رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نرصد تطور المقاومة الشعبية لمواجهة فوضى الاخوان

بوابة الوفد الإلكترونية

جاء اختيارهم ليكونوا رمز السلطة الحاكمة، وحاول المجتمع تقبلهم من جديد والتأقلم معهم...وافق على إعطائهم الفرصة ليثبتوا عكس توقعاته لهم بالفشل، و لكن لم يبرهنوا إلا على عدم قدرتهم على استغلال الفرصة، و بدلا من أن يكسبوا الشعب ليكون داعما لهم، باتوا أعداء الوطن وليس فقط النظام الحاكم، إنهم أعضاء جماعة الإخوان سابقا، و الجماعة المحظورة حاليا.

بدأت المأساة منذ يوم 30 يونيو 2013، حين تظاهر الملايين من الشعب المصرى لعزل محمد مرسى والمطالبة بتنحيته عن منصبه، و إزدادت تفاقما عقب خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى 3 يوليو 2013 الذى انصاع فيه الجيش لإرادة الشعب ليبرزوا معا صورة الوطن الواحد، ثم 26 يوليو وتفويض الشعب للجيش ضد الإرهاب، حيث أصبح الخلاف السياسى "يفسد" للود قضية.

وبعد أن تم فض إعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة، عزم أعضاء المحظورة أن يشعلوا فتيل التظاهرات فى بلد الأمن والأمان، وتكرر موعدهم كل جمعة ليكونوا عاملا منغصا على الشعب، يسرق فرحتهم، و يحرم على جفونهم النوم، مترقبين لاشتباكات الغد كيف ستكون؟.

فى البداية كان الأمر بين المتظاهرين من أنصار المحظورة و الشرطة، و لكن عندما طفح الكيل بالشعب، الذى كره بسببهم يوم الجمعة، بات هو المحارب الأول لهم فى التظاهرات، و تطورت طرق مواجهتهم للمتظاهرين، حتى بدت كمراحل متدرجة للتصدى لهم، فى إشارة منهم إلى زيادة الوعى بكيفية التصدى بل و منع حدوثه من الأساس، و أيضا إشارة إلى البغض الذى أضحى محركا لهم ضد من يعرقلوا مسيرة المجتمع.
فى شهر أغسطس من العام الجارى، كان أهالى المناطق يتصدون لأنصار المعزول بالإبلاغ عنهم للجيش أو الشرطة، و محاولة تسليمهم، كما حدث فى منطقة السبتية، و التى ألقى أهالى المنطقة فيها القبض على عدد من أنصار المعزول أثناء محاولة هروبهم من مسجد الفتح برمسيس و تسليمهم إلى قوات الجيش ليتم إتخاذ الإجراءات القانونية معهم.

و تطور الأمر فى شهر سبتمبر ليبرز إرتفاع معدل النبذ المجتمعى لأنصار المعزول، إذ خرج بعض أهالى محافظة المنوفية يقومون بإلقاء القمامة على المتظاهرين، أما فى الإسكندرية فعندما انطلقت مسيرة مؤيدة للمخلوع متجهة إلى كوبرى استانلى، قابلها أهالى شارع أسواق الشريف بالبيض والطماطم، معبرين بذلك عن رفضهم لتظاهراتهم.

و على صعيد آخر فإن التراشق بالحجارة واشتباكات الأيدى باتت مألوفة على الشعب المصرى، فمعظم محافظات جمهورية مصرالعربية شهدت هذه الإشتباكات، فأهالى فيصل اصبح المعهود لهم الإشتباك بالأيدى و الحجارة مع أنصار المعزول، و كذلك منطقة

العمرانية  و مسجد الإستقامة بالجيزة.

واعتاد أهالى شبرا سواء فى منطقتى الدوران أو فى منطقة الخلفاوى تلقين أنصار المعزولة درسا كلما حاولوا الخروج بمسيرة منددة بالجيش، ويسير على هذا النهج غالبية المحافظات، منها دمياط والمنوفية ودمنهور والإسماعيلية وغيرها.

بينما فكر بعض الأهالى فى طريقة سلمية جديدة للتصدى بها لمسيرات أنصار المحظورة، و هى استقبالهم بأغنية "تسلم الأيادى"، و هذا ما قام به أهالى العمرانية والجيزة وشبرا وروكسي إذ يستقبلون مسيرات الإخوان بتشغيل الأغاني المؤيدة للقوات المسلحة وفي مقدمتها تسلم الأيادي.

و ظهر ما يبرز درجة أكبر من وعى المواطن المصرى لكيفية التصدى لتظاهرات أنصار المحظورة، إذ باتوا يصنعون الدروع البشرية، ويشكلون اللجان الشعبية لمنع وصول تظاهرات المحظورة إلى المناطق التى حددوها، منعا لحدوث أعمال عنف أو تعطيل للحركة المرورية أو تخريب للمنشآت العامة والحكومية.
وعلى سبيل المثال، قرية ميت نما التى آثرت الإصطفاف على جوانب الطريق لمنع مسيرات المحظورة من عرقلة الحركة المرورية و قطع الطريق، و كذلك أهالى منطقة المهندسين الذين تصدوا للمتظاهرين ومعهم أيضا الباعة الجائلين، كما شكل أهالى منطقة الطالبية والعمرانية لجان شعبية على كل مداخل الشوارع الجانبية لمنع تقدم التظاهرات وإثارة أعمال العنف والبلطجة.
وهكذا كما تصاعدت أشكال إحتجاج الإخوان على القوات المسلحة والشرطة، وتطورت أشكال تظاهراتهم، ما بين سلمية، إلى عنف، إلى حجارة و عصى، إلى رصاص، تصاعدت أيضا أشكال المقاومة الشعبية المتصدية لهم ما بين الدخول فى إشتباكات بالأيدى والحجارة والعصى، والتظاهرات المضادة والأغانى المؤيدة للقوات المسلحة، بل وتطورت لتصبح دروعا بشرية تمنع تحرك التظاهرة من الأساس، وهكذا صنع الإخوان مجتمعا معاديا لهم بدلا من أن يكون مناصرا لهم.