الوزير يذهب إلي البرلمان ليُشكر لا ليُسأل!
حدثت هذه الواقعة عندما كان مجلس الشعب يناقش موضوع تصدير الغاز الي اسرائيل.. المهندس سامح فهمي وزير البترول في ذلك الوقت جلس في القاعة وسط مساعديه
من قيادات الوزارة ووزع مستشاريه علي الشرفات وكان يبدو علي وجهه القلق والتوتر بسبب الهجوم الحاد الذي شنه عليه بعض نواب المعارضة والمستقلين وكتلة الاخوان الي حد اتهامهم للحكومة بمساعدة اسرائيل علي قتل أطفال غزة والشعب الفلسطيني عن طريق تغذية آلة الحرب الاسرائيلية بالغاز المصري الذي تحصل عليه اسرائيل بأسعار أقل من أسعار بيعه للشعب المصري!!. وأمام الهجوم المكثف طلب فهمي النجدة من نواب الحزب الوطني وبعث اليهم برسائل استغاثة عن طريق ابتساماته المميزة، وتمكن نواب الوطني من فك الشفرة وقاموا بإنقاذ وزير البترول الذي كان يجيد طريقة إطعم الفم فاستحت عيون نواب الوطني ووقف عبدالرحيم الغول يقول: يا حضرات النواب يجب اذا ذكر اسم هذا الوزير في هذه القاعة يذكر ليُشكر ولا يُذكر ليُسأل لأنه يقوم بعمل بناء لهذا الوطن، ووجه الغول كلامه الي سامح فهمي قائلاً: سِر علي بركة الله ولا تنظر الي الخلف أبداً فخلفك جيش جرار يستطيع أن يقدم كل شيء كبير لدعمك ولا تلتفت الي هؤلاء علي الاطلاق لأنهم لا يريدون لمصر خيراً!!. وأضاف الغول أقول لوزير البترول: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذي حتي يراق علي جوانبه الدم، وكم صفقت هذه القاعة لهذا الوزير وكم وافقنا علي اتفاقيات ومادمنا حزب الاغلبية يمكن أن نعطي صكاً لوزير البترول أن يوقع علي كل الاتفاقيات ونثق فيه كجزء من حكومة الحزب الوطني التي تنتمي الينا، ومع ذلك رأي الرجل أن يعرض الاتفاقيات علينا ،وأنا أتمني أن يكون كل وزراء مصر كوزير البترول انجازاً وقوة حركة ونشاطاً وإبداعاً وعلماً وتوقيعاً،.
ويمكن لنا أن نصفق لهذا الوزير علي جهده الدؤوب... تصفيق حاد!!. وقال النائب أحمد أبو عقرب: سامح فهمي يجمع بين الاداء الجيد والشفافية وطهارة اليد ورجل الشارع كلما شاهد سامح فهمي يقول ان الدنيا مازالت بخير وأن البلد لم يخرب. وقال النائب السيد سعيد عزب: أريد أن أقول كلمة: ان مصر بخير طالما ان الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس لمجلس الشعب والمهندس سامح فهمي وزير للبترول، وأضاف ان سامح فهمي رجل عنده ضمير وكله خير وطالما انه وزير البترول فإن البشاشة موجودة والخير كله موجود وشكراً جزيلاً!! وقال النائب فارس الجعفري: لا نعلم كيف نرجم النجاح بالحصي.. سامح فهمي وزير محترم يعمل ليلاً ونهاراً لصالح الوطني والمواطنين. وأقول لك يا سيادة الوزير: سِر علي بركة الله:.. أنت تعمل ونحن نري ونسمع ونراقب ونؤيد سياساتك.. انت الذي تأتي للخزانة العامة بالعملة الصعبة وغيرك يأتي بالجباية ولا نريد ذكر أسماء. فقال النائب اسماعيل مرسي زيد: وزارة البترول تؤدي عملاً جيداً ووزيرها ذو الوجه السمح والعقل الرزين يجب أن نوجه له الشكر والتقدير!!. وقال النائب سعد نجاتي: نحن نمزق هذا الرجل وهذا الرجل يستحق منا كل تقدير وتكريم لا يوجد مكان هو ورفاقه إلا ونجحوا فيه ونحن أقرب الناس احتكاكاً به ويستحق كل التقدير وكل الاحترام. وقال النائب ممدوح حسني: أشكر وزير البترول ورجال البترول وهم علي مستوي عال جداً واعتبر قطاع البترول من أفضل القطاعات في مصر.
في الجهة المقابلة لنواب الوطني كان يجلس نواب المعارضة والمستقلون والاخوان ولاحظ نائب الاخوان عبدالوهاب الديب ان نائباً وطنياً عندما كان ينتهي من وصلة النفاق يتوجه مسرعاً الي سامح فهمي في مقاعد الوزراء ليأخذ »النفحة« والتي كانت عبارة عن تأشيرة سارية المفعول وفي الحال علي جميع الطلبات التي يقدمها له النائب وكانت في الغالب طلبات تعيين وأشياء أخري كان يتاجر بها بعض النواب! لم يترك النائب الديب واقعة انحناء النواب أمام الوزير تمر دون تعليق وعندما جاء عليه
لا بل هو يقدم له الطلب والوزير جالس والسيد النائب المحترم واقف وصاح نائب الاخوان: ليس هنا يا ريس وحاول سرور اجراء تجربة حية فقال للنائب: لو تحدثت اليك وأنت جالس سأظهر منحنياً في الصورة فهو ليس انحناء بمعني الخضوع وانما بحكم أن السيد الوزير جالس وأن السيد النائب المحترم واقف. وانفعل نائبا الحزب الوطني أحمد أبو عقرب وابراهيم أبو شادي وطلبا من الدكتور سرور السماح لهما بتصحيح واقعة، ورد سرور: لقد أوضحت للنائب الديب ان هذا ليس انحناء فلو تحدثت وأنا واقف سأظهر منحنياً. وأعطي الدكتور سرور الكلمة للدكتور عبدالأحد جمال الدين زعيم الاغلبية فوجه عتاباً الي نواب المعارضة والاخوان والمستقلين قائلاً: أرجو السادة الزملاء الذين يحاولون أن ينتهزوا الفرصة لكي يعلقوا أي تعليقات أن يراعوا حق الزمالة في تعليقاتهم وأن يحافظوا علي ألفاظهم لأنه من غير المقبول بأي حال من الأحوال هذه الألفاظ، وأطلب من السيد رئيس المجلس حذف هذه الألفاظ من المضبطة.