رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

و.بوست للبرادعي: مصر ليست وكالة ذرية


"هل يصلح البرادعي لرئاسة مصر؟".. تساؤل طرحته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، خاصة مع إعلان البرادعي اعتزامه الترشح للرئاسة ومشاركته الفعالة في الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك. وسعت الصحيفة اليوم الأحد الإجابة عن هذا السؤال خاصة أن البرادعي يعتبر من أبرز المرشحين حتى الآن لمنصب رئيس الجمهورية، المقرر عقدها خلال أشهر قليلة، لما يتمتع به من سمعة جيدة داخل مصر وخارجها، وشغله لمنصب المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

إلا أن الصحيفة استدركت بالقول إن إدارة منظمة مهما كانت كبيرة، ليس معناه إمكانية إدارة دولة مثل مصر بشكل جيد، فالبرادعي واحد من بين عدة شخصيات بارزة تسعى للانتقال من إدارة المنظمات العربية والدولية إلى قصور الرئاسة المصرية.

وتضيف الصحيفة أن:" الخبرة في الوكالات الدولية لا تضيف مزايا لصاحبها، فالأداء على المسرح العالمي عادة يعطي ثقل للشخصية وهيبة ومصداقية، لاسيما في المجتمعات الاستبدادية".

وبدأ البرادعي العمل بالوكالة الدولية عام 1980 وتدرج في المناصب خلال هذه السنوات واكتسب سمعة عالمية والكثير من الخبرة الدبلوماسية والاتصالات، وعندما حانت اللحظة السياسية الصحيحة وتنحى مبارك، فإن شخصية مثل البرادعي يمكن أن تدخل إلى عالم السياسة الداخلية بتفويض كبير من محبيه إلا أن العامل الأهم هو نظافة يده وسمعته الجيدة البعيدة عن الفساد.

وتعود الصحيفة إلى التساؤل هل هذه المهارات التي يتمتع بها البرادعي كافية كي تترجم إلى فاعلية على الساحة الوطنية، وبمعنى آخر، فإن إدارة منظمة دولية يحتاج إلى خبرة تنفيذية، ولا يمكن لتلك المنظمات اتخاذ قرارات مهمة دون موافقة الدول الأعضاء الرئيسية، وحتى إذا أخذت هذه القرارات فإنه نادرا ما يكون لديهم القدرة على تنفيذها.

وضربت الصحيفة مثالا على ذلك عندما رفضت أمريكا أن يتولى بطرس غالي ولاية ثانية في الأمم المتحدة بعد رفضه لمطلب أمريكا واشتباكه علنا مع سفيرة الولايات المتحدة وقتها مادلين أولبرايت،

في إشارة إلى أن استمرار البرادعي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان بسبب تنفيذه لرغبات واشنطن.

وتحدثت الصحيفة عن أن البرادعي كان أكثر من بارع في إدارة الضغوط السياسية التي يتعرض لها، والفترة التي سبقت غزو العراق عام 2003 مثالا لمهاراته، حيث امتثل لإرادة الولايات المتحدة وأعلن بوضوح أن العراق لم يمتثل لقرارات الأمم المتحدة التي تطالبه بنزع سلاحه النووي، في حين أن المعارضين للعمل العسكري أعربوا عن أملهم في أن البرادعي يمكنه أن يدحض الشائعات الأمريكية بشأن أسلحة الدمار الشامل، فقد كانت المنظمة ورئيسها تحت ضغط هائل.

تشير الصحيفة إلى أن البرادعي وتصريحات بشأن العراق كانت نموذجا للغموض، ولكن بعد حصوله على جائزة نوبل للسلام، أصبح أكثر جرأة في تصريحاته ومعارضته لمواقف أمريكا ويبدى استعدادا للدخول في حرب مع أمريكا، ولكن خبرته تدفعه إلى تسوية الأمور.

وتوضح الصحيفة أن البرادعي لا يلقى قبولا لدى جميع المتظاهرين بميدان التحرير الذي يقولون إنه وصل في وقت متأخر جدا إلى مصر بعد اندلاع الثورة، ولكن البرادعي في الأسابيع الأخيرة انتقد الجيش وحث المصريين على معارضة مجموعة مقترحة من التعديلات الدستورية التي صاغتها لجنة من فقهاء القانون، وهذه ليست مواقف رجل الحذر رهانه باستمرار.