عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فيديو:300 ألف ثمنا لسكوت ورثة سيد بلال

ماذا حدث لـ"سيد بلال" أحد الذين اعتقلهم جهاز أمن الدولة على خلفية تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية يناير الماضي، وقتل خلال التحقيقات؟ سؤال شغل الرأي العام المصري منذ وقوع الجريمة خاصة وأن الذي غسل بلال خرج ليتحدث عن الأهوال التي شاهدها في جسده،

الأمر الذي أجج غضب أسرته لمعرفة ماذا حدث؟ إلا أن هذا الغضب سرعان ما تلاشى، الأمر الذي زاد من الغموض وشغف الرأي العام لمعرفة ماذا حدث؟...

بوابة "الوفد الألكترونية" تروي في السطور القادمة الاهوال التي وقعت لسيد بلال ولحظات حياته الاخيرة، وسبب صمت أسرته عن قتله رغم الضجة التي احدثتها عقب خبر وفاته، البداية كانت مع "احمد ميشالى" احد المتهمين فى قضية القديسين والذى خرج حيا من أمن الدولة بعد ثبوت براءته، ويقول: إن سبب حديثه للوفد رغبته في عدم تكرار تلك القضية لما فيها من أهوال، خاصة أن الضباط الذين ارتكبوا كل تلك الجرائم بحق بلال أحرار لم يتم محاكمتهم، وخشية أن يكون "الأمن الوطنى" الجهاز البديل لأمن الدولة صورة طبق الأصل من الجهاز الذي أذاق المصريين كاسات العذاب.

وبنبرة تملأها الخوف روى ميشالى كيف تم القبض عليه والتهجم على منزله وكسر باب الشقة واستيلاء رجال أمن الدولة على 19 الف جنيه واجهزة الكمبيوتر الخاصة به، وقال ميشالي: إن الضباط استولوا على اموالي ثم سحبوني إلى قسم الشرطة وقضيت به يومين ثم انتقلت إلى "واحة العذاب" جهاز أمن الدولة، وكانت الجملة الاولى التى استقبله بها ضابط هناك عملتها ازاى يابن الإيه؟ أجاب الشاب مستفهما فرد عليه الضابط تفجير كنيسة القديسين، فأصيب مشالي بالذعر واستفهم من الضابط فقال له بنغمة تملأها السخرية "أنت معلم كبير مش هتقول عملتها ازاى"، وقبل أن يتحدث مشالي بادره ضابط بالقول "هاتشيلها حى أو ميت".

وعن سيد بلال يقول ميشالي: إن بلال دخل إلى مقر جهاز أمن الدولة ظهرا وكانوا جميعا معصبى العينين، ولكنه عرف أنه بلال لانه كان ينتظر فى احد الطرقات، وحينما تم النداء على اسم المرحوم سيد بلال، وبعد دخول بلال إلى الحجرة سمع صراخه الشديد الذى أصابه بالفزع، وكان الصراخ متواصلا ثم خرج بعد ذلك بحوالى ثلاث ساعات، وكنت (ميشالي) بمكانى بنفس الطرقة وسمعت صوته فعرفت أنه خرج ثم نودى عليه مرة اخرى وتم النداء على اسمى ايضا فدخلت إلى حجرة اخرى للتحقيق معى ولكن المفاجأة أنه ليس تحقيقا، فلم يتم سؤالى عن كنيسة القديسين بل يتم سؤالي عن شخص اعرفه مات منذ عامين او اكثر واستغربت من ذلك، فلماذا لم يحقق معى فى احداث الكنيسة التى اتيت أنا وزملائى من أجلها.

ويواصل مشالي سرد اللحظات الاخيرة لبلال بالقول: اثناء وجودى بحجرة التحقيقات سمعت صرخة شديدة لـ "بلال" وعلى إثرها قال لى الضابط معلش أصله ضباط جديد، ثم خرجت بعد ذلك بساعة تقريبا ومازلت اسمع صراخه وبعد ذلك وضعونى فى نفس المكان الذى اتيت منه وخرج احد المتهمين فى نفس القضية ويدعى سامح معروف، وكان بنفس الحجرة التى يعذب فيها سيد بلال وقال لى: أنا بموت ولم أصدقه إلا بعدما شاهدته يتقيأ دما وهنا عرفت أنه يموت.

ثم جاء إلى مخبر وقال لى: أنت محظوظ لان من يحقق معك ضابطا قديما فالضباط الجدد يتفانون فى التعذيب إرضاء لرؤسائهم، وثم يواصل حديثه والدموع تملأ عينيه، في العاشرة مساء تقريبا سمعت صوت باب يفتح وخرج منه شخص وسمعت صوتا محشرجا فانتفضت من هذا الصوت فهو صوت حشرجة الموت فأنا اعرفه جيدا، ورفعت الغطاء من على عينى قليلا لاشاهد من هذا الشخص؟ وإذا به سيد بلال ويقوم اثنان من المخبرين بمساعدته للجلوس على كرسى ليؤدى الصلاة وكان يترنح.

وبمجرد دخولنا في الصلاة، وبعد قول الإمام "الله أكبر" سمعت صوت شيء يرتطم بالارض وفى هذه اللحظة حدث هرج ومرج، وقام شخص مسرعا بأخذ إحدى البطاطين من زميل لنا فى نفس القضية، وغطوا بها الشاب فقلت لاصدقائى إنهم ينوون على شيء وخمنت أنه اخراجنا أو قتلنا، وبعد ذلك عرفنا أن الشخص الذى اجلسوه على الكرسى هو نفسه ومات سيد بلال.

ويستمر ميشالى فى حديثه رواية اهوال التعذيب داخل معتقلات أمن الدولة ويقول: إن من ضمن أدوات التعذيب التي يتبعها الجهاز التجريد من الملابس ووضع غطاء على العين فهى العورة الوحيدة بالنسبة لهم والحرمان من النوم لمدة يومين او أكثر حتى يصاب المتهم بهبوط كما أنهم يحرمون من دخول الحمام إلا مرتين واطعامهم كميات كبيرة من الطعام الرديء مجبورين عليه وعلى إثر هذا الطعام يصابون بالامساك او الاسهال، ويضيف إن تعصيب العين فى مقرات امن الدولة امر مفروغ منه.

ومن يحاول فك الرباط عن عينيه قليلا يكون مصيره ضربا مبرحا من المخبرين فى جميع انحاء جسده بلا رحمة خاصة الاماكن الحساسة كما ان حروق الجسد اثر الصعق بالكهرباء هو من المسوغات

الاساسية لهذا الجهاز حتى إن أحدهم صعق لمدة ثلاث ساعات متواصلة ناهيك عن الايذاء المعنوى والاهانة والتهديد بالنساء كذلك بدون تحقيق ويقول: وإذا سمح لاحدهم بالنوم يكون نوما بلا حركة وإلا كان الضرب القاتل مصيره. ويكمل ميشالى انه لايعرف شخصيا الضابط الذى قتل وعذب سيد بلال ولكنه يعلم اسماء اثنين من الضباط قاموا بالتخديم عليه وهما الرائد علاء زيدان وهذا اسم حركى واسمه الحقيقى "محمد الشيمى"، والرائد حسام ابراهيم الشناوى وهو الاسم الحقيقى له، حيث كان يعمل بادارة المرور قبل عمله بأمن الدولة.

تلك الاسماء يؤكد زميل مشيالي في القضية ممدوح هنداوي صحتها للوفد، هنداوي صديق شخصي لبلال حيث كان يعمل معه في مطعم بأحد شواطئ الإسكندرية.

وعن سبب صمت أسرة سيد بلال عن المطالبة بحق ابنها، فيقول هنداوي: إن أسرة بلال استلمت من مباحث امن الدولة شقة بمحطة الرمل ومبلغا ماليا قدره 300 ألف جنيه، بجانب رحلتي حج لأم سيد بلال وزوجته وذلك قبل الثورة، ثمنا لتغيير أقوالهم واتهامهم لأمن الدولة بتعذيب وقتل ابنهم سيد بلال.

هنداوي احد شهود العيان على تعذيب سيد بلال ومن شارك في تغسيله بالمستشفى، وعن مشاهداته يقول: إن سيد بلال تعرض لتعذيب وحشي، حيث كان يوجد حروق في بطنه وسرته وذراعيه وقدمه، وكان يوجد على بطنه وحول رأسه علامات لطوق، وكذلك كان يوجد بالايدي علامات اثر الطوق الحديدى الذى وضع عليهما،وايضا كان يوجد بإحدى يديه وردة محاليل حتى يظهر أنه جاء من المستشفى حيا والمستشفى هى التى وضعت المحلول، وهو ما نفته المستشفى، واكده مدير المستشفى لأخ سيد بلال ويدعى ابراهيم، عندما سأله عن سبب وفاته، وقال إنه جاء به رجلان ووضعاه ميتا على باب المستشفى وتم تحرير محضر بذلك برقم "88" ادارى اللبان وهو المحضر الذى تم اخفاؤه اثر قيام اسرة سيد بلال بتغيير شهادتها امام النيابة مقابل 300 الف جنيه، كما قال اصدقاء بلال وثبيت اخيه بشركة بتروجيت واعطاء ابنه شقة بمحطة الرمل.

وسعت "الوفد" للتأكد من أسرة سيد بلال إلا أن كل محاولاتنا باءت بالفشل ، حيث رفضت الأسرة حتى الرد على مكالماتنا المتواصلة.

ومن جانبه يروى ممدوح هنداوى الذى ألقى القبض عليه فى اليوم الثانى لدفن سيد بلال باقى تفاصيل غسل ودفن بلال، فقال: إنه دفن ليلا فى واقعة تتنافى مع عرف دفن الموتى بالاسكندرية حيث مراسم الدفن لاتبدأ بعد صلاة العصر، ويحكى أنه من بين الموجودين امام المقابر التى دفن فى احدها سيد بلال يوم 6 يناير الخميس فى 11 ليلا الضابط وائل الكومى المتهم فى قتل متظاهرى الإسكندرية ونائب مدير أمن الاسكندرية وبعدها مباشرة تم القاء القبض علي زوج اخته وسحله وضربه وتهديده بكافة الوسائل وتهديد اسرته فردا فردا.

واشار هنداوي الذى القى القبض عليه بعد دفن السيد بلال الاحد 16 يناير إلى أن وكيل نيابة اللبان رفض تغيير اقوال أسرة سيد بلال ولم يرضخ لضغوط أمن الدولة مما اضطرهم إلى تحويل القضية إلى نيابة الدخيلة بمعرفة وكيل النيابة ياسر الرفاعى الذى وافق على تغيير اقوالهم وفتح محضر جديد ليس به اى اتهام لمباحث امن الدولة من الغريب هو رفض شقيق زوجة سيد بلال الرد على أقوال الشهود.

شاهد الفيديو