رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"النهضة".. حكاية ميدان تحول لساحة تخريب!

توافد المتظاهرين
توافد المتظاهرين على ميدان النهضة فى جمعة "لا للعنف"

بين جدران الميدان حكاية , يأبي الزمن أن يمحوها ولو أقدم البشرعلى ذلك.. تاريخ غنى بالتفاصيل , وعقود من الكفاح تحكى للوطن ثورة شعب في مواجهة الاحتلال.

أما اليوم .. فقد تنصل الميدان من أبنائه ورفع راية العصيان في وجوههم , بعدما شوهوا التاريخ ,ومحوا حكايات الجدران.
فميدان "النهضة" الذى يعد رمزاً قومياً لأبنائه , لما شهده من وقائع ثورية في زمن "سعد زغلول" في مواجهة الاحتلال البريطانى ومناداته بالحرية والاستقلال.. يقف الآن عاجزاً عن تسجيل شهادته التاريخية وسط عبث المعتصمين بأهم معالمه.
فتمثال "نهضة مصر" الذي وقف شامخاً لعقود عديدة مجسداً روح الحرية والمستقبل , ومعبراً عن إرادة شعب لطالما اتهم بالجهل الثقافي.. جاء إلينا اليوم حزيناً ليرثي حالته التى وصل إليها بأيدى أبنائه , الذين غرتهم مطالبهم وأهدافهم .. فضربوا بقيمة التمثال بعرض الحائط , وشوهوا واجهته بالملصقات والعبارات المؤيدة للرئيس المعزول والمناهضة للمجلس العسكري , مما أخفى معالمه المصرية العريقة.
حكاية ميدان النهضة في زمن "الميادين"..بدأت حين استجابت القوات المسلحة لنداء الشعب ضد سياسات د. مرسي , وأصدرت قراراً بعزله بعد إمهاله 48 ساعة لحل الأزمة , فخرج الآلاف من جماعة الإخوان وقرروا الاعتصام في الميادين للتأكيد على "شرعيته" وللتنديد بـ "الانقلاب العسكري" على رئيسهم, فاتخذوا من ميدان النهضة مقراً لاعتصامهم , وليكون موازياً لإخوانهم في "رابعة العدوية".. تركوا الأهل والأبناء في سبيل الحصول على الجنة , فاعتبروه جهاداً في سبيل الله.
لم يرحم المعتصمين "حديقة الأورمان " التاريخية , التى خلدت لأكثر من 138 عاماً , لتشهد للعالم روعة التصاميم المصرية وجمال الأشجار النادرة, لكنها نالت من التخريب والتشويه قدراً لم تعهده من قبل .. فحديقة "الخديوي إسماعيل" أصبحت مأوى لمؤيدي "محمد مرسي".. فـ" محتلو" الحديقة  نصبوا خيامهم بها وأقاموا فتحة صغيرة بسورها لدخول دورات المياة .. بل وصل الأمر لاكتشاف حالات

تعذيب ووفاة بداخل الحديقة , حتى سماها البعض بـ" حديقة الشهداء" .. فاختلف أعمار ضحاياهم ما بين أطفال وشباب تمادوا في تعذيبهم حتى الموت .
"تعطل الأشغال والمصالح " أصبح سمة تميز ميدان النهضة الذي تحيطه المقرات الحكومية من كل الجوانب ,فأصبح شاهداً على توقف المصالح وتنسيق الكليات بجامعة القاهرة لما تسببه اعتصام مؤيدي المعزول من شلل مروري , فضلاً عن تفتيش اللجان الشعبية للميدان وللموظفين خلال طريقهم لقضاء أعمالهم.
شهد ميدان النهضة أحداثاً دامية بين المعتصمين وأهالى بين السرايات وميدان النهضة والتى راح ضحيتها العشرات من المصابين والشهداء  .. ليتوالى سقوط الضحايا يومياً دون أدنى اعتبار لحرمة الدماء أو لحرمة الشهر الكريم.
" شكائر الزلط" .. كانت وسيلة معتصمى النهضة لتأمين حدود الميدان في جمعة "الفرقان" الموازية لجمعة "تفويض الجيش" اليوم التى انطلقت بميدان التحرير.. ولكن هل تفلح تلك "الشكائر" بحماية أفكارهم ومعتقداتهم ؟.. ومتى سينتهى ذلك الكابوس الذي نعيشه يوماً؟.. أسيظل عداد الضحايا في ازدياد , وتستمر الانقسامات والفرقة ؟.. أم سيكون اليوم هو "جمعة الحسم"؟! ...أياً كانت النهاية فقد لخص الشعر الحكاية :
" في كل شبر دمعة من عين أم
واستكانة ألف حلم وغناء
في كل يوم يزعمون حصود مجد
غير أن السير دوماً للوراء"