رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السياحة.. الكنز الممنوع علي أهالي سيناء

عاني أهل سيناء في ظل حكم النظام السابق ويلات عديدة تتمثل في التهميش والاعتقالات  وغياب التنمية والفقر والجهل

والجوع والاهمال وكأنهم ليسوا أبناء مصر الذين شاء القدر أن يكونوا حراس بوابتها ضد الأطماع الاسرائيلية.
ويشكو أهالي سيناء من أن الدولة تعاملهم وكأنهم مجرمون وليسوا من أبناء مصر أو أصحاب هذه الأراضي فهم ممنوعون  من تملك الأراضي أو اقامة منازل ومشروعات سياحية أسوة بالغرباء.. حيث ان الكرامة البدوية كما يقول أصحاب الفنادق تمنع أهالي سيناء من العمل كمقدمي خدمات في الفنادق كالمطاعم وتنظيف الغرف وغيرها.
* ضيف أحمد أحد شيوخ جنوب سيناء قال البدو محرومون تماما من كل شئ وكأنهم غير موجودين فنحن مهمشون في كل شيء ولا  وجود لنا علي الخريطة. فأنا من أبناء سيناء ولم أحصل علي شبر واحد من أرضها سواء من المحافظة أو أي جهة وعندما فكرت في اقامة مشروع سياحي اشتريت أرضا من واحد غريب ويتساءل: كيف يحافظ ابن البلد علي البلد وهو محروم من كل شيء بل سبق  وطلبت قطعة أرض لاقيم عليها مسجدا وتقدمت بطلب للمحافظ ودخل الطلب الأدراج دون  رجعة أيضاً محرومون من العمل في الفنادق أو القري السياحية لأن أصحاب الفنادق يفضلون الغريب عن ابن البلد. وبالرغم من  ذلك أقوم بحماية 20 فندقا منذ أحداث الثورة مجانا لأنني أخاف علي بلدي ألا يعلم المسئولون أن وجودنا في سيناء حماية لها.
صلاح أبو ضيف يضيف: النظام السابق همشنا تماما وكنا ندار بـ «الكرباج» من الشرطة التي كانت تقلبنا ضد الحكومة. ونحن أيضا مهمشون من القطاع السياحي رغم علمهم أن الاستعانة بالبدو مهم جدا خاصة في رحلات السياح لعلمنا  بالطرق الصحراوية والأماكن الخطرة والوعرة. ويؤكد صلاح أن أهل البلد لم يستفيدوا شيئاً من بلدهم فسبق وتقدمت للحصول علي أرض لأقيم عليها مشروعا سياحيا ورفضوا أن يعطوني شبرا واحدا ووصل الأمر أن منازلنا لا نمتلكها ولم نحصل علي أراض من المحافظة ولا هيئة  التنمية السياحية ونحن نطالب وزير السياحة منير فخري عبدالنور أن يلتقي معنا ليستمع الي مشاكلنا. ونطالب الحكومة بتوفير فرص عمل لأبناء البدو ليجدوا ما يشغلهم أفضل من التفكير في أعمال أخري وقطاع طرق.
وبسؤال المستثمرين وأصحاب الفنادق أكد الخبير السياحي أنور هلال أن البدو في جنوب سيناء مهمشون ولايخدمون بالجيش  ولا يتملكون بيوتهم أو أي أراض فكيف يطلب منهم الانتماء في ظل عدم توفير تعليم أو مستشفي للعلاج وكأنهم ليسوا بشرا وهذه الأخطاء شارك فيها الجميع ويطالب هلال بضرورة بدء برامج حقيقية لتشغيل البدو وأبنائهم ليكونوا جزءا من المجتمع بدلا من تهميشهم وأن يكون هناك دور لشئون البدو ليقوموا بدورهم بشكل صحيح بعيدا عن جهاز الشرطة الذي كان مسبباً لما وصلوا اليه فالبدوي لديه  انتماء للضابط الذي عاش منذ عام 67 وحتي عام 1973.
* ويؤكد المهندس أحمد بلبع رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال علي ضرورة الاهتمام بسيناء لما تتمتع به من العديد من المقومات والثروات  الطبيعية فاذا كانت السياحة جزءا فهناك ثروات أخري ممكن للبدو أن يستفيدوا من العمل بها مثل الجرانيت والرخام والمعادن والآبار الجوفية الي جانب التربة الزراعية والأعشاب الضيقة  كل هذه المقومات للأسف لم يتم استغلالها.
ويطالب بلبع بضرورة وجود منطقة حرة وميناء للتصدير كل هذه المقومات تخدم أهل سيناء في ايجاد فرص عمل لأبنائهم الي السياحة.
وأكد بلبع أن أصحاب الفنادق والمستثمرين علي أتم الاستعداد والترحيب لعمل البدو في مجال السياحة وأشار الي وجود برامج التدريب بالاتحاد المصري للغرف السياحية وعلي من يرغب العمل في القطاع السياحي يتقدم لغرفة فنادق جنوب سيناء ليتم تدريبه وتوزيعه علي الفنادق والقري السياحية ولكن المشكلة أن معظم البدو لا يفضلون العمل في مجال الخدمة بالفنادق ويفضلون رحلات السفاري وأفراد أمن بالفنادق.
* وطالب الخبير السياحي هشام علي رئيس جمعية مستثمري شرم الشيخ بضرورة مراعاة البدو في تنمية سيناء بحيث يكون لديهم مشروعاتهم وضرورة اقامة مدارس فندقية لتعليم أبناء البدو لتحويلهم من مجتمع  بدوي الي مجتمع حضري وتكون المدارس مجانية لتشجيعهم وان كان معظم البدو لا يفضلونالخدمة في الفنادق لما لهم من حساسية تجاه ذلك ويفضلون العمل في رحلات السفاري ومراكب الغوص لعلمهم التام بالشعاب المرجانية.
فيما يؤكد الخبير السياحي حسين بدران رئيس ادارة التدريب بالاتحاد المصري للغرف السياحية ان هناك اهمالا شديدا  تجاه البدو شارك فيه الجميع بدءا من تنمية سيناء والبحر الأحمر. مطالبا بأن يكون أهل المنطقة طرفا في التنمية ويستفيدون من المشروعات ويوضح بدران أن هناك ظاهرة لافتة للنظر عندما أخذنا عينة مكونة من 50 ألف متدرب من الغردقة وشرم الشيخ وجدنا نسبة المشاركة من  المجتمع من المنطقة لايزيد عددهم علي 3٪ للعمل بالفنادق وهذا معناه أن الفنادق غير جاذبة لأبناء سيناء وجزء كبير منها يتعلق بطبيعة الخدمة. فطبيعة الوظائف لا تتناسب مع ثقافاتهم والأجور

غير مجدية.
وأكد بدران أن هناك  برنامجا لتدريب الشباب والفتيات من أبناء سيناء لمدة 6 أشهر بالفنادق يحصل خلالها المتدرب علي مرتب 350 جنيها شهرياً وفي نهاية المدة يحصل علي شهادة معتمدة من الفندق ووزارة السياحة والاتحاد المصري لأنه من غير المعقول أن 97٪ من العاملين في الفنادق من خارج جنوب سيناء.
* ويؤكد الدكتور عادل راضي رئيس هيئة التنمية السياحية الأسبق أن البدو لا يفضلون الخدمة في الفنادق ويعتبرونها مهينة لهم وأن اهتمامهم ينحصر علي رحلات السفاري وحفلات العشاء الليلي بالجبل وفي المحميات الطبيعية والسيدات يعملن في الصناعات اليدوية.
بينما يقول اللواء طارق سعد الدين رئيس هيئة التتنمية السياحية والذي يمثل الجانب الرسمي: آن الأوان بالفعل للاستفادة من أهل سيناء وبدأناها بأول خطة في مطار «رأس سدر» وضعت شروطاً للبروتوكول بأن يكون هناك نسبة 30٪ من العمالة من أهل سيناء. وهناك قرار يشترط علي أي مشروع سياحي بأن يكون هناك 30٪ من سكان المنطقة للعمل بأي مشروع.
وهناك مشروع من التنمية السياحية بمساعدة البدو بأن تساهم الهيئة بالأراضي ويدخل البدوي بالمشروع.
وأكد رئيس هيئة التنمية أنه التقي مع البدو في سيناء وعرض ضرورة اشراكهم في منظومة السياحة لاعطائهم الثقة والطمأنينة والانتماء أن المشروع أصبح ملكه خاصة انهم أصحاب البلد وأشار  سعد الدين الي أن مشاريع لاقامة مدارس لتدريبهم علي العمل السياحي وأشار الي انه سبق وطالب وزير الداخلية بضرورة الاستعانة بالبدو لتدريبهم علي حراسة الفنادق وهناك مخطط من التنمية السياحية لاقامة مراكز بدوية  يقام بها ورش للأعمال اليدوية بسعر رمزي.
وأعرب رئيس هيئة التنمية عن أسفه لاغلاق التخصيص في سيناء انتظارا لصدور  القانون الموحد للأراضي.
* ويؤكد أحمد الخادم مستشار وزير السياحة أن أهالي سيناء هم أحق  الناس بالحصول علي فرص عمل علي أرض سيناء وقطاع السياحة لا يستثني من هذه الأولوية.
مشيرا الي  ضرورة التعامل مع الموضوع بدرجة من الدقة فهناك عدد كبير من أبناء سيناء من المتعلمين سواء تعليم عال أو متوسط وهؤلاء يمكن توظيفهم في الوظائف الادارية والمالية المختلفة بالفنادق والمشروعات السياحية أما بالنسبة لأبناء سيناء من غير المتعلمين فيجب تأهيلهم علي الأعمال التي لا تتعارض مع قيم مجتمعهم ولا نتعارض مع مبادئه الأساسية ومنها أعمال التأمين والحراسة وأعمال المستوي الاشرافي علي العاملين ومنها أعمال التوريدات للفنادق والمشروعات السياحية.
في حين أكد اللواء فودة انه تم بالفعل توفير  فرص عمل في الكهرباء والبترول والسياحة  الي جانب توفير شقة لكل بدوي لتكون ملكاً له من خلال قرعة علنية يتم الاعلان عنها بشفافية.
* وفي النهاية يؤكد مسئول السياحة  الأول منير فخري عبدالنور وزير السياحة ضرورة مشاركة أبناء سيناء في جني ثمار تنمية سيناء وأن يكونوا أصحاب مصلحة وبالتالي يعملون علي بنائها ويحافظون علي سلامتها لذلك من يدافعونعنها يجب أن يكونوا شركاء في التنمية.
وأكد عبدالنور أن هناك خطة لوزارة السياحة لتشغيل أبناء سيناء في النشاط السياحي وهي برامج تدريب نناقش فيها الخدمة الفندقية والادارة. كما يتم تحديد حد أدني للعمالة السنوية من أبناء سيناء للعمل في جميع الفنادق والقري السياحية والمنشآت السياحية التي تقام في سيناء.
وأشار الوزير الي دور هيئة التنمية السياحية في تحديد  بعض الأراضي التابعة لها تتيح لأبناء سيناء اقامة مشروعات سياحية.