رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«حياة كريمة».. تمنح المشردين قُبلة الحياة

بوابة الوفد الإلكترونية

تأتى مبادرة «حياة كريمة» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لتحرك المياه الراكدة عبر سنوات طويلة عانت خلالها مصر من ظاهرة المشردين الذين يتخذون من الشوارع سكنًا لهم، وتمنح قُبلة الحياة لهؤلاء البؤساء فى جميع المحافظات، وتعمل فرق الإنقاذ التى تجوب كافة أنحاء البلاد على تقديم الرعاية اللازمة للفئات الأكثر احتياجًا والأطفال المشردين، وسط ترحيب كبير من مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية التى أبدت استعدادها للتعاون مع الجهات الحكومية.

تأتى مبادرة «حياة كريمة» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لتحرك المياه الراكدة عبر سنوات طويلة عانت خلالها مصر من ظاهرة المشردين الذين يتخذون من الشوارع سكنًا لهم، وتمنح قُبلة الحياة لهؤلاء البؤساء فى جميع المحافظات، وتعمل فرق الإنقاذ التى تجوب كافة أنحاء البلاد على تقديم الرعاية اللازمة للفئات الأكثر احتياجًا والأطفال المشردين، وسط ترحيب كبير من مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية التى أبدت استعدادها للتعاون مع الجهات الحكومية.

تؤكد الدراسات أن ظاهرة المشردين تنتشر فى المدن الكبرى أكثر من الريف، وفى مدينة القاهرة أكثر من غيرها من المدن، ويعانى عدد كبير منهم من أمراض نفسية تجعلهم يهجرون أسرهم ويعيشون فى الشوارع، ومنهم من لا يجد له منزلاً بعد هدم المنزل الذى يقيم فيه فيلجأ إلى الشارع، أو يخرجون نتيجة خلافات أسرية مع عائلتهم، ولا يجدون لهم مأوى سوى أسفل الكبارى أو على الأرصفة أو مقاعد الحدائق العامة ومداخل محطات مترو الأنفاق.

وسكان الشوارع ليست قاصرة على مصر فقط إنما تنتشر فى معظم دول العالم وتحاول الدول جاهدة أن تتعامل معها سواء على مستوى الحكومات أو الشعوب، وهو ما يجب أن يتبع فى مصر، حيث يجب أن تتضافر الجهود الشعبية والحكومية لمواجهة هذه الظاهرة، من هنا أطلقت المملكة المغربية حملة عام  2014 لتجميع العجائز المشردين من الشوارع كان شعارها «نداء من أجل رعاية المسنين من دون مأوى فى الشتاء»، فيما خصصت الحكومة البريطانية حوالى 470 مليون جنيه استرلينى لمعالجة التشرد بجميع أشكاله، كما وضعت الدولة اللبنانية سياسة عامة للاهتمام بالمسنين تقضى بدفع وزارة الشئون الاجتماعية القسم الأكبر من تكاليف الإيواء للمؤسسات الراعية للعجائز، كما تقوم وزارة الصحة بتغطية القسم الأكبر من تكاليف الرعاية الصحية للمشردين.

وبدأت وزارة التضامن الاجتماعى فى تنفيذ برنامج التدخل السريع لإنقاذ هذه الحالات، فيما تبنت بعض مؤسسات المجتمع المدنى حملات لرعاية المشردين، إلا أن هذه التجارب مازالت فى المهد ولا يعرف عنها الكثيرون شيئاً، لذلك يجب أن يشعر كل إنسان بأن انقاذ المشردين هو مهمته الإنسانية التى يحملها على عاتقه، ولو بالإبلاغ عن هذه الحالات التى تحتاج إلى رعاية، أو تقديم الدعم لهم بمنحهم الطعام والأغطية فى هذا البرد القارس.

 

 

«الوفد» مع فرق الإنقاذ

التدخل السريع.. إسعاف طائر فى خدمة الإنسانية

مهمة إنسانية جديدة على مجتمعنا يقوم بها فريق التدخل السريع بوزارة التضامن الاجتماعى، فمن منطلق التفكير خارج الصندوق أنشأت الوزارة هذا الفريق عام 2014 للتعامل سريعا مع الحالات التى تحتاج إلى انقاذ، فبعد حادث دار مكة للأيتام قررت الدكتورة غادة والى انشاء هذا الفريق ليقوم بتلبية الاستغاثات السريعة، و توسع نشاط الفريق ليشمل التعامل مع من لا مأوى له فى كل بقاع الجمهورية، حيث أصبح هذا الفريق مسئولا عن انقاذهم والحاقهم بدور الرعاية اذا رغبوا بشرط الإبلاغ، فهم أشبه بإسعاف طائر يتحرك فى أى وقت لإنقاذ هذه الفئة التى لا صوت لها.

 يعمل بهذا الفريق الآن 6 أشخاص برئاسة محمد عثمان وكيل الوزارة، و أكد محمد يوسف رئيس الفريق أن العمل يعتمد على تلقى البلاغات من المواطنين على الخطوط المخصصة لذلك و هى 16528 التابع لمجلس الوزراء، و 16439 وهو الخط الساخن للفريق، والمحمول رقم 01095368111.

وخلال فترة تواجدى فى مقر الفريق بالوزارة لم تنقطع البلاغات سواء عبر الخط الساخن أو الموبايل أو رسائل الواتس اب، خلية نحل يشترك فيها محمد يوسف مع الدكتور أيمن عبد العزيز النائب، وعضوية الدكتورة عبير صلاح وحنان عبد الستار وهناء محمد أحمد ومحمد فكرى، مهمة هؤلاء الستة هى تلقى البلاغات والتحرك فورا سواء ليلا أو نهارا للتحقيق فيها، فوفقا لرئيس الفريق يبدأ العمل فى التاسعة صباحا وقد يستمر للخامسة أو أكثر، واحيانا نتلقى استغاثات فى الليل، فيتحرك احد أعضاء الفريق من الرجال فورا لتلبيتها، ونقوم بالتواصل مع المبلغ لتحديد مكان الشخص المشرد وسماته النفسية والعقلية إن أمكن، ونتجه للشخص، محاولين اقناعه بالقدوم معنا لإلحاقه بإحدى الدور المخصصة لهم وعددها 11 دارا فى محافظات القاهرة، المنوفية، الدقهلية، الاسكندرية وأسيوط، وهناك يتم توقيع الكشف الطبى عليه وتقديم الرعاية الصحية والعلاجية مع تقديم الرعاية الأساسية كالطعام والشراب وتوفير مكان للإقامة، كما يتم عمل محضر فى القسم لإثبات وجوده فى الدار، ثم تبدأ رحلة تحرير الأوراق الثبوتية له، وإذا تبين أن هذا الشخص له أسرة ويمكن اعادته لها يتم تسليمه لأسرته، وهو ما تم مع ما يقرب من 250 شخصا خلال الفترة الماضية، إلا أن هناك حالات ترفض التعاون معنا، ومنهم من يرفض الاقامة فى الدار بعد أن يتوجه إليها، وحكى لنا رئيس الفريق قصة شاب تم اقناعه بالذهاب إلى احدى الدور بدلا من الاقامة فى الشارع، وبعد توجهه إلى الدار حيث تم استقباله استقبالا جيدا وقام مسئولو الدار بتنظيفه ومنحه ثيابا جديدة وتقديم الطعام له، إلا أنه رفض البقاء فى الدار وطلب استعادة ملابسه القديمة وعاد مرة أخرى إلى الشارع.

وأشار إلى أنه يتم الآن التنسيق بين وزارات التضامن و الصحة و الداخلية والجمعيات الأهلية للتعامل مع هذه الحالات حتى نتمكن من القضاء على هذه الظاهرة.

والتقط الدكتور أيمن عبد العزيز نائب رئيس الفريق أطراف الحديث، موضحا أن الدور لا تمتلك حق اجبار أى شخص على البقاء فيها ما دام لا يريد ذلك، فنحن لسنا سجنا، ولا يجوز حبس أى شخص رغما عن إرادته، وبالتالى فالحرية مكفولة للأشخاص إذا ما كانوا يريدون الاقامة فى الدور أم العودة إلى الشارع.

وأضاف أحيانا نتعامل مع أشخاص مرضى نفسيين وهؤلاء منهم الهادئ والعنيف، وفى البداية فور تلقينا البلاغ والانتقال للمكان نسأل المحيطين بالشخص عن طبيعته وهل هو هادئ أم عدوانى، ثم نبدأ فى التعامل معه، فإذا وجدنا استجابة منه نعرض عليه اصطحابه إلى احدى الدور فإذا وافق نصطحبه إليها، وإذا رفض نعود إليه أكثر من مرة لخلق حالة من الثقة بيننا وبينه.

وأشار إلى أن أكثر الفئات التى ترفض الاستجابة هى فئة المتسولين الذين يفضلون التسول حتى لو لم يكن له مأوى، ومنهم من يكون لديه منزل والشارع هو مكان عمله، وبالتالى فهذا لا يخضع للفئة التى نستهدفها وهى فئة الأشخاص بلا مأوى.

وأوضح الدكتور أيمن أن مهمة الفريق أيضا تتضمن رصد أى مخالفات فى الدور سواء دور رعاية للأطفال أو الكبار، ورفع تقرير بها للإدارة العامة للدفاع الاجتماعى التى تراقب هذه الدور، وأشار إلى أن أهم الصعوبات التى تواجه عمل الفريق هى رفض بعض الاشخاص التعاون معنا، والعدوانية التى قد يتسم بها بعض المرضى النفسيين الذين يعيشون فى الشوارع.

 وأوضح أن الفريق يعمل بشكل لا مركزى، حيث يوجد له ممثلون فى كافة المحافظات، يقومون بالتوجه لأى حالة يتم الابلاغ عن وجودها فى الشارع، ويتم التنسيق مع مدير الحالة لتحديد طريقة التعامل مع الحالة، ويتم ابلاغ الفريق فى القاهرة بما حدث معها، مشيرا إلى أن حالتى الوفاة بالغربية والمنيا لم تتلق الفرق عنهما أى بلاغات قبل وفاتهما.

تبقى مشكلة المرضى النفسيين المنتشرين فى الشوارع وعلى الأرصفة هى المشكلة الكبرى التى تواجه المجتمع، فإذا كان فريق التدخل السريع يتعامل مع المشردين الأصحاء، فمن لهؤلاء المرضى، ومنهم من يكون خطرا عند

التعامل معه، فلماذا لا تقوم وزارة الصحة بتشكيل فريق من الصحة النفسية على غرار فريق التدخل السريع لإنقاذ هؤلاء من التشرد ومن براثن المرض النفسى الذى يعصف بهم؟ سؤال ينتظر الإجابة.

 

 

مبادرات شبابية تحولت إلى مشروع وطنى: فنادق لخدمة المشردين

فنادق من طراز خاص، لا تخدم روادها من أجل أموالهم ولا للحصول على نجمات تضيفها لرصيدها لترفع من تصنيفها، انما تخدم للإنسانية فقط.

دور رعاية من طراز فريد أقامها شباب بجهودهم الخاصة لرعاية المشردين ومن لا مأوى لهم، أفكار متفرقة بدأت فى القاهرة والشرقية وانتقلت لمحافظات أخرى، ونتمنى أن تصل هذه الأفكار لكل المحافظات حتى لا تتكرر حوادث الموت بردا فى هذا الشتاء القارس.

هذه الدور تعتمد على التبرعات فهى وسيلتها لتحقيق هدفها الانسانى النبيل وهو توفير المأوى والعلاج لمن لا مأوى له.

فى منطقة الدقى وفى فيلا صغيرة بأحد شوارعها الهادئة تقع دار مؤسسة معانا لإنقاذ الانسان، الحاصلة على الترخيص رقم 1 لسنة 2016، وهى أول دار يتم ترخيصها لإيواء من لا مأوى له من كبار السن، بدأت الدار عملها عام 2014 وتم تقنين أوضاعها عام 2016 بالحصول على الترخيص، وكانت الفكرة قد بدأها المهندس محمود وحيد رئيس مجلس ادارة الدار قبل ذلك بعدة أعوام، حينما وجد أحد العجائز الذى يقيم فى الشارع مريضا فذهب به إلى المستشفى حيث تم علاجه، وبعد خروجه واجهته مشكلة المكان الذى يقيم فيه، فتبنى حالته هو ومجموعة من أصدقائه فقاموا بإيداعه دارا للمسنين مقابل 7 آلاف جنيه شهريا، وبدأ اهتمامهم بحالات أخرى فوجدوا أنهم يدفعون مبالغ كبيرة لدور المسنين تكفى لإعاشة عدد كبير من هؤلاء الذين لا مأوى لهم، فقرروا تكوين الجمعية للعمل فى هذا النشاط.

وتقول شيماء وحيد عضو مجلس أمناء الجمعية إن الفكرة بدأت فى شقة صغيرة بمدينة نصر، ثم انتقلنا لمقر الدقى الذى يستوعب 30 فردا، وانشأنا دارا أخرى فى الهرم تستوعب 60 شخصا منهم 40 حالة ايواء كامل، و20 حالة تصنيف وهو المركز الأول من نوعه، حيث يتم استقبال الحالات لفترة حتى يتم تصنيفهم وبحث حالاتهم، وبعدها نؤهلهم نفسيا وطبيا واجتماعيا تمهيدا لإرسالهم لدور أخرى، كما أنه تم افتتاح دار للسيدات بالهرم قدرتها الاستيعابية 30 سيدة تم نقل السيدات المقيمات فى دار الهرم اليها وما زال بها أماكن خالية للمزيد من الحالات.

وأشارت إلى أن الحالات يتم استقبالها من خلال البلاغات التى تصل إلينا عبر صفحة المؤسسة على الفيس بوك، أو رقم التليفون المخصص لذلك، ونقوم بعمل بحث ميدانى إذا ثبت أن الشخص بلا مأوى فعلا نعمل على نقله للدار وتقديم الرعاية الطبية والنفسية له، أما إذا رفض الشخص ذلك فلا نستطيع اجباره على القدوم معنا، إنما نحاول تقديم أى مساعدة له إذا أراد.

داخل الدار يعيش عدد من الرجال تختلف مراحلهم العمرية، إلا أن أحوالهم متشابهة، فجميعهم لم يجد له مأوى سوى الشارع، لجأ إليه من قسوة البشر، بعضهم لم تتحمل حالته النفسية ما يعانى فأصابه المرض النفسى، ومنهم من هم أسوياء لكن عدم قدرته على العمل جعلته يكتفى من الحياة بما يسد رمقه، لذلك أصبحت هذه الدار هى الملاذ الآمن لهم جميعا.

يعيشون أخوة متحابين يساندون بعضهم البعض يعاملهم كل من فى الدار معاملة الابن لأبيه، ويجد الكبار منهم فى العاملين فى الدار تعويضا عن أبنائهم الذين فقدوهم فى زحام الحياة.

من هؤلاء مدحت الفنان الموهوب الذى كان يعزف على العود والبيانو، إلا أن أزمة نفسية طاحنة عصفت به فخرج إلى الشارع هائما على وجهه، لتمتد إليه يد العاملين فى الدار الذين قاموا بتأهيله نفسيا وأصبح أحد أشهر نزلاء الدار، حتى أن المايسترو سليم سحاب تبنى حالته بعد أن تواصلت الجمعية معه وأصبح يشارك معه فى حفلاته وكان آخرها حفلة يوم الجمعة 17 يناير بالأوبرا.

ورغم حالته الصحية والبدنية فإن الفنان بداخل عم مدحت ما زال حريصا على حضور تدريباته كل يوم جمعة ثم العودة إلى الدار حيث يقيم.

وتحكى شيماء وحيد قصة عم محسن الذى استضافته الدار لفترة، وتم عمل بحث حالة له وتبين أن له أبناء، تم التواصل معهم وتم تسليمه لأسرته، ووفقا للقواعد المعمول بها نتابع حالة الأشخاص الذين يتم تسليمهم لأسرهم حتى لا يعودوا إلى الشارع، ففوجئنا به يطلب منا العودة إلى الدار مرة أخرى، وبالفعل تمت اعادته، والأغرب من ذلك أن ابنته حينما جاءت لتعطينا بطاقته رفض مقابلتها خوفا من أن تأخذه معها واختبأ فى أحد المكاتب.

مبادرة أخرى تبنتها مجموعة من شباب الجامعات بمحافظة الشرقية حيث، اسسوا دارا لرعاية المشردين تحمل اسم بسمة شباب مصر، والتى رفعت شعار «أنا انسان»، وراحوا يبحثون عن حالات المشردين فى الشوارع واصطحابهم إلى الدار، حيث تقدم لهم الخدمات بدءًا من الطعام والشراب وحتى العلاج الصحى والنفسى، وتم تقنين أوضاع المؤسسة وترخيصها من وزارة التضامن لتعمل تحت مظلة الوزارة، وأكد محمد يوسف رئيس فريق التدخل السريع أن الوزارة تقدم كل الدعم لهذه المبادرات ونعتبرهم شركاء لنا فى هذا العمل الإنسانى، وقال أبوابنا مفتوحة لكل مجموعة شبابية تحاول خدمة الانسان.