رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بلاغ ‮ ‬‮يكشف "جوانتنامو الإسكندرية‮"


تروي‮ "‬الوفد الأسبوعي‮" ‬في‮ ‬السطور التالية قصة واقعية أقرب الي‮ ‬الخيال حدثت بسجن الحضرة بالاسكندرية في‮ ‬الفترة ما بين‮ ‬29‮ ‬يناير الي‮ ‬10‮ ‬فبراير أي‮ ‬في‮ ‬الفترة الفاصلة بين جمعة الغضب والخطاب الأخير للرئيس المخلوع،‮ ‬إذ شهد السجن وقائع تعذيب‮ ‬غير آدمية دفعت عددا كبيرا من المساجين الي‮ ‬الذهاب الي‮ ‬منظمات حقوق الإنسان مثل منظمتي‮ »‬المصرية الدستورية لحقوق الإنسان‮« ‬ومركز‮ »‬الشهاب لحقوق الإنسان‮« ‬اللتين تقدمتا بدورهما ببلاغات للنائب العام للتحقيق في‮ ‬هذه الوقائع‮.‬

يقول وليد محمد النبوي‮ ‬عبدالحميد الموظف بالهيئة العامة للتأمين الصحي‮ ‬سابقا‮: ‬تركت العمل بهيئة التأمين الصحي‮ ‬لأن المرتب لا‮ ‬يكفيني‮ ‬فاشتغلت بمهنة‮ »‬سباك‮« ‬وكنت‮ ‬يوم‮ ‬30‮ ‬يناير أعمل بالكيلو‮ ‬40‮ ‬بالساحل الشمالي‮ ‬وعندما نزلت محطة الرمل احتجزتني‮ ‬الشرطة الساعة السادسة والنصف مساء بتهمة اختراق قرار حظر التجوال وبعدها أخذونا وكنا حوالي‮ ‬500‮ ‬فرد في‮ ‬سيارات كونتينر كبيرة الي‮ ‬سجن الحضرة وعندما نزلنا استقبلنا ضباط وعساكر ومخبرون بالضرب بالشوم والعصي‮ ‬فضلا عن صعقنا بالكهرباء رغم أن‮ ‬98٪‮ ‬من الذين كانوا معنا ليسوا بلطجية ولا مسجلين وأمرنا الضباط بخلع جميع ملابسنا عدا‮ »‬الشورت‮«‬،‮ ‬بعد ذلك انهال علينا عدد كبير من الضباط والعساكر بالضرب المبرح حتي‮ ‬نزفت الدماء علي‮ ‬الأرض بكميات كبيرة وتناوبوا الضرب علينا كل أربع ساعات في‮ ‬حفلة تنتهي‮ ‬برش المياه علينا وحرمونا من الطعام لمدة‮ ‬3‮ ‬أيام وكان الضباط‮ ‬يقولون لنا‮: ‬حسني‮ ‬مبارك مش عاجبكم؟ عايزين البرادعي؟ طيب احنا حنجيب البرادعي‮ ‬هنا وسنضمه معكم‮.‬

وأضاف وليد‮: ‬في‮ ‬اليوم الثالث أعطونا نصف رغيف وقطعة حلاوة صغيرة ثم قاموا بتصويرنا في‮ ‬اليوم الرابع بعد أن توفي‮ ‬في‮ ‬زنزانتي‮ ‬حوالي‮ ‬4‮ ‬أفراد أشهرهم‮: ‬عم محمود الفرارجي‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يعمل بسوق شيديا بمنطقة الابراهيمية ونحن عرفنا اسمه لأنه كان مريضا بالكلي‮ ‬وطلب من الضباط أن‮ ‬يأخذ الدواء الخاص به لكنهم رفضوا فتوفي‮ ‬بعدها بساعتين‮.‬

وجاءت المحكمة العسكرية داخل السجن لمحاكمتنا فقام الضباط باعطائنا ملابسنا لنقف أمام المحكمة التي‮ ‬تكونت من ثلاثة عمداء ومحام جاء ليدافع عنا جميعا وسألني‮ ‬القاضي‮: ‬كنت ماشي‮ ‬الساعة كام؟ انت مش عارف قرار حظر التجوال؟ وقلت حكايتي‮ ‬للمحكمة وكذلك الـ500‮ ‬متهم ودخلنا الزنازين مرة أخري‮ ‬وطلب الضباط منا خلع الملابس مرة أخري‮.‬

وأضاف‮: ‬تعرض أحد زملائنا المسجونين وهو طالب جامعي‮ ‬لعذاب بشع ووقع أمام أعيننا وأصيب بحالة هيسترية من شدة الضرب والبرد والجوع وقال أنا عايز أروّح أن ماعملتش حاجة وعندي‮ ‬امتحانات،‮ ‬وجاء الضابط وقال له وجهك للحائط ثم كتفوه ووضعوا وجهه في‮ »‬التواليت‮« ‬لمدة نصف ساعة حتي‮ ‬غاب عن الوعي‮ ‬فأخذوه خارج السجن ولا نعلم عنه شيئا حتي‮ ‬الآن‮.‬

وينهي‮ ‬وليد‮: ‬فوجئنا‮ ‬يوم‮ ‬10‮ ‬فبراير بالضباط والعساكر قد احضروا لنا ملابس قديمة جدا وقالوا البسوا بسرعة أي‮ ‬حاجة واخرجوا فخرجنا بسرعة الي‮ ‬الشارع‮ ‬غير مصدقين اننا نجونا من هذا الجحيم‮.‬

ويروي‮ ‬خالد أحمد محمد ـ‮ ‬16‮ ‬عاما،‮ ‬الطالب بمدرسة ابيس الرابعة الثانوية الصناعية‮: ‬أنا كنت راجع من الشغل الذي‮ ‬أعمل به بعد الظهر علشان أساعد نفسي‮ ‬في‮ ‬مصاريف المدرسة وكنت مع‮ ‬ياسين الذي‮ ‬يساعدني‮ ‬في‮ ‬ايجاد لقمة عيش حلال

وتم القبض علينا باللجان الشعبية بسبب حظر التجوال ومنها الي‮ ‬المنطقة الشمالية العسكرية ثم الي‮ ‬سجن الحضرة وأنا مكنتش مصدق نفسي‮ ‬انني‮ ‬سوف ادخل السجن وقام الضباط والعساكر بضربي‮ ‬ضربا مبرحا رغم صغر سني‮ ‬ونحافة جسمي،‮ ‬وقلت للضابط‮: ‬ليه بتضربني‮ ‬أنا عملت إيه أنا عايز أروّح لأمي‮ ‬وفوجئت بالضابط‮ ‬يضربني‮ ‬بالشلوت حتي‮ ‬لصقني‮ ‬بالحائط الذي‮ ‬يبعد مترين عن المكان‮.‬

وعندما شعرت بالبرد بعد ربع ساعة من خلع ملابسي‮ ‬خبطت علي‮ ‬الباب وقلت لهم أنا حموت من البرد أنا عايز ألبس هدومي‮ ‬لكن الضباط لم‮ ‬يهتموا بل دخلوا بالشوم وأسلاك الكهرباء الثقيلة بضربنا لكن الشباب كانوا‮ ‬يحاولون حمايتي‮ ‬لصغر سني،‮ ‬وقد أغمي‮ ‬عليّ‮ ‬عدة مرات بسبب الجوع والبرد فكنت أبكي‮ ‬بكاء لم‮ ‬يحدث من قبل من شدة وهول التعذيب والناس التي‮ ‬توفت في‮ ‬زنزانتي‮ ‬وغيرها والتي‮ ‬أصيبت بحالات ذهول فكنت اعيش الرعب نفسه لمدة‮ ‬11‮ ‬يوما رغم أنني‮ ‬كنت في‮ ‬حماية الكبار وقد مات في‮ ‬زنزانتي‮ ‬5‮ ‬أشخاص من شدة التعذيب‮.‬

وأكد أنه ذهب للمنظمة المصرية الدستورية لحقوق الإنسان أيضا لابلاغ‮ ‬النائب العام وعمل تقرير بالطب الشرعي‮ ‬لإثبات آثار التعذيب علي‮ ‬جسده وقد تم ضم بلاغه ضمن بلاغات النائب العام‮.‬

أما عمرو محمد محمود بسيوني‮ ‬ـ صائغ‮ ‬ـ‮ ‬يقول‮: ‬كنت عائدا من محل المجوهرات الذي‮ ‬أملكه فاستوقفتني‮ ‬اللجان الشعبية‮ ‬يوم‮ ‬29‮ ‬يناير ليلا ولاحظت اقتراب بعض البلطجية وقاموا بفتح الشنطة التي‮ ‬بحوزتي‮ ‬وكان بها‮ ‬2‭.‬5‮ ‬كيلو فضة ثم سلموني‮ ‬للجيش بعد أن وثقوا ايدي‮ ‬وقالوا انني‮ ‬تهجمت علي‮ ‬المنازل ولم‮ ‬يسلموا للجيش شنطة الفضة وكانت المفاجأة بسجن الحضرة والتعذيب منذ الدخول حتي‮ ‬الخروج وكانت زنزانتي‮ ‬بها حوالي‮ ‬60‮ ‬شخصا لم نتعرف علي‮ ‬وجوههم من سيل الدماء الذي‮ ‬ينزف منها وكل مسجون له دقيقة للشرب فقط حتي‮ ‬أن بعض الشباب لم‮ ‬يتمكنون من الشرب حتي‮ ‬اليوم الثاني‮ ‬وقال عمرو اننا كنا نسمع استغاثات المسجونين في‮ ‬الزنازين المجاورة وإبلاغهم عن وفاة أحدهم كل ثلاث أو أربع ساعات خلال الـ11‮ ‬يوما بسبب التعذيب والجوع والبرد‮.‬