رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المصريون يجددون شرعية ثورتهم ضد حكم الإخوان

عشرات الآلاف من المصريين
عشرات الآلاف من المصريين خرجوا إلى ميدان التحرير أمس لمنح ا

في واحدة من المشاهد المؤثرة في تاريخهم الحديث خرج ملايين المصريين أمس إلى الشوارع والميادين لمنح الجيش التفويض لـ«محاربة الإرهاب»، وسط ترقب أمني، وتحذيرات من أي اعتداء على المتظاهرين من قبل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي المعتصمين والذين خرجوا بالآلاف في ميداني (رابعة العدوية) شرق القاهرة، والنهضة (غرب القاهرة) للمطالبة بعودة مرسي للسلطة.

وأوضحت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أن «الحشود استجابت لطلب الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع من أجل منحه تفويضا من الشعب لمواجهة الإرهاب، وأن المؤسسة العسكرية تتعهد بالتنسيق مع أجهزة وزارة الداخلية في إطار المسؤولية الوطنية تجاه الشعب المصري العظيم بحماية المتظاهرين السلميين».
وأكدت المصادر أن المؤسسة العسكرية تجدد تحذيرها من الانحراف عن المسار السلمي لأعمال التظاهر أو اللجوء إلى أي مظهر من مظاهر العنف أو الإرهاب، وأنه سيتم مواجهة ذلك بكل حسم وقوة وفقا لمقتضيات القانون، قائلة إن «القوات المسلحة تناشد مختلف القوى السياسية بالبعد عن أعمال الاستفزاز والالتزام بضوابط التعبير السلمي عن الرأي».
ورفع ملايين المصريين الذين خرجوا أمس (الجمعة) لتجديد شرعية ثورتهم ضد حكم الإخوان في مظاهرة «لا للإرهاب»، شعارات «إحنا الشعب الخط الأحمر»، و«يا سيسي يا سيسي إحنا وراك يا سيسي»، و«الجيش والشعب إيد واحدة.. تحيا مصر»، و«يا أبو دبوره ونسر وكاب.. إحنا معاك ضد الإرهاب»، و«الجيش المصري في كل مكان.. عمره ما يغدر ولا يتهان»، و«مش محتاج مننا تفويض.. اقضي بجد على المطاريد»، و«فوضناك فوضناك.. اضرب وانفخ وإحنا معاك»، و«يا إخواني خايف ليه عارف نفسك ولا إيه». ورفع المتظاهرون صور وزير الدفاع، وطافوا في مسيرات عبر الشوارع حتي ميدان التحرير، وحلقت طائرات حربية أعلى ميدان التحرير بهدف تأمينه، وتمشيط أسطح العمارات، تحسبا لاعتلائها من قبل مجهولين، وأطلق المئات من المتظاهرين صافرات «الفوفوزيلا»، والشماريخ والألعاب النارية، تعبيرًا عن فرحتهم لحراسة الجيش المظاهرات والمعتصمين في ميادين مصر، فيما ردد آخرون هتافات تدعم القوات المسلحة والفريق أول عبد الفتاح السيسي، ترددت أصداؤها بقوة في معظم المدن والمحافظات المصرية.
وفي المقابل استمر عدة ألوف من أنصار الرئيس مرسي في الاعتصام في منطقة رابعة العدوية القريبة من مقر القصر الرئاسي، بينما اختفى مؤيدوه تقريبا من باقي المحافظات المصرية. وقال مراقبون إن «حشود ميدان التحرير أمس كانت مماثلة من تلك التي تسببت في إسقاط نظام الرئيس السابق محمد مرسي في 30 يونيو (حزيران) الماضي».
ودعا لمظاهرات أمس الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالنزول والاحتشاد في الميادين أمس (الجمعة) لـ«تفويضه في مواجهة العنف والإرهاب المحتمل»، متعهدا بتأمين هذه التظاهرات، في مواجهة أي أعمال عنف متوقعة من أنصار الرئيس المعزول.
وقالت مصادر أمنية إن «قوات الأمن قامت بالانتشار بكثافة لتأمين المتظاهرين بالتنسيق مع القوات المسلحة، بتشكيلات أمنية وعشرات المدرعات والعربات المصفحة بمحيط ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية الرئاسي بمصر الجديدة، لتأمين المتظاهرين السلميين خلال التظاهرات، والحيلولة دون أي محاولة للاعتداء عليهم».
وأضافت المصادر الأمنية نفسها، لـ«الشرق الأوسط» أن «تشكيلات أمنية انتشرت في الشوارع لحماية أبناء الشعب والمنشآت».
وفي خطبة الجمعة بميدان التحرير، قال الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم إن «الشعب المصري بخروجه أمس، فوض الفريق أول السيسي بمحاربة الإرهاب في كل ربوع البلاد».
وطالب شاهين خلال خطبته التي ألقاها من أعلى منصة التحرير بعدد من المطالب منها «محاسبة المتورطين في قتل المتظاهرين، وتفويض الجيش باتخاذ الإجراءات الرادعة لمكافحة الإرهاب».
وردد الآلاف بشكل جماعي القسم خلف الشيخ مظهر شاهين: «أقسم بالله العظيم أن نحافظ على الثورة وعلى جيشنا وثورتنا وأن نعيش من أجلها».
في السياق ذاته، أكد الدكتور محمد سلطان رئيس هيئة الإسعاف المصرية أن حصيلة الاشتباكات التي وقعت أمس بين المؤيدين والمعارضين للرئيس المعزول مرسي بمنطقة شبرا وبمحافظة دمياط، أسفرت عن إصابة 30 شخصا.
وشهد ميدان الشون بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية توافد المتظاهرين والأهالي للمشاركة في جمعة «لا للإرهاب»، وقام عدد من المتظاهرين بتوزيع صور الفريق السيسي على المتظاهرين، وردد المتظاهرون هتافات «الله أكبر.. انزل يا سيسي طهر يا سيسي». وفي الإسكندرية، احتشد جموع المواطنين بمنطقة سيدي جابر للمشاركة في الفعاليات الاحتجاجية ضد الإخوان.
وفي تحد للمظاهرات المناوئة للرئيس قام مؤيدو مرسي في حي رابعة العدوية بالقاهرة بتجديد مطالبهم بعودة مرسي لمنصبه وعودة مجلس الشورى المنحل والدستور، بالتزامن مع تهديد قادة من التيار الإسلامي الموجودين في رابعة بالدفاع عن «شرعية الرئيس» حتى الموت.
وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية، الذي يضم أحزابا إسلامية في مقدمتهم حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، دعا المصريين للتظاهر أمس في «جمعة الفرقان» للمطالبة بعودة الرئيس المعزول للحكم.
من جهته، نفى العقيد أحمد علي المتحدث باسم الجيش المصري وجود ساعة صفر للقضاء على مؤيدي مرسي. وقال أمس إنه في إطار ما تداولته بعض مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» من تصريحات منسوبة للفريق صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، مفادها أن ساعة الصفر للقضاء على مؤيدي الرئيس السابق في تمام الرابعة والنصف من عصر أمس، وفي ذات الشأن تؤكد القوات المسلحة على أنه لا صحة لهذه المعلومات شكلا وموضوعا، وتأتي ضمن سلسلة الأكاذيب والمعلومات المغلوطة التي تستهدف محاولات تشويه المؤسسة العسكرية.
وشدد المتحدث العسكري على أن دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي للنزول إلى كافة ميادين مصر لا تحمل تهديدا لأطراف سياسية بعينها، بل جاءت كمبادرة وطنية لمواجهة العنف والإرهاب الذي لا يتسق مع طبيعة الشعب المصري ويهدد مكتسبات ثورته وأمنه المجتمعي، واستكمال لمسيرة ثورة 30 يونيو (حزيران) والتي استمدت شرعيتها من إرادة الشعب.
ومن ناحيته، أكد الأزهر الشريف أن بيان شيخ الأزهر الليلة قبل الماضية موجه للمصريين كافة، في كل ميادين مصر بما فيها ميدان رابعة العدوية وغيره، وليس لطرف دون آخر، وكان النداء لهم جميعا لإنقاذ مصر من كل ما يلحق بها من ضرر أو خطر.
وقال الأزهر: «ليس من الأمانة قيام البعض بتوجيه البيانات الوطنية للأزهر، أو استغلالها لأغراضٍ سياسية». وكان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب قد أصدر بيانا الليلة قبل الماضية، أكد فيه أن الشعب أيا كانت توجهاته وانتماءاته سوف يعبر عن رأيه بصورة حضارية دون انزلاق إلى دائرة العنف أو مستنقع الفوضى في مظاهرات الجمعة، إلا أن كثيرين اعتبروها موجهة لمعارضي مرسي في التحرير وليس لمؤيدي الرئيس المعزول في ميداني رابعة العدوية والنهضة.