رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رسالة من بلاد الشام إلى الفريق السيسى

 الفريق أول عبدالفتاح
الفريق أول عبدالفتاح السيسي

وجه الكاتب اللبنانى الكبير جهاد الزين رسالة إلى الفريق أول عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي عبر جريدة (النهار) اللبنانية اليوم أعرب له فيها عن تقديره الشخصي وتقدير مثقفي الشام لنجاحه هو والقوات المسلحة في تجنيب مصر مصير الحرب الأهلية التي يعرفه معناها باقي دول المشرق العربي.

وقال الزين، وهو رئيس تحرير الرأي في جريدة النهار، "نحن هنا في بلاد المشرق العربي نعرف معنى الحرب الأهلية، فقد أصبحنا جميعا في لبنان والعراق وسوريا واليمن والبحرين بأشكال مختلفة في حالة حرب أهلية، ولذلك الخبرة الجَماعية عندنا تدرك وتتحسس مرارة انهيار الدولة في بلد ما باعتبارها لا يمكن أن تحصل بدون أن يليه انهيار المجتمع نفسه.
وتابع "الكثيرون هنا من نخب بلاد المشرق العربي يعرفون أن العنصر الهام والعميق الذي مكن مصر مؤخرا من النجاح في منع الحرب الأهلية على أراضيها ليس فقط قوة الجيش وتماسكه وإنما أيضا كون الجيش يستند إلى ثقافة سلمية راسخة في المجتمع المصري نفسه .. مضيفا أنه مع الأسف مجتمعاتنا في المشرق، بلاد الشام والعراق وشبه الجزيرة لا تحمل هذه الثقافة الاجتماعية السلمية الراسخة الموجودة في وادي النيل.
وأضاف "لا تستطيع يا سيادة الفريق أن تتصور حجم وكثافة الاهتمام اليومي في بلادنا بما يجري في مصر وكم تبلور الوعي بأن مصير الموجة الديموقراطية العربية يتقرر في مصر، لا فقط بمعنى استقرار مؤسّسات الحكم الديموقراطي بل أيضا بمعنى أن الديموقراطية يمكن أن تتحقّق دون أن تهدد دولَنا ومجتمعاتِنا بالانهيار".
وتابع قائلا "فبسبب عقدة ذنب المشرق "الحرب الأهلية" لاسيما في اللحظة السورية الكارثية، ولبنان في بطنها الرخو، باتت مصر تمثل لنا هنا معادلةَ إمكانيّةِ الجَمع بين التماسك والتغيير".
وأضاف "أؤكد لك أن نجاح مصر في تلافي خطر الحرب الأهلية على أراضيها بعد 30 يونيو كان ولا يزال خبرا سعيدا جدا لنخب المشرق المهمومة والمتنورة وغير المتورّطة في مصالح التفتت الداخلي ومصادره الخارجية، على أمل أن يؤثر النجاح المصري لاحقا في توجّهات قبائل وطوائف ومذاهب وكل عصبيات هذا المشرق الخائفة والمتناحرة، والتي تشهد انهيار دولها تباعا.
وقال "إنه بعيدا عن التبسيط غير البريء الذي شهدناه في الغرب بعد إبعاد الرئيس محمد مرسي من السلطة، التبسيط الذي نظر إلى ما حدث من حيث الشكل الملتبس لا المضمون الواضح الذي عبرت عنه موجة 30 يونيو الشعبية غير المسبوقة، بعيدا عن ذلك أود اليوم أن أخاطبك من هذا الموقع المؤيّد

منذ اللحظة الأولى لموجة 30 يونيو لكي أعبر لك عن العديد من الهواجس بل المخاوف الناشئة من مسار عدد من القضايا التي يواجهها الوضع المصري الجديد".
وتابع قائلا "قوة التحالف بين الجيش والشعب تكمن في إثبات أن مهمة الجيش الجديدة ليست حكم مصر بل إنقاذ مصر".
وفيما يتعلق برؤية الكثيريين في العالم العربي للفريق السيسي كامتداد للرئيس جمال عبد الناصر.. قال الزين إن "الناصرية" الجديدة لم يعد ممكنا أن تكون تلك القديمة التي تجسّدت في حكم عسكري قاد الوطنية المصرية بمضمون تغيير اجتماعي جذري.
وأضاف أن "الناصرية" الجديدة، إذا كان لا بد من هذا المصطلح، هي الديموقراطية، فمثلما أدرك عبدالناصر ورفاقه عام 1952 أولوية المضمون الاجتماعي للتغيير، وقبله مثلما أدرك سعد زغلول ورفاقه أن البعد الدستوري لثورة 1919 يحمل مضمونا رئيسيا هوالاستقلال عن الاحتلال البريطاني، اليوم بعد ثورة ميدان التحرير فإن التغيير يحمل مضمونا جوهريا هو المضمون الديموقراطي. وعندها لن يستطيع أحدٌ من خارج مصر أو داخلها أن يدّعي أن 30 يونيو هي ارتداد عن 25 يناير. العكس هو الصحيح: الثورة الثانية في يونيو هي حماية للأولى في يناير من الفكر الظلامي وغير الكفؤ الذي حاول أن يحتكرها.
واختتم جهاد الزين مقاله بالقول "بانتظار أن تنهي لجنة الخمسين مهمة صياغة مشروع الدستور الجديد باتجاه الاستفتاء الشعبي عليه وتدخل الحياةُ السياسية المصرية في انتخابات برلمانية رئاسية جديدة، وبانتظار أن تتمكّن القوات المسلحة من القضاء النهائي على بؤر الإرهاب في سيناء وغيرها، أتمنى لك النجاح في اجتياز المرحلة الانتقالية الصعبة وخصوصا بما يحدّ من أي التباس يتعلّق بحريات التعبير بعدما ظهرت مؤشّراتٌ سلبية حولها في الفترة الأخيرة.