رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نقل الرهبنة القبطية للغرب.. معلومات لا تعرفها عن القديس يوحنا كاسيان

أيقونة القديس يوحنا
أيقونة القديس يوحنا كسيان

"المحبة لا تسقط ابدًا" هكذا دون قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، كلماته التذكارية داخل أسراب دير القديس يوحنا كاسان خلال زيارته أمس الاحد 20 أكتوبر، ذلك في إطار جولته الرعوية الحالية بمدينة مارسيليا الفرنسية وزيارة إيبارشيات الكرازة المرقسية والكنائس القبطية بالقارة الأوروبية.

وخلال زيارة البابا تواضروس أمس لدير مقدس برفات هذا القديس تبارك البابا بتطيب مذبحة بمشاركة الوفد المرفق لقداسته ورئيس الأساقفة أؤشيفاك جان مارك أيفيلين، والسفير هشام ماهر القنصل المصري العام بجنوب فرنسا.

 

ومن بين أسطر التراث المسيحي القبطي تخرج سيرة هذا القديس المؤرخ الذي ساهم عمله في حفظ الثروات المسيحية إلى الأن، وكما دعى الكتاب المقدس كل من آمن به على أن يحفظ و يرعى من يساهم في رفعت المسيح وذكر كتابة حفظت الكنيسة سيرته و تحتفل بتذكاره السنوي.

يعتبر القديس يوحنا كاسيان والمعروف كنسيًا بـ"القديس جون كاسيانوس" أحد مشاهير الكُتاب الروحيين والمتخصصين في الفكر الرهباني كما كان ذو بصمة واضحة في تطوير الحياة الرهبانية  منذ القرن الخامس بجنوب فرنسا والتي عرفت قديمًا في الكتب التراثية بإسم بلاد الغال.

 

كان سفيرًا للتراث الآبائي النسكي القبطي في الغرب. وهو أحد أعمدة التقليد الكنسي النسكي فيما يختص بالطقس الرهباني الحيّ، يربط بين نواحيه الخارجية والداخلية، وبين الطقس والروحانية بطريقة حيّة. كان ملمًا به بكل دقة، عاشه إلى سنوات في مصر وخارجها، لذا نقله بكتاباته وحواراته كما بكل حياته.

 

 ولد هذا القديس عام 350م برومانيا، وتلقى تعليمًا أدبيًا روحيًا منذ نعومة أظافرة وبعد مرور مايقرب من ثلاثين عام، انضم كاسيان وصديقه جرمانوس إلى دير في بيت لحم بفلسطين وبدأت المرحلة الرهبنية في النمو فقد نمى بداخل هذا القديس و صديقة محبة الأديرة والتعبد وزهد الحياة من اجل الإيمان، حيث قضى عدة سنوات وتأدب بآداب أديرة سوريا السريانية والتي كانت تتسم ببعض الظوابط التي تتفرد بها، ثم قدم إلى مصر مع صديق جرمانوس ليتتلمذ على أيدي قديسيها ويشهد بلد المنبع مؤسسة الفكر الرهباني في العالم و تعلم الأسس الصحيحة الرهبانية كما أرسلها القديس أنطونيوس الكبير أبو الرهبان والفكر الديري بمنطقة برية شيهيت

"وادي النطرون حاليًا"، وبعد ذلك توجهه إلى القسطنطينية حيث سامه القديس يوحنا فم الذهب شماسًا، وهناك شهد كاسيان وجرمانوس الأحداث التاريخية التي أدت إلى ونفى فم الذهب.

 


وبعد تأثر "كاسيان" بالحياة الرهبنة والأديرة القبطية، وبعد لقائة بعدد من مشاهير الرهبنة دون هذه التجربة خلال كتب مناظراته الشهيرة كنتاج لحواراته معهم، وبعد عدة سنوات سافر إلى مارسيليا وساهم في نقل وانتشار الفكر الرهباني إليها.

 

عاد كاسيان إلى فرنسا حيث استقر في مرسيليا وأسس ديرين وسط الغابات الكثيفة، أحدهما للرهبان ويُقال أنه تأسس على قبر القديس بقطر احد شهداء عصر  الاضطهاد و الظلام خلال حكم دقلديانوس، والآخر دير للعذارى وصار رئيسًا لدير القديس فيكتور هناك "وهو الاسم الأصلي للدير الحالي" وتتلمذ على يديه عدد كبير من الرهبان.

 

وفي مطلع عام 450م رحل هذا القديس إلى الامجاد السماوية عن عمر يناهز الـ90 عامًان، تاركًا تراثًا و ثروة أدبية كبيرة فق اعتبر "كاسيان" بمثابة مصدر إلهام ومصدرًا علميًا ومرجع روحيًا  يفيض على العالم بمعلوماته الديرية الكبيرة لعل لخبربة ودرايتة بالأنظمة الرهبانية في مصر سببًا في ذلك، كما يُعد هو المنظم والمدبر الأول للرهبنة الغربية إذ نقل كل التراث القبطي من تعاليم وتسابيح وصلوات إلى الغرب وتأثرت الرهبنة البندكتية في الغرب بكتاباتة ، و يحتفظ الان دير القديس يوحنا الكسيان بالمدينة الفرنسية مارسيليا على رفات و متعلقات القديس الراحل و يتبارك الآلاف بزيارته سنويًا.