المصريون في جنيف: أحداث الثورة لم تغب عنا
في العاصمة السويسرية جنيف لم تغب أحداث الثورة المصرية لحظات عن المصريين المقيمين هناك
وكان الانترنت أهم وسيلة لمتابعة الاخبار كما لم تخل مقاهي المصريين من تناقل تلك الاخبار والتفاعل معها لدرجة تحمس بعض المصريين وتكوين فرق اتصال وبحث لمتابعة الفاسدين الهاربين الي جنيف. قصص الفاسدين من النظام السابق في جنيف كثيرة ولكن تفتقر الي الدليل فالبنوك السويسرية محصنة ومن المستحيل اختراقها حتي ان أشهر بنوك سويسرا وهو الـ»يو.بي.إس« جعل شعاره ثلاثة مفاتيح متقاطعة وهو دليل علي قوة عدم الاختراق وقال أحد المصريين المقيمين بسويسرا انه توجه الي الـ»يو.بي.إس« للتعامل معه فمنع من الدخول وقال له الحارس انه بنك الصفوة فقط!!.. وسمعنا انه بنك مبارك والعديد من الزعماء والمسئولين العرب.
التقينا مع ناجي داود أحد المصريين في جنيف ويعمل طباخاً.. سألناه: هل كنت تتفاعل والمصريون هنا مع أحداث ثورة 25 يناير؟. فأجاب: كنا نتابعها لحظة بلحظة عن طريق النت والقناة الفضائية المصرية فنحن مصريون حتي النخاع ولم تغب عنا مصر ولو لحظة واحدة.
»الوفد«: وماذا تنتظرون من مصر بعد الثورة؟.
الكثير فلماذا لا نقوم بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية وغيرها من الانتخابات والاستفتاءات وأتمني أن أنتخب رئيس الجمهورية.
»الوفد«: كيف تري الاعلام الرسمي والخاص والصحف المصرية قبل ووقت وبعد الثورة؟.
ـ نتابع القنوات المصرية الرسمية الاولي والثانية والمصرية ولا نعرف الاعلام الخاص.. أما عن الرسمي قبل الثورة فقد كان التليفزيون مغيباً ويتعامل مع سذج كما يظن ولا أعرف كيف كان بهذا التخلف.. ووقت الثورة شاهدنا التليفزيون المصري يضلل العالم ويثبت الكاميرات علي المنطقة الخاوية من المتظاهرين في كورنيش النيل وكان شيئاً لم يحدث وكانت سذاجة متوقعة من اعلام تربي علي التوجيه. ولكن بعد الثورة ونجاحها تحسن كثيراً ولكن ننتظر المزيد من التحسن لتحسين سمعة الاعلام المصري في الخارج ولكننا لا نشاهد القنوات الخاصة ولا حتي نعرفها أما الصحف الرسمية فقد كانت قبل الثورة صحفاً منافقة للحاكم والنظام ولكنها الآن تحسنت بعد الثورة.
»الوفد«: ماذا عن سمعة مصر بعد الثورة في جنيف؟.
ـ العالم مبهور بنا كمصريين حيث استطعنا ازالة نظام ظالم بالتظاهر السلمي ولكن حالياً بدأت الصورة تبهت لاننا لم نتحرك أي خطوة للأمام بعد
»الوفد«: هل هناك أدني أمل أن تتحول مصر الي سويسرا في يوم من الايام؟.
ـ في سويسرا لا توجد مركزية في الحكم مطلقاً بل يحكمها 7 رؤساء هم وزراء ولكن كل فرد رئيس بالفعل وله كل الصلاحيات خارجيا وداخليا وعلي رأسهم مديرة وهي الرئيسة والانتخابات نزيهة والقرارات يتم اتخاذها بالتصويت من الشعب حتي القرارات المصيرية مثل دخول الاتحاد الاوروبي وغيرها من القرارات الهامة فالشعب هنا يحكم بالفعل فهل تستطيع مصر أن تتحمل تلك الديمقراطية الجريئة. وفي سويسرا الحد الادني للاجور 3.300 فرنك علاوة علي وجود بدل بطالة والبطالة ليست موجودة إلا في حدود ضيقة للغاية وحتي تتحول مصر الي سويسرا لابد أن تتغير الناس أولاً ولابد من تغير الجهاز الاداري بأكمله والغريب ان الثورة لم تغير حتي اليوم الادارة المحلية كما لم يتغير عدد من الوزراء والمحافظين من النظام السابق وحتي الآن لم يجن المصريون ثمار الثورة.