رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«النعوش الطائرة» من الأردن

استقبلت قرية البضائع بمطار القاهرة من 3 الي 5 جثث يوميا قادمة من الاردن طوال هذا الأسبوع .. مما أثار شكوكا كبيرة حول ظروف تلك الوفاة خاصة أن التقارير التي رافقت جثث المصريين لا تفيد شيئا عدا عبارة واحدة.. «هبوط في الدورة الدموية».

في شهر يوليو فقط وصلت حالات الوفاة إلي رقم مخيف «128 حالة».. دون توضيح من وزارة الخارجية المصرية.. لذا سارعت «الوفد الاسبوعي» للقاء أسر بعض المتوفين اخيرا في الاردن لمعرفة ما وراء هذه الأحداث الغامضة.

بداية يقول ممدوح عبد العظيم بقرية العكايشة بمحافظة المنيا: كنت أعمل مع ابن اخي أيمن «26 عاما» في الاردن حيث سافر منذ حوالي 4 سنوات وكان يعمل في اعمال البناء ويوم الحادث كان معه شخص آخر من الشرقية للعمل في بناء احد المستشفيات واثناء العمل سقط من فوق السقالة ومات في الحال.

ويضيف لم يأت الي مصر منذ ان سافر لأنه كان يريد أن يكون نفسه ويأتي ليتزوج كما انه كان يساعد والده علي المعيشة فهو كبير اخوته ولديه شقيقان هما «همام ومحمد» وهما صغيرا السن انا كنت في شغلي وقت الحادث وجدت اتصالا من احد زملائه يقول لي ان ايمن سقط من فوق السقالة اخذناه الي احد المستشفيات وبعدها جاء مندوب من السفارة المصرية هناك وقام بنقله الي مستشفي البشير وقاموا بغسلة وتجهيزه لإرساله الي مصر علي نفقة السفارة لم يكن بينه وبين احد خلاف فهو كان يحب الجميع وكان ينوي المجيء قبل رمضان ليتزوج إلا أن الله لم يرد ذلك.

ويضيف ان المصريين ليس لهم ثمن فهناك اهمال وتعطيل لنا من قبل السفارة المصرية هناك وان لم يكون لدينا احد المعارف من الاردنيين هناك ما استطعنا احضار الجثة في 5 ايام فهناك الكثير من المصريين الموتي الموجودين في ثلاجة المستشفي ولا احد يعرف عنهم أي شيء وعندما طلبنا من السفير المصري  اخراج الجثة قال: «انا عندي حالات منذ اسبوع انتظروا لما اخرجها الاول».

ويقول ظريف عبد العظيم والد ايمن: انا رجل كبير واعمل فلاحا وليس لي اي مصدر دخل اخر وكان ايمن يساعدني علي المعيشة فهو يعتبر عائل الاسرة الوحيد حيث ان اشقاءه صغار ولكن لم اعلم انا ووالدته بوفاته إلا في اليوم الثالث  لأنهم كانوا يخافون علينا من الصدمة.

اما عبدالناصر شعبان عطا عزمي - 35 عاما، ليسانس حقوق-  هو شقيقي الاصغر ولكنه عائل الاسرة فهو متزوج ولديه طفلة عمرها لا يتعدي العام وكذلك يعول والده ووالدته المسنين فقد سافر منذ 7 اشهر فقط للبحث عن فرصة عمل بعدما ضاقت به السبل في مصر وكان يعمل في الاردن في محل لبيع الاسمنت وهو عمل شاق ولكنه لم يشك يوما من اي تعب او مرض الا اننا فوجئنا يوم الحادث بأنه يعاني آلاما في الصدر من كثرة العمل فتوجهنا به الي احد المستشفيات إلا أنه لا يوجد رعاية او اسعافات للمرضي وخاصة المصريين وظل بالمستشفي حوالي ثلاث

ساعات ولم نستطع انقاذه والسفارة المصرية هناك غير مهتمة بنا ولم تقدم لنا أي مساعدات مادية او غيرها وكل المصروفات الخاصة بإحضاره الي مصر علي نفقتنا الخاصة  وكل ما يهمهم ان نكون بعيدين حتي لا نتحدث في اي شيء ولولا معرفتنا باحد الاشخاص في الاردن ما كنا خرجنا من المستشفي الي الان لانني اتردد علي  الاردن من حوالي 10 سنوات.

اما والدة عزمي فتقول: انا معرفتش انه مات إلا بعد ثلاثة ايام لأنهم خافوا علي  وفي مرارة وحسرة تقول: سافر علشان يشتغل ويصرف علي انا وابيه وزوجته واخوته لكنه مات وصدمنا كلنا كان بيتصل بنا كل اسبوع ولم يشك من اي تعب.

يقول فتحي عبدالعزيز: انا اعمل خفيرا نظاميا هنا بقرية منشأة المغالقة مركز ملوي  محافظة المنيا و محمد ابني الكبير 23 عاما دبلوم زراعة سافر الي العمل في الاردن من حوالي 7 اشهر ليساعدني علي المعيشة فلدي ابنتان وولد اصغر منه.

ويضيف: بعت كل اللي حيلتي لأدفع ثمن العقد 6 آلاف جنيه ولكنه لم يكمل حتي تسديد هذا المبلغ وقالوا انه غرق في مصرف مياه بالمزرعة التي كان يعمل بها.

وفي لوعة وحسرة تقول والدة محمد: انا عندي 52 سنة وابوه راجل كبير وهو اللي كان بيساعد ابيه علي المعيشة واخوه الاصغر علاء في الجيش وانا بطلب من المشير ان يخرجوه لي انا مبقاش عندي غيره.

ويضيف عمه حسن عبدالعزيز: كنت اعمل معه في المزرعة وفجأة اختفي بحثنا عليهفي كل مكان فلم نعثر عليه ولكننا وجدنا بعض متعلقاته عند بركة مياه بالمزرعة فعرفنا انه غرق بها ولم يكن محمد وحده فهناك 128 حالة وفاة من المصريين في الاردن منذ بداية شهر يوليو الي الآن وهذا ما عرفناه اثناء انهاء الاجراءات الخاصة بإعادة الجثمان الي مصر كما ان ثلاجات المستشفي مليئة بالموتي ولا احد يعرف عنهم شيئا  والسفارة المصرية لا تقدم ولا تؤخر وكان هؤلاء الموتي ليسوا مصريين ولا تعرف عنهم شيء.