رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خبراء: خطاب مرسى واضح ويحتاج لرؤى مستقبلية

 مرسي باستاد القاهرة
مرسي باستاد القاهرة

"عرض الرئيس المشاكل بشكل واضح ومبسط.. لكنه لم يطرح حلولا أو رؤية مستقبلية لعلاجها".

هكذا وصف عدد من الخبراء والمراقبين للشأن المصري الخطاب الذي ألقاء الرئيس محمد مرسي في إستاد القاهرة الدولي أمس السبت بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الـ 39 لنصر أكتوبر.
وفي خطابه الذي امتد لنحو ساعتين، استعرض مرسي ما جرى تحقيقه في الملفات الخمسة التي وعد في حملته الانتخابية بتنفيذها خلال المائة يوم الأولى من توليه مهام السلطة، وهي ملفات: الأمن والنظافة والمرور والوقود ورغيف الخبز.
الرئيس ا أجاد في عرض ما تم انجازه في هذه الملفات بشكل واضح ومبسط؛ حيث بلغ متوسط نسبة الانجاز في هذه الملفات مجتمعة 67% تقريبا، كما شرح بشكل واضح العقبات التي واجهت إنجاز هذه الملفات.
وبرغم هذا الوضوح والبساطة في عرض مشاكل الوطن، فقد غاب عن خطاب مرسي وضع حلول لهذه المشكلات أورؤية مستقبلية لعلاجها، كما يقول مصطفي حجازي، رئيس "مركز الفكر الاستراتيجي" بمصر، مضيفاً: "لم يتحدث مرسي عن مشروعات كبري أو قومية تعتزم الدولة القيام بها في المستقبل؛ وهو ما يشكك في وجود مشروع نهضوي متكامل لديه".
وكان الرئيس قد خاض الانتخابات الرئاسية التي فاز بها في ال 30 من يونيو الماضي بمشروع  أُطلق عليه مسمى "مشروع النهضة".
وفي حينها، قال حزب الحرية والعدالة - الذي ينتمي إليه الرئيس - إن المئات من الخبراء في شتى المجالات شاركوا في إعداد المشروع، لكن بعض القوى السياسية شككت في المشروع، واعتبرته مجرد عار انتخابي.
توفيق غانم، المحلل السياسي، رأى أن طرح مرسي رؤي مستقبلية للقضايا الكبرى وحلول للمشكلات التي وعد بعلاجها خلال فترة المائة يوم الأولى، كان أمراً ضروريا حتى ولو وعد المصريين بدراسة هذه المشاكل وطرح حلول لها خلال فترة زمنية محددة. واستغرب غانم عدم حديث الرئيس المصري عن "مشروع النهضة" الذي روجت له حملته الانتخابية.
وشهد استاد القاهرة الدولي أجواء احتفالية كرنفالية مساء أمس السبت حيث احتشدت فيه عشرات الالاف من الجماهير التي غلب عليها الحضور الإخواني،  وقبل بدء كلمته جاب الرئيس المصري جنبات الاستاد مستقلا سيارة مكشوفة لوح بها للحشود قبل أن يترجل ليقترب من المدرجات ويوجه تحية للحضور وسط هتافات حماسية مؤيدة له.
هذه الأجواء الحماسية رأها حجازي بصورة مختلفة، واصفاً أجواء الخطاب بأنها كانت "مسرحية مبالغا فيها"، مشيرا إلى أن مرسي ومن خلال تحية الجماهير من خلال سيارة مفتوحة "ظهر وكأنه بطل من أبطال حرب أكتوبر " رغم أنه لم يشارك في هذه الحرب من الأساس.
ورأى الخبير الاستراتيجي أن خطاب مرسي تضمن عددا من الرسائل، جاء في مقدمتها أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأنه زعيم شعبي يتحرك في موكب مفتوح وسط جمهوره.
وقال: "مرسي كان يخطب في مجموعة منتقاه وليس لجموع الشعب المصري؛ حيث كانت غالبية الحضور من جماعة الإخوان المسلمين، وهذه هي المرة الثانية التي يخطب فيها الرئيس في جمهوره من الإخوان المسلمين؛ حيث  كانت المرة الأولى أثناء اجتماعه مع ممثلي اتحاد طلاب مصر في قاعة المؤتمرات بمدينة نصر (في القاهرة). وتسيطر جماعة الإخوان على غالبية اتحادات الطلاب في الجامعات المصرية.
وكان مرسي قد انتقد في خطابه معارضيه الذين يأخذون عليه "إهدار مبالغ مالية كبيرة" بسبب إجراءات تأمين انتقاله لأداء صلاة الجمعة. وقال إن شائعات تتردد في بعض وسائل الإعلام حول أن أداءه لصلاة

الفجر يتكلف 3 ملايين جنية ( 500 ألف دولار)، وسأل منتقديه بشكل ساخر: "يعني كل ركعة بكام؟".  كذلك رد على الانتقادات التي تترد حول إهداره أموال طائلة في رحلاته الخارجية، وقال: "هذا كلام غير حقيقي يردده من يعملون لصالح النظام السابق".
حجازي انتقد حديث الرئيس عن معارضيه بأسلوب ساخر، معتبراً أن "إلحاح مرسي في الدفاع عن نفسه وتفنيد أقوال معارضيه، يظهره بمظهر المتحدث بلسان رئيس حزب وليس رئيس دولة".
وأضاف في هذا الصدد: "مشهد الاحتفال داخل الاستاد تضمن صورتين: الأولى جنود القوات المسلحة وهم يحيون ذكري أكتوبر ، والثاني جمهور الإخوان المسلمين الذي يحتفل بتمكين جماعته من الوصول إلي حكم مصر"، حسبما يرى الخبير الاستراتيجي المصري.
ورأى أنه "ينبغي على رئيس الدولة أن يتحدث لكل المصريين وبجميع أطيافهم؛ فالرئيس ما زال يراقب جماعته ويتحدث باللغة نفسها التي تتحدث بها الجماعة"، على حد قوله.
المحلل السياسي توفيق غانم اتفق مع حجازي في أن خطاب الرئيس المصري السبت كان في جزء كبير منه "خطاب رئيس حزب وليس رئيس دولة"، وقال: "الخطاب الرئاسي يجب أن يتعالى عن الخصومات السياسية ويكون علي المستوي الوطني".
ورأى غانم أنه رغم كل الملاحظات على الخطاب، فإن الرئيس مرسي قدم لأول مرة نموذج المحاسبة الشعبية في تاريخ رؤساء مصر بوقوفه لتقديم  كشف حساب المائة يوم للشعب .
من جانبه، رأى عبد الله شحاته رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة أن مرسي كان موفقا في خطابه، مشيرا إلى حديثه كان منصبا على تقديم كشف حساب بما تم إنجازه خلال المائة يوم الأولى من توليه الحكم.
وأضاف شحاته لمراسلة الأناضول: "الرئيس حاول من خلال خطابه استغلال عبور أكتوبر في استنهاض همم الشعب المصري؛ لمواجهة الصعوبات الاقتصادية الراهنة وعبورها بسلام".
واعتبر أن الرئيس غير مطالب بالكشف عن أليات وخطط حل المشكلات التي تواجه الوطن؛ لأن ذلك من مهام ودور الحكومة التنفيذية التي عليها أن تقدم للجمهور تقارير عن خططتها والياتها، كما يقول القيادي في حزب الحرية والعدالة.
واعتبر أن الخطاب "في مجملة كان جيدا ووصل للشارع المصري، لكن المعارضة لن يرضيها ذلك، ولو كان جمال عبد الناصر الرئيس الأسبق انضم للحرية والعدالة وخطب في الجمهور لاعترضوا عليه".