رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خطاب "المرشد"رسائل في الوقت الضائع

المرشد العام للإخوان
المرشد العام للإخوان في اعتصام رابعة العدوية

من على منصة رابعة العدوية محل اعتصام مؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي، ألقى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خطابا فيما يعتبر الظهور الرسمي الأول له منذ تولي «مرسي» مسئولية الحكم في 30 يونية الماضي.

المرشد الذي تحمل كافة اخفاقات مؤسسة الرئاسة نظير الرابط الروحي بينه وبين الرئيس، ظهر في الوقت الضائع ليوجه خطابا يبدو عتابا في مجمله وتحسراً على مواقف كان يريدها من الجماعة السياسية لمنع ما سماه «انقلاباً» على الشرعية عصف بمكتسبات الثورة في مقدمتها مبدأ التداول السلمي للسلطة.
كان محمد بديع قبيل أيام من تظاهرات 30 يونيو مراقباً للمشهد من مرسى مطروح ،لم تصل أقصى حدود تشاؤمه إلى مسار عزل الرئيس «إخواني النشأة» ،وذهبت توقعاته اتساقا مع توقعات البعض إلى أنها مظاهرات عابرة ترفع مطلب «انتخابات رئاسية مبكرة»، رغم انضمام أحزاب سياسية ذات ثقل لذات المطلب الذي رفعه الشارع المصري - أيا كان انتماؤه.
ومع خطاب الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع الذي أعلن خلاله عن خارطة طريق تنزع فتيل الانقسام – على حد تصوره -، دبت شائعات اعتقال المرشد، وقيادات الجماعة، وذهبت التأويلات إلى أن مرجعية الإخوان تضحي بشبابها في معركة خاسرة ستسفر في أبرز مكاسبها عن خسارة الجماعة لكوادرها إبان حرب أهلية طاحنة، تبدو خلالها احتمالات عودة الرئيس «سراباً» يحسبه الإخوان «ماء» حتى إذا جاءوه لم يجدوا شيئا، ووجدوا أمراً واقعا أن الوطن ضاق ذرعاً بغض عن نظر عن شرعية الرئيس المنتخب.
تضمن الخطاب الذي ألقاه د. محمد بديع عدة رسائل مباشرة يأتي في مقدمتها أن الجماعة لاتضحي بأبنائها ،وأن القائد موجود بالميدان ينتظر مصيرا مماثلا لما يمكن أن تجريه الأقدار على مؤيدي الرئيس، وانتقلت الرسائل إلى القوى السياسية في إطار اللوم على الإطاحة بالتجربة السياسية – على حد تعبيره - في أعقاب ثورة يناير البيضاء التي شارك فيها الجميع.
رسائل المرشد التي تطرقت إلى الجيش المصري، وشيخ الأزهر من ناحية ضرورة رفض الانقلاب على الشرعية، ذهبت إلى البابا تواضروس الثاني في إطار الاعتراض على تدخله في العمل السياسي استناداً إلى تأييده لما جرى في 30 يونيو ثم ظهوره في مشهد إذاعة البيان العسكري.
وصف المرشد، البطريرك بأنه تجاهل وصية سابقه البابا شنودة الثالث التي جاءت في ابتعاد الكنيسة عن السياسة ،لافتا إلى أنه كرمز ديني لايعبر عن الأقباط كفصيل وطني يضم مؤيدين للرئيس مرسي.
تشير تحليلات الخطاب إلى ضرورة قراءته في سياق الظرف السياسي الذي يتحدث فيه مرشد الجماعة، والصدمة التي تلقتها الجماعة فيما يعتبره البعض المحنة الأكبر في تاريخها.
حسبما أفاد منسق جبهة العلمانيين الأقباط – كمال زاخر - فإن الأقباط يقدرون الظرف الذي يتحدث فيه المرشد العام، لافتا إلى ضرورة تجفيف منابع الاحتقان المنتشر

بقوة حاليا في شوارع مصر، وتفكيك العداوة بين أبناء الوطن الواحد.
ورفض زاخر في إطار قراءته لخطاب المرشد التعامل حاليا بطريقة الفعل ورد الفعل وتوسيع موجة الكراهية، نافيا توصيف الخطاب بالعدائي، مشدداً على رفضه للعداء والإقصاء والاستبعاد لأي فصيل سياسي.
دعا منسق جبهة العلمانيين الأقباط إلى إعادة الإخوان المسلمين للحقل السياسي مرة أخرى، باعتباره فصيلا سياسيا يؤخذ منه ويرد، لافتا إلى أن استهداف مصر الآن وصل لقمته بعد حالة الانقسام السائدة في الشارع المصري.
وأردف قائلا: «كلام المرشد العام للإخوان المسلمين في ظرف صعب للغاية».
واعتبر منسق جبهة العلمانيين الأقباط أن عبارة «البابا لايمثل الأقباط» التي وردت في خطاب المرشد، محل إجماع، لكن في الوقت ذاته يبدو حضوره مشهد البيان العسكري إشارة تقول في مجملها إن «مصر تتسع للجميع» في ظل حضور الأزهر وممثل عن حزب النور السلفي.
وشدد زاخر على حاجة المجتمع للغة جديدة، داعيا جماعة الإخوان إلى تقبل الصدمة وعدم اتساع دائرة الصدمات المتلاحقة، مع التأكيد على المصالحة الوطنية الشاملة.
واستطرد قائلا «على كل طرف أن يتحمل جزءاً من الثمن حتى نفتح طاقة ضوء في المشهد المظلم».
من جانبه، قال رامي كامل منسق جبهة الشباب القبطي إن حديث المرشد عن البابا تواضروس باعتباره أقحم الكنيسة في السياسة يأتي في إطار المراوغة السياسية، لافتا إلى أن الكنيسة تتفق على دورها الروحي.
وأضاف كامل لـ «الوفد» أن مشاركة البابا في المشهد الأخير يأتي في إطار الدور الوطني للكنيسة، لافتا إلى أن شباب الأقباط يرفضون وصاية الكنيسة في القرار السياسي وقد تجلى ذلك في عدة تظاهرات سابقة.
ورفض منسق جبهة الشباب القبطي ما جاء حول أن الأزهر لايمثل المسلمين، مؤكدا أن مؤسسة الأزهر تمثل كل المصريين، معربا عن إعجابه بموقف شيخ الأزهر من اعتقال رموز الإخوان ورفضه لاعتقال أي مواطن على خلفيته السياسية.