عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السعيد: السيسى حمى جيش مصر من مؤامرة أمريكا

رفعت السعيد
رفعت السعيد

قال المفكر والسياسي، رفعت السعيد، الرئيس السابق لحزب "التجمع" اليساري، إن الاختلاف حول "مصطلح" الهوية هوجزء من الصراع حولها فى مصر، معتبرا أن البلاد تشهد "موجة ليبرالية" تواجه من قبل الإخوان والسلفيين، مضيفا أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى تحرك ضد الإخوان بعد أن شعر بمؤامرة تدعمها أمريكا لتدمير الجيش المصري.

وقال السعيد، فى حديث لـ CNN بالعربية حول المحور المخصص لبحث الاختلاف حول هوية مصر ضمن ملفات "يحدث غدا" إن كلمة "الهوية" ملتبسة وتستخدم حسب الهوى، فهى فى علم الاجتماع تعنى الانتماء لشيء ما مثل الوطن أوالدين، أما فى الفلسفة فهى القانون والعلم المنظم لعملية الانتماء.
واعتبر السعيد أن المشكلة تكمن فى استخدام ذلك المصطلح استخداما سلفيا "يستهدف التأكيد بان مصر دولة إسلامية، لاسيما فيما يتعلق بعلاقة الوطن بالدين إذا كان هوالدين الإسلامي، أما بالنسبة للمسيحية فإنه يبقى خارج إطار الهوية، ما يشير إلى التباس وصراعات مستمرة حتى اليوم" ورأى أن ذلك ظهر فى نقاشات الدستور عبر بحث الهوية من منظور أن مصر دولة إسلامية والحكم يجب أن يكون على أساس الشريعة الإسلامية.
وبحسب السعيد فإن الهوية المصرية "طبقات فوق بعضها مثل الحفريات الجيولوجية، فهناك الحضارة الفرعونية والرومانية المسيحية والعربية وغيرها ولم تؤثر أى طبقة على الأخرى، ولكن الفترة المسيحية مظلومة فى دراسة التاريخ، وهى فترة خصبة ولم تدرس باعتبار التاريخ إسلامي، ولكن للمصريين تركيبة حضارية وعقلية مختلفة، والهوية المصرية هى خير نموذج يدحض فكرة الحضارة الإسلامية فى مواجهة المسيحية، إذ أن فكرة صراع الحضارات مجرد اختراع ولا يوجد حضارة إسلامية أومسيحية فالحضارة فكرة أخرى مختلفة، والهوية تركيبه معقدة لذا السياسة فى مصر والأفكار معقدة جدا."
وعن الصراع القائم على وصف مصر وما إذا كانت دولة علمانية أودينية وزعامتها للمنطقة قال السعيد: "هناك تناقض بين كلمة علمانية ودينية، فالأولى تعنى إعمال العلم والعقل فى فهم الكون والتطلع للمستقبل، كما أن مصر دولة ظلمت فيها الليبرالية أكثر من مرة، مثل أخطاء الليبراليين الذين قدموا إلى مصر من الشام فى مطلع القرن الماضي، عندما اعتبروها تحررا من أى قيد، ومن ثم باشروا الهجوم على الدين لأنهم كانوا متمردين على الكنيسة المارونية ومضطهدين من الأتراك السنة وهربوا إلى مصر لإيجاد مناخ منفتح وعقلاني."
ولفت السعيد إلى أن ذلك النوع من الليبرالية: "هزم فى الثلاثينيات على يد مجموعة حسن البنا ورشيد رضا، الذين شنوا هجوما عنيفا آنذاك على العناصر الليبرالية، والتى كانت تتخذ وضعا مختلفا واتهموهم بالكفر، ومنهم بعض كتاب كبار ما لبثوا أن تراجعوا ليبحثوا عن توافق بين علوم غربية وتراثية حتى بدأ فكر خلافى فى الظهور، وعندما يمتزج الدين بالعلم فإن الفكر الدينى ينتصر، ما دفع هؤلاء الكتاب لأن يتراجعوا ويتجهوا للكتابة الدينية."
ورأى السعيد أن الفترة الحالية تشهد بدورها موجة ليبرالية "ولكنها تحارب من الإخوان والسلفيين وبعض العناصر الدينية، وهوما يظهر من الصراع على كتابة ديباجة الدستور، وإصرار الأزهر والمفتى على شطب كلمة ’مدنية الدولة،‘ لأنها ذات مذاق يوحى بأنها مصر دولة ليست إسلامية، وهى أمور ليست دقيقة" على حد قوله.
وعن العروبة، رأى السعيد أنها "وجدت بمناخ معين" عندما كان المصريون يتطلعون إلى وادى النيل حصرا، حتى يكون هناك سيطرة على منابع النيل، غير أن فكرة العروبة بمعناها الواسع "بدأت ترد إلى مصر بأربعينيات القرن الماضي، عند إقامة جامعة الدول العربية، وبدأ الإسلاميون فى مهاجمة الفكرة، كما كانت هناك هجمات طائشة من الإخوان على جامعة الدول ووصفها بأنها مؤامرة صهيونية، وأنها تقلل من الانتماء إلى الإسلام."
وتابع السعيد قائلا إن الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، "كان يريد توحيد قوى أكبر من مصر لمواجهة الاستعمار والصهيونية، فى وقت كان هناك شوق لإمبراطورية وزعامة عربية يقودها ناصر،" وقد وجدت هذه الفكرة من يناصبها العداء من بعض الأصوات المسيحية أيضا، مثل لويس عوض الذى كتب مقالا عن الانتماء "الفرعوني" لمصر وتم اعتقاله.
وعن انعكاس تبدل تحالفات مصر تاريخيا بين أمريكا والسوفيت منذ عهد عبدالناصر حتى فترة عزل الرئيس محمد مرسى قال السعيد: "عبدالناصر لم يكن ضد التقرب الأمريكى مع مصر عقب زوال الاحتلال البريطاني، وكان يسعى للحصول على السلاح، ولكن الولايات المتحدة رفضت، فاتجه شرقا، وبدأت صفقة السلاح التشيكى ومن هنا بدأ التقرب من السوفيت وبناء

السد العالي، ولكن تقربهم لم يكن له علاقة بالإيديولوجية حيث كان اليساريون يضربون ويسجنون."
أما فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، يضيف السعيد، فقد كان يرى بأن أوراق اللعبة فى يد أمريكا، وكان يريد تحقيق ما يمكن تسميته مصالحة تاريخية مع إسرائيل، وعندما بدأ التحضير للحرب قبل عام 1973، كان هناك قدر من التفاهم بأن هذا النصر إن تحقق، لا يجب أن يكون منسوبا إلى السوفيت، وبالتالى اتخذ قرار بطرد الخبراء الروس، ولم يكن هذا الأمر ضد رغبتهم بشكل مطلق، إذ لم يكونوا راغبين فى البقاء.
ولفت السعيد إلى أن العلاقات عادت لتتوطد بين أمريكا مصر عقب توقيع اتفاقية السلام والحصول على معونات اقتصادية وعسكرية، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن الكثير من تلك المعونات كان يستخدم "كمرتبات عالية جدا للخبراء الأمريكان، وجزء منه وسيلة لاختراق المجتمع المصري." وأردف السعيد بالقول: "وعندما جاء مرسى إلى السلطة، فان ميت رومنى المرشح الرئاسى الأمريكى السابق، أتهم (الرئيس الأمريكى باراك) أوباما علنا أنه دفع لمرسى 50 مليون دولار للإنفاق على حملته الانتخابية، ولم ينف أوباما أومرسى ولم يكررها رومنى، وهناك أشكال تفصيلية لتحالف تركى – قطرى - إسرائيلى حول هذه المنطقة، وهناك ملاحظة أساسية أنه أمريكا دُمرت الجيوش العربية، وفى مقدمتها جيوش تونس وليبيا وسوريا والعراق واليمن، ولم يبق سوى الجيش المصري."
وبحسب السعيد فإن الفريق أول عبدالفتاح السيسي، عندما اكتشف أن هناك يدا إخوانية "تلعب ضد الجيش وجه ضربته تحسبا من تدخل أمريكى ضد الجيش أوالعمل على تقسيمه لاسيما وأن أمرا كهذا سيوقع المنطقة فى قبضة ثالوث الهيمنة الأمريكية دون قدرة للمقاومة، لذا كان تأييد السيسى قويا فى الشارع المصري."
وعن الانقسام حول الهوية بين الجيش والإسلاميين وما إذا كان قدرا لمصر قال السعيد: "لا يوجد شيء اسمه الإسلاميون، إنما هناك متأسلمون، وصراعهم الأساسى على الحكم والوطن، وهم لا يؤمنون بالدولة ولكن فقط بدولة  الخلافة، وهوما يظهر فى كتب سيد قطب بقوله ’ما هوالشيء الذى يسمونه وطن  سوى حفنة من تراب عفن؟‘ ما يشير إلى أنهم يسعون لخلافة إسلامية تمتد لتشمل كل المسلمين فى العالم، ويؤيدهم فى ذلك (رئيس الوزراء التركى رجب طيب) أوردوغان الذى يعيش وهم العثمانيين الجدد و(زعيم حركة النهضة راشد) الغنوشى بتونس وحركة حماس."
وأضاف: "وبالنسبة للجيش فإن الفريق أول عبد الفتاح السيسى رجل متدين، وأعتقد أنه ضد غباوة الإخوان والسلفيين، كما كان المشير طنطاوى فى أوقاته الأخيرة بالمجلس العسكرى ضاق ذرعا بهم، وكانوا يستعينون بعلاقاتهم القوية مع السفيرة الأمريكية التى كانت تزورهم بمكتب الإرشاد وتبعهم أيضا السفير الروسي، فضلا عن القطريين، ما كان يقلق الجيش حيث كانوا يشعرون بضغوط خاصة بالتسليح من إيماءات مساندة الإخوان، وفى عهد الرئيس المعزول فقد حاول تنفيذ انقسام فى الجيش، وفكروا فى لعب نفس اللعبة مع السيسي.