رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب: الوفد انتصر لكرامة المصريين



بعد أربعة أيام من اعلان نتيجة الجولة الأولي لانتخابات الشعب اتخذ المكتب التنفيذي لحزب الوفد قرارًا بالانسحاب من الانتخابات بعد أعمال عنف وبلطجة وتزوير سجلتها تقارير المجتمع المدني.

كانت حالة من الغضب والاستياء قد سادت مؤخرًا داخل لجان الوفد بالمقر الرئيسي والمحافظات احتجاجًا علي هذه الأعمال للمطالبة بالانسحاب من الجولة الثانية للانتخابات التي وصفوها بالمهزلة وما بين أغلبية مؤيدة للانسحاب وأقلية طالبت بالاستمرار شهدت أروقة الوفد حراكًا سياسيا كبيرًا فقد عقد المكتب التنفيذي اجتماعه وسط أجواء مشحونة بالغضب والترقب، واستمر الاجتماع ثلاث ساعات كاملة ما بين مداولات ومناقشات ومشاورات ولم يكن القرار فرديا ولا عاطفيا ولا حتي انفعاليا وإنما نبع من القاعدة العريضة للوفديين فقد استمع الدكتور السيد البدوي رئيس الوفد إلي وجهات النظر المختلفة وأخذ يناقش كل عضو علي حدة ويعرف منه أسباب القبول أو الرفض وشهد الاجتماع شدًا وجذبًا وعلت الأصوات لكنه لم يخل من سلامة النية والرغبة الشديدة في تحقيق المصالح العليا للبلاد واحداث نوع من التغيير للنهضة بالوطن والمواطن الذي يعيش حالة من البؤس الشديد وحالة متردية من الفقر المدقع.

اعترض محمد سرحان ورحب منير فخري عبدالنور والتزم محمد شردي ووضح بهاء أبوشقة وضرب فؤاد بدراوي أروع الأمثلة في حب الوطن فعندما سئل عن رأيه قال »لا يمكن أن أضحي بمصر من أجل مقعد فمصر عندي أغلي من كل المناصب«.

وهكذا تكون أخلاق الوفديين أمرهم شوري ولا تعنيهم المناصب تجمعت القلوب الوفدية حول رغبة حقيقية لاستعادة الدور التاريخي لحزب الوفد مستلهمين تراثه وثوابته بعيدًا عن أي مصلحة.

أكدوا انحيازهم للوطن متوحدين معه ضد من يحاولون التأثير علي ارادته والعبث في مصيره ومستقبله المشهد حقًا مهيب.. الاجتماع عاصف مصر كلها تنتظر القرار الحاسم بعد أن بكت

كثيرًا وعانت ممن استغلوا مقدراتها ونهبوا ثرواتها.. ترقب وانتظار. فضائيات ووكالات أنباء ومراسلو صحف محلية وعالمية يتشوقون لسماع القرار.

يخرج »البدوي« من شرفة القصر العريق مستلهمًا سير الزعماء الثلاثة سعد زغلول ومصطفي النحاس وفؤاد سراج الدين كأن التاريخ يعيد نفسه حاملاً في يده ورقة بيضاء تحمل حبًا لهذا الوطن.

وكبار الوفديين من حوله بدراوي وفخري ولكح علي يمينه وشردي وعبدالمنعم والجنديع علي يساره ليؤكدوا للدنيا بأسرها أن الوفد مازال وسيظل ضميرًا للأمة ـ لن يتحالف ضد مصالح الشعب أو يقايض بها من أجل حفنة من المصالح. أعلن »البدوي« قرار المكتب بالانسحاب الفوري من انتخابات الشعب وقال (لقد اخترنا الطريق الصعب الذي نرفض من خلاله أن نكون شهداء زور نروج لباطل).

وبذلك أعلن الوفد انحيازه للشعب وقطع الشك باليقين إنه لا حقيقة أبدًا لما رددته الأقلام الزائفة عن وجود صفقات للمقايضة والمزايدة علي مصالح الشعب والوطن..

واستقبل المصريون قرار الوفد بفرحة عارمة حتي الصحفيون والاعلاميون انفسهم الذين شهدوا تلك اللحظة هتفوا بأعلي أصواتهم »عاش الوفد ضمير الأمة« »يا بدوي احنا معاك لو خضت البحر خضناه وراك«.. وبذلك بقي أن نقول »افرحي يا مصر فقد انتصر الوفديون لكرامتك«.