رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صور..أهالى العباسية: إحنا أبطال مش بلطجية

بوابة الوفد الإلكترونية

هناك حكمة شهيرة تقول "للحقيقة وجوه كثيرة".. وفي أحداث العباسية كانت الحقيقة من جهة واحدة فقط هي المعتصمين والبلطجية والجيش، وكانت العباسية هي الجانب الآخر الذي لم يتحدث عنه أحد، وعندما كان كثيرون يتحدثون عن المنطقة المنكوبة كانوا يقولون إنهم بلطجية يعتدون على المعتصمين السلميين.

ولأن وظيفة الإعلام الحقيقية هي تغطية الأحداث من جميع الوجوه ومحاولة عرض وكشف الحقائق للرأي العام بأكبر قدر من الموضوعية والمصداقية فقد دخلت "بوابة الوفد" الاليكترونية إلى العباسية والتقت مع عدد كبير من أهلها وتجولت في شوارعها وحاراتها في محاولة لاستجلاء الحقيقة.

عندما تدخل ميدان العباسية عند موقف الأوتوبيس، تجد بوسترين كبيرين لاثنين من ضحايا الأحداث الأخيرة، الأول هو رأفت رضا الشهير بـ"قطة" والثاني هو مصطفى إسماعيل الشهير بـ"مصطفى كاوتشه".

تبدأ رحلة اللقاءات مع أشرف عامر صاحب مكتبة "عين شمس" في وسط الميدان، عرضنا عليه أولا الحديث عن الأحداث فكان رده مشجعا: يا ريت يا أستاذ.. انا عاوز أتكلم وأقول اللي في نفسي.

قال عامر: البداية هي الاعتصام الذي أدى إلى وقف المرور في شارع الخليفة المأمون وهو ما أثر سلبيا على أهالي المنطقة وهم من أصحال الحرف ومن يحصلون على قوت يومهم بـ"اليومية" خاصة من منطقة "الوايلية".

وأضاف بقوله "في البداية ذهب وفد إلى المعتصمين وطالبهم بفتح الطريق والاعتصام في الحديقة أو على الأرصفة، ولكنهم رفضوا ووقعت مشادات بينهم وبين أهالي العباسية، وتطورت المشادات إلى اعتداءات بين الطرفين، وهو ما أثار غضب أهالي المنطقة، الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الاعتصام سوى أنهم أكبر المتضررين منه.

ومضى يقول "مساء يوم السبت 28 إبريل خرج بعض شباب العباسية وصعدوا على الكوبري وألقوا بالطوب على المعتصمين في محاولة لتفريقهم وإنهاء الاعتصام. علمت بعدها أن هناك سيارتان "كيا سيراتو" مصحوبتين بـ دراجات بخارية أتوا بشكل مفاجئ من أسفل الكوبري وأطلقوا الرصاص والخرطوش باتجاه المعتصمين من أجل إشعال الفتنة بينهم وبين الأهالي، مما أدى إلى مقتل أحد المعتصمين على حد علمي".

وتابع عامر بقوله "اشتعلت الأوضاع بشكل مفاجئ فجر يوم الأربعاء 2 مايو، عندما دخلت سيارة كبيرة محملة بأكثر من 20 ملتحي إلى المنطقة ومعهم أسلحة آلية و"كبّاسات" وهو سلاح يستخدم في إطلاق دفعات من البلي والرصاص، وفي هذا الوقت أصيب رأفت رضا الشهير ب"قطة" برصاصة قنّاص من مسجد النور مما أدى إلى مقتله، وقام بعض الأشخاص بسحله وتقطيعه بالسنج، وبعدها قتل شخص آخر من العباسية اسمه مصطفى إسماعيل برصاصة في رأسه أيضا، وهو ما أشعل غضب الأهالي".

حرب شوارع

وأشار إلى أن المنطقة شهدت حرب شوارع حقيقية استخدمت فيها كم كبير من الأسلحة النارية، وتم العثور على رجلين ملتحيين مذبوحين في مترو الأنفاق، وعندما اتصلنا بالشرطة والجيش في الساعة السابعة صباحا لنجدتنا من المعركة لم يصلوا إلى في الثانية والنصف ظهرا، وقال عامر إن يوم الجمعة الماضي كان يوما رهيبا، حيث كان الغضب قد عمّ الأهالي الذين اعتدوا على المتظاهرين الذين حاولوا الهروب من العباسية بعد أن قام الجيش بفض الاعتصام.

وقال إن عددا كبير من أصحال المحال حرروا محاضر ضد حازم صلاح أبو إسماعيل بوصفه احد المحرضين على الأحداث التي ألحقت أضرارا في عدد كبير من محال المواطنين ومقتل آخرين.

انتقلت "بوابة الوفد" إلى شخص آخر يدعى "سيد" وهو قريب ل"قطة" أحد ضحايا الأحداث، قال الحاج سيد: كله بسبب 6 إبريل وأنصار أبو إسماعيل. 6 إبريل عملوا مسيرة شتموا فيها أهالي العباسية بأبشع الألفاظ يوم الجمعة 27 إبريل، وبعدها جاء أشخاص ملتحون مسلحون وهجموا على البيوت وهم يقولون الله أكبر.. فيه إيه يا أستاذ هو إحنا يهود ولا إيه؟.

ويلتقط "خالد علي" وهو خال "قطة" طرف الحديث ويقول: جاءت 6 إبريل في مسيرة قالت فيها "واحد اتنين خ...ات العباسية فين" وكان معهم حركة حازمون ومعهم أسلحة وكبّاسات، واشتعلت المعركة فجر الأربعاء بعد مقتل اثنين من شباب العباسية برصاص قناصة من مئذنة مسجد النور.

من جانبه قال أيمن بخيت: دول لا يمكن يكونوا مصريين أو مسلمين، دول كفرة. اقتحموا شوارع المنطقة وضربوا علينا نار، وقعدوا يقولوا "لو

عاوزينها ليبيا هنخليها سوريا"، يا أستاذ والله العظيم شباب العباسية مش بلطجية، دول أبطال لأنهم دافعوا عن ديارهم وأعراضهم.
 

كذب سلامة وابو اسماعيل

ويعود خالد علي للحديث مرة أخرى بقوله: دول عملوا من مسجد النور مركزا لقنص الأهالي ومخزن للأسلحة، وبعدين الشيخ حافظ سلامة يقول المسجد لم يكن به أسلحة ولا مسلحين، ده راجل كذاب، حسبنا الله ونعم الوكيل فيه وفي أبو إسماعيل، يا أستاذ أنا كرهت الملتحين، أنا آسف لحضرتك على اعتبار إنك ملتحي زيهم، والله شفتهم بيسلموا على بعض وبيقولوا "حازم كرامة" بدل "السلام عليكم".

وحول ما قاله نواب البرلمان مثل محمد البلتاجي بأن البلطجية كانوا يحصلون على الأسلحة من قسم الوايلي، قال علي: محصلش أبدا، إحنا كنا بنروح للقسم نستغيث من اللي بيحصل ولا حياة لمن تنادي، أنا كرهت بتوع الإخوان اللي بيشتغلوا علشان أغراضهم بس.

وهنا يدخل شاب يدعى كريم، قال إنه من شباب الثورة، وأكد أن المعتصمين لم يكونوا سلميين وكان معهم خرطوش وآلي وكباسات، وأنه حاول فض الاشتباكات صباح الأربعاء بين الطرفين إلا أنه أصيب بخرطوش أطلقه المعتصمون.

تنتقل "بوابة الوفد" إلى منطقة أخرى داخل العباسية، وعلى مقهى شعبي تلتقي بشقيق الراحل مصطفى الذي كان جالسا في حالة حزن وشرود، قال محمد مرسي أحد سكان الشارع إنه رأى بعينيه مسلحين يحملون أسلحة آلية اقتحموا الشارع وهم يهتفون: الله أكبر.. لو فيكم راجل يطلع لنا.

وأكد مرسي أن الأهالي اضطروا للدفاع عن أنفسهم خاصة بعد أن قام معتصمون بتعذيب شاب يدعى أحمد عادل، وهو يعاني من مرض نفسي، لمجرد علمهم أنه من سكان العباسية. وأشار إلى أن والد أحمد ظهر على قناة "دريم" مع الإعلامي وائل الإبراشي خلال الأحداث.

وأضاف مرسي بقوله "عيب والله أن يتحول مسجد النور إلى ترسانة أسلحة ومركز للقناصة الذين قتلوا اثنين من خيرة شباب المنطقة، وبعدين ييجي يوم الجمعة والشيخ حافظ سلامة يقول في ميكروفون المسجد: حي على الجهاد.. هو فيه ايه، هو إحنا يهود هيجاهد ضدهم ولا إيه؟، وبعدين جندي الجيش يتقتل من قناص فوق مئذنة المسجد، حسبي الله ونعم الوكيل في سلامة وأبو إسماعيل".

في نهاية الحوار يظهر شقيق آخر لمصطفى إسماعيل، ويرن جرس هاتفه المحمول، على الطرف الآخر صديق له يقول: الحمد لله أنا ربنا رزقني بولد سميته مصطفى.

خلال طريق الخروج من العباسية التقيت باثنين من تجار العباسية قدرا، قالوا لي نفس السيناريو، قناصة وكباسات وأسلحة آلية، ووجها الشكر للجيش لأنه فضّ الاعتصام، وفجأة تظهر سيدة تقول لي عندما علمت أنني صحفي: ياريت تفهم الناس يا أستاذ إننا مش بلطجية، إحنا ناس في حالها وتم الاعتداء عليهم بدون ذنب، حرام عليكم، قولوا للناس الحقيقة.

فيديو أحد مصابي العباسية

http://www.youtube.com/watch?v=rWlHcrHhIUo