رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سيناريو "اليمن" في "سيناء"

بوابة الوفد الإلكترونية

في سيناء يدفن النظام رأسه في الرمال، لا يملك قدرة على مواجهة حاسمة لمطالب «السيناويين»، يصحو مع الأزمات على أوهام أمنيات الاستقرار التي يراها الرئيس من زاوية خاصة تبعد تماما عن واقع سيناء ذات الطبيعة القبلية الخاصة.

ليس «طارئا» اختطاف 7 من جنود الأمن المركزي، وإنما حلقة في سلسلة عمليات قادمة للرد على تجاهل تحذيرات شيوخ القبائل من ناحية ،وغياب الوعي السياسي للنظام بأولويات التعامل في الشارع السيناوي.
خلف البوابة الشرقية تجتمع المتناقضات من «الأيدلوجيات»، وتتفرق «القبائل» على أرض سيناء فيما يشبه تماما تفرق «رغبات» التنمية ووقوفها على أعتاب الأمنيات بعيدة المنال.
أصعب ما في المرحلة المقبلة من السجال الدائر بين التنظيمات الجهادية وقوات الأمن والجيش، هو إمكانية تحول الاختطاف إلى آلية دائمة للحوار أو اعتباره ورقة ضغط لإدراك بعض مشاريع التنمية مثلما هو الحال في «اليمن».
وطبقا لتطورات الموقف فإن حالة من السرية التامة تفرض نفسها على المفاوضات التي يجريها الجيش مع قبيلة «أبوشيتة» والتنظيمات الجهادية المسئولة عن الحادث، بينما تطفو على السطح إرهاصات تعقيدات مجريات الأمور بين الجانبين لشيء غير معلن يعتبره الجيش «لي ذراع».
بعيدا عن المفاوضات الرسمية التي تجري حاليا فإن «العائدين من القاعدة» ينفردون بتقييم آخر للموقف يسير في سيناريوهات متوازية قد يفيد الجمع بينها في إدراك الأسباب الحقيقية لخطف الجنود السبعة.
حسبما أفاد الشيخ أبو أحمد القيادي السابق بتنظيم القاعدة فإن التنظيمات الجهادية ليست مسئولا عن اختطاف الجنود بالشكل الكامل، لافتا إلى أن اختطافهم يأتي للضغط من أجل الإفراج عن 14 عضوا بالتنظيم الجهادي محكوم عليهم بالإعدام.
وقال الشيخ محمد نجاح الملقب بـ «رويترز القاعدة» المستشار الإعلامي السابق لـ «بن لادن» إن سيناريوهات وراء اختطاف الجنود يأتي أبرزها في الرد على هدم الأنفاق الذي حدث مؤخرا، أو الحصول على فدية مالية، أو تطبيق السيناريو اليمني في سيناء من ناحية القيام بعمليات خطف لإجبار الحكومة على مشروعات تنموية.
وأضاف نجاح أن القبيلة المسئولة عن خطف الجنود لم تعلن عن تهديدات حتى الآن بما يعني أن التفاوضات تتم في طريق مستمر، بينما في حال تعثره فإن الإعلان عن التهديدات سيكون الطريق الأسهل لتحقيق أهداف العملية.
وتابع: «لو كان المخطوفون اسرائيليين لما تأخر النظام في تلبية رغبات الجهة الخاطفة، لكنهم عساكر عاديون سيتم

المماطلة في الإفراج عنهم».
على الصعيد ذاته -كشف الشيخ إبراهيم عليان الأمين العام لجمعية القبائل العربية عن تدخل د. عماد عبد الغفور مساعد الرئيس على خط التفاوض مع الجهة المسئولة عن اختطاف جنود الأمن المركزي للإفراج عنهم، لافتا إلى أن تعثر المفاوضات التي يقودها الجيش يأتي لاستشعار ما أسماه بـ «لي الذراع» جراء مطالب لم يتم الإعلان عنها حتى الآن.
وقال عليان لـ «الوفد»: إن الحديث عن الاستقرار الأمني في سيناء بات مستحيلا في ظل تجاهل مطلب إسقاط الأحكام الغيابية، مشيرا إلى وجود 250حكما غيابيا على أشخاص هم في نظر القانون «مجرمين»، بينما في نظر قبائلهم «مظلومين» إزاء التلفيق المتعمد للنظام السابق.
وطالب الأمين العام للقبائل العربية بضرورة صدور أحكام استثنائية للإفراج،، لافتا إلى أنه إبان لقائه الأخير مع الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية حذر من «أبوشيتة», وأبلغ الرئاسة أنها قنبلة موقوتة ستنفجر قريبا.
وحمل عليان مسئولية الانهيار الأمني في سيناء للدولة التي تمارس «عكا سياسيا» على حد قوله، وأردف قائلا: «ما كان اختطاف الجنود ليحدث لولا أن هيبة الدولة مهانة، واستقرار سيناء مرهون بالتنمية».
من جانبه قال الكاتب الروائي مسعد أبوفجر أن خطف الجنود مشكلة لن تنتهي ،لافتا إلى أنه حلقة من الصراع الدائر بين الفاشية الدينية، والفاشية العسكرية على حساب مصر.
وأضاف «أبوفجر» أن السجال سيستمر دائما مع بين القوة العسكرية والقوة الدينية طالما أن النظام السياسي يحكمه تياران مختلفان في العقائد، واصفا مشايخ القبائل في سيناء بأنهم «حطب» النار المشتعلة هناك.