رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المسلمانى: نواجه موجة جديدة من الاستعمار

 أحمد المسلمانى المستشار
أحمد المسلمانى المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية

ألقى أحمد المسلمانى المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية محاضرة عامة فى كلية الآداب واللغات، جامعة بوخارست حضرها أساتذة وطلاب قسم اللغة العربية وعدد من السفراء العرب.

تحدث المسلمانى عن مصر الثورة والدولة وعن رؤية المصريين لمستقبل بلادهم ورؤيتهم للعالم. وأجاب المسلمانى على أسئلة الحضور والتى تعلق بعضها بالمشهد السياسى فى مصر وتعلق بعضها الآخر بالصراع العربى- الإسرائيلى.

وفى نهاية الكلمة طلب رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب واللغات جامعة بوخارست ترجمة كتاب المسلمانى "مصر الكبرى" إلى اللغة الرومانية، على أن تقوم بترجمته الدكتورة "لورا سيتارو" الأستاذة بالقسم، ثم قام القسم بتوزيع كلمة مكتوبة للمسلمانى على الحضور، وجاء نصها:
الطالبات والطلبة.. الأساتذة الأعزاء
يسعدنى أن ألتقى بكم اليوم فى رحاب جامعة بوخارست المرموقة، متمنيًا لكم التوفيق فى تعليمكم وفى حياتكم.

لقد كانت دراستكم للغة العربية وآدابها دافعًا لى لأن أتعرف على الذين يرغبون فى التعرف علينا. وأن ألتقى الجيل الجديد من الشباب الأوربى الباحث عن لغتنا وتاريخنا، والباحث فى رؤانا وأفكارنا.

إننى قادم إليكم من القاهرة عاصمة الحضارة الإنسانية.. وأدرك – فى تواضع – أن موجز تاريخ العالم قد تشكل جانب كبير منه فى بلادى وأدرك – فى وعى – أن عاصمة الحضارة الإنسانية باتت على موعد جديد مع التاريخ.
فبعد عقود من الجمود والتراجع يحاول المصريون استئناف رحلة الحضارة التى تعثرت فى أخطاء الإقتصاد والسياسة.

ولعلكم تابعتم خروج ملايين المصريين فى ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، ثم خروج ثلاثين مليونًا من المصريين فى ثورة الثلاثين من يونيو 2013، ولعلكم لاحظتم شكوى المتظاهرين من تاريخ وطنهم الذى انكسر ومن حضارة بلادهم التى انقطعت.

لقد تنوعت مطالب المتظاهرين ومواجع الغاضبين، لكنها جميعًا كانت تمضى فى طريق واحد.. عودة "المشروع الحضارى المصرى" من جديد.

إن بلادنا تتطلع إلى المستقبل برصيد الماضى العظيم وطاقات الحاضر المشرق وتنظر إلى العالم بإيمان عميق بقيم العدل والسلام.

لقد قدمت مصر للعالم نظرية الدولة والعاصمة والجيش والحدود قبل أن تعرف البشرية معانى الانتماء والانضباط، كما شهدت مصر التعامل العميق مع حضارات عديدة فى آسيا وإفريقيا وأوربا.

وبينما تشهد القاهرة صرح الأهرامات العظيمة، وتشهد الأقصر معبد الكرنك وسط ثلث آثار العالم، وتشهد الإسكندرية أقدم مكتبة فى التاريخ.. فإن مدنًا مصرية عديدة تشهد إسهامات الحضارة المسيحية والإسلامية كما تشهد نتاج التقارب الحضارى مع الرومان والإغريق.

واليوم تحاول بلادنا أن تعيد وجهها الحضارى وسط إصرار 90 مليونا من أبناء وطننا – إلا قليلاً- على خوض الطريق إلى المستقبل فى عزيمة وثبات.

لقد حاول المثقفون المصريون عبر مائتى عام أن يصلوا ماضى الحضارة بحاضر الحداثة.. كما حاول علماء الإسلام الكبار تقديم الوجه الصحيح للدين. لكن بعض المستشرقين والمتطرفين حاولوا تقديم وجه آخر للإسلام.. لا نعرفه

ولا يعرفنا.

واليوم نخوض معركة صعبة مع المتطرفين الذين يلقون دعمًا خارجيًا بالمال والسلاح، وإننا مندهشون للغاية من دعم أجهزة ومؤسسات غربية للتطرف الدينى فى العالم العربي. وحيث أننا على يقين أن تلك الأجهزة لا تعمل لصالح الإسلام ولا تنشط لأجل المسلمين.. فإننا ننظر بغضب إلى حالة الأنانية المريضة التى تعيشها بعض دوائر الغرب.. التى تريد الحداثة والنهضة لبلادها وتريد التطرف والفوضى لبلادنا.

إنهم يخونون المبادئ التى يريدونها حصرياً لأنفسهم دون غيرهم، فى موجة جديدة من الاستعمار هدفها: تأسيس التخلف الذاتي، وإشغال الشعوب الصاعدة بأشخاص وأحداث من خارج العصر.

الطالبات والطلبة.. الأساتذة الأعزاء

لقد كان من حظكم أن تدرسوا اللغة العربية وآدابها وسط أجواء الربيع العربى الذى انحرف خريفًا ثم عاد ربيعًا من جديد. لقد شهد جيلكم ربيع السياسة فى بلادنا، وإننى على يقين أنكم ستشهدون ربيع الحضارة فى القريب.
إننا ندرك أنكم تسعون إلى بناء مستقبل ماجد لبلادكم، ونتابع خطوات شعبكم نحو البناء والتنمية.. بعد سنوات من صعوبة الحركة وتحديات السير.

وإننا إذ ننظر إليكم فى الشقيقة رومانيا باعتزاز وتقدير.. فإننا نتمنى لكم نجاح خطواتكم وتقدم بلادكم. ونأمل أن ينجح الشعبان المصرى والرومانى فى دعم التطلعات الإنسانية نحو السلام والرخاء.

الطالبات والطلبة.. الأساتذة الأعزاء

لقد سعدت قبل يومين بالمشاركة فى افتتاح المركز الثقافى الأوربى العربى الرومانى الذى آمل أن يكون جسرًا قويًا للتبادل المعرفى والحوار الثقافى.

أرجو أن تتأكدوا أن لكم أصدقاء حقيقيين فى مصر وأن تثقوا فى رغبتنا الصادقة فى مواجهة السياسات غير العادلة والأفكار البائسة فى عالم اليوم.

وبإمكان مصر ورومانيا أن تعملان معًا لأجل دعم الأهداف الإنسانية فى الحرية والإخاء والمساواة.. ولأجل تمكين العلاقات الثنائية ودعم أواصر الصداقة بين بلدينا.

تحية لجامعتكم ولقسم اللغة العربية فى كليتكم وخالص تقديرى واعتزازى لكم وللطلاب القادمين من بعدكم.. والسلام عليكم.