رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"فؤاد ذكرى"..الأسد الرادع لمدمرات العدو

 اللواء الفريق  فؤاد
اللواء الفريق " فؤاد ذكرى "

" قائد المدمرات".."شراع البحرية المصرية" .. "مغرق الصهياينة"،  كل هذه الألقاب لا تكفى لرد الجميل لمن خطط للضربة البحرية التى هزت أرجاء العالم وأرقت نوم إسرائيل لما سببته من تدمير حرمان لموانيها البحرية

الضربة التى أكدت أن العسكرية المصرية علي الرغم من الهزيمة إلا أنها لم تتقهر أو تنهزم..فالبطل هذه المرة جاء من أرض الفيروز "سيناء" بالتحديد "العريش" جاء ليسيطر بعبقريته البحرية ودليلًا على بسالة وشجاعة القوات البحرية المصرية دون أن يكترث بأى هزيمة تلاحق مصر فى ذلك الوقت ولكنه دائمًا ما كان مصرًا على الثأر من غطرسة العدو وإلحاق الهزيمة به مهما كلفه الأمر حتى لو أدى إلى بذل دمه ثمنًا لذلك..فهو البطل "فؤاد ذكري".
خطى اللواء الفريق "فؤاد ذكرى" أول خطاه على أرض الفيروز حيث ولد "ذكرى" في السابع عشر من شهر نوفمبر عام 1923م، وهو من أبناء العريش..وفي الثاني من شهر فبراير عام 1946م تخرج برتبة ملازم بحري، وعمل في وحدات البحرية العائمة بالفرقاطات والكاسحات ثم تولي قيادة قاعدة الإسكندرية البحرية، وقيادة المدمرة القاهرة ثم المدمرة الظافرة، وتم تعيين الفريق قائداً للواء المدمرات منذ عام 1959م وحتي 1963م ثم ترأس شعبة العمليات الحربية.
وبعد أسبوع من هزيمة يونيو1967 عين قائدًا للقوات البحرية فأعاد بناء القوات البحرية المصرية وخطط لأروع إنجازاتها التي تحققت في معارك الاستنزاف، وأكتوبر 1973م، ولا تزال إنجازاته تدرسها الاكاديميات العسكرية العالمية حتى الآن مما يؤكد على براعة الفريق وعبقريته البحرية التى أكدتها العديد من انجازاته البحرية.
جاءت النكسة، وخرج سلاح البحرية سليمًا تقريبًا، فمصر لم تخضٍ حروبًا بحرية مؤثرة منذ أيام محمد علي باشا..وكان فؤاد يحترق شوقًا لـ"رد الصفعة" لجيوش العدو، مثله مثل مئات الآلاف من ضباط وجنود كوت الهزيمة القاسية نفوسهم، وصبغت حياتهم بهدف واحد.."الثأر" وأصر "ذكرى"على استرداد كرامة المصريين.
وفى أكتوبر1967  كان الفريق أبوذكري قد ترقي من رئيس العمليات البحرية إلي قائد للقوات البحرية قبل 4 أشهر سابقة لذلك الوقت وهنا جاءت الضربة التى رد بها اللواء على غطرسة العدو وتدخله السافر فى المياة الاقليمية المصرية..حيث  قامت إحدي وحدات البحرية المصرية بإغراق "مفخرة البحرية الإسرائيلية" وقتها "المدمرة إيلات" والتي تزن 1.710 طن وذلك من خلال اطلاق صاروخين قاموا بضرب المدمرة وكانت هذه المرة الأولى الت يتم فيها استخدام لنشات للصواريخ على مستوى البحرية العالمية.
وقد مثل إغراق هذه المدمرة قصة عاشتها البحرية المصرية في أحد أيام مجدها وعزتها وكرامتها وجعلت القوات المصرية هذا اليوم 21 أكتوبر هو العيد الأول للقوات البحرية المصرية، فلقد كان إغراق المدمرة إيلات ذي أثر بالغ على المستوى

العالمى حيث أدي إغراق المدمرة إيلات إلي تغيير في أجواء الدبلوماسية الدولية والتأكيد أن العسكرية المصرية علي الرغم من الهزيمة إلا أنها لم تقهر أو تنهزم وقد كانت هذا الانتصار بمثابة إشارة للنصر فى أكتوبر 1973.
وعلى الرغم من هذا الانجاز العظيم الذى حققه الفريق إلا انه يظل التجاهل وعدم تقدير هؤلا ء الأبطال السمة التى تميز حكم كل فترة فى التاريخ المصرى حيث تم نقل اللواء "فؤاد ذكرى" من البحرية إلي وزارة النقل وبعد تولي الرئيس السادات الحكم قام بإرجاعه مرة أخري إلي قيادة البحرية.
وكانت عبقرية اللواء وذكاءه فى المجال البحرى يتأكد يومًا بعد الآخر قد استطاع "ذكرى" وفرقته حصار مضيق باب المندب وتكبيد العدو الكثير من الخسائر الأمر الذى أراق نوم العدو من إثارة السلبية وذلك من خلال اطلاق 3 قطع بحرية قامت بحصار المضيق وحرمت سفن العدو من ارساء موانيها داخل المياة الاقليمية، كما انتشرت الغواصات المصرية بين المنطقة ما بين جدة وبور سودان وكانت مكلفة بتدمير أي وحدة بحرية متجهة شمالًا إلي ميناء إيلات، ونفذت هذه الوحدات مهامها علي أكمل وجه فقد اعترضت المدمرات 200 سفينة تجارية.
ورحل عن "فؤاد ذكرى" بهدوء عن عالمنا تاركًا خلفه تراث من التضحية والشجاعة وتاريخًا سطر بحروف من العزة والفخر..رحل "ذكرى" بعد نجاح المرض الخبيث فى التسلل إلى جسده..وبعد أن علم "ذكرى" بمرضه فلم يحزن وإنما استمرت شجاعته تتأكد حيث علق على ذلك قائلا "الحمدلله..قد يستطيع الأطباء علاجي أو أموت..لا فرق المهم أننى أديت واجبى" هكذا كانت الباسلة حين تتجسد فى رجل..حيث لاقته المنية عن عمر يناهز 60 عامًا..فرحل وهو يلفظ أخر أنفاسه فى حب الوطن ليترك وراءه تاريخًا مضيئًا بالانجازات الحافلة.