رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إسرائيل تخترق سيناء بـ«قط الصحراء» و«فرق الموت»

الكتيبة 33 أول من
الكتيبة 33 أول من نقلت معلومات فضيحة رفح لقيادة الجيش الصهي

منذ اندلاع ثورة 25 يناير المصرية، وإسرائيل تنظر إلى مصر الجديدة نظرة خوف وتربص، تارة بزعم تنامى التهديدات القادمة لها من شبه جزيرة سيناء، وأخرى بزعم مخاوفها من إلغاء أو تعديل اتفاقية كامب دفيد، وغيرها من الاسباب الملفقة التى تتخذ منها ذريعة إما للتدخل فى شئون مصر، أو فرض شروط ليس من حقها على الأداء السياسى والأمنى المصرى، وهى فى كل هذا تضع عينها على سيناء فى انتظار اى فرصة للانقضاض عليها لتهديد الجبهة المصرية، ولغرس شوكة احتلال جديدة، والعودة بمصر إلى خطوات خطيرة للوراء.

وقد قامت إسرائيل منذ الثورة بتفعيل الكتيبة 33 أو التى يطلق عليها اسم «قط الصحراء» بجانب فرق المستعربين المعروفة باسم «فرق الموت»، وذلك للتغلغل فى سيناء، والاندساس بين البدو خاصة فى المناطق الحدودية المصرية، وليس من المستبعد ان تكون فرق المستعربين وراء جريمة رفح بصورة أو بأخرى، تحت حماية كتيبة «قط الصحراء».. «الوفد» تكشف فى السطور التالية الأسرار وراء تنشيط قط الصحراء وفرق الموت على حدود مصر وفى سيناء.
«بمجرد أن خرج شباب مصر إلى التحرير للمطالبة بإسقاط نظام مبارك، الذى كان بمثابة صمام الأمان لإسرائيل وعلاقتها مع مصر، إلا وأصدرت حكومة تل أبيب توجيهات إلى وزارة الدفاع لتنشيط كتيبة «كاركال» أو ما يطلق عليه عسكرياً (الكتيبة 33)، وتتبع قوات المشاة فى الجيش الصهيونى ويضم مقاتلين شباباً وفتيات، وكان اسمها السابق كتيبة «قط الصحراء» نسبة لمقاتلى «البلماخ» التى أقيمت فى العام 1943، بمبادرة من قائد «البلماخ» فى حينه «إسحاق سديه» ونائبه يغئال آلون، وهم المقاتلون اليهود الذين سقطوا فى معركة قط الصحراء ضد القوات المصرية، والآن تتبع هذه الكتيبة وحدة «ساغي» التى تعمل تحت لواء شعبة القيادة الجنوبية من قوات الجيش الإسرائيلى، ويرتدى جنودها قبعة خضراء زاهية وحذاء أحمر، وقد تم اعادة نشر هذه الكتيبة بعد تفعيلها بقوة على السياج الحدودى مع مصر، ويحمل جنود هذه الوحدة بنادق واسلحة نارية متطورة، ويتدربون طيلة فترات طويلة على مختلف الاسلحة بما فيها المدافع الرشاشة والأسلحة المتطورة والقنابل اليدوية، وقذائف الهاون.
ومؤخرا صدرت الأوامر للكتيبة بتجاوز نشاطاتها الرئيسية الأمنية على الحدود المصرية، والتى تتمثل فى منع عمليات التسلسل إلى إسرائيل، ومنع وإحباط عمليات التهريب على الحدود (المخدرات والأسلحة، والسجائر، وغيرها)، فضلاً عن جمع الأفارقة الذين يعبرون الحدود، وذلك بجانب مهامهم العسكرية القائمة أصلاً فى منطقة المرج والبحر الميت وإيلات، وتمثلت الأوامر الجديدة بالتدخل الرادع لحماية حدود إسرائيل من أى عمليات تسلل عبر الحدود المصرية إلى إسرائيل، والقيام بعمليات قتالية بالتعاون مع نقاط تفتيش للشرطة الصهيونية على الطرق فى المدن الجنوبية، وكذلك منع دخول الأسلحة إلى داخل المدن، والتعامل المباشر ضد الفدائيين الذين يحاولون الوصول إلى المنطقة الحدودية والقيام بعمليات فدائية ضد الصهاينة.
وذلك يعنى أن أى اختراق أو تسلل عبر الحدود المصرية الإسرئيلية، كان سيتم كشفه منذ أول دقيقة، ولا يحتاج هذا إلى شىء عبقرى فلو كانت العناصر التى نفذت جريمة رفح قد تحركت من غزة أو أى بقعة فى فلسطين، لكانت كتيبة قط الصحراء قد ضبطتها منذ البداية ومنعتها من تنفيذ جريمة رفح حيث تعمل هذه الكتيبة بيقظة ونشاط فريد تحت قيادة يعقوب «بن فى»، ويرجع سر وصول القوات الإسرائيلية المبكر إلى من نفذوا عملية رفح إلى كتيبة «قط الصحراء» والتى قامت عناصر منها بمطاردة المنفذين وإطلاق النيران عليهم، وتدمير المدرعة المصرية المختطفة، ومن ثم إبلاغ وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للانتقال إلى موقع تدمير المدرعة المصرية وتسهيل الوصول إليها والتقاط الصور التذكارية امامها فى لقطات شماتة واضحة فى المصاب المصرى الفادح.
ومنذ ثورة يناير أيضاً، قامت إسرائيل بتنشيط فرق الموت أو المستعربين، وهى حسب موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، وحدات عسكرية سرية كانت تعمل فى فلسطين والبلاد العربية المجاورة منذ عام 1942، عندما قامت عصابة «الهاجاناه» الصهيونية بتشكيل وحدة من أعضائها للقيام بمهام استخباراتية، وتنفيذ عمليات تصفية جسدية، وتشريد للأسر الفلسطينية، ثم انقطع استخدام «المستعربين» خلال العقود الأربعة الأولى بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948، إلى أن تجدد فى نهاية ثمانينيات القرن الماضى، وتحديداً عند انطلاق الانتفاضة الأولى فى الضفة وغزة عام 1987، وبعد هذا التاريخ أصبح «المستعربون» تحت إدارة وتوجيه جيش الاحتلال الإسرائيلى، وتم تكليفها بالقيام بعمليات اغتيال للعرب من خلال تَسلُّل أفرادها إلى المدن والقرى العربية متخفين كعرب محليين، وهى وحدات تتكون من اليهود الذين كانوا فى الأصل من البلاد العربية، أو اليهود الناطقين بالعربية، أو يتم تدريبهم جيدا على اتقان هذه اللغة للتمكن بسهولة من الاندساس فى المجتمعات والدول العربية، للقيام بعدة مهام على رأسها تنفيذ عمليات قتل واغتيال لعناصر المقاومة الفلسطينية أو لكل من تشعر إسرائيل انه يهدد أمنها أو يمس سياستها.
ويعد الاغتيال جزءاً من عملها السرى، وقد نشطت هذه الفرق فى سيناء منذ الثورة المصرية، وازداد نشاطها مع تولى مرسى رئاسة مصر، وتم تكثيف عملها مع ترويج إسرائيل مزاعم تعرضها لصواريخ منطلقة من سيناء، وتتلخص المهام التى بدأت القيام بها بعد ثورة 25 يناير، فى التجسس ونقل المعلومات وكل ما يدور فى سيناء لإسرائيل، بالإضافة إلى إثارة الفتن والتوتر بين قبائل البدو، والوقيعة بينهم وبين الحكومة المصرية، وكذلك رصد عمليات تسلل المهاجرين غير الشرعيين

لإسرائيل، وأخيراً تنفيذ عمليات اغتيال وتصفيات جسدية للمصريين من البدو وبين أفراد قوات الأمن والجيش.
ومن أخطر ما يحيط بوحدات المستعربين هو ان عناصرها تشبه الفلسطينيين أو المصريين بصفة عامة، ويتم تدريبهم فى مناطق يتم تصميمها على هيئة نماذج القرى الفلسطينية والمناطق فى سيناء وعلى الشريط الحدودى ليعتادوا خلالها على نمط الحياة الفلسطينية والعربية، حتى لا يثيروا الشكوك فى شخصياتهم عندما يقومون بأعمال اختطاف واغتيال داخل المجتمع الفلسطينى أو خارج حدود إسرائيل أو حتى فى دول الصراع العربى مع إسرائيل على غرار مصر، سوريا، لبنان، الاردن، وقد اسندت لتلك الفرق عمليات اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية، والنشطين فى الضفة الغربية وقطاع غزة، وفى الخارج، فى إطار مخطط عام لتصفية القيادات الفلسطينية وفى قطاع غزة، يعانى المواطنون فى المنطقة الشرقية المتاخمة للخط الفاصل شرق القطاع، من ممارسات هذه الوحدات، التى عادة ما تستبق عمليات التوغل لجيش الاحتلال وتقتحم هذه المناطق وتستولى على منازل المواطنين وتخضعهم لعمليات تحقيق وتختطف عدداً كبيراً منهم وتنقلهم للتحقيق فى سجون الاحتلال.
ومنذ تولى محمد مرسى رئاسة مصر، عمدت إسرائيل إلى تفعيل وحدة المستعربين فى رفح، وعلى الشريط الحدوى مع مصر، وتم تكثيف وضع الخطط مع وحدات أخرى من الجيش الإسرائيلى ومع جهاز ‹الشين بيت› الذى يوفر المعلومات والخلفيات فى شأن الضحية المقصودة، وتم دعم هذه الوحدة من أعلى درجات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، من اجل تسهيل دس المستعربين بين صفوف الفلسطينيين فى غزة، وعلى الحدود وفى رفح، وفى سيناء لتحقيق أهدافهم الخبيثة، ومن الصعب اكتشاف هؤلاء المستعربين، حيث إنهم يقومون بإصدار هويات فلسطينية وعربية مزيفة، ويستخدمون السيارات العربية ويجيدون الحديث باللهجة الفلسطينية واللهجة البدوية السيناوية، لتسهيل قيامهم بأخطر وأقذر العمليات لصالح إسرائيل فى غزة وفى المناطق الحدودية من عمليات الاعتقال والاغتيال، فهم مدربون مثل قوات كوماندوز على عمليات الاختطاف والقتل بسرعة هائلة، ويكفى ان يذكر ان هذه الوحدة قتلت 422 فلسطينيا ما بين عامى 1988 و2004 فى عمليات سرية قذرة.
قد تم تكثيف عمل الوحدة مع ترويج إسرائيل مزاعم تعرضها لصواريخ منطلقة من سيناء، وتتلخص المهام التى بدأت القيام بها بعد ثورة 25 يناير، فى التجسس ونقل المعلومات وكل ما يدور فى سيناء لإسرائيل، ثانيا القيام بإثارة الفتن والتوتر بين قبائل البدو، والوقيعة بينهم وبين الحكومة المصرية أما أساليب «المستعربين» فى الاندساس بين العرب فتتنوع باختلاف المهام المطلوب منهم إنجازها، وطبيعة مسرح الأحداث، فهم ينتحلون صفة شخصيات فلسطينية، أو صفة طواقم طبية، ويكونون مجهزين بالأدوات الطبية التى تسهل لهم تخفيهم، أو انتحال صفة بدو فلسطينيين أو من سيناء أو حتى صحفيين ورجال اعلام اجانب، ومن المهام الكبيرة لهؤلاء أيضاً استقطاب عملاء لهم داخل التجمعات السكانية العربية فى فلسطين وخارجها فى نطاق مهمات استخبارية أو حتى عمليات، من خلال تقديمها رشاوى لعملاء عرب مثل (جمع الشمل، الحصول على تصاريح بناء، وتجارة، ومساعدتهم فى مراكز الشرطة، والدوائر الحكومية)، وتؤكد تقارير جهاز الشين بيت والاستخبارات الإسرائيلية ان «المستعربين» نجحوا فى التغلغل فى الدول العربية مثل سوريا ولبنان ومصر والعراق، للقيام بعمليات تخريب داخل هذه الدول، وإلصاق التهم بالفلسطينيين على غرار عمليات تخريب ضد كنائس يهودية فى بغداد.
وبهذا فإن أى تحقيقات مصرية فى عملية رفح الاجرامية لا يجب ان تتم بمعزل عن البحث والتحرى وراء نشاط كتيبة قط الصحراء الإسرائيلية ووحدة المستعربين تلك التى نشطت بشدة بعد 25 يناير للعمل ضد مصر لصالح أمن إسرائيل وازدادت حدة نشاطها منذ وصول مرسى إلى السلطة.