف والمضلل، وحماية الشباب من كل ما من شأنه أن يلوث عقولهم ويأخذهم بعيدا عن الطريق الأمثل لهم والذي يحقق آمالهم ويلبي احتياجاتهم.


ويعمل المجمع على تصحيح المفاهيم المغلوطة، من خلال محاور عدة فهناك المحور العلمي البحثي ويدور هذا حول محاولة حصر القضايا الجدلية وتفكيك الأسس التي يقوم عليها هذا الفكر وذلك بأساليب علمية موثقة بالأدلة المتنوعة والحقائق التاريخية، وهناك محور التحرك الميداني من خلال القوافل التي تجوب الجمهورية لعرض صحيح الدين وبيان محاسنه، فضلا عن التواصل المستمر مع مختلف مؤسسات الدولة لتكثيف التواصل مع الشباب والاستماع إليهم وتحصينهم من خطر الفكري التكفيري والمضلل.


كذلك هناك محور آخر من خلال اللجان المنبثقة عن المجمع بحيث يمكن من خلالها إصدار نشرات دورية تحدد هذه الأفكار وتناقشها بالأسلوب الأمثل الذي يناسب الحال، هذا بالإضافة إلى التركيز على عنصر الرقابة الأسرية. 

 

الدكتور نظير عياد